اعتبر وزير الزراعة في حكومة تصريف الأعمال الدكتور عباس الحاج حسن أننا "نعيش اليوم أصعب أزمة مركبة في تاريخ لبنان، ولكن يمكننا أن ننجح بتحويل هذا التهديد إلى فرصة لكي نستثمر بشكل أفضل، ونعمل لبناء قطاعات منتجة وسلاسل إنتاج، تساهم في دعم اقتصادنا الوطني وتوفير ما أمكن من أمننا الغذائي".

كلام الوزير الحاج حسن، جاء في خلال لقاء حواري برعايته، نظمته "الجمعية اللبنانية للدراسات والتدريب" في قاعة تموز في بعلبك، مع مزارعي بعلبك الهرمل والبقاع، في حضور النائب ملحم الحجيري، المدير العام لوزارة الزراعة المهندس لويس لحود، محافظ لبنان لدى "الصندوق الدولي للتنمية الزراعية" الدكتور محمود عبدالله، رئيس مصلحة الزراعة في بعلبك الهرمل الدكتور عباس الديراني، رئيس مصلحة زراعة البقاع الدكتور خليل عقل، رئيس بلدية بعلبك بالتكليف مصطفى الشل، رئيس اتحاد بلديات بعلبك شفيق قاسم شحادة ممثلاً بياسر خير الدين، رؤساء بلديات، المهندس بسام حرب ممثلا حركة "أمل"، وفاعليات نقابية واجتماعية.



وقال الوزير الحاج حسن: "وزارة الزراعة مفتوحة للجميع، كما اننا سنتجه شرقا وغربا، خدمة لمصلحة المواطن والوطن، فالعلاقة مع واشنطن يجب أن تكون ناجحة كما العلاقه مع إيران والصين وروسيا، وعلينا تصفير المشاكل تحقيقا لمنفعة اللبنانيين، لا مشكلة لدينا مع أحد إلا مع إسرائيل فهي عدونا الوحيد، وستبقى عدوتنا إلى نهاية التاريخ".

ورأى أن "العمل التعاوني والنقابي هو الأساس في النهوض بالقطاع الزراعي ومن ركائز نجاحه، ولكن للأسف عدد التعاونيات الزراعية في لبنان كبير، ولكن الفاعل منها قليل جدا، ونحن بحاجة أيضا إلى نقابات ترعى وتتابع وتهتم بشؤون وقضايا المزارعين".

وأشار إلى أن "موازنة وزارة الزراعة تشكل 0.35  في المئة من الموازنة العامة، فكيف يمكننا بمثل هكذا موازنة نستطيع تحقيق آمالنا وطموحاتنا؟".

ورداً على سؤال حول تأخر توزيع القمح الطري حوالي 25 يوما، أجاب: "للأسف الإمكانيات المادية ليست متوافرة لدى الوزارة لشراء القمح، ونحن ننتظر وصول الهبات التي تقدمها لنا "الفاو" والمركز العربي لدراسة المناطق الجافة "اكساد" اللذين نوجه لهما كل الشكر والتقدير لجهودهما ولزيادة الكميات المقدمة للمزارعين، وهذه الخطوة هامة جدا لإنتاج القمح الذي نحتاجه في صناعة رغيف الخبز، بدل استيراد كامل الكميات من أوكرانيا وروسيا وغيرهما، فالأولى توفير هذه المادة الاستراتيجية من نتاج بلدنا، وضمن خطتنا لتفعيل وتعزيز زراعة القمح الطري أقمنا شراكة مع غرف التجارة والزراعة في زحلة وعكار".

وشدد على "ضرورة ان تكون العلاقة جيدة مع الشقيقة سوريا، فقد تم تخفيض 50 في المئة من قيمة الترانزيت على المنتجات الزراعية الطازجة، ولكن يتطلب الأمر استكماله بخطوات من الجانب اللبناني، ويجب أن نتلقف الموضوع تحقيقا لمصلحة لبنان واللبنانيين".

ووجه الحاج حسن نداء إلى "رئيس الجامعة اللبنانية لافتتاح فروع لكلية الزراعة في كل المناطق اللبنانية، وأن تبادر الحامعات الخاصة إلى اتخاذ قرارات بفتح كليات للزراعة في بعلبك الهرمل كما فعلت الجامعة الإسلامية، وكذلك في عكار والجنوب، لأن الأمن الغذائي أساس".

