كتب- محمود مصطفى أبو طالب:

قال الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، نحن أمة اقرأ ولا ننفصل أبدًا عن العلم النافع بكل فروعه، لأنه توأم الدين ولا ينفصل عنه، كما أنه ليس هناك تعارض بين العلم الديني والعلم الدنيوي، بل بينهما تكامل، وعلماء المسلمين برعوا في العلوم الدينية كما برعوا في العلوم الدنيوية.

وأضاف، خلال لقائه الأسبوعي في برنامج "مع المفتي" مع الإعلامي شريف فؤاد على فضائية قناة الناس، أن العلاقة قوية بين العلم والفتوى، كما أن الفتوى الرشيدة لا تنفصل عن الواقع، حيث إن تنزيل الأحكام الشرعية وتطبيقها على واقع الناس أمر دقيق، لا بد معه من إدراك الواقع، والإحاطة به، من خلال منظومة كاملة من العلوم، وتحري الواقع الاجتماعي والفكري، ومعرفة عالم الأشياء والأشخاص والأحداث والأفكار، وعلاقات تلك العوالم ببعضها البعض، فمن كان معزولًا عن الواقع، أو لا يتابعه، أو يتابعه بصورة سطحية، فإن فهمه للشرع الشريف سيكون في المقابل منقوصًا ومشوَّهًا.

وأشار المفتي إلى أن منصب الفتوى مسئولية كبيرة، ومنصب خطير، وبالعناية جدير، فإن المفتي موقِّع عن رب العالمين، وخليفة الأنبياء والمرسلين. وحاجة الناس إلى الفتوى لا تكاد تنفك عن حاجتهم إلى حفظ الكليات الخمس، فقد تكون سبيلًا ومقدمة يتوقف عليها حفظ هذه الكليات، كما أنها تعين المسلم على أداء التكاليف الشرعية على الوجه الصحيح.

وأوضح مفتي الجمهورية أن اللجوء للمتخصصين وأهل العلم أمر حثت عليه الشريعة الإسلامية ودعت إليه، تأكيدًا لدور العلم والتخصص في حياة الناس وصلاح المجتمعات، وهذا ما تقوم به دار الإفتاء؛ فتستعين بالمتخصصين كلٍّ في تخصصه؛ لضمان أن تخرج الفتوى على أساس علمي مؤصل مبني على تصور صحيح مرتبط بالواقع، بل لقد أصدرنا موسوعة "المعلمة المصرية في العلوم الإفتائية"، والتي تناولت العلاقات والارتباطات الكاملة بين علوم الإفتاء وكل العلوم الحديثة؛ إيمانًا منا بأهمية ودعم التطبيق الأمثل للإفتاء على المستوى المهاري والمؤسسي.

وأكد مفتي الجمهورية عِظم قدر العلماء وتوقيرهم، وأن العلوم النافعة في درجة واحدة، وأن الشرع الحنيف حضَّ على توقير أهل العلم؛ ولا توجد ازدواجية بين العلوم الدينية والدنيوية، ولا توجد خصومة بين الفتوى الرشيدة والعلم النافع، فطلب العلم بكافة تخصصاته من ضمن التكليفات الشرعية، بل يُعد من فروض الكفاية في الشرع الشريف.

وشدد على أن الاجتهاد ضرورة من ضرورات العمل العلمي التي يتعامل بها الفقيه مع النصوص الشرعية من حيث إنزالها على واقع الناس في البلاد المختلفة والأحوال المتنوعة، حيث إن الهدي النبوي جعل الاجتهاد الشرعي فرضًا عند التعامل مع الواقع الجديد والمتغيرات وإنزال النصوص الشرعية على الواقع، ولذلك قال العلماء: "النصوص متناهية والوقائع والنوازل غير متناهية".

وأضاف المفتي أنه ليس هناك اجتهاد محظور، فالعقل الفقهي عقل منفتح على كل القضايا، مؤكدًا أننا مطالبون بالاجتهاد لنضع علاجًا لكل مشكلة تقع وفق تطور المجتمعات والإنسان وملاءمة الواقع والشخصيات؛ لأن العصر الحديث أبرز العديد من المشكلات التي تحتاج إلى حلول، كما أن المسلمين الأوائل انفتحوا على الحضارات الأخرى وعالجوا قضايا جديدة لم يكونوا قد تعرضوا لها من قبل، نتيجة أنماط العيش المختلفة في البلاد التي فتحوها والتطور الذي لم يكن معهودًا فأفادوا منها وأفادوها.

