هآرتس: ثلاثة أزمات ستدفع إسرائيل إلى الحافة
تاريخ النشر: 7th, June 2024 GMT
ذكرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أنه مع تراجع الشرعية الدولية للحرب على غزة وإنهاك الجيش الإسرائيلي، فإن الحرب مع حزب الله في لبنان ستدفع إسرائيل إلى الحافة لأنها ستُشكل تحديًا كبيرًا للجبهة الداخلية الإسرائيلية، حيث ستواجه المدن في الشمال والوسط تهديدًا بأبعاد وقوة نيران غير مسبوقة.
وأوضحت أنه مع دخول حرب غزة شهرها التاسع، من الصعب الإعلان عن وجود أخبار جيدة في الأفق، موضحة أن سلسلة المناقشات التي جرت في الأسابيع القليلة الماضية مع شخصيات رفيعة المستوى في جهاز الأمن تشير بشكل متزايد إلى أن إسرائيل تتجه نحو فشل ذريع متعدد الأبعاد.
وأشارت الصحيفة إلى أن كلا من إسرائيل وحزب الله لا يريدان حرباً شاملة حتى الآن، لكن من المحتمل أن يصلا إلى تلك المرحلة، وهو ما يرجع إلى حد كبير إلى سوء التقدير. وكما هو الحال في غزة، فإن إسرائيل لا تنجح في ترجمة التراكم الكبير من الإنجازات التكتيكية إلى نصر استراتيجي.
وسلطت الصحيفة الضوء على نتائج المناوشات مع حزب الله التي زادت الإحباط الشعبي وبالتالي كثفت الضغط على إسرائيل للتصرف، خاصة بعد إجلاء 60 ألف إسرائيلي من منازلهم على طول الحدود، فضلا عن استمرار سقوط القتلى في الشمال، وإطلاق عشرات الصواريخ والطائرات بدون طيار كل يوم.
وهذه التطورات أسفرت عن الخطة، التي أوضحت الصحيفة أنها لا تزال تدرسها أعلى المستويات السياسية والأمنية في إسرائيل، والتي تتمثل في تكثيف الهجمات على حزب الله بشكل كبير على أمل جعله يتوقف عن إطلاق النار مع تجنب حرب شاملة.
لكن "هآرتس" ذكرت أن أنصار هذه الفكرة ما زالوا غير قادرين على تفسير السبب الذي يجعلهم يعتقدون أن حزب الله سوف يتم ردعه بهذه الطريقة، ولن يحدث العكس وهو استمرار الهجمات ردا على إسرائيل دون إشعال حرب.
وانتقدت الصحيفة رغبة بعض وزراء حزب الليكود ووزراء اليمين المتشدد في شن هجوم شامل ضد حزب الله. وأوضحت أن "الأسبوع الجاري يصادف الذكرى الثانية والأربعين لحرب 1982 (الفاشلة) في لبنان، ويبدو أن هؤلاء الناس لم يتعلموا شيئاً من تلك المحاولة الإسرائيلية في لبنان. وبالنسبة للبعض منهم، من الضروري أيضًا قصف إيران ووضع حد للتهديد النووي الذي يتطور من هناك. ومن الواضح أنهم ليس لديهم أدنى فكرة عن الوضع الحقيقي للجيش الإسرائيلي وقدراته".
وبالنسبة لغزة، ترى الصحيفة أن استمرار الحرب بين حماس والجيش الإسرائيلي بهذا الشكل وبدون وجود حل واضح تؤثر سلبا على الجنود المرهقين، مُحذرة من أن الوقت ينفد أمام رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي.
وتحدثت الصحيفة عن النشاط العسكري في قطاع غزة، الذي يتركز الآن في رفح ومخيمات اللاجئين في الوسط، موضحة أنه يفرض ثمناً باهظاً على حماس، لكنه لا يحقق لإسرائيل النصر في الحرب في المستقبل القريب.
وعلى الجانب الآخر، ذكرت الصحيفة أن المحادثات حول صفقة الرهائن مع حماس يبدو أنها دخلت أزمة جديدة، بعد أن بدا للحظة أن خطاب الرئيس الأميركي، جو بايدن، قد يحل الوضع.
