يمن مونيتور:
2025-03-16@11:36:30 GMT

مواطن مكشوف وقيادات محتجبة

تاريخ النشر: 7th, June 2024 GMT

مواطن مكشوف وقيادات محتجبة

لدينا قيادات، الذهاب للقمر أيسر من الوصول اليهم، كلهم محتجبون، مسورون بعناية، محميون من الناس، يحضرون في الصور ويغيبون في واقع الحياة، ليسوا متاحين للجمهور اطلاقا ، لكل بطانته وحاشيته وحجابه وصبيانه وأبواقه ومداحوه،

من المستحيل أن تلق وزيرا أو مسؤولا على مقربة من المواطن المكشوف، هواتفهم مقفلة على الدوام، يغيرون ارقامهم باستمرار كي يأمنوا الإزعاج، عناوينهم مجهولة، وأبوابهم مغلقة في وجوه المكدودين، وهم فقط في متناول الخاصة من المؤلفة السنتهم واقلامهم وكروشهم ، هاتوا لي مسؤولا يمثل نموذجا مغايرا لما أقول، لم يعد داء الإحتجاب مقتصرا على الكبار، بل صار سلوكا عاما لدى الطواقم التابعة ، ولا أكاد أتذكر من يمثل استثناءا في هذا الجانب .

حتى صغار الموظفين صاروا أكثر احتجابا، ولكم كره العرب الحجاب وكتبوا اسفارا حول ادواء الحجابة وكانوا يقولون : الحاجب عنوان صاحبه “ولهم في هجاء الحجاب وذكر مثالبهم كثير من الشعر والنثر  .

ترى ما الذي يشغلهم؟ إن كان الناس مدفوعين بعيدا على هذا النحو. ما الذي يفعلونه في عوالمهم المخملية ؟ هؤلاء الفاشلون في إدارة علاقاتهم بمواطنيهم ترى ماذا يديرون ؟  ولصالح من يعملون ؟ ومن يمثلون ؟

هؤلاء هم هزيمتنا الساحقة، يشعروننا بالقرف والمقت ويراكمون شعورنا بالسخط والإحباط والخذلان.

إن احتجاب المسؤول عار وخيانة ، وعلينا وضع الجميع في دائرة المسائلة والمراقبة وتلمس مستوى  علاقاتهم بالناس ومدى اقترابهم من همومهم واوجاعهم ومشكلاتهم وحياتهم عموما .

وما زلت ارى بأن  الأحداث والتحديات الكبرى تستدعي رجالا بقدر المسؤولية، تتطلب العظمة والجرأة والشجاعة  وجسارة الموقف والقوة في الفعل والقول  والتاريخ سرديات حافلة تمجد البطولات والأبطال الاستثنائيين الذين صنعوا  تحولات فارقة في حياة شعوبهم وأوطانهم  وشكلوا حالة الهام انسانية متجاوزة وغدوا رموز يقظة ونضال  وجزءا من الوعي والروح والذاكرة

نحن في أكثر المراحل خطورة والتحديات تتطلب مسؤولين كبارا  نكبر بهم ونجدهم على الدوام بقدر الوطن وقضاياه .

في وسع كل وزير او مسؤول اختيار البقاء المشرف أو الإنسحاب الأكثر شرفا في حال انعدمت امكانيات الفعل وتلاشت فرص احداث أي تغيير يخدم الناس و المقاومة ويعزز صمودها واستمرارها

في مقدور الجميع رفض الوجود الشكلي والعمل من أجل تمثيل المشروعية بصورة تمنحها حقيقتها  و تثبت اليقين العام بها في هذه المرحلة الجحيمية القاسية  وبما يكرس لدى  الناس الثقة والأمل ويمدهم بالقوة والعزم اللازم للإستمرار في المواجهة

نحتاج مسؤولين بحجم المرحلة . وبقدر أثقالها وبمستوى وجع اليمنيين ورجاءاتهم .

