بوابة الوفد:
2025-01-31@01:33:17 GMT

أمال كبيرة وتحديات أكبر

تاريخ النشر: 7th, June 2024 GMT

خلال ساعات ننتظر التشكيل الجديد للحكومة الرابعة فى عهد الرئيس السيسي؛ قبل الخوض فى الحكومة الجديدة وتحدياتها المنتظرة، يجب أن نوجه الشكر والامتنان للدكتور مصطفى مدبولى وحكومته السابقة، أصابوا وأخطأوا لكن لا أحد ينكر الجهد الكبير الذى قامت به الحكومة فى ظروف بالغة الصعوبة والحساسية؛ حكومة مدبولى السابقة حكومة سيئة الحظ، لم تفرح بجنى ثمار جهودها، خاضت مسار الإصلاح الاقتصادى الأصعب فى تاريخ مصر، ووقتما حان وقت القِطْفُ، جاءت الرياح بما لا تشتهى السفن أزمات كبيرة متتالية؛ وباء، تبعه حرب ضربت إمدادات غذاء العالم فى مقتل ورفعت أسعار الطاقة وتسببت فى اضطراب الأسواق.

كنت أحد الحاضرين لمؤتمر حكاية وطن العام الماضي، استمتعت للعرض المطول للدكتور مدبولى حول جهود حكومته فى كافة القطاعات والمجالات، أنهاه الرجل بتأثر شديد بدا واضحا للجميع كم هو مضغوط، لم يدخر جهدا هو أو حكومته لكن الظروف كانت أصعب.
الآن حكومة جديدة تتشكل، لكن مع الأسف تستمر الظروف الصعبة، ظرف إقليمى حساس ودقيق جنوبا وشرقا وغربا، يمس الأمن القومى المصرى بشكل مباشر، اضطرابات تضغط على اوصال الاقتصاد المصرى، المضغوط بالأساس، لذلك كان خطاب التكليف الرئاسى الجديد للدكتور مدبولى واضحا «تشكيل حكومة جديدة، من ذوى الكفاءات، والخبرات والقدرات المتميزة، تعمل على تحقيق عدد من الأهداف، على رأسها الحفاظ على محددات الأمن القومى المصرى فى ضوء التحديات الإقليمية والدولية، ووضع ملف بناء الإنسان المصرى على رأس قائمة الأولويات، خاصة فى مجالات الصحة والتعليم، ومواصلة جهود تطوير المشاركة السياسية، وكذلك على صعيد ملفات الأمن والاستقرار ومكافحة الإرهاب بما يعزز ما تم إنجازه فى هذا الصدد، وتطوير ملفات الثقافة والوعى الوطني، والخطاب الدينى المعتدل، على النحو الذى يرسخ مفاهيم المواطنة والسلام المجتمعى». 
وهو خطاب يتعاطى مع طموحات وأمال المصريين فى تجاوز هذه المرحلة الصعبة من الضغوط والأعباء الاقتصادية والتضخمية؛ وهو ما أكد عليه التكليف الرئاسى بضرورة العمل على «مواصلة مسار الإصلاح الاقتصادي، مع التركيز على جذب وزيادة الاستثمارات المحلية والخارجية، وتشجيع نمو القطاع الخاص، وبذل كل الجهد للحد من ارتفاع الأسعار والتضخم وضبط الأسواق، وذلك فى إطار تطوير شامل للأداء الاقتصادى للدولة فى جميع القطاعات».
إذن، الحكومة الجديدة تواجه تحديات كبيرة لأنها حكومة محدودة الموارد، فى مقابل كثافة سكانية مطردة ومتزايدة، وهو ما يتطلب العمل على الإدارة الرشيدة لتلك الموارد المحدودة من جانب، والعمل على نمو موارد الدولة من الدولار، والذى يأتى فى مقدمة التحديات التى تواجه الحكومة الجديدة، وهو ما لن يتأتى إلا من خلال الإنتاج، ثم الإنتاج، ثم الإنتاج، وترجمة ما سبق كله؛ إقرار سياسات وآليات واضحة لدعم القطاع الخاص الوطنى والعمل على تعميق الصناعة المصرية، وإحلال الصادرات محل الواردات. لكن رغم ذلك الحكومة المنتظرة لديها فرصة الآن للتعامل مع تلك التحديات بشكل أفضل، والفضل فى ذلك يرجع للحكومة السابقة.
على مستوى المحافظين، ننتظر بث الحيوية والطاقات الجديدة فيما يتعلق بالعمل التنفيذى على المستوى المحلي، ننتظر مزيد من الجهود لضبط إيقاع الشارع المصري، مواجهة المخالفات بحزم، وتحسين جودة الخدمات المقدمة، والأهم الحفاظ على ما تم إنجازه من كلا الطرفين المواطن أولا، ثم أجهزة الحكم المحلي، خاصة فيما يتعلق بمشروع تنمية وتطوير الريف المصرى «حياة كريمة». واستكمال البناء على ما تم تحقيقه.
لكن؛ رغم كل الطموحات والآمال، يجب التنويه أننا لا نزال فى المخاض، وخضم مرحلة العبور الاقتصادى الصعبة، هنا تظل جهود الدولة والحكومة والتكامل فيما بينها وبين المبادرات الرئاسية فى الحماية الاجتماعية، لدعم الأمن الاجتماعى للفئات الأولى بالرعاية هى الركيزة الأساسية من أجل تخفيف الأعباء المعيشية على تلك الفئات فى سبيل تجاوز تلك المرحلة الصعبة، وذلك المخاض المؤلم.
 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الرئيس السيسي الإصلاح الاقتصادى الأمن القومى المصرى حياة كريمة

