انتقدت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) قرار المحكمة العليا الإسرائيلية القاضي برفض إخلاء بؤرة حومش الاستيطانية العشوائية شمالي الضفة الغربية، وأكدت أن هذا القرار "يؤكد تواطؤ النظام القضائي الصهيوني ودوره في سرقة أراضينا الفلسطينية".

وقالت الحركة -في بيان- إن قرار المحكمة العليا الإسرائيلية سيقابل بتصعيد المقاومة وبمزيد من الثبات والصمود على الأرض، مشددة على أن قرار المحكمة الرافض لإخلاء مستوطنة حومش مخالف لكل القوانين والأعراف الدولية الرافضة للاستيطان.

وطالبت الحركة المجتمع الدولي والأمم المتحدة بضرورة تحمل مسؤولياتهم في إنهاء الاحتلال ووقف جرائمه وانتهاكاته المستمرة.

وكانت المحكمة العليا الإسرائيلية رفضت -أمس الأربعاء- التماسا يطالب بإخلاء معهد لتدريس التوراة في البؤرة الاستيطانية العشوائية "حومش"، شمالي الضفة الغربية، وهو ما يعطى شرعية قانونية لإقامة مستوطنة جديدة فيها.

وتعد مستوطنة حومش واحدة من 4 مستوطنات أخليت عام 2005 ضمن تطبيق خطة "فك الارتباط" عن قطاع غزة، ومايو/أيار الماضي عادت إلى حومش مجموعة من المستوطنين وأقاموا معهدا دينيا يهوديا على أرض يعتبرها الاحتلال أراضي دولة، وذلك لقطع الطريق على الفلسطينيين في المحاكم.

ويتماشى قرار المحكمة العليا اليوم الخميس مع قرار الحكومة الإسرائيلية، التي ترفض إخلاء البؤرة الاستيطانية.


مستوطنة حومش

تصنف حومش بأنها أهم المستوطنات الأربع وأكبرها مساحة، وأقيمت عام 1978 فوق أراض لقرية برقة شمال نابلس وأخرى تعود لبلدة سيلة الظهر المجاورة، وهي تتوسط مدينتي جنين ونابلس وتطل على الشارع الرئيسي الواصل بين المدينتين.

وسيطرت حومش على أكثر من ألف دونم (الدونم= ألف متر مربع) من أراضي منطقة "الظهور- القبيبات" من أراضي برقة، بينما امتدت منطقة نفوذها لنحو 4 آلاف دونم أخرى من أراضي المواطنين، وجزء بسيط يصنف بأنه أراضي دولة (تتبع خزينة المملكة الأردنية).

وعام 1976 دق الاستيطان أوتاده في برقة مستهدفا منطقة المسعودية، وتزعّم ذلك رئيس وزراء إسرائيل مناحيم بيغن آنذاك، فثار أهالي المنطقة رفضا لذلك، فأخليت المستوطنة، وبعد عامين شُيدت من جديد ولكن تحت اسم "حومش" في جبل الظهور شمال القرية، وبدأت معسكرا لجيش الاحتلال ثم تحولت لمستوطنة.

ومطلع تسعينيات القرن الماضي، زار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "حومش"، وقال في كلمة له "منطقة جميلة لا تتركوها أبدا"، فمنها يُرى ثلثا فلسطين، وحوت أكثر من 100 شقة سكنية، وفيها مجلس للخدمات وكنيس يهودي و"مكفى" (مكان للتسبيع وفق التعاليم اليهودية).

لكن "حومش" استخدمت بشكل أساسي بوصفها مستوطنة سياحية، ففيها ملاعب رياضية وبرك سباحة وناد وملاعب رياضية، إضافة إلى حدائق ورياض للأطفال.

وعام 2005 أخلى المستوطنون "حومش" تحت طائلة قرار حكومي وبقوة عسكرية ضخمة، لكنهم لم يفارقوها إلا لبعض الوقت، وحينها استصلح الفلسطينيون أراضيهم، ثم عاد المستوطنون ودمروا المنشآت الزراعية واقتلعوا الأشجار واعتدوا على المواطنين.

ورغم سماح المحكمة العليا الإسرائيلية في أكثر من قرار بعودة الفلسطينيين لأراضيهم وحظر دخول الإسرائيلي (جندي، مدني، مستوطن) إليها، فإن المستوطنين لم يتقبلوا ذلك وواصلوا اقتحامها، كما أعلن جيش الاحتلال المكان منطقة عسكرية مغلقة.

