«الملح» الذي أفسد طريق الأوتوستراد!
تاريخ النشر: 7th, June 2024 GMT
«متبوظش الطبخة على قرشين صاغ ملح».. مثل شعبي شهير الهدف او المغزى الحقيقي منه انه لا يصح ولا يجوز ان نضيع مجهودا مضنيا سواء بدنيا او ماديا على حاجة بسيطة لا تذكر.. بالبلدي كده تقوم ست البيت بإعداد وتجهيز وليمة كبيرة تبلغ تكلفتها الآلاف من «جيب» رب الاسرة وتحت اشرافه وموافقته.. وصنف من أصناف المائدة ينقصه شوية ملح.
هذا المثل ينطبق على الطفرة غير المسبوقة التي شهدتها مصر في قطاع الطرق منذ تولي الرئيس السيسي مقاليد الحكم، وأطلق رؤيته لبناء الجمهورية الجديدة من خلال مشروعات عملاقة في كافة المجالات من أهمها الطرق والمحاور والكبارى والسكك حديدية – والجر الكهربائي – الموانئ البحرية – الموانئ البرية والجافة والمناطق اللوجيستية – النقل النهرى) بتكلفة إجمالية 2 تريليون جنيه، خلال الفتره من (٢٠١٤ - ٢٠٢٤) وتم انجاز العديد منها..
ووسط تلك الإنجازات والطفرات يظل طريق الاوتوستراد أخطر الطرق وأشدها اهمالا بسبب انعدام وجود اعمدة انارة!!! فالظلام الدامس مع سرعة السيارات المختلفة سواء الملاكي او الميكروباصات وسيارات النقل والمقطورات يحصد عشرات الأرواح يوميا.. هل يعقل ان هذا الطريق الحيوي الذي يربط بين كافة مناطق القاهرة وقطاعها الجنوبى ممثلا في اقسام البساتين والمعادي والمعصرة وحلوان ومدينة ١٥ مايو انتهاء بطريق الصعيد الحر.. لا يوجد به اعمدة انارة كافية.. طريق عتمة لا يرى فيه كف اليد!!!!!
مناطق كاملة ومفارق رئيسية مثل مداخل وادى حوف والكورنيش وطريق الصعيد الزراعى والسخنة والسويس بلا عمود انارة واحد مضاء؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ومن أبشع الحوادث التي شاهدتها بعيني ميكروباص في سرعة هيستيرية يدهس رجلا ليلا كان يقف علي جانب الطريق لإصلاح إطار سيارته ولم يره السائق!!!
كم تبلغ تكلفة أعمدة الإنارة علي طريق الأوتوستراد؟!! مقابل الأرواح التي تزهق يوميا؟!!!
كم يستغرق وقت تركيب تلك الأعمدة التي تمثل طوق نجاة لمئات الأرواح ؟!!!
من المسئول عن ترك الاعمدة الموجودة دون اضاءتها؟!!!!
ومن هو المسئول الذي يملك اضاءتها ولا يفعل؟!!!
ومن صاحب القرار في تركيب أعمدة الانارة؟!!!!
جميع الأسئلة تصب في سوال واحد من المسئول عن ظلام طريق الاوتوستراد؟!!!!!
وهل الميزانية المخصصة لمشروعات الطرق والتى تبلغ 2 تريليون جنيه تتضمن أعمدة الانارة أم الأعمدة ستكون كيس الملح الذي أفسد الطبخة؟!!!!!!
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: طريق الأوتوستراد الهدهد غادة ماهر أعمدة الإنارة
إقرأ أيضاً:
الأرواح الشريرة الحل الأخير لمأساة العراق
بقلم : الحقوقية انوار داود الخفاجي ..
بينما تمضي الأيام في العراق بثقلها المعتاد، وتبدو الحكومات وكأنها تسابق الزمن لا لإنقاذ المواطن بل للهروب من مسؤولياتها .يراودنا سؤال وجودي عميق هل بلغ بنا اليأس حداً يدفعنا للبحث عن حلول في معابد سومر المهجورة؟ هل حقاً صرنا بحاجة إلى رقصة طقسية على أنغام الطبول القديمة لاستدعاء الأرواح الشريرة، لعلها تكون أكثر فاعلية من نداءات الإصلاح والمؤتمرات الصحفية؟
لنعترف، ولو على مضض، أن المشهد العراقي يبدو وكأنه مقتبس من ملحمة عبثية أكثر منه من سجل دولة حديثة. بينما تتعثر الحكومات في تكرار الأخطاء ذاتها، وتتحول البرامج السياسية إلى نسخ باهتة من خطب عقيمة، يصعب على المواطن ألا يتساءل: ماذا لو جربنا شيئاً مختلفاً؟ ماذا لو كان الحل في العودة إلى بدايات الحضارة، حيث كان الكهنة السومريون يمتلكون، على الأقل، خطة واضحة لطقوسهم بغض النظر عن نتائجها؟
مفارقة مؤلمة تفرض نفسها هنا في حين أن الأرواح الشريرة، بحسب الأساطير، تعمل وفق منطق تبادل الخدمات تقدم لها القرابين فتنفذ المطلوب نجد أن حكوماتنا تطلب منا القرابين تلو القرابين، ثم تقدم لنا في المقابل المزيد من الأعذار. لا تنمية تُنجز، ولا إصلاح يُرى، ولا حتى خراب يُدار بكفاءة.
في تلك الأزمنة الغابرة، كان التواصل مع الأرواح مظلة لطلب الحماية أو المطر أو الخصب. أما اليوم، فنحن نطلب من حكوماتنا ذات الطلبات البسيطة، لكنها تكتفي بتوزيع الوعود كما يُوزع الماء في السراب. لعل الأرواح الشريرة، بكل شرورها، أكثر صدقاً في تعاملاتها من كثير من الساسة الذين لا يجدون حرجاً في تبديل أقنعتهم كلما لاحت لهم مصلحة.
إن سؤالنا هذا، وإن كان مفعماً بالسخرية السوداء، يحمل في طياته مرارة حقيقية إلى أي مدى تدهور الإيمان بقدرة الدولة على أداء أبسط وظائفها حتى بتنا نبحث عن حلول في الخرافة؟
لا نحتاج حقاً إلى استدعاء الأرواح فالواقع يؤكد أن الأرواح الشريرة قد تسللت إلى دهاليز السياسة منذ زمن بعيد، وهي تمارس طقوسها في وضح النهار وعلى موائد الصفقات المشبوهة. ما نحتاجه هو استدعاء روح المواطنة الحقيقية، واستنهاض إرادة شعب أنهكته خيبات الأمل لكنه لم يفقد قدرته على الحلم بوطن يستحق الحياة.
ختاماً، لنعفِ معابد سومر من رقصة اليأس هذه، فقد قدّمت للحضارة ما يكفي من المجد. ولنلتفت إلى معابد الديمقراطية الحقيقية التي لم نؤسسها بعد. فالأرواح الشريرة، مهما بلغت قوتها، لن تصمد أمام شعب قرر أخيراً أن يكتب تاريخه بيده لا بتعاويذ الكهنة ولا بصفقات الفاسدين.