عربي21:
2025-03-04@12:17:09 GMT

هل باتت الحرب بين حزب الله وإسرائيل حتمية؟

تاريخ النشر: 7th, June 2024 GMT

يتطور الصراع بين إسرائيل وحزب الله بشكل تصاعدي ينذر بمغادرة مناطق الحذر عبر التكتيكات التي استخدمها الطرفان في المرحلة السابقة؛ والانخراط بصراع أكبر شراسة قد تشمل تداعياته مناطق واسعة في الشرق الأوسط وقد يتردد صداها بقوة في المجال العالمي.

ثمّة نُذر برزت في سماء المنطقة عن اقتراب ساعة الصفر، فالطرفان، ونتيجة حسابات ورهانات كل منهما فقد تجاوزا منطقة الحذر بأميال، وفي ظل محاولاتهما الحفاظ على قدرة الردع بما يستلزمه ذلك من تطوير مستمر لقواعد الاشتباك، صنعا مسارا تصاعديا للمواجهات بينهما؛ يبدو أنه لم يترك أمامهما مساحة كبيرة للمناورة التي يمكن من خلالها الحفاظ على أنماط الاشتباك القديمة والتحكم بمستوى النيران وكثافتها؛ في اللعبة التي طالما جرى ضبطها بموازين من ذهب في المرحلة السابقة سمحت لكليهما الادعاء بتحقيق الإنجازات وردع الخصم.



مؤشرات احتمال اندلاع الحرب باتت متكاثرة، سواء عبر استدعاء حكومة نتنياهو لعشرات آلاف الجنود الاحتياط الإضافيين، أو من خلال تحذير بريطانيا للبنان باحتمال اندلاع حرب في جنوب لبنان في الأسابيع المقبلة، بالإضافة الى كثافة زيارة مسؤولي حكومة نتنياهو إلى الشمال، وإجراء مناورات عسكرية ضخمة لمحاكاة هجوم على أراضي لبنان تضمنت سيناريوهات متنوعة لاحتمال توسع الحرب.

يبدو أن التقديرات الخاطئة لحكومة نتنياهو وحزب الله ساهمت في خلق ديناميكية قوية نحو تصعيد متسارع لم يأخذه الطرفان في الحسبان، فالطرفان، ومن خلال تتبع تصريحات الجهات المختصة لديهما، يعتقدان أن الطرف الآخر مردوع لدرجة أنه لن يغامر بإشعال الحرب. كما يدخل عامل الاستنزاف ضمن هذه التقديرات، وكلاهما يعتقد أنه استنزف الطرف الآخر طوال الشهور الثمانية. وهنا عامل الحسابات والرهانات، إذ تعتقد حكومة نتنياهو أن الحزب الذي خسر العديد من كوادره في المرحلة السابقة يحتاج إلى مخرج يعفيه من الحرب ليستطيع ترميم خسائره الكبيرة من الكوادر والسلاح، وهي ذات الحسابات والرهانات عند حزب الله الذي يعتقد أن إسرائيل وصلت إلى أعلى درجات الاستنزاف في غزة، وأنها على الأكثر قادرة على شن بعض الغارات وليس القيام بحرب جديدة على جبهة الشمال.

لكن، مصفوفة الرهانات والحسابات لدى الطرفين، يبدو أنها قابلة للتوظيف في صناعة مسار الحرب، وتحويلها إلى محفزات ودوافع، بل ربما أصبحت محركات فعلية للحرب بينهما، لا سيما أن كلا من الطرفين بات يعتقد أنه كوّن خبرة كافية عن أساليب الطرف الآخر في الحرب وبنك الأهداف الذي قد يستهدفه وحدود قدراته ونقاط ضعفه، كما أنهما بنفس الوقت واقعان في مأزق استراتيجي لن ينجيهما من تبعاته سوى الانخراط في الحرب.

فإسرائيل تعاني بشدة من سقوط نظريتها الردعية بما يؤثر بشكل كبير على ميزان القوة الاستراتيجي في المنطقة؛ الذي حرصت على ضمان التفوق فيه طوال العقود السابقة، في حين أن حزب الله، بوصفه أحد أهم أذرع إيران في المنطقة، يواجه احتمالات نشوء محور جديد قد يؤدي إلى إضعاف مكانة إيران الاستراتيجية في المنطقة بشكل كبير.

بناء على ذلك، قد يكون الطرفان مستعدان لتحمل أثمان الحرب في حال اندلاعها، إذ وفق تقديراتهما، قد تكون الأثمان التي سترتبها الحرب عليهما، رغم فداحتها وثقلها، أقل بكثير من الخسائر الاستراتيجية التي تلوح لهما في الأفق، ما يجعل الحرب في هذه الحالة الخيار الأكثر ملاءمة لتعديل الموازين الاستراتيجية التي انهارت، أو في طريقها للانهيار في المرحلة المقبلة.