إقرأ أيضاً:

«النواب» يبدأ صياغة وثيقة بالموقف المصري تجاه القضية الفلسطينية وخطورة التهجير على الأمن الإقليمي

عقدت اللجنة العامة لمجلس النواب اجتماعاً، أمس، برئاسة المستشار الدكتور حنفى جبالى، لمناقشة التوصية الصادرة عن المجلس بشأن تعزيز التواصل مع البرلمانات الإقليمية والدولية لشرح موقف مصر الثابت تجاه القضية الفلسطينية، وضرورة تعزيز العلاقات البرلمانية لإيصال صوت مصر الداعم للعدل والسلام.

وأكد «جبالى»، خلال الاجتماع أن القضية الفلسطينية لا تقبل المساومة، داعياً اللجنة العامة لوضع خطة عمل متكاملة تستهدف تفعيل التوصية الصادرة عن المجلس بشكل فعال لخدمة القضية الفلسطينية، حيث كلف رؤساء لجان «العلاقات الخارجية - الشئون العربية - الشئون الأفريقية - الدفاع والأمن القومى - حقوق الإنسان»، بوضع تصور لصياغة وثيقة شاملة تعكس الموقف المصرى التاريخى والحالى تجاه القضية الفلسطينية بحيث تتضمن هذه الوثيقة تحليلات سياسية ودبلوماسية تُبرز خطورة المخططات الإسرائيلية وخطورة تهجير الفلسطينيين على الأمن الإقليمى، وتُعرض هذه الوثيقة على مكتب المجلس تمهيداً لإقرارها بعد التنسيق مع وزارة الخارجية والجهات ذات الصلة، ويتم تعميمها على جميع أعضاء المجلس المشاركين فى المحافل البرلمانية الإقليمية والدولية لضمان اتساق ووحدة الرؤية المصرية.

وأكد رئيس المجلس ضرورة عقد اجتماعات ثنائية ومتعددة الأطراف على هامش المؤتمرات الدولية مع وفود البرلمانات المختلفة، لدفع القضية الفلسطينية إلى مقدمة الاهتمامات العالمية وتسليط الضوء على الانتهاكات الإسرائيلية، وتحفيز التعاون الدولى لدعم الشعب الفلسطينى وحقوقه المشروعة، والتحذير من مسألة التهجير للفلسطينيين وتصفية القضية الفلسطينية، وضرورة التواصل مع المؤسسات البرلمانية الإقليمية والدولية، مثل الاتحاد البرلمانى الدولى والاتحاد البرلمانى العربى والبرلمان العربى، لتنسيق الجهود بما يضمن إدراج القضية الفلسطينية على جداول الأعمال الرسمية لهذه المؤسسات والعمل على إصدار قرارات واضحة تُدين الانتهاكات الإسرائيلية ومحاولات تهجير الفلسطينيين، بما يعزز الموقف الدبلوماسى المصرى.

