فينيكس (الولايات المتحدة) "أ ف ب": أعلن دونالد ترامب عزمه إلغاء أوامر الرئيس الأمريكي جو بايدن المتعلقة بتشديد القيود على الهجرة غير النظامية، وذلك خلال لقاء انتخابي كان الأول يعقده منذ إدانته في قضية جنائية.

ولوّح الجمهوري المرشح لمنافسة بايدن في الانتخابات الرئاسية في وقت لاحق من العام الحالي، بفرض رسوم على الدول التي لا تضبط تدفق المهاجرين إلى الولايات المتحدة، في إطار سعيه لتحقيق رصيد انتخابي في قضية تظهر استطلاعات الرأي أهميتها للناخبين.

وسأل أحد المشاركين في اللقاء الذي عقد الخميس في مدينة فينيكس بولاية أريزونا في جنوب غرب الولايات المتحدة، ترامب عما سيقوم به لوقف تدفق الداخلين الى الولايات المتحدة عبر الحدود الجنوبية، بما يشمل مهاجرين من الصين ودول الشرق الأوسط.

وأكد ترامب أنه سيتخذ إجراءات اقتصادية للتعامل مع المسألة. وأوضح "لدينا قوة اقتصادية هائلة ... اذا تصرفت الصين أو دولة أخرى بشكل سيئ، لدينا أمور تسمّى رسوم وهي شديدة للغاية".

أضاف "سنكون قاسين للغاية واذا لم يتصرف بلد ما كما يجب، سنفرض رسوماً جمركية" ضخمة عليه، من دون أن يقدم تفاصيل بشأن حجمها أو طبيعتها.

وكان هذا اللقاء الانتخابي الأول لترامب منذ إدانته أواخر مايو بـ34 تهمة في قضية تزوير مستندات محاسبية لإخفاء دفع أموال لشراء صمت ممثلة أفلام إباحية سابقة بشأن علاقة جنسية مفترضة بينهما.

وبعد خطابه خلال هذه الفعالية، أتاح ترامب لأنصاره طرح الأسئلة التي تمحورت حول قضايا شتى منها كلفة المعيشة، والهجرة التي تشير استطلاعات الرأي الى أنها تتصدر اهتمامات الناخبين المدعوين الى اختيار رئيس جديد للبلاد في الخامس من نوفمبر.

وأعلن الديموقراطي بايدن الثلاثاء أنه قرّر فرض قيود جديدة على دخول المهاجرين لضبط "الأمن" عند الحدود مع المكسيك، في محاولة لمعالجة إحدى نقاط ضعفه السياسية في معركة إعادة انتخابه أمام ترامب.

ويسمح الأمر التنفيذي الصادر عن بايدن بعد طول انتظار، للمسؤولين بالتصدي لطالبي اللجوء والمهاجرين عندما يصل عددهم إلى 2500 يوميا. وبموجبه، ستتمكن السلطات من ترحيل المهاجرين الذين عبروا إلى الولايات المتحدة من دون الوثائق المطلوبة.

وسيسمح لطالبي اللجوء بالدخول مجددا ما أن يتراجع العدد اليومي إلى 1500.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

FT: ترامب يهدد بتحويل الولايات المتحدة إلى دولة مارقة

نشرت صحيفة "فايننشال تايمز" مقال رأي للمعلق جدعون راتشمان قال فيه إن الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب يخاطر بتحويل بلاده إلى دولة مارقة، في إشارة للتصريحات التوسعية التي أطلقها بشأن جيرانه والسيطرة على قناة بنما والاستيلاء على جزيرة غرينلاند التابعة للدنمارك.

وبدأ الكاتب بالإشارة إلى تصريحات السفيرة الكندية في واشنطن والتي قالت فيها: "أعتقد أن الرئيس المنتخب يمزح قليلا"، وذلك في رد على اقتراح ترامب الأول بأن تصبح بلادها الولاية الأمريكية رقم 51.

و"النكتة" الخطيرة هي إحدى طرق ترامب المفضلة للتواصل، مع أن الرئيس القادم تحدث الآن بتفاصيل عن طموحه لضم كندا إلى الولايات المتحدة لدرجة أجبر فيها ساسة كندا إلى التعامل مع كلامه على محمل الجد، ورفضها علنا.