السؤال الآن: ماذا سيترتب على هذه الحرب في حال اندلاعها؟ وما التحولات التي ستصنعها في المشهد العام للمنطقة؟ يتوقف الأمر إلى حد بعيد على طبيعة الحرب وحدودها والمدى الذي ستصل إليه، فهل ستكون استكمالا للتراشق الحالي لكن ضمن كثافة نيرانية أعلى، أم أنها ستشمل نطاقا واسعا من الأراضي وضرب أهداف استراتيجية على مستوى عال من الأهمية والخطورة؟

لا يمكن التحكم بمسارات الحروب بعد وقوعها، كما لا يمكن ضبط مجرياتها، إذ تتركز الأهداف الأساسية لدى أطرافها على مسألتين رئيسيتين؛ تحقيق أكبر قدر من الأذى للطرف الآخر وهزيمته وإخضاعه، وذلك لتبرير الأثمان التي دفعها الطرف الآخر لبيئاته الداخلية وللأطراف الإقليمية والدولية، وفي حالة الصراع في المنطقة؛ فإن أحد أسباب ضراوتها هي التحولات المتوقع حصولها كنتيجة حتمية لها، في ظل صراع جيوسياسي عريض تنطوي المنطقة في إطاره وينخرط فيه معظم الفاعلين الإقليميين والدوليين.

x.com/ghazidahman1

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه إسرائيل لبنان تصعيد حزب الله لبنان إسرائيل حزب الله تصعيد مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد صحافة رياضة اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الطرف الآخر فی المرحلة فی المنطقة

إقرأ أيضاً:

غموض يحيط باتفاق وقف إطلاق النار.. وخبير يكشف موقف حماس وإسرائيل

في خضم الصراع المستمر في غزة، انتهت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار أمس السبت، لكن حالة من الغموض تكتنف مستقبل الاتفاق، حيث تسعى إسرائيل إلى تمديد هذه المرحلة بينما تطالب حركة حماس ببدء المرحلة الثانية مباشرة. 

وفي هذا الصدد، يقول المحلل السياسي اللبناني، عبد الله نعمة، إن السبت انتهت المرحلة الأولى من إتفاق وقف إطلاق النار في غزة وسط حالة من الغموض تكتنف استئناف الاتفاق حيث تسعى إسرائيل إلى تمديد المرحلة الأولى بينما تطالب حماس ببدء المرحلة الثانية مباشرة.

وأضاف نعمة- خلال تصريحات لـ "صدى البلد ، أن نتنياهو صرح أن إسرائيل وافقت على مقترح المبعوث الأميركي بخصوص وقف إطلاق نار مؤقت في غزة خلال شهر رمضان وعيد الفصح،  لكن حماس سرعان ما ردت على بيان مكتب نتنياهو بالرفض وطالبت الحركة بتطبيق المرحلة الثانية من إتفاق وقف النار
مع إسرائيل.

وأكد نعمة، أن إسرائيل أوقفت إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة حتى إشعار آخر  إسرائيل اتخذت هذا القرار في ضوء انتهاء وقف إطلاق النار رسميا السبت بالتوازي مع رفض حركة حماس تمديد المرحلة الأولى من الصفقة. 

وأشار نعمة، إلى أن نتنياهو وافق ليل السبت على قرار يمنع دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع، وهذا القرار اتخذه نتنياهو بالتنسيق مع الأمريكيين، كما أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عقد ليل الجمعة مشاورات أمنية حضرها كبار الوزراء والمسؤولين الأمنيين طرحت فكرة العودة إلى القتال في غزة في حال انهيار إتفاق وقف القتال في القطاع.

وتابع: "إسرائيل ستنتظر وصول المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط قبل اتخاذ قرارات أخرى بشأن غزة، كما أن إسرائيل لن تسمح بوقف إطلاق النار في غزة دون إطلاق سراح الرهائن".

نتنياهو يعلن وقف دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزةمختار غباشي: القمة العربية بشأن إعمار غزة بالقاهرة هي قمة الضرورة أو الحالة المستعجلة

وتابع:  "ومن الواضح أنه لا بد من التدخل المصري عن جديد للتفاوض على المرحلة الثانية بموضوع وقف إطلاق النار في غزة، ولهذا هناك تنسيق بين إسرائيل وامريكا في هذا الموضوع وهذا ما جعل القمة العربية المقرر انعقادها في القاهرة للتأجيل للضغط على الدول العربية وأولها مصر من قبل الإدارة الأمريكية وإسرائيل لأن لهم مطالب في منطقة الشرق الأوسط  وهذا ما يجعل باب التفاوض من جديد بموضوع غزة". 

"حماس" تُطالب بتطبيق المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار فى غزة"بن غفير" يُطالب بقطع الكهرباء والمياه عن قطاع غزة والعودة للحرب

مقالات مشابهة

  • أردوغان: لن نسمح بتقسيم المنطقة وإسرائيل تلعب بالنار في الأقصى
  • بنعبد الله: البام أصبح حزباً وطنياً عكس النسخة السابقة
  • الاتحاد الأوروبي يدعو إلى استئناف سريع للمفاوضات بين حماس وإسرائيل
  • وليد جنبلاط: سأزور دمشق مجددا وإسرائيل تحاول تفتيت المنطقة
  • غموض يحيط باتفاق وقف إطلاق النار.. وخبير يكشف موقف حماس وإسرائيل
  • هل اقترب التطبيع بين لبنان وإسرائيل؟
  • اشتباكات بين السلطات ومسلحين دروز وإسرائيل تهدد بالتدخل
  • مستشار ترامب يشبه زيلينسكي بـالصديقة السابقة التي تريد الجدال بدلا من تحسين العلاقة
  • حماس وإسرائيل.. هل تستأنف المفاوضات أم الحرب؟
  • محللان: المنطقة في مرحلة عض الأصابع ونتنياهو يناور بتهديد العودة للحرب