قبل أن أحكم على أى شخص أو مسئول دائماً أضع نفسى مكانه فى ظروفه وإمكانياته وصلاحياته لأصل إلى ما يمكن أن أحققه وأقارنه بما قام به هذا المسئول سواء بالسلب أو الإيجاب وتسمى هذه النظرية «تبديل الكراسى».

وبين الحين وآخر كنا نرى بعض الهجوم على حكومة الدكتور مصطفى مدبولى، لا شك أن هناك أغراضاً عديدة وراء مثل هذا الهجوم، منها: أولاً، إضعاف الثقة بمدبولى وحكومته وبالديمقراطية ثانياً.

وهنا، أنا لا أدافع عن الدكتور مدبولى وحكومته، ولكننى أوضح بعض الحقائق لإنقاذ الرأى العام من محاولات التضليل والصيد فى الماء العكر.

الدكتور مصطفى مدبولى «رئيس الوزراء المكلف»، تحمل صعوبات كثيرة وكبيرة فى مرحلة بالغة الصعوبة والخطورة، تصدرها الإصلاح الاقتصادى، جائحة كورونا، حرب أوكرانيا، أزمة الدولار، الأحداث فى السودان وليبيا، حرب غزة.

ورغم ذلك حققت حكومة مدبولى إنجازات كثيرة، بداية من إنشاء مشاريع البنية الأساسية للدولة، إلى القضاء على العشوائيات، وتحديث الموانئ والمطارات وإنشاء المدن الجديدة والزراعة ومحاولات توطين الصناعة، وتأثير كل ذلك على الاقتصاد وجذب ثقة المؤسسات الدولية المعنية، بما أسهم فى جذب الاستثمارات الأجنبية.

وشاهدنا صفقة رأس الحكمة وهى الصفقة الأكبر من حيث الاستثمار المباشر لمصر.

كما حقق الاقتصاد المصرى معدلات نمو بشهادة المؤسسات الدولية المعنية جاوزت فى بعض الأحيان نسبة الـ5% ووصلت معدلات نمو تتجاوز الـ7%.

ولو أننا نظرنا إلى «الحرب الأوكرانية» سنجد أنها فرضت أعباء مالية على الاقتصاد، فقد كانت مصر تستورد 41% من الحبوب من روسيا وأوكرانيا قبل الحرب، ولولا الإصلاحات الاقتصادية التى تمت ومعدلات التنمية غير المسبوقة ما استطاعت مصر أن تتحمل أزمة كورونا.

وخسر الاقتصاد العالمى أكثر من 17 تريليون دولار منذ بدء تفشى فيروس كورونا، أى ما يعادل نحو 20% من الناتج الإجمالى العالمى، وفقاً لتقرير التجارة والتنمية الصادر عن «الأونكتاد» فى أكتوبر 2022.

الدولة بفضل سياستها بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى، تمكنت من تجاوز التداعيات السلبية للأزمات العالمية، وحققت إنجازات عديدة خلال السنوات الماضية.

واستطاعت حكومة الدكتور مدبولى الأولى، خلال ست سنوات (2018- 2024) ورغم كل التحديات التى مرت بمصر، العبور بالاقتصاد المصرى وبأقل الخسائر إلى بر الأمان، وكان الشعب المصرى بطلاً بمعنى الكلمة، إذ كان متفهماً بكل ما يحيط بالمنطقة من أزمات عالمية، وتداعياتها على الاقتصاد المصرى.

إن الغرض من تشكيل الحكومة هو مشاركة جميع مكونات الشعب المصرى، وبالتالى منح الشعور بالمشاركة الواسعة من أجل التعاون للوصول إلى الهدف المنشود من النهوض بالوطن.

إن تكليف الرئيس عبدالفتاح السيسى للدكتور مصطفى مدبولى بتشكيل الحكومة الجديدة، يأتى لأن «مدبولى» تراكمت لديه الخبرة الكبيرة، وخاض تداعيات الأزمة العالمية خلال الفترة الماضية بنجاح، وننتظر منه أن يأتى بمجموعة مؤلفة من أصحاب الاختصاصات والكفاءات من شخصيات معروفة بكفاءتها ونزاهتها وإخلاصها للوطن، كما أوضح بذلك الرئيس فى خطاب التكليف، كما تضمنت تكليفات الرئيس السيسى بشأن تشكيل الحكومة الجديدة مواصلة مسار الإصلاح الاقتصادى.

وأن الحكومة الجديدة ستعمل على تحقيق عدد من الأهداف، على رأسها الحفاظ على محددات الأمن القومى المصرى فى ضوء التحديات الإقليمية والدولية، ووضع ملف بناء الإنسان المصرى على رأس قائمة الأولويات، خاصة فى مجالات الصحة والتعليم، ومواصلة جهود تطوير المشاركة السياسية، وكذلك على صعيد ملفات الأمن والاستقرار ومكافحة الإرهاب بما يعزز ما تم إنجازه فى هذا الصدد، وتطوير ملفات الثقافة والوعى الوطنى، والخطاب الدينى المعتدل على النحو الذى يرسخ مفاهيم المواطنة والسلام المجتمعى.