تعيين الرداءة خيانة وإهانة لروح اليمن الجريح انتقاص من كبرياء الواقفين في جبهات البطولة والشرف ضرب للمعنى وتحطيم للمعنويات

الوضع الهش يستدعي قوة اكبر وفاعلية قصوى  في الأداء والنشاط لكن أن تصير الهشاشة مبررا لتولية الضعاف   ودافعا  للتنصل والتخلي عن المسؤولية والإكتفاء بالتبرم والإنضمام الى الجموع الشاكية والتذرع بالندرة وانعدام القدرة وتوزيع اللائمة على هذا وذاك فتلك هي الكارثة

ثمة سلوكيات لا تليق بمسؤولي دولة ورجال بلد هم ملاذها الأخير. لدى الناس هموم  ومشكلات في الداخل وفي الشتات.

وهناك قضايا وملفات كثيرة تتعلق بالحرب اليومية الدائرة على كل صعيد وهناك جمود وهمود وشلل يكاد يكون كليا في المستويات القيادية للشرعية عموما، وثمة شعور عارم بالخيبة لدى الجميع من استجابة المعنيين في الحكومة لمطالبات الناس ومستوى تفاعلهم معهم وحرصهم على مشاركتهم وتبني همومهم والبحث عن سبل لحلها ومعالجتها.

الكل يتحدث بيأس عن الشرعية حد الشعور بالخيبة وفقدان الرجاء. لا تجد مسؤولا يتكلم بلغة ترضي كبرياءنا الجريح.

 

نقلاً من صفحة الكاتب على فيسبوك 

المصدر: يمن مونيتور

كلمات دلالية: اليمن كتابات

إقرأ أيضاً:

“فتح الانتفاضة”: مجزرة بيت لاهيا يمثل إمعانًا في حرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني

يمانيون../ قالت حركة “فتح الانتفاضة” إنّ “ارتكاب الاحتلال الصهيوني مجزرة مروعة في بيت لاهيا، يمثل إمعانًا في حرب الإبادة الممنهجة ضد الشعب الفلسطيني”.

وأكدت في بيان أن “هذه الجرائم، تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك، بأن حكومة الكيان النازية والمجرمة، لا تقيم وزناً للرأي العام الدولي ولا لحلفائها من المطبعين”.

وشددت على أنّ “إصرار العدو الصهيوني على مواصلة جرائمه بهذا الإصرار يثبت أن حكومة الكيان الغاصب تضرب بعرض الحائط كل الأعراف والمواثيق الدولية”.

واستُشهد تسعة فلسطينيين، بينهم عدد من الصحفيين والعاملين في مجال الإغاثة، اليوم السبت، جراء غارة جوية للعدو الاسرائيلي استهدفت طاقمًا إعلاميًا وإنسانيًا خلال توثيقهم لأنشطة إغاثية في منطقة “بيت لاهيا” شمال قطاع غزة.

وأفادت مصادر محلية بأن طائرات الاحتلال قصفت مركبتين كانتا تقلّان طواقم من مؤسسة “الخير الدولية”، في أثناء قيامهم بمهام إغاثية ميدانية شمال قطاع غزة، ما أسفر عن ارتقاء تسعة شهداء، ووصولهم إلى مستشفيَي “كمال عدوان” و”الإندونيسي” شمال القطاع.

وقال محمد حسنة، مسؤول في مؤسسة الخير الدولية، إن قوات العدو الاسرائيلي قصفت مركبتين كانتا تقلان طواقم عمل توزيع مساعدات شمال قطاع غزة.

مقالات مشابهة

  • رئيس المجلس القومي للمرأة: إعلان ومنهاج عمل بيجين يمثل خارطة طريق
  • “فتح الانتفاضة”: مجزرة بيت لاهيا يمثل إمعانًا في حرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني
  • ترامب: أجريت مناقشات بناءة مع بوتين وهناك فرصة لإنهاء الحرب في أوكرانيا
  • تجاوزات خطيرة تلاحق مسؤولاً جهوياً بوزارة بنعلي
  • مجلس الأمن يدعو لحماية الجميع في سوريا
  • الرئيس الفلبيني السابق دوتيرتي يمثل أمام الجنائية الدولية
  • مدير أمن القاهرة وقيادات وزارة الصحة يصلون لموقع حريق المعامل المركزية
  • نورهان: الزواج القائم على المصالح مصيره الفشل .. فيديو
  • مدير أمن القاهرة وقيادات وزارة الصحة ينتقلون إلى موقع حريق المعامل المركزية
  • حسام عزب يمثل التحكيم المصري في أمم إفريقيا للناشئين