واتخذ المستوطنون عملية "حومش" -والتي قتل فيها مستوطن إسرائيلي أواخر ديسمبر/كانون الأول 2021 على يد مقاومين فلسطينيين- ذريعة لعودتهم إلى المستوطنة، وإقامتهم مدرسة دينية فيها.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: المحکمة العلیا الإسرائیلیة

إقرأ أيضاً:

يديعوت: هذا ما أظهرته الوثائق الإسرائيلية ليلة 7 أكتوبر

كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، اليوم الخميس، عن وثائق إسرائيلية تظهر أن قادة الجيش تغاضوا عن معلومات بليلة 7 أكتوبر حول هجوم حركة حماس على مستوطنات الغلاف.

ووفق الصحيفة، فقد أظهرت وثائق إسرائيلية أنه خلال ليلة 6 – 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، رصدت وحدة في شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية ("أمان") عدة مؤشرات على استعدادات في حركة حماس لإطلاق صواريخ وقذائف صاروخية باتجاه إسرائيل، إلى جانب رصد أنشطة غير مألوفة في منظومة حماس الجوية، التي من شأنها أن تدل على احتمال أن الحركة انتقلت إلى حالة طوارئ.

وأضافت، "تعالت هذه التحذيرات إلى جانب "مؤشرات مقلقة" أخرى خلال سلسلة مداولات لتقييم الوضع التي أجراها الجيش الإسرائيلي خلال ساعات الليل، التي سبقت هجوم حماس، لكنها لم تؤد إلى إصدار إنذار حول هجوم محتمل أو استخدام وسائل لمواجهة هجوم كهذا".

ويأتي الكشف عن هذه الوثائق بعد أن اطلعت عليها جهات رفيعة المستوى في الحكومة وجهاز الأمن، وجرى تقديمها على أنها تفسر الرغبة الشديدة بأن يستقيل رئيس أركان الجيش، هيرتسي هليفي، من منصبه.

وأضافت الصحيفة أنه يتعالى من الوثائق، وعلى عكس التقارير التي نُشرت حتى الآن، أن تقديرات الجيش الإسرائيلي لم تكن فقط أن حماس تنتقل إلى حالة استنفار في إطار تدريب أو استعداد للدفاع أمام هجوم إسرائيلي محتمل، وإنما تم الأخذ بالحسبان بجدية احتمال أن حماس تعتزم مهاجمة إسرائيل خلال مدة قصيرة جدا.

وقرر الجيش الإسرائيلي تنفيذ عدد قليل من الإجراءات، إثر وجود "مؤشرات مهدئة، وإجماع واسع ومطلق بين المسؤولين في الجيش والاستخبارات، على أنه يفضل الامتناع عن احتمال حرق (فقدان) مصادر معلومات استخباراتية حساسة، بدلا من استنفار واسع لمواجهة السيناريو الثالث"، أي احتمال أن حماس على وشك مهاجمة إسرائيل. ووصف مصدر شارك في مداولات حول هذا الموضوع في الأشهر الأخيرة هذه الوثائق بأنها "قنبلة ذرية"، حسب الصحيفة.

يضاف إلى هذه المعلومات أن "أمان" والشاباك رصدا تشغيل ناشطي حماس بطاقات سيم إسرائيلية في هواتفهم الخليوية، واعتبر ذلك أن حماس انتقلت إلى حالة طوارئ، حسب تقارير نشرتها وسائل إعلام إسرائيلية في السنة الماضية.

وخلال التحقيقات التي يجريها الجيش الإسرائيلي حول ليلة 7 أكتوبر، قال ضابط كبير بين المشاركين في هذه التحقيقات، حسب الصحيفة، إنه "فلنفترض أنه توصلنا إلى استنتاج أن الحديث يدور عن تدريب، وأنه لا يوجد خطر حقيقي لشن هجوم. لكن منذ ورود معلومة استخباراتية حول وجود استعداد لإطلاق قذائف صاروخية، وحتى لو كان هناك معلومات تدعو إلى وجود هدوء، لماذا لم يطلبوا قبل أي شيء آخر إخلاء فوري للمنطقة القريبة من مقر قيادة الفرقة العسكرية (فرقة غزة )، الذي يتواجد فيه آلاف الأشخاص بدون حماية كافية" في إشارة إلى مهرجان "نوفا" الموسيقي الذي نظم قرب كيبوتس "ريعيم".

وتعالت أسئلة خلال التحقيقات العسكرية حول ما إذا تم تنفيذ أوامر عسكرية، وبينها الأمر الذي أصدره رئيس أركان الجيش بتنفيذ طلعات جوية للتصوير في قطاع غزة للتأكد إذا كانت هناك استعدادات لإطلاق قذائف صاروخية.

ونُقلت هذه المعلومات إلى مركز عمليات سلاح الجو عن الساعة الثانية بعد منتصف الليل، "وفي موازاة ذلك جُمعت معلومات دراماتيكية أخرى حول استعدادات لإطلاق قذائف صاروخية وصواريخ باتجاه إسرائيل"، حسب الصحيفة.