وذكرت أنه مر أسبوع منذ خطاب بايدن، وحتى مساء الخميس لم يصل أي رد رسمي من زعيم حماس في غزة، يحيى السنوار، على الاقتراح الإسرائيلي الأميركي لوقف إطلاق النار وصفقة رهائن ثانية. ويؤكد كبار المسؤولين في الإدارة الأميركية أن إسرائيل ردت بشكل إيجابي على الاقتراح (رغم الاعتراضات التي أثارتها منذ الخطاب) وأن الكرة الآن في ملعب حماس.
ووفقا للصحيفة، الفجوة بين الجانبين تكمن في الانتقال من المرحلة الأولى إلى المرحلة الثانية من الصفقة، إذ تخشى حماس أن تنصب إسرائيل فخاً لها أو أن تتعثر المفاوضات ويستأنف رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، الحرب كما فعل في ديسمبر.
ونتيجة لهذه التطورات ترى الصحيفة أنه إذا دخلت إسرائيل في حرب حاليا مع حزب الله، فمن المرجح أن تجد نفسها بلا شرعية دولية، (لاسيما أنها قد تلاشت بعد هجوم حماس، في 7 أكتوبر، عندما اتضحت أبعاد الدمار والقتل في غزة)، وبدون دعم أميركي قوي وفي ظل جيش منهك يكافح من أجل السيطرة على المنطقة وكذلك الحفاظ على إمدادات منتظمة من الذخائر وقطع الغيار.
وذكرت "هآرتس" أن وفدا برئاسة المدير العام لوزارة الدفاع اللواء (احتياط)، إيال زمير، زار واشنطن، الأسبوع الجاري، للتباحث مع البنتاغون والخارجية الأميركية حول الأزمة التي نشأت في أعقاب قرار بايدن قبل شهر بتأخير شحنة مكونة من 3500 قنبلة مخصصة لسلاح الجو الإسرائيلي. ورغم أن وزارة الدفاع تتحدث عن تقدم إيجابي، لكن المشكلة لا تزال دون حل.
وتحدثت الصحيفة عن الفرق من حيث الضرر الذي يمكن أن تسببه صواريخ حزب الله مقارنة بصواريخ حماس، موضحة أنه قُتل نحو 20 مدنياً نتيجة إطلاق الصواريخ من قطاع غزة في اليومين الأولين من الحرب، لكن عدد الصواريخ التي أطلقتها حماس في اليوم الأول الذي وصل إلى 5000، من الممكن أن يكرره حزب الله كل يوم لمدة شهر، والعديد من هذه الصواريخ أثقل، ولها مدى أطول وأكثر دقة أيضًا.
وأشارت إلى أنه بشكل عام، وخلافاً للانطباع الذي خلقته بعض التقارير الأخيرة، من الصعب القول أن القيادة الإسرائيلية متحمسة لحرب في الشمال مع حزب الله. ومع ذلك، فإن الخطر قائم في أن يؤدي العرض المفرط لقدرات الجيش الإسرائيلي إلى عكس النتيجة المرجوة، ويجعل الحرب الشاملة أكثر احتمالاً.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: مع حزب الله الصحیفة أن
إقرأ أيضاً:
محللان: حماس رمت بـ”كرة من نار” على إسرائيل
#سواليف
رأى محللان سياسيان أن حركة المقاومة الإسلامية ( #حماس ) رمت بـ” #كرة_من_نار ” على إسرائيل وفاقمت من معضلتها الداخلية، من خلال ردها على المقترح الذي تسلمته من الوسطاء، وتضمن الموافقة على إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي #عيدان_ألكسندر الذي يحمل الجنسية الأميركية وجثامين 4 من مزدوجي الجنسية.
وأعلنت حركة حماس أنها سلمت ردّها فجر اليوم على المقترح الذي تسلمته من الوسطاء، وأكدت جاهزيتها التامة لبدء المفاوضات والوصول إلى اتفاق شامل بشأن قضايا المرحلة الثانية، ودعت إلى إلزام #الاحتلال بتنفيذ التزاماته كاملة بموجب اتفاق وقف إطلاق النار.
وفي تعليقه على هذا التطور، قال الباحث والمحلل السياسي سعيد زياد إن #حماس حاولت تفكيك المعضلة التي تواجهها المفاوضات وتجاوز السردية الإسرائيلية، عبر الموافقة على العرض الأساسي لآدم بولر، مبعوث الرئيس الأميركي دونالد #ترامب الخاص لشؤون الأسرى، والذي قدمه الوسطاء ليلة أمس.
