عربي21:
2025-04-07@16:07:29 GMT

هل باتت الحرب بين حزب الله وإسرائيل حتمية؟

تاريخ النشر: 7th, June 2024 GMT

يتطور الصراع بين إسرائيل وحزب الله بشكل تصاعدي ينذر بمغادرة مناطق الحذر عبر التكتيكات التي استخدمها الطرفان في المرحلة السابقة؛ والانخراط بصراع أكبر شراسة قد تشمل تداعياته مناطق واسعة في الشرق الأوسط وقد يتردد صداها بقوة في المجال العالمي.

ثمّة نُذر برزت في سماء المنطقة عن اقتراب ساعة الصفر، فالطرفان، ونتيجة حسابات ورهانات كل منهما فقد تجاوزا منطقة الحذر بأميال، وفي ظل محاولاتهما الحفاظ على قدرة الردع بما يستلزمه ذلك من تطوير مستمر لقواعد الاشتباك، صنعا مسارا تصاعديا للمواجهات بينهما؛ يبدو أنه لم يترك أمامهما مساحة كبيرة للمناورة التي يمكن من خلالها الحفاظ على أنماط الاشتباك القديمة والتحكم بمستوى النيران وكثافتها؛ في اللعبة التي طالما جرى ضبطها بموازين من ذهب في المرحلة السابقة سمحت لكليهما الادعاء بتحقيق الإنجازات وردع الخصم.



مؤشرات احتمال اندلاع الحرب باتت متكاثرة، سواء عبر استدعاء حكومة نتنياهو لعشرات آلاف الجنود الاحتياط الإضافيين، أو من خلال تحذير بريطانيا للبنان باحتمال اندلاع حرب في جنوب لبنان في الأسابيع المقبلة، بالإضافة الى كثافة زيارة مسؤولي حكومة نتنياهو إلى الشمال، وإجراء مناورات عسكرية ضخمة لمحاكاة هجوم على أراضي لبنان تضمنت سيناريوهات متنوعة لاحتمال توسع الحرب.

يبدو أن التقديرات الخاطئة لحكومة نتنياهو وحزب الله ساهمت في خلق ديناميكية قوية نحو تصعيد متسارع لم يأخذه الطرفان في الحسبان، فالطرفان، ومن خلال تتبع تصريحات الجهات المختصة لديهما، يعتقدان أن الطرف الآخر مردوع لدرجة أنه لن يغامر بإشعال الحرب. كما يدخل عامل الاستنزاف ضمن هذه التقديرات، وكلاهما يعتقد أنه استنزف الطرف الآخر طوال الشهور الثمانية. وهنا عامل الحسابات والرهانات، إذ تعتقد حكومة نتنياهو أن الحزب الذي خسر العديد من كوادره في المرحلة السابقة يحتاج إلى مخرج يعفيه من الحرب ليستطيع ترميم خسائره الكبيرة من الكوادر والسلاح، وهي ذات الحسابات والرهانات عند حزب الله الذي يعتقد أن إسرائيل وصلت إلى أعلى درجات الاستنزاف في غزة، وأنها على الأكثر قادرة على شن بعض الغارات وليس القيام بحرب جديدة على جبهة الشمال.

لكن، مصفوفة الرهانات والحسابات لدى الطرفين، يبدو أنها قابلة للتوظيف في صناعة مسار الحرب، وتحويلها إلى محفزات ودوافع، بل ربما أصبحت محركات فعلية للحرب بينهما، لا سيما أن كلا من الطرفين بات يعتقد أنه كوّن خبرة كافية عن أساليب الطرف الآخر في الحرب وبنك الأهداف الذي قد يستهدفه وحدود قدراته ونقاط ضعفه، كما أنهما بنفس الوقت واقعان في مأزق استراتيجي لن ينجيهما من تبعاته سوى الانخراط في الحرب.

فإسرائيل تعاني بشدة من سقوط نظريتها الردعية بما يؤثر بشكل كبير على ميزان القوة الاستراتيجي في المنطقة؛ الذي حرصت على ضمان التفوق فيه طوال العقود السابقة، في حين أن حزب الله، بوصفه أحد أهم أذرع إيران في المنطقة، يواجه احتمالات نشوء محور جديد قد يؤدي إلى إضعاف مكانة إيران الاستراتيجية في المنطقة بشكل كبير.

بناء على ذلك، قد يكون الطرفان مستعدان لتحمل أثمان الحرب في حال اندلاعها، إذ وفق تقديراتهما، قد تكون الأثمان التي سترتبها الحرب عليهما، رغم فداحتها وثقلها، أقل بكثير من الخسائر الاستراتيجية التي تلوح لهما في الأفق، ما يجعل الحرب في هذه الحالة الخيار الأكثر ملاءمة لتعديل الموازين الاستراتيجية التي انهارت، أو في طريقها للانهيار في المرحلة المقبلة.

