سحر هاري بوتر يدرّ الملايين على بريطانيا وآلاف السياح يتوافدون سنويا
تاريخ النشر: 7th, June 2024 GMT
طلب مرشد مسار "ذي بوتر تريل" في إدنبره سام ثورن من مجموعة تضم 20 من محبي الساحر اليافع أن يرددوا وراءه عبارة سحرية، فامتثلوا وهم يلوّحون بعصيهم، قبل أن يستكملوا جولتهم السياحية في المدينة الأسكتلندية.
فعشاق سلسلة روايات وأفلام هاري بوتر الخيالية، لا يزالون، بعد نحو 30 عاما من صدور أول الكتب عن الفتى الساحر، يُقبلون بكثافة من مختلف أنحاء العالم على المواقع المتعلقة بهذه الشخصية في أسكتلندا والمملكة المتحدة، ويشكّل نشاطهم السياحي مصدرا لا ينضب لإيرادات تبلغ مليارات الجنيهات الإسترلينية، رغم المواقف المثيرة للجدل للمؤلفة جاي كاي رولينغ.
وشرح الدليل السياحي لمجموعته المتنوعة الأعمار "هنا، سترون قبر فولدمور…"، الشرير المرعب في السلسلة.
وتحمل القبور في مدافن غريفرايرز التي كان السياح يستكشفونها أسماء مشابهة لكثير من شخصيات جاي كاي رولينغ، مع أن الكاتبة لم تعترف يوما بأنها استوحتها.
وكانت كيت ميرسون (43 عاما) مع زوجها وطفليها ضمن المجموعة السياحية، إذ انتقلت إلى إدنبره للعمل، ولكن ككثر من الأميركيين، اغتنمت الفرصة لاستكشاف جذورها الأسكتلندية، ولإرضاء ابنتها البالغة 9 سنوات وتعشق أجواء هاري بوتر.
وتدرّ هذه الجولات الموجّهة التي تستغرق كل منها 90 دقيقة عبر الشوارع القوطية للعاصمة الأسكتلندية مداخيل كبيرة، إذ إن سعر التذكرة للشخص الواحد يبلغ 20 جنيها إسترلينيا (25 دولارا)، وتضمّ كل مجموعة عشرات المشاركين.
ويُختتم "بوتر تريل" (أو "مسار بوتر") الذي يتولى سام ثورن إرشاد المشاركين فيه، في شارع فيكتوريا المتعدد الألوان والذي يتم تصويره كثيرا، أمام متجرين للبضائع المشتقة.
ووقفت الهندية بريا مارو (27 عاما) المقيمة في تورونتو في طابور تحت المطر أمام أحد المتجرين، إلى جانب نحو 15 آخرين من هواة النوع، وجهزوا محافظهم للشراء.
ومع أنها أكدت أنها تستطيع أن تعثر في تورونتو على ما شاءت من المنتجات، أوضحت أن "شراء بعضها من هنا، من مدينة هاري بوتر"، حيث كتبت رولينغ السلسلة التي درّت عليها ثروة كبيرة، له بالنسبة إليها "دلالة رمزية".
في متجر "إنتشانتد غالاكسي"، يبلغ سعر العصا "السحرية" البلاستيكية 40 جنيها إسترلينيا (51 دولارا) على الأقل، في حين يباع تمثال محدود الإصدار لشخصية من أحد أفلام السلسلة لقاء 650 جنيها إسترلينيا (831 دولارا).
تعد السياحة أحد أسرع القطاعات نموا في أسكتلندا وتسهم بمبلغ 4 مليارات جنيه إسترليني في الاقتصاد المحلي سنويا (رويترز) محرّك للسياحةوقالت مديرة المحل مونيكا السينا التي تمتنع عن ذكر حجم مبيعاتها، إن "المتجر يعمل بشكل جيد، إذ إن شعبية هاري بوتر تتزايد".
ومع أن أي أفلام أو كتب جديدة من السلسلة لم تصدر، فقد عززت الاهتمام بعالم هاري بوتر في السنوات الأخيرة لعبة فيديو شهدت إقبالا كبيرا، ومسرحية باتت دائمة العرض في "وست إند" بلندن، وفيلم "فانتستيك بيتس: ذي سيكرتس أوف دمبلدور" المشتق من السلسلة، ويجري إعداد مسلسل تلفزيوني.