ويقول راتشمان إن عزاء الكنديين الصغير هو أن ترامب استبعد القيام بغزو شامل لأراضي بلادهم، واستبدله بتهديدهم اقتصاديا. وبالمقابل رفض استبعاد الخيار العسكري لاستعادة السيطرة على قناة بنما وجزيرة غرينلاند التي تتمتع بحكم ذاتي تابع للدنمارك.

وتساءل الكاتب إن كان هناك المزيد من المزاح الخفيف؟ مشيرا إلى أن المستشار الألماني ووزير خارجية فرنسا أخذوا تهديدات ترامب على محمل الجد لدرجة حذرا فيها  قائلين إن غرينلاند هي أراض تابعة للاتحاد الأوروبي وينطبق عليها بند الدفاع المشترك.

وبعبارات أخرى، فقد تتتهي الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، على الأقل نظريا، إلى حرب من أجل جزيرة غرينلاند.

ويعلق الكاتب إن المدافعين عن ترامب والمتملقين له يتعاملون مع الأمر بكونه "مزحة كبيرة"، وقد أشارت صحيفة "نيويورك بوست" إلى "عقيدة مونرو"، وهي رسالة تعود إلى القرن التاسع عشر للأوروبيين بعدم التدخل في النصف الغربي من الكرة الأرضية، حيث تم تعليم غرينلاند بعلامة "إنها أرضنا". وسخر النائب الجمهوري براندون غيل قائلا إن على الكنديين والبنميين والغرينلانديين الشعور بالفخر من فكرة تحولهم إلى مواطنين أمريكيين.

إلا أن "حقوق الأمم الصغيرة ليست مزحة" كما يقول راتشمان، و"لأن السيطرة بالقوة على بلد من جار قوي هو جرس إنذار كبير للسياسة العالمية. وهو إشارة  عن دولة مارقة تزحف للأمام".

ولهذا السبب أدرك التحالف الغربي أن دعم مقاومة أوكرانيا للغزو الروسي أمر مهم جدا. وهو السبب أيضا الذي حدا بالولايات المتحدة في بداية التسعينات من القرن الماضي إلى تجميع تحالف دولي بهدف طرد العراق من الكويت.

وأشار الكاتب إلى أن الاعتداءات على الدول الصغيرة كانت سببا في اندلاع حربين عالمتين. وعندما عجز مجلس الوزراء البريطاني في عام 1914 عن تحديد ما إذا كان ينبغي خوض الحرب مع ألمانيا، كتب ديفيد لويد جورج، الذي أصبح فيما بعد رئيسا للوزراء، إلى زوجته: "لقد حاربت بشدة من أجل السلام، ولكنني توصلت إلى استنتاج مفاده أنه إذا تعرضت الجنسية البلجيكية الصغيرة لهجوم من ألمانيا فإن كل ما آمنت به سيصبح في جانب الحرب".

وفشلت بريطانيا وفرنسا بطريقة مخزية بتوفير الحماية لدولة تشيكوسلوفاكيا من النازية الألمانية عام 1938. واكتشفتا في غضون عام مدى الخطأ الذي ارتكب ومدا يد العون إلى بولندا ووفرتا لها الضمانات الأمنية، حيث كانت هذه هي الدولة التالية على قائمة ألمانيا النازية. وكان غزو بولندا بداية للحرب العالمية الثانية.

ويضيف راتشمان أن أنصار ترامب يرفضون بشدة أي مقارنة بين خطابه وخطاب المعتدين من الماضي أو الحاضر. وهم يزعمون أن مطالبه تهدف في الواقع إلى تقوية العالم الحر والوقوف ضد الصين الاستبدادية وربما روسيا أيضا. وقد برر ترامب طموحاته التوسعية في كندا وغرينلاند وبنما على أساس الأمن القومي.

كما يسوق أنصاره جدالا آخر  لتبرير تهديدات ترامب وأنها مجرد أسلوب تفاوضي. ويقولون إنه يقوم بالضغط المطلوب على الدول الحليفة لعمل ما هو ضروري، ومن أجل منفعة التحالف الغربي.

