يمن مونيتور:
2024-07-12@09:37:08 GMT

مواطن مكشوف وقيادات محتجبة

تاريخ النشر: 7th, June 2024 GMT

مواطن مكشوف وقيادات محتجبة

لدينا قيادات، الذهاب للقمر أيسر من الوصول اليهم، كلهم محتجبون، مسورون بعناية، محميون من الناس، يحضرون في الصور ويغيبون في واقع الحياة، ليسوا متاحين للجمهور اطلاقا ، لكل بطانته وحاشيته وحجابه وصبيانه وأبواقه ومداحوه،

من المستحيل أن تلق وزيرا أو مسؤولا على مقربة من المواطن المكشوف، هواتفهم مقفلة على الدوام، يغيرون ارقامهم باستمرار كي يأمنوا الإزعاج، عناوينهم مجهولة، وأبوابهم مغلقة في وجوه المكدودين، وهم فقط في متناول الخاصة من المؤلفة السنتهم واقلامهم وكروشهم ، هاتوا لي مسؤولا يمثل نموذجا مغايرا لما أقول، لم يعد داء الإحتجاب مقتصرا على الكبار، بل صار سلوكا عاما لدى الطواقم التابعة ، ولا أكاد أتذكر من يمثل استثناءا في هذا الجانب .

حتى صغار الموظفين صاروا أكثر احتجابا، ولكم كره العرب الحجاب وكتبوا اسفارا حول ادواء الحجابة وكانوا يقولون : الحاجب عنوان صاحبه “ولهم في هجاء الحجاب وذكر مثالبهم كثير من الشعر والنثر  .

ترى ما الذي يشغلهم؟ إن كان الناس مدفوعين بعيدا على هذا النحو. ما الذي يفعلونه في عوالمهم المخملية ؟ هؤلاء الفاشلون في إدارة علاقاتهم بمواطنيهم ترى ماذا يديرون ؟  ولصالح من يعملون ؟ ومن يمثلون ؟

هؤلاء هم هزيمتنا الساحقة، يشعروننا بالقرف والمقت ويراكمون شعورنا بالسخط والإحباط والخذلان.

إن احتجاب المسؤول عار وخيانة ، وعلينا وضع الجميع في دائرة المسائلة والمراقبة وتلمس مستوى  علاقاتهم بالناس ومدى اقترابهم من همومهم واوجاعهم ومشكلاتهم وحياتهم عموما .

وما زلت ارى بأن  الأحداث والتحديات الكبرى تستدعي رجالا بقدر المسؤولية، تتطلب العظمة والجرأة والشجاعة  وجسارة الموقف والقوة في الفعل والقول  والتاريخ سرديات حافلة تمجد البطولات والأبطال الاستثنائيين الذين صنعوا  تحولات فارقة في حياة شعوبهم وأوطانهم  وشكلوا حالة الهام انسانية متجاوزة وغدوا رموز يقظة ونضال  وجزءا من الوعي والروح والذاكرة

نحن في أكثر المراحل خطورة والتحديات تتطلب مسؤولين كبارا  نكبر بهم ونجدهم على الدوام بقدر الوطن وقضاياه .

في وسع كل وزير او مسؤول اختيار البقاء المشرف أو الإنسحاب الأكثر شرفا في حال انعدمت امكانيات الفعل وتلاشت فرص احداث أي تغيير يخدم الناس و المقاومة ويعزز صمودها واستمرارها

في مقدور الجميع رفض الوجود الشكلي والعمل من أجل تمثيل المشروعية بصورة تمنحها حقيقتها  و تثبت اليقين العام بها في هذه المرحلة الجحيمية القاسية  وبما يكرس لدى  الناس الثقة والأمل ويمدهم بالقوة والعزم اللازم للإستمرار في المواجهة

نحتاج مسؤولين بحجم المرحلة . وبقدر أثقالها وبمستوى وجع اليمنيين ورجاءاتهم .