ولفت إلى أنه "بعد انفجار المرفأ، لا يوجد لدينا إمكانية تخزين قمح لأكثر من شهرين، لذا أنا بصدد نقل التجربة الأردنية ببناء مخازن أفقية كلفتها أقل من الإهراءات العمودية، وباكورة الأعمال ستكون في بعلبك الهرمل وعكار، وسنسعى لكي تكون المخازن قرب ثكنات الجيش اللبناني، ونؤكد الحرص الشديد على الشفافية ومنطق الدولة وسيادة القانون".

وأكد الحاج حسن أن "كل إنتاج زراعي في لبنان هو منتج لبناني، يلقى منا كل الرعاية والاهتمام، ونسعى جاهدين لتأمين أسواق عربية وأجنبية لتصريف الإنتاج الوطني، ونشدد على ضرورة تصفير المشاكل مع عالمنا العربي، فهذا عمل مبارك فيه مرضاة لله. ولقد كنت في مصر الأسبوع الماضي، بتكليف من دولة رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي ومن دولة الرئيس نبيه بري، لمناقشة سبل دعم التعاون المشترك بين مصر ولبنان في قطاع الزراعة، وقال لي رئيس مجلس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، والوزير السيد القصير أنتم أهلنا، والمنتج من الفواكه اللبنانية هي أولوية".

وختم الحاج حسن مشيراً إلى أن "لبنان يستورد حوالي 85  في المئة من استهلاكه للأسماك، وهناك هبة من النروج عبر الفاو مخصصة لقطاع السمك البحري والنهري، وسوف نطلق خطة للنهوض بقطاع السمك في شهر تموز القادم برعاية الرئيس ميقاتي، ونحن تقدمنا أيضاً بمشروع لتعديل قانون الصيد البحري تتم دراسته في اللجان النيابية".

اللقيس

وبدوره، أشار مؤسس الجمعية اللبنانية للدراسات والتدريب الدكتور رامي اللقيس إلى "أن مشروع الجمعية الزراعي انطلق منذ 4 سنوات، وأهم أهدافه تفعيل التواصل الإيجابي بيننا وبين الوزارات والإدارات العامة والمؤسسات الدولية والجهات المانحة، فنحن نؤمن بان التنمية تتم من خلال تمكين الموارد البشرية، وتفعيل وتعزيز القطاعات الإنتاجية وأهمها في منطقتنا الزراعة والسياحة".

وأضاف: "رؤيتنا لتفعيل العمل الزراعي تنطلق من 4 عناوين رئيسية هي تمكين المزارع، تعزيز القطاعات الإنتاجية، فقطاع الزراعة يشكل ركيزة في تأمين أمننا الغذائي، ولكن للأسف لا تشكل الزراعة في مفهوم الدولة قطاعا استراتيجيا، وما زالت موازنة الوزارة ضعيفة، لا تستطيع تأمين احتياجات المواطنين. نحن نستورد أبسط المواد الزراعية التي تستخدم في الانتاج. ومن ضمن ثوابت رؤيتنا الحفاظ على الموارد الطبيعية، فأكثر المزارعين للأسف يعتقدون أن الزراعة عبارة عن موسم واحد، فيسيئون استخدام الأسمدة والمبيدات، لذا المطلوب الوعي في العملية الزراعية وأن يأخذ الإنتاج بعين الإعتبار الإستدامة، وأخيراً إيلاء الإهتمام اللازم للتصنيع الغذائي".

وأعلن اللقيس أن "الجمعية بعد افتتاح معمل القرية لتصنيع الأجبان والألبان، سيبصر النور قريبا معمل توضيب الحبوب، وكل الشكر لجهود وزير الزراعة ودعمه الدائم وتلبيته للقاءات الحوارية مع مزارعي المنطقة".

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: بعلبک الهرمل الزراعة فی الحاج حسن فی بعلبک

إقرأ أيضاً:

الذكاء الاصطناعي في خدمة التنمية الزراعية.. برامج تدريبية جديدة لوقاية النباتات

 نظم معهد بحوث وقاية النباتات برنامجاً تدريبياَ تحت عنوان " الذكاء الاصطناعي في البحث العلمي والتحليل الإحصائي من النظرية إلى التطبيق" خلال الفترة 28-29 يناير2025 بالمقر الرئيسي للمعهد بالدقي- الجيزة.