وفي نهاية المطاف ألا يطالب عدد كبير من سكان غرينلاند البالغ عددهم 55,000 الاستقلال عن الدنمارك؟ ألا يشعر الكنديون بإحباط من النخبة التي تدعم فكرة "اليقظة" وتدير بلادهم؟

ولكن هذه هي حجج واهية، فمن المشروع محاولة ترامب إقناع الغرينلادنيين بأن حياتهم ستكون أفضل لو كانوا أمريكيين، إلا أن التهديد بالعمل العسكري والإكراه هو أمر شائن. وكذا مزاعمه بأن  سكان كندا يحبون الانضمام إلى الولايات المتحدة، هي مجرد وهم، فقد رفضت نسبة 82% من سكان كندا الفكرة في استطلاع جرى قبل فترة قريبة.

أما محاولة ربط التهديدات هذه باستراتيجية كبرى لمواجهة الصين، فتصريحات ترامب على غرينلاند وبنما وضم كندا، تمثل هدية كبرى لكل من الصين وروسيا.

فلو زعم ترامب أنه من المشروع سيطرة بلاده على قناة بنما وغرينلاند، فلماذا لا يحق لبوتين الزعم بأن السيطرة على أوكرانيا هي ضرورة استراتيجية؟ وإذا كان بوسع النائب غيل الزعم بأن توسيع حدود أمريكا هو "قدر محتوم"، فمن ذا الذي سيقف في وجه شي جين بينغ، عندما يصر على  ضم تايوان للصين باعتباره قدر الصين المحتوم؟

ومن المعروف أن روسيا والصين تحلمان منذ وقت طويل بتفكيك التحالف الغربي، ومن هنا يقوم ترامب بالمهمة نيابة عنهما. 



وفقط، قبل بضعة أسابيع، كان من المستحيل أن يحلم الكرملين برؤية مجلة الأخبار الرئيسية في كندا تنشر قصة  على غلافها بعنوان: "لماذا لا تستطيع أمريكا غزو كندا". وكانت فكرة استحضار الزعماء الأوروبيين لبند الدفاع المتبادل في الاتحاد الأوروبي ضد الولايات المتحدة ــ وليس روسيا - يبدو أيضا وكأنه خيال، ولكن هذه هي الحقائق السياسية الجديدة.

وحتى لو لم ينفذ ترامب وعيده، فإنه ألحق ضررا كبيرا بمكانة أمريكا العالمية، وهو لم يتول منصب الرئاسة بعد. ويظل من المستبعد أمر ترامب بغزو عسكري شامل لغرينلاند، مع أن محاولته إلغاء الانتخابات عام 2020 كان أمرا مستبعدا. ومن غير المرجح أيضا أن يتم ترهيب كندا حتى تتنازل عن استقلالها.

 و"لكن حقيقة أن الرئيس القادم يمزق المعايير الدولية هي كارثة. وأي سخرية من "نكات" ترامب في غير محلها، ما نشهده هو مأساة، وليس كوميديا".

مقالات مشابهة

  • إلغاء المادة الملونة بالأحمر للأطعمة في الولايات المتحدة
  • الولايات المتحدة تكشف عدد شاحنات المساعدات التي ستدخلها لغزة
  • FT: ترامب يهدد بتحويل الولايات المتحدة إلى دولة مارقة
  • ترحيل المهاجرين.. رئيس الوزراء الفرنسي يخرج عن صمته ويتخذ هذا القرار
  • "كنتُ اليد الحازمة التي كان العالم بحاجة إليها".. بايدن يخرج من البيت الأبيض منتشيًا بـ"إنجازاته"
  • بايدن: الصين لن تتفوق اقتصاديا على الولايات المتحدة.. وواشنطن ستقود تطور الاقتصاد العالمي
  • الصين تعارض قيود الولايات المتحدة على صادرات الذكاء الاصطناعي
  • بايدن: الصين لن تكون قادرة على تجاوز الولايات المتحدة اقتصاديًا
  • بايدن: الولايات المتحدة تنتصر ونحن في وضع قوة بينما خصومنا في حالة ضعف
  • ترامب يخاطر بتحويل الولايات المتحدة إلى دولة مارقة