وعند الساعة الثالثة بعد منتصف الليل، جرت مداولات هاتفية لتقييم الوضع برئاسة قائد القيادة الجنوبية للجيش، يارون فينكلمان، ومشاركة ضباط كبار، وجاء في التقرير الذي كُتب في ختامها أنه "تم رصد نشاط غير مألوف"، وأن فينكلمان قال إنه ينبغي "الاستعداد لمواجهة خطة مفاجئة، وخصوصا لتوغل بري".

وتلقى قائد شعبة العمليات، عوديد بسيوك، ملخص تقييم الوضع في القيادة الجنوبية وأجرى عدة مشاورات هاتفية، وكتب ملخصا الوضع في ليلة 7 أكتوبر أنه "بعد مشاورات مع نائب رئيس الشاباك، قائد القيادة الجنوبية، رئيس لواء العمليات ورئيس لواء الأبحاث، ثمة ثلاثة سيناريوهات مطروحة: تدريب جهوزية لحماس؛ رفع الجهوزية إزاء تخوف من عملية عسكرية إسرائيلية؛ استعدادات لعملية ضد إسرائيل في الساعات القريبة، وبضمنها تسلل بحري أو استهداف منصة غاز، توغل، خطف، عملية مسلحة غير مألوفة، إطلاق قذائف صاروخية، تسلل جوي".

وجاء في وثيقة أن "قائد شعبة العمليات شدد على وجوب الحذر من خدوش أمنية والحرص على استعداد حذر بهدف الحفاظ على المصادر الحساسة وتنفيذ ذلك كله بالتنسيق مع أمان تنفيذ"، أي لواء تنفيذ العمليات في شعبة الاستخبارات، لكن الصحيفة أشارت إلى أنه "يتبين من ملف التحقيقات أنه لم يكن هنا هناك أي توجه إلى هذا اللواء بشأن إمكانية تحريك قوات عند الحدود خلال الليل. ويوجد نقاش حول من يتحمل مسؤولية عدم تنفيذ عملية تحريك قوات".

وأجرى هليفي مداولات لتقييم الوضع مع بسيوك وفينكلمان، عند الساعة الرابعة فجرا، وأوعز بإطلاق طائرة استطلاع مسيرة فوق قطاع غزة من أجل التقاط صور نوعية، وذكر أنه "حتى لو تبين أن هذا تدريب لحماس، فإنه توجد فرصة لجمع معلومات".

وجاء في وثيقة التحقيق العسكري حول مداولات قيادة الجيش في تلك الليلة أن "رئيس هيئة الأركان العامة قرر أنه بغياب تطور هام آخر، ستجري مداولات أخرى برئاسته في ساعات الصباح"، وأصدر مكتب هليفي دعوة إلى عدد من الضباط الكبار لمحادثة عند الساعة 08:30، في صباح 7 أكتوبر. لكن هجوم حماس المفاجئ انطلق قبل ساعتين من "محادثة" كهذه.

المصدر : عرب 48 اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار الإسرائيلية تفاصيل أول مكالمة بين نتنياهو ووزير الخارجية الأميركي الجديد إسرائيل تطرح مخططات لبناء بؤر استيطانية في القدس الشرقية الكشف عن أبرز المرشحين لتولي رئاسة أركان الجيش الإسرائيلي الأكثر قراءة مسؤولون إسرائيليون: موافقة نتنياهو على استئناف الحرب هو خرق للاتفاق 5 شهداء بينهم طفلان إثر قصف الاحتلال منزلا شمال قطاع غزة الحكومة والكابينت يجتمعان الجمعة للتصديق على اتفاق وقف إطلاق النار إصدار قرار بقانون لتنظيم آجال القروض وأقساطها ودفعات التأخير التمويلي عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • لأنها لم تمارس الجنس مع زوجها.. جدل تشعله امرأة فرنسية بقضية طلاق تتدخّل فيها المحكمة العليا بأوروبا
  • رفع العقوبات عن شركة “Ola Energy” الليبية بحكم المحكمة العليا في موريشيوس
  • يديعوت: هذا ما أظهرته الوثائق الإسرائيلية ليلة 7 أكتوبر
  • حرائق لا تهدأ في لوس أنجلوس.. وإجبار الآلاف على إخلاء المنازل
  • الاحتلال يعلن العثور على مسيرة مفخخة قرب مستوطنة شمال الضفة
  • الاحتلال يعلن بس بي العثور على مسيرة مفخخة قرب مستوطنة شمال الضفة
  • وزير الإسكان: إجراء القرعة التاسعة على أراضي منطقة القادسية بالعبور الجديدة
  • المحكمة الدستورية العليا تعقد مؤتمرا عالميا لرؤساء محاكم أفريقيا
  • سموتريتش: استبدال القيادة العسكرية العليا تمهيدا لاستئناف الحرب الفترة المقبلة
  • بعد العملية الإسرائيلية.. حماس تقرع طبول الحرب في جنين