بين أثينا 1896″ وباريس 2024.. أبرز محطات المرأة لنيل حق تمثيلها الرياضي
تاريخ النشر: 7th, June 2024 GMT
جاءت انطلاقة الألعاب الأولمبية الحديثة في العام 1896 في العاصمة اليونانية أثينا، لكن المشاركة اقتصرت على الرجال حينها. هكذا أراد مؤسس الألعاب الأولمبية الحديثة ومصمم رموزها -كالعلم والشعار- بيير دي كوبرتان، فكان يسعى من خلال هذا القرار إلى تخليد ذكرى الألعاب القديمة التي لم تشهد مشاركة النساء.
لكن الأمور بدأت تتغير مع نهاية القرن الــ19، ففي الدورة الثانية التي احتضنتها العاصمة الفرنسية باريس عام 1900، تمكنت النساء من المشاركة نتيجة لتزايد الحركات النسائية ونشاط المناصرين لحقوق المرأة في تلك الفترة.
ولم يحظَ أولمبياد "باريس 1900" بالكثير من الاهتمام العالمي، إذ كان ينظر إليه كعرض جانبي لمعرض باريس الدولي، الذي أرادت فرنسا من خلاله إبراز تطورها وإنجازاتها. ولم يهتم المنظمون بالألعاب كثيرًا، فامتدت المنافسات على مدى 6 أشهر وأُجريت في أماكن تفتقر إلى المعدات المناسبة.
إحدى الرياضيات المشاركات في أولمبياد "لندن 1908" (غيتي إيميجز)لكن الإنجاز الوحيد الذي يُذكر لتلك الدورة كان مشاركة 22 امرأة لأول مرة في تاريخ الألعاب الأولمبية، مما فتح الباب أمام دخول النساء في مجال الرياضة عالميًا. فمن أصل 977 رياضيًا، تنافست هؤلاء النساء الـ22 في 5 رياضات مقبولة اجتماعيًا وغير متطلبة للاحتكاك الجسدي: وهي التنس، والإبحار، والكروكيه، والفروسية، والغولف. الغريب في الأمر أن بعض هؤلاء النساء شاركن بمحض الصدفة!.
مارغريت أبوت، أول امرأة أميركية تفوز بميدالية ذهبية أولمبية، لم تكن على علم بما فازت به. تتحدث بولا ويلش، الأستاذة الفخرية في جامعة فلوريدا وعضو مجلس إدارة اللجنة الأولمبية الأميركية، أن أبوت كانت موجودة في باريس عام 1900 لدراسة الفنون، ولم تكن مدرجة في سجلات البعثة الأولمبية الأميركية.لكن نظرًا لأنها كانت من هواة رياضة الغولف، فقد سمعت عن وجود مسابقة تُقام في باريس.
ذهبت أبوت إلى مقر إقامة الألعاب الأولمبية وسألت إذا كان بإمكانها المشاركة، ونظرًا لتواضع التنظيم في تلك الدورة، وافق المنظمون على مشاركتها.
الأكثر سخرية أن والدتها، ماري آيفز أبوت، شاركت أيضًا، وهي المرة الأولى والوحيدة في تاريخ الألعاب الأولمبية التي تتنافس فيها أم وابنتها في نفس الرياضة وفي نفس الحدث وفي نفس الوقت. وبعد حصولها على المركز الأول، لم تحصل على ميدالية ذهبية، بل حصلت على وعاء مزخرف!.
تجسد هذه القصص حالة الفوضى التي ميزت دورة "باريس 1900″، لكنها في الوقت ذاته تمثل نقطة تحول مهمة في تاريخ الرياضة النسائية، والتي مهدت الطريق للمزيد من المشاركات في النسخ اللاحقة.
فريق الجمباز النسائي الدنماركي المشارك في أولمبياد "لندن 1908" (غيتي إيميجز) المزيد من الحقوق بين "لندن 2012″ و"طوكيو 2020"بعد 112 عامًا من المشاركة النسائية في الأولمبياد، تمكنت المرأة لأول مرة من تمثيل كل دولة متنافسة برياضة واحدة على الأقل، حيث وصل عدد النساء المشاركات إلى 4 آلاف و847 امرأة في دورة "لندن 2012". ولأول مرة، شملت بعثات السعودية وقطر وبروناي رياضيات سيدات.
وعلى مدار أكثر من قرن، خضعت النساء في الألعاب الأولمبية لقوانين وقيود صارمة استمرت لعقود، ومنعت شرائح كبيرة من الرياضيات من المشاركة في الألعاب الأولمبية.
فحتى العام 2013، كان يُمنع على الرياضيات ارتداء الحجاب، مما فوت على العديد من الرياضيات المسلمات فرص تحقيق إنجازات رياضية. ولكن بمجرد السماح بارتداء الحجاب، استطاعت المصرية جيانا لطفي، أول لاعبة كاراتيه أفريقية وعربية تصل إلى الأولمبياد، أن تفوز بالميدالية البرونزية.
إضافة إلى ذلك، كان المنظمون يفرضون أزياء مكشوفة على الرياضيات في رياضات مثل الجمباز وكرة الشاطئ. إلا إن أولمبياد "طوكيو 2020″، شهد إطلاق الفريق الألماني للجمباز "ثورة" على تلك الأزياء، حيث خرج بملابس تغطي كامل الجسم، لتشجيع جميع اللاعبات على ارتداء ما يشعرهن بالثقة والراحة، خاصة مع عدم وجود قانون يمنع ذلك.
كما عانت الرياضيات الأمهات الجدد لعقود من التضييق عليهن في اصطحاب أبنائهن ورعايتهم أثناء فترة الألعاب. لكن هذا الوضع تغير في "طوكيو 2020" أيضا، حيث تم اتخاذ خطوات لتلبية احتياجات الأمهات الجدد، مما يعكس تقدما كبيرا في هذا المجال.
"باريس 2024" ينتصر للأمهات المرضعاتأما أولمبياد "باريس 2024" الذي تنطلق فعالياته في 26 يوليو/تموز المقبل، فيشهد استكمالا لانتزاع المزيد من الحقوق للرياضيات، إذ ستتمكن المرضعات من المشاركة في الألعاب مع أطفالهن الرضع. كانت البداية في "طوكيو 2020″، حيت أعربت الأمهات المرضعات عن استيائهن علنًا من السياسة التي منعت إحضار أطفالهن إلى طوكيو، مما أجبر المنظمين على التراجع عن هذا القرار. ومع ذلك، رغم تعديل السياسة، بقيت المتطلبات والاشتراطات مقيدة للغاية، مما أجبر بعض الرياضيات على ترك أطفالهن في المنزل.
أما في "باريس 2024″، فيبدو أن الأمور تسير نحو الأفضل؛ إذ قامت نجمة الجودو الفرنسية كلاريس أجبينينو بحملة لتلبية احتياجات الأمهات الجدد في مجال الرياضة، واستجابت اللجنة المنظمة من خلال تخصيص مخصصات للأمهات المرضعات. وفي تطور كبير، سيتم منح الرياضيات الفرنسيات خيار الإقامة في غرف فندقية قريبة من قرية الرياضيين الجديدة في ضاحية سان أوين شمال باريس.
وتعني هذه الخطوة أن الأمهات يمكنهن استخدام الغرف للنوم بجانب أطفالهن الرضع، أو جلب شركائهن إلى الغرفة، كما ستتم إتاحة منطقة اجتماعية خاصة للأطفال.
الأمينة العامة للجنة الأولمبية الفرنسية أستريد جويارت قالت لموقع صحة المرأة، "إنه أمر غير مسبوق، وهو شيء نريد أن يصبح دائمًا".
رغم أن هذه الخطوة نادرة، فإنها تأتي بعد تجارب سابقة مثل تجربة لاعبة كرة السلة الكندية كيم جوشر خلال أولمبياد "طوكيو 2020″، والتي نجحت مساعيها في إحضار ابنتها الرضيعة إلى الألعاب، وهو ما وصفته بأنه "القرار الصحيح للمرأة الرياضية".
وتمثل هذه الخطوة انتصارًا جديدًا للنساء في المجال الرياضي، وفي الوقت الذي وصلت فيه نسبة المشاركة النسائية إلى 48% في أولمبياد طوكيو، أصبح من المؤكد أن القوانين السابقة والقيود المفروضة على النساء في طريقها إلى الزوال.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الألعاب الأولمبیة من المشارکة باریس 2024
إقرأ أيضاً:
أفضل ألعاب الفيديو في 2024
شهد عام 2024 طرح العديد من العناوين المميزة في عالم الألعاب من مختلف الشركات والمنصات، ورغم أن كل لعبة تقدم تجربة فريدة بنفسها ومختلفة عن غيرها، فإن بعض هذه الألعاب تتفوق على غيرها كثيرًا، سواء كان الأمر في التصوير البصري أو أسلوب اللعب أو حتى الإخراج السينمائي.
وبينما يقام حدث، سنويًا لتوزيع جائزة لعبة العام، فإنه من الصعب اختيار لعبة واحدة لتكون الأفضل بشكل مطلق، لذا نقدم لكم مجموعة من أفضل ألعاب الفيديو التي صدرت هذا العام في عام 2024.
لعبة "هيل بليد" الجزء الثانيعندما أعلن أستوديو "نينجا ثيوري" (Ninja Theory) عن طرحهم للجزء الثاني من سلسلة "هيل بليد" (Hellblade) تيقن الجميع أننا ننتظر تجربة فريدة من نوعها تتفوق على ما قدمه الجزء الأول في عام 2017، ولحسن الحظ، فإن ملحمة سينوا-هيل بليد 2 (Senua’s Saga – Hellblade II) ارتقت إلى المستوى المنتظر منها.
ورغم كون اللعبة قصيرة وأسلوب اللعب محدودا بعض الشيء، فإن التجربة البصرية والفكرية الفريدة التي تقدمها هذه اللعبة تضمن لها مكانًا في قائمة أفضل ألعاب العام، إذ استطاع الأستوديو تحويلها من مجرد لعبة معتادة إلى عالم سينمائي بديع مليء بالمؤثرات البصرية والصوتية.
تقدم اللعبة رحلة مختلفة عن الألعاب المعتادة، ولهذا السبب تستحق التجربة سواء كنت من محبي هذا النوع من الألعاب أم لا.
"مقطع من لعبة هيل بليد سينيوا ساكرفيس" (مايكروسوفت) لعبة "بال وورلد" (Palworld)حازت هذه اللعبة على لحظة انطلاق ثورية، إذ أصبحت صيحة في عالم الألعاب بين ليلة وضحاها، وجذبت ملايين اللاعبين من مختلف بقاع العالم، وذلك لأنها حققت رغبة كانت دفينة لدى الكثيرين، وهي تجربة ألعاب "بوكيمون" بمستوى بصري مبهر على الحواسيب والمنصات الأخرى لأنها حكر على منصات "نينتندو".
إعلانتحاكي اللعبة أسلوب "بوكيمون" ولكن مع بعض الاختلافات البسيطة، إذ أصبح بإمكانك استخدام الأسلحة وقتال الوحوش الموجودة أمامك مباشرة، كما يمكنك تربية الوحوش وتنمية قدراتها، فضلًا عن امتطائها واستخدامها بشكل مباشر.
وتمزج اللعبة بين الألعاب الإستراتيجية التي تطلب منك إدارة مواردك بشكل جيد وبين ألعاب الأكشن والمغامرة المميزة التي تجعلك جالسًا أمامها لساعات طويلة، لذا فهي من الألعاب التي يجب تجربتها مهما كانت هوايتك أو نوعية الألعاب التي تفضلها.
تحاكي لعبة بال وورلد أسلوب "بوكيمون" ولكن مع بعض الاختلافات البسيطة (شترستوك) لعبة "إلدن رينغ: شادو أوف الإردتري" (Elden Ring: Shadow of the Erdtree)رغم أنها لا تعد لعبة منفصلة بحد ذاتها، فإنها قدمت تجربة مميزة وفريدة من نوعها أعادت الحياة إلى اللعبة التي صدرت في العام الماضي وحازت على لقب لعبة العام فيه، وهي "إلدن رينغ"، وتأتي هذه اللعبة لتكون توسعة إضافية تتمة لقصة اللعبة الأساسية.
ولا تضم الإضافة فقط لحظات جديدة في القصة الإضافية، بل تقدم مجموعة من الوحوش الجديدة وأساليب اللعب الجديدة عبر مجموعة من الأسلحة والأماكن الجديدة داخلها لتخرج لنا في النهاية بمحتوى يتخطى ما اعتدنا عليه من التوسعات المعتادة.
لعبة "ميتافور ري فانتازيو" (Metaphor ReFantazio )ربما استثمر أستوديو "أطلس" (Atlas) وقته في الأعوام الماضية لتطوير ألعاب "بيرسونا" (Persona) المميزة، ولكن هذا لا يعني أنها اللعبة الوحيدة التي قام الأستوديو بتطويرها، وهذه اللعبة تأتي لتثبت قدرة "أطلس" على تقديم عناوين وألعاب مميزة.
تعتمد اللعبة على أسلوب اللعب المعتاد من "أطلس" وهو تتابع الأدوار، ولكن مع ميكانيكا جديدة وتجارب قتال مختلفة عبر دمج المزيد من القدرات الفريدة والشخصيات الفريدة في عالمها فضلًا عن تقديم قصة مميزة مع شخصيات مكتوبة بعناية فائقة، لتخرج لنا في النهاية تجربة أقرب إلى السينمائية، وهي تأتي في أسلوب الرسوم الكرتوني المعتاد من "أطلس".
إعلان لعبة "هايدس 2" (Hades 2)في عام 2020، قام أستوديو "سوبرجاينت" (SuperGaint) البارز في قطاع تطوير الألعاب المستقلة بتقديم أحدث ألعابه وقتها، وهي الجزء الأول من سلسلة "هايدس" (Hades)، ورغم أن أسلوب اللعب الذي تبنته لم يكن مبتكرًا، إذ رأينا الكثير من ألعاب اكتشاف الأنفاق والخنادق السرية التي تجعلك تخسر كل ما قمت بجمعه في حالة موت الشخصية، فإن هذه اللعبة تحديدًا حازت على إعجاب جماهيري ونقدي واسع.
والآن، بعد 4 أعوام، يقدم لنا الأستوديو الجزء الثاني من اللعبة الذي يتبع قصة ميلينوي في رحلتها بالعالم السفلي واستخدامها للأسلحة والقدرات المختلفة التي تقابلها، ورغم أن اللعبة مازالت في طور الوصول المبكر، إلا أنها حازت على إعجاب الجماهير بشكل واسع حتى أصبح تقييمها في متجر "ستيم" 9 نقاط من أصل 10.
لعبة "بلاك ميث: ووكونغ" (Black Myth: Wukong)من النادر أن نرى ألعابًا صينية قوية قادرة على منافسة صناع الألعاب الغربيين، ويبدو أن المطور "غيم ساينس" (Game Science) تمكن من كسر هذه القاعدة، إذ استطاعت "ووكونغ" أن تبهر العالم وتحوز على إعجاب الجماهير والنقاد على حد سواء.
تتبع اللعبة قصة الملك القرد ووكونغ، وهو أحد أشهر الشخصيات في الميثولوجيا الصينية والتي تم اقتباسها في العديد من الأعمال حول العالم، وهي تنتمي إلى فئة ألعاب المغامرة والأكشن بأسلوب لعب "سولز" (Souls)، وهو أسلوب لعب مميز يجعل الوحوش أكثر قوة من المعتاد ويركز على مهارة اللاعب والمعدات التي يأتي بها.
الجزء السادس من "كول أوف ديوتي" (Call of duty)إحدى أبرز الألعاب التي صدرت هذا العام هي لعبة "كول أوف ديوتي بلاك أوبس 6" التي تأتي بطور قصة مميز يحاكي أفلام المغامرات والأكشن المعتادة من هوليود فضلًا عن مستوى بصري مبهر وأسلوب قتال ممتع عبر أسلحة واقعية للغاية.
ورغم جودة طور القصة، فإن نجاح اللعبة الحقيقي كان في عودة جزء كبير من قاعدتها الجماهيرية إلى طور اللعب الجماعي الذي طالما كان جزءًا بارزًا من عالم "كول أوف ديوتي"، وقد شهد هذا الجزء تقديم أسلوب تحرك جديد ومبتكر يجعل التنقل داخل اللعبة أكثر سلاسة ويسرا فضلًا عن مجموعة متنوعة من الخرائط القديمة والجديدة على حد سواء.
إعلانتعزّز نجاح اللعبة عبر المنشور الذي شاركته الشركة، إذ وصفتها الشركة بأنجح لعبة "كول أوف ديوتي" تصدر على الإطلاق خلال الأعوام الماضية.
نجاح اللعبة الحقيقي كان في عودة جزء كبير من قاعدتها الجماهيرية إلى طور اللعب الجماعي الذي طالما كان جزءًا بارزًا من عالم "كول أوف ديوتي" (الجزيرة) لعبة "دراغون آيج: ذا فيلغارد" (Dragon Age: The Veilguard)عبر هذا الجزء، تعود سلسلة "دراغون آيج" بعد غياب دام سنوات لتكمل قصتها المميزة والفريدة مؤكدة أن التخبط الذي عانت منه لعبة "آثنيم" (Anthem) لم يؤثر على قوة أستوديو "بايوير" (Bioware) في صناعة ألعاب تقمص أدوار ذات قصة مميزة وممتعة.
ورغم وجود بعض التحديات التقنية في اللعبة، فإنها تظل إحدى أفضل الألعاب التي صدرت هذا العام خاصة لمحبي سلسلة "دراغون آيج".