صدم جيش الاحتلال سكان محافظة شمال غزة ، وتحديداً سكان بلدتي جباليا وبيت حانون، بشقه شارعاً يمتد من الحدود الإسرائيلية شرقاً وحتى موقع الإدارة المدنية غرباً، بطول نحو كيلو مترين، وذلك خلال عدوانه الأخير على منطقة جباليا.


وتفاجأ المواطنون بشق الشارع عقب انسحاب قوات الاحتلال من المنطقة بعد إنهاء عدوانها الذي استمر عشرين يوماً، دمّرت خلاله آلاف المنازل وقتلت مئات المواطنين.


ويخشى المواطنون أن يكون الشارع، الذي زودته قوات الاحتلال بالبنية التحتية التي تسبق رصفه، ووسعته بما يشمل تأسيس مسارين، أن يكون مقدمة لفصل بلدة بيت حانون عن باقي مناطق قطاع غزة، خاصة أنه يقع بين الحدود الإدارية لبلدتي جباليا وبيت حانون، وتحديداً في الأراضي التي تعود لمواطنين من جباليا.


ولم تكتفِ قوات الاحتلال، التي شقت الطريق في زمن قياسي، بإقامته، بل قامت بتجريف جميع الأراضي المزروعة المحيطة به بعمق 300 متر من الجانبين الشمالي والجنوبي، كما قامت بتدمير المصانع والمباني المحيطة به.


ويعتقد المواطنون أن يكون الشارع على غرار الشارع الذي أقامته قوات الاحتلال جنوب مدينة غزة، والذي فصل محافظتي الشمال وغزة عن محافظات الجنوب، بعد أن حوّلته إلى حدود وجدران ومواقع عسكرية محصنة.


وتعتبر المنطقة التي تحتضن الطريق زراعية صرفة، باستثناء بعض المصانع المقامة على الجزء الغربي منه.


ورغم انسحاب قوات الاحتلال منه، إلا أنه أصبح يشكّل كابوساً كبيراً لسكان جباليا وبيت حانون بسبب قصر المسافة التي يمكن لقوات الاحتلال أن تقطعها في حال توغلها في المنطقة مستقبلاً، حيث بإمكان المواطنين من البلدة أن يشاهدوا الحدود الإسرائيلية من نهاية الطريق والتي تصل إلى عمق حي تل الزعتر غرباً.


وتسبب شق الطريق في تدمير معظم الأراضي الزراعية في بلدة جباليا، خاصة مزارع الزيتون والحمضيات واللوزيات التي تشتهر فيها المنطقة، حيث قدّر مواطنون الأراضي المجرّفة المحيطة بالشارع بأكثر من 3000 دونم على الأقل.


وفي حال احتلت قوات الاحتلال الشارع وأقامت نقاطاً عسكرية عليه فإن ذلك يعني فصل بلدة بيت حانون عن باقي أنحاء قطاع غزة كما هو حاصل الآن بين محافظتي الشمال وغزة ومحافظات الوسطى والجنوب.


وحتى اللحظة وبعد عشرة أيام تقريباً من انسحاب قوات الاحتلال من المنطقة، واكتشاف الطريق الجديد يفشل المواطنون وأصحاب الأراضي المجرفة من تحديد أراضيهم بسبب التغيير الهائل في معالم المنطقة، كما هو الحال مع المواطن كريم نصر، الذي يمتلك مزرعة للفواكه مساحتها تمتد على أربعين دونماً، وتبعد أكثر من 200 متر عن الشارع.


وقال نصر لصحيفة الأيام الفلسطينية، إن قوات الاحتلال لم تترك دليلاً على الطبيعة القديمة للأراضي المجرفة بسبب قسوة عمليات التجريف ودفن الأشجار والحطب في باطن الأرض والمباني والغرف الزراعية التي كانت توجد داخلها.


أما المواطن نائل النجار، صاحب مزرعة حمضيات، فقد فشل هو الآخر في التعرف على أرضه، ودخل في خلافات مع أصحاب أراضٍ مجاورة حول تحديد أرض كل واحد منهم.


وأكد النجار أنه صدم عندما ذهب ليتفقد أرضه بعد انسحاب قوات الاحتلال من جباليا بسبب السرعة الكبيرة التي شقت خلالها قوات الاحتلال الطريق، وتزويده بطبقة سميكة من البسكورس.