تعيين الرداءة خيانة وإهانة لروح اليمن الجريح انتقاص من كبرياء الواقفين في جبهات البطولة والشرف ضرب للمعنى وتحطيم للمعنويات

الوضع الهش يستدعي قوة اكبر وفاعلية قصوى  في الأداء والنشاط لكن أن تصير الهشاشة مبررا لتولية الضعاف   ودافعا  للتنصل والتخلي عن المسؤولية والإكتفاء بالتبرم والإنضمام الى الجموع الشاكية والتذرع بالندرة وانعدام القدرة وتوزيع اللائمة على هذا وذاك فتلك هي الكارثة

ثمة سلوكيات لا تليق بمسؤولي دولة ورجال بلد هم ملاذها الأخير. لدى الناس هموم  ومشكلات في الداخل وفي الشتات.

وهناك قضايا وملفات كثيرة تتعلق بالحرب اليومية الدائرة على كل صعيد وهناك جمود وهمود وشلل يكاد يكون كليا في المستويات القيادية للشرعية عموما، وثمة شعور عارم بالخيبة لدى الجميع من استجابة المعنيين في الحكومة لمطالبات الناس ومستوى تفاعلهم معهم وحرصهم على مشاركتهم وتبني همومهم والبحث عن سبل لحلها ومعالجتها.

الكل يتحدث بيأس عن الشرعية حد الشعور بالخيبة وفقدان الرجاء. لا تجد مسؤولا يتكلم بلغة ترضي كبرياءنا الجريح.

 

نقلاً من صفحة الكاتب على فيسبوك 

المصدر: يمن مونيتور

كلمات دلالية: اليمن كتابات

إقرأ أيضاً:

صنعاء.. جهاز المخابرات الحوثي يعتقل مسؤولاً في حكومة الانقلاب

 

اعتقلت مليشيات الحوثي الارهابية الثلاثاء 9 يوليو/ تموز 2024، مسؤولا رفيعا في وزارة الصحة بحكومة الانقلاب الحوثية بعد مداهمة منزله في العاصمة المحتلة صنعاء.


وأوضح مراسل وكالة شينخوا الصينية في اليمن فارس الحميري، نقلا عن مصادر مطلعة، في تغريدة له على حسابه بمنصه اكس رصدها محرر مأرب برس بإن جهاز المخابرات والأمن التابع لسلطة صنعاء اعتقل الدكتور أشرف زبارة، والذي يشغل منصب مدير صحة الأسرة بوزارة الصحة في حكومة الانقلاب الحوثية عقب عملية مداهمة منزله في صنعاء.

وتابع قائلاً :الحوثيون يعتقلون مسؤولا صحيا في صنعاء..وفقا لمصادر مطلعة، فان الحوثيين اعتقلوا الدكتور أشرف زبارة، والذي يشغل منصب مدير صحة الأسرة بوزارة الصحة بحكومة الجماعة (غير معترف بها) عقب عملية مداهمة منزله في صنعاء..
زبارة كان قد عينه الحوثيون في 2016 تحت مسمى (المشرف المركزي لمنظمة الصحة العالمية بمحافظة صنعاء) كما عمل قبل ذلك موظفا في الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID)".

  

مقالات مشابهة

  • الملاح: لا خلاص لهذا الوطن الجريح إلا بالالتفاف حول المؤسسة العسكرية
  • متحدث الوزراء: بناء كوادر وقيادات مدربة ضمن عملية إصلاح وهيكلة الجهاز الإداري
  • قادماً من حماة… الجريح الشاب ورد محمد يشارك في معرض الزهور
  • بظهر مكشوف عائشة بن أحمد تهرب من حرارة الطقس
  • نادر شوقي: السقا ليس مسؤولاً عن أزمة احمد رفعت
  • مجدي الجلاد يستعرض مشكلة ستيلا هايتس: ضياع الدول يبدأ بضياع الحقوق (فيديو)
  • صنعاء.. جهاز المخابرات الحوثي يعتقل مسؤولاً في حكومة الانقلاب
  • رئيس البورصة المصرية: الأداء العام "مُرضي" تكاتف من الجميع
  • الاحتلال يفرج عن الصحفي الجريح معاذ عمارنة
  • سعد الدين الهلالي: الجميع له حق الفتوى في أمور دينهم