وأكد مفتي الجمهورية أنه لا توجد مساحة محدودة للاجتهاد، ولكن يجب أن يتم ذلك في إطار ضوابط شرعية وعلمية، لأنه لا يمكن لكل شخص أن يتعامل مع النصوص الشرعية دون تأهيل.

واختتم المفتي بالتأكيد على أهمية الأخلاق في البحث العلمي مشيرًا إلى أن العلماء والجهات العلمية الكبرى الآن في مجالات عديدة كالطب والاقتصاد والفيزياء يطالبون ويشترطون بتفعيل أخلاقيات البحث العلمي مما يدل على عِظم دورها ومكانتها.

المصدر: مصراوي

كلمات دلالية: حكومة مدبولي الطقس أسعار الذهب سعر الدولار معبر رفح التصالح في مخالفات البناء مهرجان كان السينمائي الأهلي بطل إفريقيا معدية أبو غالب طائرة الرئيس الإيراني سعر الفائدة رد إسرائيل على إيران الهجوم الإيراني رأس الحكمة فانتازي طوفان الأقصى الحرب في السودان الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية الفتوى الرشيدة مفتی الجمهوریة لا توجد کما أن

إقرأ أيضاً:

تعاون بين جماعة أصيلة ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)

استقبل رئيس جماعة أصيلة، د. طارق غيلان يوم 30 أبريل 2025، وفدا عن مكتب اليونسكو بالرباط، ضم د. مينغ-كوك ليم، أخصائي تنمية وسائل الإعلام، والسيدة حفصة مكور المسؤولة الوطنية عن برنامج الاتصال والمعلومات. وجرى هذا اللقاء بحضور السيدة نادية بحار مديرة المصالح بالجماعة.
وحسب بيان الجماعة شكل هذا اللقاء مناسبة لبحث سبل التعاون بين الطرفين، حيث تناولت المباحثات اهتمام جماعة أصيلة بالانضمام إلى شبكة المدن الإبداعية لليونسكو، كما تم التطرق إلى إمكانية تعميق النقاشات مستقبلا بخصوص برامج ثقافية أخرى تشرف عليها المنظمة.
وتم خلال اللقاء إيلاء أهمية خاصة لتثمين التراث الفني الحي الذي تزخر به المدينة، وعلى رأسه الجداريات والإبداعات البصرية المعاصرة، والتي تشكل ذاكرة ثقافية جماعية. وفي هذا السياق، تم استكشاف إمكانيات التعاون ضمن برنامج « أرشيفات ووثائق اليونسكو » بهدف الحفاظ على هذا التراث، رقمنته، وإتاحته على المستوى الوطني والدولي.
كما تناولت المباحثات إمكانيات تنظيم ورشات تكوينية لفائدة شباب المدينة في مجالات الثقافة والإعلام والابتكار، تعزيزا لقدراتهم الإبداعية ومشاركتهم في الحياة العامة.
ويندرج هذا اللقاء في صلب الدينامية الاستراتيجية التي تتبناها جماعة أصيلة، والتي تروم جعل الثقافة والشباب والابتكار رافعات أساسية للتنمية المستدامة، مع التأكيد على مكانة المدينة كمركز إشعاع فني وتراثي وثقافي على الصعيدين الوطني والدولي.

كلمات دلالية أصيلة اليونيسكو طارق غيلان

مقالات مشابهة

  • “فضل الذكر وأحكامه” 150 ندوة علمية بأوقاف الفيوم ضمن برنامج مجالس العلم والذكر
  • الأزهر يعلن فتح باب التسجيل للالتحاق بالدراسة في رواق العلوم الشرعية والعربية
  • تعاون بين جماعة أصيلة ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)
  • الجامع الأزهر يعلن فتح باب التسجيل للالتحاق بالدراسة "برواق العلوم الشرعية والعربية"
  • الجامع الأزهر: فتح التسجيل بالمرحلة المتقدمة بـ رواق العلوم الشرعية
  • المفتي: الكذب على الجناب النبوي لا يقتصر على اختلاق الأقوال ونسبتها زورًا إلى مقامه الشريف
  • الكفن ينهي خصومة ثأرية بين عائلتي «العدوي» و«منصور» فى الشرقية
  • أمين الفتوى: لا يجوز لغير المتخصصين استنباط الأحكام الشرعية
  • أمين الفتوى يُحذّر: لا تجعل الحج رياءً للناس .. وأخلص نيتك لله
  • ما حكم المتكاسل عن الصلاة والذي يصلي ويقطع؟ أمين الفتوى يجيب