وأشار الدكتور أحمد عبدالمجيد مدير المعهد لأهمية البرنامج التدريبي في تسليط الضوء على كيفية استخدام التكنولوجيا الحديثة لتحسين مخرجات البحوث و إبراز محتوها في أفضل صورة مما يؤهلها للنشر في أعلى الدوريات العالمية، و أكد نحن نعمل على تزويد الباحثين بالمعرفة اللازمة لتطبيق الذكاء الاصطناعي في مجالاتهم و لتحسين الأداء البحثي من خلال التكنولوجيا، مع التزام وقاية النباتات بتطوير الكوادر البشرية لمواجهة التحديات المستقبلية في مجال بحوث وقاية النباتات.

 حيث أن دمج الذكاء الاصطناعي في البحوث العلمية، يسهم في تحسين جودتها وتعزيز الابتكار والتطوير في القطاع الزراعي و يمثل خطوة استراتيجية نحو تحسين الإنتاجية.


و أضاف الدكتور طارق عفيفي وكيل المعهد للإرشاد و التدريب، شهد البرنامج مشاركة واسعة من الباحثين والمتخصصين من المعاهد البحثية المختلفة للتدريب على أحدث تطبيقات الذكاء الاصطناعي وقد لاقى استحسانهم، حيث أعربوا عن تقديرهم للمعرفة القيمة التي اكتسبوها والدروس المستفادة التي يمكن تطبيقها في ابحاثهم المستقبلية. 

كما أكدت الدكتورة فرحة حسني مدير إدارة الجودة ومنسقة البرنامج أن التدريب اشتمل على تحليل البيانات الزراعية و كتابة وتحرير الأوراق البحثية، و تنظيم المحتوى ومنع الانتحال و تحديد المجلات المناسبة لنشر الأبحاث العلمية، و تطوير مهارات العرض التقديمي بما يتناسب مع التخصصات المختلفة فضلا عن التدريب العملي على استخدام الذكاء الاصطناعي في التحليل الإحصائي للبيانات.

و قد حاضر في البرنامج التدريبي الدكتور عمرو عبد الرحمن أخصائي الكمياء الطبية بالجامعة البريطانية و الدكتورة هناء عبدالوهاب أخصائي الوبائيات وخبير الذكاء الإصطناعي فى البحث العلمى والتحليل الإحصائي جامعة هارفارد.

يأتي ذلك في إطار توجيهات علاء فاروق وزير الزراعة و استصلاح الأراضي باستمرارية تقديم الدعم للباحثين تعزيزا لدور القطاع الزراعي في دعم الاقتصاد الوطني و دعم مسارات التنمية الزراعية المستدامة، وتعليمات الدكتور عادل عبدالعظيم رئيس مركز البحوث الزراعية بتطوير البحث العلمي التطبيقي و توفير كل سبل الدعم للنهوض به، و في إطار سعيه المستمر نحو تعزيز الابتكار والمعرفة وتطوير مهارات الباحثين

مقالات مشابهة

  • بهدف تحقيق نهضة مستدامة.. الحاج حسن يُطلق توزيع بطاقة المزارع في الجنوب
  • وزير الخارجية يجتمع مع رئيس حزب القوات اللبنانية
  • وزير الخارجية والهجرة يجتمع مع رئيس حزب القوات اللبنانية
  • الذكاء الاصطناعي في خدمة التنمية الزراعية.. برامج تدريبية جديدة لوقاية النباتات
  • وزير الخارجية يلتقي رئيس الحكومة اللبنانية المكلف خلال زيارته بيروت
  • محافظ أسيوط يتفقد مزرعة مدرسة مير الزراعية ويعلن عن تشغيل خدمة التوصيل للمنازل إلى المواطنين
  • وزير الخارجية يستهل زيارته لبيروت بلقاء رئيس الجمهورية اللبنانية
  • 17 % زيادة في الصادرات الزراعية منذ عام 2023
  • وزير الزراعة لـ «بسمة وهبة»: 17% زيادة في صادراتنا الزراعية منذ عام 2023
  • رئيس الجامعة اللبنانية استقبل لجنة إعداد إرشادات الذكاء الاصطناعي في لبنان