مقالات ذات صلة 130 ألفا يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى 2025/03/14وأوضح أن “موافقة حماس هي موافقة على نوايا وليست موافقة إجرائية، أي أنها توافق إذا تم ربط المسألة بمفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة”.
كما أن رد حماس على عرض الوسطاء سيغري الأميركيين -يواصل زياد- ويثبت للجميع أن حماس معنية بالتفاوض وغير متعنتة وتريد مفاوضات المرحلة الثانية دون أن تقدم شيئا، بالإضافة إلى أن موفقة حماس على إطلاق سراح أسير يحمل الجنسية الأميركية سيدفع عائلات الأسرى والمجتمع الإسرائيلي للقول إن من يمتلك جنسية مزدوجة له امتياز تفاوضي وله دولة تفاوض عنه.
إعلان
وبينما أعرب عن اعتقاده بأن “موقف حماس سيضع إسرائيل في مواجهة مع الأميركيين”، لم يستبعد زياد أن يؤدي هذا الموقف إلى إعطاء دفعة لمفاوضات المرحلة الثانية ولإعادة انتظام دخول المساعدات إلى غزة، ولمستوى المفاوضات المباشرة بين الحركة والإدارة الأميركية.
مناورة نتنياهو
وفي توقعه لطبيعة الرد الإسرائيلي على رد حماس على مقترح الوسطاء، قال الأكاديمي والخبير في الشؤون الإسرائيلية، الدكتور مهند مصطفى، إن إسرائيل ستتعامل مع الموقف بحذر شديد، موضحا أنها ذهبت إلى المفاوضات وهي تطرح مقترح المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، ويتحدث عن هدنة محدودة الأمد مع إطلاق سراح مجموعة من الأسرى الإسرائيليين، مقابل تمديد وقف إطلاق النار في غزة.
ورأى أن قبول حماس بمقترح الوسطاء يضع إسرائيل في مأزق، الأول يتعلق بالمقابل، وهل وعد الوسطاء حماس بالانتقال إلى المرحلة الثانية؟ وهو ما يشكل معضلة لإسرائيل، لأنها ترفض الدخول في مباحثات هذه المرحلة وتسعى إلى تمديد المرحلة الأولى أو إيجاد إطار جديد يتم فيه تمديد وقف إطلاق النار مقابل استعادة المزيد من الأسرى.
وعلى المستوى الإسرائيلي الداخلي، فإن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يتعرض لضغوط من أجل أن يوافق على صفقة شاملة وليس صفقة محدودة، بالإضافة إلى ضغوط سيواجهها في حال إطلاق سراح الأسرى الذين يحملون الجنسية المزدوجة، لكن نتنياهو سيستغل هذا الموضوع للمناورة، وسيحاول كسب الوقت، كما قال الدكتور مصطفى.
وفي سياق الموقف الإسرائيلي، نقلت صحيفة “جيروزاليم بوست” عن مسؤول إسرائيلي قوله: إن “مقترح حماس بالإفراج عن رهائن يحملون الجنسية الأميركية يهدف لتخريب المفاوضات”.
وبرأي الباحث والمحلل السياسي زياد، فقد “رمت حماس بكرة من نار إلى الجانب الإسرائيلي”، مشيرا إلى أن المعضلة الداخلية للاحتلال الإسرائيلي ستتفاقم، خاصة أن “التقارب الأميركي مع حماس ربما يفكك أي دعم أميركي لإسرائيل ويبعد شبح عودة الحرب إلى غزة”، ولأن “مفتاح تطور المفاوضات هو بيد الأميركيين”.
إعلان
وكان آدم بولر مبعوث الرئيس الأميركي لشؤون الأسرى التقى في وقت سابق مسؤولين كبارا من حماس في العاصمة القطرية الدوحة دون علم إسرائيل، لإجراء مباحثات حول إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة وبينهم 5 أميركيين.
يذكر أنه في مطلع مارس/آذار الجاري، انتهت المرحلة الأولى من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين حماس وإسرائيل، بدأ في 19 يناير/كانون الثاني الماضي، بوساطة قطر ومصر ودعم الولايات المتحدة.