على الرغم من أن الحديث عن «التكنوقراط» بدأ فى عشرينات القرن الماضى، فإنه لم يظهر كحركة بارزة إلا فى الثلاثينات، فخلال فترة الكساد الكبير تعالت الأصوات الداعية إلى التكنوقراطية فى الولايات المتحدة، وبات ينظر إليها على أنها طوق النجاة الذى سيخرج البلاد من الأزمة الاقتصادية التى فرضها الكساد، إذ ساد الاعتقاد بأن المهنيين ذوى المهارة العالية هم أكثر قدرة على حل مشكلات البلاد الاقتصادية.

ويقوم نظام «التكنوقراط» على فكرة أن القرارات التى يتخذها هؤلاء تكون أقرب للصواب لأنهم يعتمدون فى اتخاذ قراراتهم على البيانات والمناهج العلمية الموضوعية بدلاً من الاعتماد على آرائهم الشخصية.

أما مصطلح «تشكيل حكومة تكنوقراط» فيعنى اختيار المرشحين على أساس خبراتهم ومهاراتهم التقنية فحسب.

من هنا، كانت مطالبتى بتشكيل «حكومة تكنوقراط»، والتى تعنى اختيار المرشحين على أساس خبراتهم ومهاراتهم التقنية اللازمة لإدارة الاقتصاد، وكخبراء تقنيين سيكون أكثر إنتاجية وعقلانية. ويتخذ «التكنوقراط» قراراتهم بناء على البيانات والمناهج العلمية.

وأخيراً وليس آخراً أجد نفسى أتخذ نظرية تبديل الكراسى أساس النجاح وتعنى بسهولة ماذا لو كنت ستفعل بخلاف ما قام به الوزير المسئول فى ظل هذه الظروف التى مرت بها مصر والعالم.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: مجلس النواب حكومة الدكتور مدبولى الاقتصاد المصرى تشكيل الحكومة الجديدة

إقرأ أيضاً:

بتكلفة 115 مليار جنيه.. الحكومة: إنهاء المرحلة الثانية للتأمين الصحى خلال 3 سنوات

كشف الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء موعد انطلاق المرحلة الثانية من منظومة التأمين الصحى الشامل حيز التنفيذ. 

واوضح مدبولى خلال مؤتمر صحفى له، نقلته قناة “اكسترا نيوز”، انه تم توجيه وزير الصحة ببدء المرحلة الثانية من التأمين الصحى والتى تضم 5 محافظات بالتوازى، معقبا:" بداية من العام المالى القادم سيتم البدأ فى المرحلة الثانية والانتهاء منها خلال 3 سنوات".

مدبولي: حققنا نجاحا مع صندوق النقد الدولي ونقلنا لهم طلباتنا مدبولي: اتفاقية بين اقتصادية قناة السويس وموانئ أبوظبي لتطوير منطقة شرق بورسعيد

ولفت الدكتور مصطفى مدبولى، أن تكلفة تطبيق المرحلة الثانية من التأمين الصحى الشامل ستكون 115 مليار جنيه لـ 5 محافظات فقط. 

وأوضح مدبولى أن الـ 115 مليار جنيه خارج موازنة وزارة الصحة 

مقالات مشابهة

  • بتكلفة 115 مليار جنيه.. الحكومة: إنهاء المرحلة الثانية للتأمين الصحى خلال 3 سنوات
  • الحكومة: تطوير منطقة صناعية متكاملة فى شرق بورسعيد بمساحة 20 مليون متر
  • عادل حمودة يكتب: سفير ترامب الجديد فى إسرائيل: لا شىء اسمه فلسطين
  • زكريا فلاح الدقهلية البسيط يحلم بوا قع أفضل
  • تبديل العملة في السودان.. محاولة لضبط الاقتصاد وسط تحديات كبيرة (القصة الكاملة)
  • أخبار السيارات| مقارنة بين سيتروين C4X وكيا اكسيد .. شاهد.. سيارة مازدا CX90 موديل الجديدة
  • المستشار أسامة الصعيدي يكتب: الملكية الخاصة في حكم الدستورية بشأن العلاقة الإيجارية
  • دراسة تكشف مخاطر تهدد بقاء الاتحاد الاوروبى وتأثيراتها على الاقتصاد المصرى
  • رئيس الوزراء يهنئ الشعب المصرى بامتلاك أول مفاعل نووى
  • علاء عابد: الشائعات أخطر أدوات هدم المجتمعات وزعزعة استقرار الدول وتدمير الاقتصاد