السؤال الآن: ماذا سيترتب على هذه الحرب في حال اندلاعها؟ وما التحولات التي ستصنعها في المشهد العام للمنطقة؟ يتوقف الأمر إلى حد بعيد على طبيعة الحرب وحدودها والمدى الذي ستصل إليه، فهل ستكون استكمالا للتراشق الحالي لكن ضمن كثافة نيرانية أعلى، أم أنها ستشمل نطاقا واسعا من الأراضي وضرب أهداف استراتيجية على مستوى عال من الأهمية والخطورة؟

لا يمكن التحكم بمسارات الحروب بعد وقوعها، كما لا يمكن ضبط مجرياتها، إذ تتركز الأهداف الأساسية لدى أطرافها على مسألتين رئيسيتين؛ تحقيق أكبر قدر من الأذى للطرف الآخر وهزيمته وإخضاعه، وذلك لتبرير الأثمان التي دفعها الطرف الآخر لبيئاته الداخلية وللأطراف الإقليمية والدولية، وفي حالة الصراع في المنطقة؛ فإن أحد أسباب ضراوتها هي التحولات المتوقع حصولها كنتيجة حتمية لها، في ظل صراع جيوسياسي عريض تنطوي المنطقة في إطاره وينخرط فيه معظم الفاعلين الإقليميين والدوليين.

x.com/ghazidahman1

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه إسرائيل لبنان تصعيد حزب الله لبنان إسرائيل حزب الله تصعيد مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد صحافة رياضة اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الطرف الآخر فی المرحلة فی المنطقة

إقرأ أيضاً:

الحرب العالمية التجارية التي أعلنها ترمب لا تخصنا في الوقت الراهن

اليوم أعلن ترمب الحرب الأقتصادية علي جميع دول العالم وفرض جمارك باهظة علي صادراتها للولايات المتحدة، وهي أكبر سوق في العالم. هذه الجمارك تهز الأقتصاد العالمي، وتربك سلاسل الإمداد وتضرب أسواق أمال العالمية. واهم من ذلك إنها تهدد بتدمير معمار النظام الإقتصادي العالمي الذى ساد منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. وكل هذا ستترتب عليه تحولات جيوسياسية جديدة وتسريع لديناميات أخري ولدت قبل إعلان ترمب الحرب الأقتصادية علي الجميع.

ولكن سياسات ترمب أيضا سيكون لها أثار سلبية باهظة علي الإقتصاد الأمريكي مثل إرتفاع معدلات التضخم، وازدياد العزلة الدولية لأمريكا وتراجع أهمية الدولار حول العالم.

فيما يختص بالسودان، قرارات ترمب لا تاثير لها لانه فرض جمارك علي صادرات السودان جمارك بنسبة ١٠% ولن تؤثر هذه النسبة لا في حجم الصادرات ولا علي أسعارها لان تلك الصادرات أصلا قليلة القيمة في حدود ١٣،٤ مليون دولار في العام السابق، أكثر من ٩٠% منها صمغ لا بديل له والباقي حرابيش حبوب زيتية . كما أن السلع المصدرة لا توجد بدائل لها بسعر أرخص إذ أنها أصلا رخيصة ولا تتمتع بمرونة في السعر ولا الطلب.

كما أن إهتزاز أسواق المال والبورصات وقنوات التمويل الدولي لا تاثير لهم علي السودان لانه أصلا خارج هذه الأسواق وخارج سوق المعونات.

ولكن هذه ليست نهاية القصة لان توجهات ترمب الأقتصادية والسياسية تدفن النظام العالمي القديم وتسرع من وتائر تحولات جديدة في غاية الأهمية. وبلا شك فان موت النظام القديم وميلاد نظام جديد وفوضى الإنتقال سيكون لها تاثير سياسي وإقتصادي علي السودان بسبب تبدل البيئة الدولية التي يعمل فيها السودان السياسي والاقتصادي. ولكن هذه التحولات المضرة لن يتأذى منها السودان مباشرة بل ربما يستفيد منها لو أحسن قادته.

علي سبيل المثال النظام الجديد سيكون متعدد الأقطاب وستنتهي فيه الهيمنة الغربية الأحادية وستزداد مجموعة البريكس أهمية وستزداد أهمية تكتلات أقتصادية أخري أخري في الجنوب العالمي مثل رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، وفي أمريكا اللاتينية السوق المشتركة الجنوبية (ميركوسور)، وفي المستقبل منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية . وجود كل هذه البدائل كشركاء أقتصاديين/تجاريين/سياسيين محتملين يتيح للسودان هامش للمناورة وإمكانية الحصول علي شروط أفضل في تعاطيه الأقتصادي والسياسي مع العالم الخارجي.

ولكن الإستفادة من هذه التحولات يحتاج لرجال ونساء يجيدون صنعة الدولة ولا يقعون في فخاخ ألحس كوعك علي سنة البشير ولا الانبطاح غير المشروط كما حدث في الفترة الإنتقالية التي أعقبت سقوط نظام البشير.

معتصم اقرع

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • ما جدوى التحشيد الكبير الذي تقوم به واشنطن لقواعدها العسكرية في المنطقة ..!
  • خبير: الموقف في المنطقة خطير.. وإسرائيل لا تتوقف إلا بالقوة
  • اللهم نصرك الذي وعدت ورحمتك التي بها اتصفت
  • الذهب والفضة ينخفضان مع تصاعد الحرب التجارية التي أعلنها ترامب
  • الكشف عن الدولة العربية التي قدمت دعما لحملة القصف على اليمن
  • بكري حسن صالح .. الرجل الذي أخذ معنى الإنسانية بحقها
  • ايران وفرضيات العدوان
  • تحالف خطير في بحر إيجة: اتفاق بين اليونان وإسرائيل وتركيا ترد بتحذير قوي
  • عيد محور المقاومة الذي لا يشبه الأعياد
  • الحرب العالمية التجارية التي أعلنها ترمب لا تخصنا في الوقت الراهن