وشدد على أهمية التعاون مع وزارة الخارجية والسفارات المصرية فى الخارج لتنسيق الجهود الدبلوماسية ونقل صورة واضحة ودقيقة عن الموقف المصرى الداعم للشعب الفلسطينى، وتوجيه رسائل رسمية إلى رؤساء البرلمانات وفق ما يقرره مكتب المجلس لإبراز خطورة الأوضاع الراهنة فى الأراضى الفلسطينية، مع دعوة المجتمع الدولى للتحرك الفورى لوقف الانتهاكات الإسرائيلية ودعم الحقوق الفلسطينية فى إطار القانون الدولى.

من جانبه، أعلن المجلس القومى للمرأة برئاسة المستشارة أمل عمار، وجميع عضواته وأعضائه ولجانه الدائمة وأمانته الفنية وفروعه بجميع محافظات الجمهورية، وباسم نساء مصر دعمه الكامل لجميع الإجراءات التى تتخذها الدولة المصرية الكفيلة بحماية الأمن القومى المصرى والعربى، والوقوف ضد مخطط التهجير القسرى للفلسطينيين من قطاع غزة وتوطينهم فى سيناء، مؤكداً أن ذلك يعد تصفية للقضية الفلسطينية التى هى قضية الوطن العربى بأكمله، وشدد على أن الأمن القومى المصرى وسيناء خط أحمر، لا تهاون فيه.

من جانبها، أعربت الطائفة الإنجيلية بمصر، برئاسة الدكتور القس أندريه زكى، عن تأييدها الكامل للموقف المصرى الثابت إزاء القضية الفلسطينية، باعتبارها القضية المحورية للشرق الأوسط، ورفضها الواضح لمقترحات التهجير التى طرحت مؤخراً لنقل السكان الفلسطينيين من قطاع غزة إلى الدول المجاورة، وقالت الطائفة فى بيان لها، أمس، إن هذه المقترحات تهدد مبادئ القانون الدولى والإنسانى، وتتنافى مع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى فى أرضه ووطنه، كما أن تنفيذ مثل هذه الأفكار من شأنه أن يعمق الأزمة ويزيد من التوترات الإقليمية، ويقوض جهود تحقيق السلام العادل والشامل، بدلاً من العمل على إنهاء الصراع وتحقيق الاستقرار فى المنطقة.

مقالات مشابهة

  • «الأزمة الاقتصادية» الباب الخلفى لمجتمع دموى
  • معايا عدد كبير من الوزراء| رئيس الحكومة يكشف تفاصيل زيارته للعراق غدا
  • الحكومة: نعمل على صياغة برنامج للحماية الإجتماعية لعرضها على الرئيس
  • لماذا تشكل قوات قسد أكبر تحد عسكري للإدارة السورية الجديدة؟
  • مقار الجيش أكبر من أن يدخلها كل انتهازي ولاعب ليدو وتحديات وجولات تيك توك
  • هذه أزمة أكبر من حكومة
  • «النواب» يبدأ صياغة وثيقة بالموقف المصري تجاه القضية الفلسطينية وخطورة التهجير على الأمن الإقليمي
  • أستاذ بجامعة الأزهر: الابتلاءات فرص كبيرة للخير والبركة
  • التضامن الاجتماعي: حياة كريمة أكبر مشروع تنموي شامل مستدام حصل على إشادات دولية كبيرة
  • تركيا:صحيح قواتنا لن تنسحب من العراق وتخفيض المياه مستمر من قبلنا لكن حكومة السوداني منحت لنا فرص استثمارية كبيرة!