والعامل الأهم أن عائلة المعجبين آخذة في الاتساع، إذ إن الجيل الأول "يعرّف أبناءه حاليا على كتب" هاري بوتر، على ما لاحظت مونيكا السينا.
ولاحظت جيني ستيل من وكالة "فيزيت أسكتلندا" للترويج أن "هاري بوتر محرك رائع للسياحة في أسكتلندا".
وتعد السياحة أحد أسرع القطاعات نموا في أسكتلندا، إذ تسهم بمبلغ 4 مليارات جنيه إسترليني في الاقتصاد المحلي سنويا.
لكن لمحبي الساحر الفتى أماكن يقصدونها في إنجلترا أيضا، ومنها يورك في منطقة كوتسوولدز وأكسفورد ولندن لاكتشاف مواقع التصوير.
كذلك يمكن زيارة موقع عن كواليس التصوير تابع لأستوديوهات "وارنر براذرز"، زاره 19 مليون شخص منذ افتتاحه قبل 12 عاما، وتجاوزت إيراداته عتبة المليار دولار، إذ يبلغ سعر تذكرة الدخول إليه 53 جنيها إسترلينيا على الأقل.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات جنیها إسترلینیا فی أسکتلندا هاری بوتر
إقرأ أيضاً:
اختراق طبي يمهد لعلاج الملايين من مرضى ألزهايمر
يمانيون../
استطاع باحثون أمريكيون تحقيق تقدم كبير في دراسة مرض ألزهايمر من خلال تحديد آلية خلوية رئيسية تساهم في معظم أسباب الخرف. يُعتبر هذا الاكتشاف خطوة واعدة نحو تطوير أدوية قد تساهم في إبطاء تقدم المرض أو حتى عكسه.
عمل فريق من مركز أبحاث العلوم المتقدمة في جامعة مدينة نيويورك (CUNY ASRC) على الكشف عن الآلية المرتبطة بالإجهاد الخلوي في الدماغ وكيفية تأثيرها على تطور مرض ألزهايمر، الذي يعد الأكثر شيوعًا بين أنواع الخرف. تشير النتائج إلى أن الخلايا المناعية المعروفة باسم “الخلية الدبقية الصغيرة” تلعب دورًا مركزيًا في حماية الدماغ، لكن يمكن لبعض الأنواع منها أن تسهم في تفاقم التدهور العصبي.
أشار البروفيسور بينار آياتا، المحقق الرئيس في الدراسة، إلى أن البحث كان يهدف إلى تحديد الخلايا الدبقية الصغيرة الضارة وكيف يمكن استهدافها بشكل علاجي. وقد تمكن الباحثون من التعرف على نوع جديد من الخلايا الدبقية الصغيرة المرتبطة بالتنكس العصبي، التي تُفعّل مسارًا للإجهاد يؤدي إلى إنتاج دهون سامة تؤذي الخلايا العصبية.
توصل الفريق إلى أن حجب استجابة الإجهاد أو تكوين الدهون السامة يُمكن أن يُعكس أعراض ألزهايمر في نماذج ما قبل السريرية التي تم اختبارها على الفئران، مما يشكل خطوة مهمة نحو اختبار العلاجات في التجارب السريرية على البشر.
علاوة على ذلك، قام الباحثون بفحص أنسجة الدماغ بعد الوفاة لمرضى ألزهايمر باستخدام تقنية المجهر الإلكتروني، واكتشفوا تراكم “الخلايا الدبقية الصغيرة الداكنة” المرتبطة بالإجهاد في أنسجة أدمغة المرضى، حيث كان عددها ضعف ما هو موجود لدى الأفراد الأصحاء.
قالت آنا فلوري، المؤلفة المشاركة في الدراسة، إن النتائج تُظهر ارتباطًا حاسمًا بين الإجهاد الخلوي وتأثيرات الخلايا الدبقية الصغيرة السامة في مرض ألزهايمر، مما يفتح آفاقًا جديدة للعلاج عبر استهداف هذا المسار.
في الختام، أوضح الفريق إمكانية تطوير أدوية تستهدف مجموعات محددة من الخلايا الدبقية الصغيرة، مما قد يُساعد في إبطاء أو حتى عكس تقدم مرض ألزهايمر، ويعطي أملًا جديدًا لمرضى ألزهايمر وعائلاتهم.