حارة العالي بالحمراء.. تراث خالد ومزار سياحي آسر
تاريخ النشر: 7th, June 2024 GMT
حارة بلدة الحمراء هي من أجمل الحارات تشييدًا وتنظيمًا، وهي ثلاث حارات: حارة العالي والحارة الوسطى والحارة الحديثة، وحارة العالي من الحارات الجميلة في ولاية الحمراء، وتعد من الحارات المنظمة، وتتميز بقربها من شريعة الفلج.
وعن هذه الحارة، حدثنا حمود بن سعيد العبري قائلا: سميّت حارة العالي بهذا الاسم تيمُّنا بمجرى الفلج، حيث إن مصدر «مخرج ماء الفلج» يسمى العالي ويعرف عند «العامة» الماء الذي يأتي من الشريعة ويستخدم الماء فقط للشرب والطهي؛ لنظافته ولا يستخدم لأي غرض آخر، وربما سميت بذلك؛ لأنها تقع في مكان مرتفع وعالٍ، حيث إن الحارة تقع على سفح الجبل، ولا يوجد تاريخ معين يتحدث عن تاريخ بنائها لكن يتجاوز البناء فيها عن مائتي عام وفقًا لتاريخ أحد البيوت القديمة فيها، وهو منزل سالم بن مسعود بن راشد العبري -رحمه الله- وقام ببنائه بنفسه، ومن الواضح أنه ترك للأشخاص حرية بناء منازلهم في الحارة حسب قدراتهم وإمكانيتهم في هذا المجال ومن ثم يتم التنسيق بين الجيران حول الطرقات والسكك التي تربط بين منازل الحارة.
وأضاف: الحارة مكوّنة من بيوت متعددة ومترابطة وأغلبها من طابقين وبعضها من ثلاثة طوابق ويتفنن البعض في العمارة من حيث ارتفاع الأسقف في المبنى.
ويوجد في الحارة مسجد شيّد صغيرًا في بدايته ليستوعب السكان في تلك الفترة، وتم توسعته بإدخال برج حارة العالي الموجود غرب المسجد، وتم هدمه وإلحاقه ضمن حرم المسجد، وقام بهذه التوسعة خلف بن سالم بن حميد العبري -رحمه الله- لتصبح مساحته مع الصرح 200 متر مربع، وكان للمسجد دور في التعليم حيث كان منارة لحلق الذكر، ولتدارس القرآن الكريم وعلومه، بالإضافة لتدريس العلوم الشرعية.
ويضيف العبري: أما سبلة الحارة فحالها كحال السبل والمجالس الأخرى، فهي مكان للالتقاء بالأهالي، وحل المشكلات الاجتماعية، وشيدت من أجل التعارف، ومناقشة القضايا والأمور الثقافية والاجتماعية والاقتصادية، وتقام فيها الأفراح والأتراح حسب الزمن المحدد لكل مناسبة، والتواصل مع بقية الحارات والقرى، وترشيح ممثلين للحارة لمقابلة المسؤولين، ومخاطبتهم في المصالح العامة، وتقديم التهاني والتعازي.
أما مدرسة الحارة فقد شُيّدت خصيصًا لنشر مظلة العلم والمعرفة، وتعليم القرآن الكريم وعلومه، وتعليم الكتابة والقراءة، وعلوم الفقه مثل الصلاة والصيام والوضوء، وتشييدها كان من أهم الضروريات التي باشر لإقامتها سكان الحارة، والحاجة إليها كانت ملحة لتقوم بمهمة تعليم الأبناء والبنات على حد سواء.
وهناك جهود كبيرة بذلت من أجل إعادة ترميم بعض معالم الحارة التي باتت على وشك الانهيار، فكانت البداية بترميم مدرسة الحارة، وقام أحد القاطنين بإعادة بنائها وإصلاح سقفها وتأهيلها من جديد لتصبح أفضل مما كانت عليه سابقًا، وتم تزويدها بالتيار الكهربائي وتأثيثها بالكراسي والطاولات والفرش، وأصبحت مدرسة لتدريس النساء.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
إنقاذ 30 شخصًا خلال غرق لنش سياحي خلال رحلة غوص بالبحر الأحمر
شهدت منطقة أبوالكيزان بجنوب البحر الأحمر في الساعات الأولى من صباح اليوم الخميس، حادث غرق لنش سياحي يُدعى "نوران" خلال رحلة غوص سفاري، حيث نجحت فرق الإنقاذ في إنقاذ 30 شخصًا كانوا على متن اللنش، من بينهم 15 سائحًا أجنبيًا من جنسيات متعددة، و4 مواطنين مصريين، بالإضافة إلى 11 فردًا من طاقم اللنش المكون من بحارة وغطاسين.
تفاصيل الحادث وسير التحقيقاتكشفت التحقيقات الأولية أن اللنش "نوران" كان في رحلة غوص جنوب البحر الأحمر حينما تعرض لحادث أدى إلى غرقه بالقرب من منطقة الكيزان. وعلى الفور، تم نقل جميع الركاب وطاقم اللنش إلى متن اللنش "تالا" الذي كان متواجدًا بالقرب من موقع الحادث. وقد أكدت المصادر أن جميع الأشخاص الذين تم إنقاذهم بصحة جيدة ولم تسجل أي إصابات بين الركاب.
نقل الناجين إلى بر الأمانبعد تأمين جميع الناجين على متن "تالا"، توجه اللنش إلى مارينا بورت غالب في مرسى علم، حيث سيتم استكمال الإجراءات اللازمة من قبل الجهات المعنية. وتأتي هذه العملية كدليل على جاهزية فرق الإنقاذ البحرية في البحر الأحمر للتعامل مع الحوادث الطارئة بسرعة وفعالية، مما يعزز من سمعة المنطقة كوجهة آمنة للسياحة البحرية.
إجراءات السلامة واهتمام السلطاتوفي سياق متصل، أكد اللواء عمرو حنفي، محافظ البحر الأحمر، أن السلامة البحرية للسياح والعاملين في القطاع السياحي من الأولويات، مشيرًا إلى أهمية الالتزام بالإجراءات الوقائية والتفتيش الدوري على سلامة المراكب السياحية لضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث.