تحليل لغة الجسد لـ "نتنياهو".. شخصية نرجسية مرضية
تاريخ النشر: 7th, June 2024 GMT
مع استمرار المعركة في غزة بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال، تبرز معركة أخرى لا تقل أهمية إنها معركة الصورة، التي تُصنع غالبًا لإيصال رسائل محددة، لكن تصل أحيانًا رسائل غير مقصودة، ومنذ بدء عملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية، وخاصة كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، كثرت الظهور الإعلامي لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ورغم حرص نتنياهو وفريقه الإعلامي على رسم صورة له في هذا الظهور المتكرر، إلا أن هناك جوانب لا يمكن التحكم فيها، فـ "لغة الجسد" تكشف أحيانًا ما لا يُعبّر عنه اللسان.
وقالت "رغدة السعيد" الباحثة في لغة الجسد فى تصريحات خاصة للفجر، أن لغة الجسد الخاصة برئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو" متصقة للغاية مع حديثه السياسي، وذلك فى العديد من اللقاءات التى ظهر فيها منذ بدء الحرب على غزة، مؤكدة أن تلك الدرجة من التوازن بين لغة الجسد والحديث المغلوط، تؤكد أنه شخص مريض بـ النرجسية المرضية، مشيرةً إلى أن استخدام اليدين أثناء الخطابات واللقاءات يدل على التأكيد على الرأي للمشاهدين والحاضرين إلى جانب أساليب النقر على الطاولة أثناء الحديث، والتي غالبًا ما يستخدمها "نتنياهو"، ويرجع ذلك شعور دفين داخل الشخص بأن الحاضرين قد لا يصدقون الحديث والمعلومات التى يدلي بها أمامهم وكذلك كي يظهر الحزم في موقفه.
وأشارت أن الشخصية النرجسية المرضية معروفة أيضًا باسم اضطراب الشخصية النرجسية، هي حالة نفسية تتميز بنمط دائم من الشعور بالعظمة في الخيال أو في السلوك الفعلي، والحاجة المفرطة للإعجاب، وقلة التعاطف مع الآخرين، ويُصنف هذا الاضطراب ضمن اضطرابات الشخصية في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية، ولعل من أبرز السمات الرئيسية لتلك الشخصية الشعور بالعظمة ويعتقد الأفراد النرجسيون أنهم مميزون وفريدون وأنهم يستحقون معاملة خاصة ويرون أنفسهم متفوقين على الآخرين وغالبًا ما يبالغون في إنجازاتهم وقدراتهم والشعور بأحقيتهم لديهم توقعات غير منطقية للمعاملة الخاصة وامتثال الآخرين لرغباتهم.
وأشارت "رغدة السعيد" أن كثيرًا ما يستخدم رئيس الوزراء الإسرائيلي الابتسامات المزيفة أثناء حديثه مع جنوده ومستشاريه وهي ابتسامات غير حقيقية ولا كونها لا تظهر عضلات ما تحت العين في لغة الجسد، ولكنها توحي للمشاهد والمتلقي أن الأمور مطمئنة، ولكنها في النهاية ابتسامة حذرة يريد بها أن يظهر بمظهر شخص ودود ولطيف وكثيرًا ما يستخدمها في لقاءاته مع مسؤولين أمريكيين وأوروبيين.
ونوهت الباحثة في لغة الجسد، أن من بين علامات إصابة "نتنياهو" بـ النرجسية المرضية هو جبهته كونها تكشف عن جميع انفعالاته بشكل غير إرادي ومعظمها يتسم بالغضب، إلا أن تواصله مع الجمهور في لقاءاته التي ظهر فيها، تشير أنه مدرب جيدًا على استخدام لغة الجسد، وخصوصًا التواصل بالعين مع المتلقين، ليضفي صدقًا على حديثه المنمق، إلا أن جبهته تفضحه في كثير من الأحيان وتكشف عن عوار شخصيته النرجسية المرضية.
وأكدت "رغدة السعيد" أنه على الرغم التدريب العالي الذي خضع له رئيس الوزراء الإسرائيلي في لغة الجسد والتي كثيرًا ما يطبقها في اللقاءات التي يعقدها مع مسؤولين حكوميين، إلا أنه دائما ما يظهر منها ما يشير إلى القوة والسلطة التي يتمتع بها أو يحاول أن يظهرها للشخصيات الواقفة أمامه ومنها وقوفه المنتصب وتمايله بدرجة بسيطة للأمام ليوحي بالاهتمام، إلى جانب حركة رأسه أثناء حديث الآخرين له، مشيرةً إلى علامات لغة الجسد كثيرة إلا أنه دائمًا ما يظهر ما يجعله شخصًا يتمتع بسلطة ونفوذ وقوة، وربما المبالغة في إظهار شئ مرارًا وتكرارًا دليل على ضعف الحجة والواقع.
وذكرت "رغدة السعيد"، أن لغة الجسد تمثل 93% من إيصال الرسالة، و55% من الحركات والإيماءات، و38% من نبرة الصوت والتنغيم ، لذلك نجد عند تحليل لغة جسد رئيس الوزراء الإسرائيلي، نجده يستخدم نبرة صوت حادة وحازمة ليطغي على حديث الآخرين أو المعترضين أو المشككين، وكثيرًا ما تستخدم تلك النبرة الحادة كفزاعة ترهب المستمعين خاصةً إذا كانوا معارضين لسلطته ونفوذه.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: رئيس الوزراء المقاومة الفلسطينية كتائب عز الدين القسام رئيس الوزراء الإسرائيلي الوزراء الاسرائيلى عز الدين القسام الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو طوفان الاقصي عملية طوفان الأقصى الوزراء الإسرائیلی فی لغة الجسد إلا أن
إقرأ أيضاً:
تحليل الوضع الراهن في السودان وتحديات مستقبل الدعم السريع
يوسف عزت مستشار حميدتي السابق..
????
*تحليل الوضع الراهن في السودان وتحديات مستقبل الدعم السريع*
*إعداد: يوسف عزت*
⸻
*مقدمة:*
يواجه السودان مرحلة دقيقة من تاريخه الحديث، حيث تعكس المواجهة المسلحة بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني صراعًا أكثر تعقيدًا من كونه نزاعًا عسكريًا. فعلى الرغم من النجاحات الميدانية التي حققتها قوات الدعم السريع في بداية النزاع، إلا أنها تعاني حاليًا من تراجع ملحوظ على الأصعدة السياسية والاجتماعية والعسكرية.
يهدف هذا التحليل إلى دراسة الأسباب الجوهرية لهذا التراجع، مع التركيز على العوامل البنيوية، والسياسية، والقيادية. كما يسعى للإجابة على السؤال المركزي:
هل تمتلك قيادة الدعم السريع استراتيجية واضحة لحماية المجتمعات وضمان بقائها وسط هذا التصعيد؟
*أولاً: غياب الانضباط والانفلات الأمني*
تعدّ السيطرة على الأمن والنظام أحد العناصر الأساسية للحفاظ على الشرعية والقبول الشعبي. غير أن الواقع في مناطق نفوذ قوات الدعم السريع يُظهر اختلالًا أمنيًا خطيرًا انعكس في انتشار أعمال النهب، وانتهاكات حقوق المدنيين. ويمكن تحليل آثار هذا الانفلات من خلال بعدين أساسيين:
1. فقدان التأييد الشعبي:
• أسهمت الانتهاكات الميدانية في تقويض الثقة الشعبية بقوات الدعم السريع، خاصةً في المناطق الحضرية التي كانت أكثر تضررًا من عمليات النهب والاعتداءات.
• انعكست هذه الانتهاكات على صورة القيادة باعتبارها غير قادرة على السيطرة على عناصرها، مما أدى إلى عزلة متزايدة في الأوساط المجتمعية.
2. تعزيز الفوضى وانعدام السيطرة:
• أدى غياب المحاسبة الداخلية إلى بروز مجموعات منفلتة تعمل خارج السيطرة المباشرة للقيادة، مما كرّس بيئة من الفوضى وصعوبة استعادة النظام.
*الخلاصة:*
أضعف الانفلات الأمني قدرة الدعم السريع على تقديم نفسه كفاعل منظم ومشروع، وخلق حالة من الاستقطاب السلبي ضده داخل المجتمعات المحلية.
⸻
*ثانياً: تراجع الرؤية السياسية وانعدام المصداقية*
بدأت قوات الدعم السريع مسارها السياسي بعد اندلاع الحرب عبر طرح رؤية الحل الشامل دات النقاط العشر، والتي لاقت قبولًا داخليًا وخارجيًا باعتبارها محاولة لصياغة مشروع سياسي مدني. إلا أن هذا الزخم تلاشى بسبب تضارب الخطاب السياسي مع الواقع الميداني.
1. التناقض في الخطاب السياسي:
• اعتمدت القيادة خطابًا يركز على مواجهة الإسلاميين (“الكيزان”)، مما أكسبها دعمًا مؤقتًا من القوى المدنية المناهضة للنظام السابق.
• غير أن وجود عناصر محسوبة على الإسلاميين داخل صفوف الدعم السريع قوّض مصداقية هذا الخطاب، وكشف عن تناقض جوهري بين الشعارات والممارسات.
2. تأثير الحرب على الأولويات السياسية:
• فرضت الحرب أولويات جديدة على قيادة الدعم السريع، حيث أصبح الحشد القبلي والاجتماعي أولوية تفوق الالتزام بالمشروع المدني، مما أدى إلى تراجع الرؤية السياسية إلى مجرد أداة تكتيكية.
*الخلاصة:*
غياب خطاب سياسي متماسك يعكس رؤية مستقبلية واضحة أدى إلى فقدان الدعم الشعبي والانكشاف أمام المجتمع الدولي كفاعل غير قادر على الالتزام بمبادئ التحول المدني.
⸻
*ثالثاً: ضعف القيادة وتعدد مراكز القرار*
تعاني قوات الدعم السريع من أزمة قيادية بنيوية تتجلى في غياب مركز موحد لاتخاذ القرارات الاستراتيجية. وتظهر هذه الإشكالية في النقاط التالية:
1. تعدد دوائر صنع القرار:
• يشكل التداخل بين القائد الأول (محمد حمدان دقلو – حميدتي) ونائبه (عبد الرحيم دقلو) مصدرًا لتضارب القرارات وتباطؤ الاستجابة للأحداث.
• تسهم تأثيرات المحيطين بالقيادة من أفراد الأسرة والمقربين في خلق ديناميكيات معقدة تُعيق اتخاذ قرارات حاسمة.
2. غياب التخطيط طويل الأمد:
• تفتقر القيادة إلى رؤية استراتيجية بعيدة المدى، حيث يعتمد اتخاذ القرارات على ردود الفعل الآنية دون تحليل معمق للعواقب المستقبلية.
*الخلاصة:*
انعكس غياب القيادة المركزية الموحدة على كفاءة إدارة الحرب، وتسبب في قرارات متضاربة، مما أضعف الموقف السياسي والعسكري للدعم السريع.
⸻
*رابعاً: أزمة التحالفات السياسية والعسكرية*
تورطت قيادة الدعم السريع في تحالفات متباينة مع قوى سياسية وعسكرية، خلال السنوات الماضية آخرها تبني مشروع “السودان الجديد”. لكن هذه التحالفات تعاني من تناقضات بنيوية واضحة:
1. التناقض مع التركيبة الاسرية والاجتماعية للدعم السريع:
• يتطلب مشروع السودان الجديد إعادة هيكلة الدعم السريع كمؤسسة قومية ديمقراطية، في حين أن بنيته القائمة تعتمد على قيادة الأسرة والولاءات القبلية.
2. الطابع التكتيكي للتحالفات:
• تتعامل قيادة الدعم السريع مع التحالفات كأدوات مرحلية فرضتها ظروف الحرب، دون التزام فكري أو سياسي حقيقي بالمبادئ التي تقوم عليها هذه التحالفات.
*الخلاصة:*
غياب رؤية استراتيجية للتحالفات والثبات عليها جعل الدعم السريع يبدو كفاعل انتهازي، مما يهدد استمرارية هذه التحالفات ويؤدي إلى عزلة سياسية متزايدة.
*خامساً: الصدام مع الدولة المركزية وتأثيره على الاصطفاف القبلي*
أدى الصدام المباشر بين قوات الدعم السريع والدولة المركزية إلى إعادة تشكيل الاصطفافات القبلية في السودان بصورة غير مسبوقة فللمرة الأولى في تاريخ السودان الحديث، أصبحت المجتمعات العربية منقسمة بين دعم الجيش أو الدعم السريع، مما أدى إلى حالة استقطاب حاد والدخول في حرب اهلية مباشرة.
• دفع هذا الاستقطاب المجتمعات إلى تسليح نفسها بشكل مستقل، مما حول الحرب لحرب أهلية واسعة النطاق ذات قوى متعددة.
*الخلاصة:*
ساهم الصدام مع الدولة المركزية في تفكيك التحالفات القبلية التقليدية وأدى إلى تعميق الانقسامات المجتمعية واعاد المكونات العربية في غرب السودان إلى محيطها التقليدي والتحالف مع قوى الهامش التي كانت تستخدم هذه المجتمعات لقمعها ،كأداة لسلطة المركز .
يمكن تطوير هذا التحول لحل صراع المركز والهامش بتبني مشروع دولة خدمية بدلا من التعريف التقليدي للصراع بأن المركز هو عروبي إسلامي والهامش إفريقي زنجي وهو تعريف غير صحيح كرست له سلطة الحركة الإسلامية وعمقتها وتبنتها كسياسات حتى الان ، وكنتيجة لذلك انفجر الصراع بهذه الصورة التي نشهدها الان ، ولكن يمكن وفق المعادلات الراهنة الوصول لحلول لصالح جميع السودانيين من خلال التفكير الواقعي والاعتراف بالأزمة وحلها حلا جذريا وذلك يحتاج لعقول تنظر إلى ابعد من مصالحها.
*الإجابة على السؤال الجوهري:*
هل تمتلك قيادة الدعم السريع استراتيجية واضحة لحماية المجتمعات التي تقع في مناطق سيطرتها وضمان بقائها؟
بناءً على التحليل السابق، لا تمتلك قيادة الدعم السريع استراتيجية متكاملة لتحقيق هذا الهدف، وذلك للأسباب التالية:
1. الارتجالية بدل التخطيط الاستراتيجي.
2. التناقض في الخطاب السياسي والممارسات.
3. غياب قيادة موحدة لاتخاذ القرارات.
4. الاعتماد على تحالفات ظرفية غير مستدامة.
5-عدم القدرة هلى التخلص من ارث الماضي والتكيف مع التحولات التي تستدعي اعادة تشكيل القيادة وصياغة مشروع وطني يمثل مصالح قطاعات واسعة تتبناه وتشارك في تنفيذه.
*توصيات*
1. إعادة هيكلة القيادة: إنشاء مركز موحد لاتخاذ القرارات الاستراتيجية.
2. ضبط الأمن: فرض انضباط صارم على القوات ومحاسبة المتجاوزين.
3. صياغة رؤية سياسية متماسكة: تطوير مشروع وطني يعكس المصالح الحقيقية لجميع الفئات.
4. تعزيز المشاركة المجتمعية: إشراك الكفاءات المحلية في صنع القرار.
5. تبني استراتيجية طويلة الأمد: التركيز على حلول مستدامة تربط بين الأمن والسياسة والتنمية.
*خاتمة*
يتضح أن قيادة الدعم السريع تواجه تحديات بنيوية تهدد بقاءها كفاعل سياسي وعسكري مؤثر. إن غياب التفكير الاستراتيجي والارتباك في الخطاب والممارسة يجعل مستقبلها مرهوناً بقدرتها على إصلاح هذه الاختلالات واعتماد رؤية متماسكة ومستدامة.