وعبّر عن مخاوفه من اعتبار هذا الشارع مقدمة لإقامة حدود جديدة تفصل بلدة بيت حانون عن باقي أنحاء القطاع، ما يعني خسارته أرضه بسبب قربها من الشارع الذي سيكون ممراً ومقراً لأعداد كبيرة من جنود وآليات الاحتلال.


ويسابق المواطنون الزمن في جمع ما تبقى من حطب في المنطقة، وكذلك استصلاح بعض المعدات في المصانع المقامة في الجزء الغربي من الطريق قبل عودة جيش الاحتلال إلى المنطقة المطلة على الحدود الإسرائيلية، وبعض بلدات غلاف غزة.

المصدر : وكالة سوا - صحيفة الأيام

المصدر: وكالة سوا الإخبارية

كلمات دلالية: انسحاب قوات الاحتلال من جبالیا وبیت حانون

إقرأ أيضاً:

قوات الاحتلال الإسرائيلي تعتقل 16 فلسطينيا من الضفة الغربية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، 16 فلسطينيا على الأقل من الضّفة الغربية. 
وذكر نادي الأسير، في بيان اليوم /الأحد/ وفقا لوكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، أن قوات الاحتلال اعتقلت ثلاثة شبان، واستولت على مركباتهم، في قرية المنشية جنوب شرق بيت لحم، كما اعتقلت ثلاثة شبان، خلال اقتحامها منازلهم في مخيم الجلزون شمال رام الله، والعبث بمحتوياتها.
وأضاف أن قوات الاحتلال الإسرائيلي اقتحمت، قرية باقة الحطب شرق قلقيلية، واعتقلت مواطنا في الأربعينيات من عمره، بعد مداهمة منزله، وتفتيشه، كما اعتقلت ثلاثة مواطنين من ضاحية ذنابة شرق مدينة طولكرم، بعد مداهمة منازلهم في الضاحية، في الوقت الذي احتجزت فيه مواطنا لفترة من الوقت، قبل الإفراج عنه في وقت لاحق.
وأشار إلى أن قوات الاحتلال اعتقلت ثلاثة مواطنين خلال اقتحام مدينة الخليل وبلدة اذنا غربا، كما احتجزت عددا من الشبان قبل أن تفرج عنهم، وداهمت عدة منازل وفتشتها وعبثت بمحتوياتها، واعتقلت، مواطنين اثنين من بلدة اليامون غرب جنين، بعد مداهمة منزليهما، وتفتيشهما، كما اعتقلت شابا أثناء مروره على حاجز عسكري عورتا قرب مدينة نابلس.
وفي السياق ذاته، أغلقت قوات الاحتلال مداخل بلدات ومخيمات ومداخل مدينة الخليل بالبوابات الحديدة، وشددت من إجراءاتها على حارات البلدة القديمة والحواجز العسكرية والبوابات الإلكترونية، كما اقتحمت قوات الاحتلال بلدتي سنجل وترمسعيا، شمال شرق رام الله، وداهمت عددا من المنازل دون أن يبلغ عن اعتقالات.

مقالات مشابهة

  • جباليا: وقف إطلاق النار يظهر حجم الدمار الذي خلفه الجيش الإسرائيلي وصدمة سكانها من هول المشهد
  • الجيش الإسرائيلي يصدر تعليمات لأهالي غزة قبل دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ
  • قوات الاحتلال الإسرائيلي تعتقل 16 فلسطينيا من الضفة الغربية
  • مصابون بنيران قوات الجيش الإسرائيلي بمدينة رفح جنوبي قطاع غزة
  • الجيش الإسرائيلي: نستعد بقوة لدخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ
  • قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم بلدة الخضر جنوب بيت لحم
  • "النواب اللبناني" يؤكد ضرورة انسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضي التي لا تزال تحتلها
  • صورة: الجيش الإسرائيلي يصدر بيانا بخصوص دخول اتفاق وقف إطلاق النار في غزة
  • السعودية.. قبر على حافة الطريق يثير جدلاً واسعاً
  • عاجل. الجيش الإسرائيلي: صفارات الإنذار التي دوت وسط البلاد ناجمة عن إطلاق صاروخ من اليمن