بين ضربة مدرسة الأونروا وفوضى مستشفى الأقصى.. روايات من قلب المأساة
تاريخ النشر: 7th, June 2024 GMT
مع بزوغ فجر يوم الخميس، بدأ النازحون إلى المدرسة التابعة للأونروا، الموجودة في مخيم النصيرات وسط غزة، في لف الجثث والأطراف المشوهة بعد انتشالها من تحت الأنقاض، في بطانيات، وتكديسها في شاحنات ونقلها إلى مستشفى "شهداء الأقصى".
كان الجيش الإسرائيلي قد قصف المدرسة في الساعات الأولى من صباح الخميس، مما أسفر عن مقتل العشرات من بينهم من قال إنهم "مسلحون تابعون لحركة حماس" المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة ودول أخرى.
ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية روايات من مسعفين محليين وأجانب من داخل المستشفى، بعد ظهر الخميس، أكدوا أن عددا كبيرا من المدنيين كانوا من بين ضحايا الغارة.
وأوضحت الصحيفة أن "حشودا تجمعت أمام مشرحة مستشفى شهداء الأقصى، حيث انهمرت في البكاء وأقام الموجودون الصلاة على الموتى، فيما كانت ممرات المستشفى مزدحمة بأشخاص يبحثون عن المساعدة".
من بينهم، كانت فتاة صغيرة بساق ملطخة بالدماء، وتقول: "أمي.. أمي"، في حين والدتها المنتحبة تتبعها عبر ممرات المستشفى.
وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن، الخميس، أنه نفذ ضربة جوية "مميتة" على مدرسة تابعة للأونروا في وسط غزة، قال إنها تؤوي "مجمعا لحماس".
أول تعليق أميركي على الضربة الإسرائيلية لمدرسة الأونروا دعت الولايات المتحدة، الخميس، إسرائيل إلى "الشفافية" بشأن ضربة استهدفت مدرسة تابعة لوكالة الأونروا في غزة، بما في ذلك توضيح إن أسفرت عن مقتل أطفال.وأوضح في بيان أن "طائرات مقاتلة (...) نفذت ضربة دقيقة استهدفت مجمعا تابعا لحماس داخل مدرسة للأونروا في منطقة النصيرات"، مضيفا أنه تم "القضاء" على عدد من المسلحين.
فيما قالت حركة حماس في بيان، إن الضربة في مخيم النصيرات "حلقة جديدة من حلقات الإبادة"، مطالبة المجتمع الدولي بحمل إسرائيل على وقف هجماتها ضد الفلسطينيين.
من جانبه، قال المفوض العام للأونروا، فيليب لازاريني، عبر منصة "إكس": "تعرضت مدرسة أخرى تابعة للأونروا تحولت إلى ملجأ، لهجوم، هذه المرة في النصيرات في المنطقة الوسطى. تعرضت للقصف من قبل القوات الإسرائيلية خلال الليل من دون سابق إنذار للنازحين أو للأونروا".
وأوضح أن المدرسة كانت تؤوي 6 آلاف نازح عندما تعرضت للقصف.
وكان عامل البناء هيثم أبو عمار (27 عاما)، يبحث بين الأنقاض عن الضحايا والأطراف المبتورة. وقال لنيويورك تايمز: "أكثر ما يؤلمني هو التقاط هذا اللحم البشري بيدي. لم أعتقد أبدا أنني سأكون مضطرا لفعل ذلك".
تقارير: إسرائيل استخدمت قنابل أميركية في غارة مخيم النصيرات بغزة كشف خبراء أسلحة لوسائل إعلام أميركية، الخميس، أن القنابل التي استخدمها الجيش الإسرائيلي في الهجوم الذي استهدف مدرسة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، في النصيرات وسط غرة، كانت أميركية الصنع.فيما قالت الممرضة في منظمة أطباء بلا حدود، كارين هوستر: "نحن في حالة فوضى عارمة، نتعامل مع إصابات جماعية تلو الأخرى، وسط إمدادات طبية قليلة جدا".
ووصف تقرير الصحيفة الوضع في المستشفى، وأوضح أن المسعفين "كانوا يتدافعون وسط حشود من الأشخاص المذعورين"، في محاولة للوصول إلى غرف العمليات.
وقالت هوستر إنه وسط حالة الارتباك "يحضر المسعفون المصابين بجروح قاتلة إلى غرفة العمليات، مما يتسبب في إهدار وقت حيوي لمن لديهم فرصة في البقاء على قيد الحياة".
وأشارت إلى أن غالبية الأشخاص الذين عالجتهم على مدار الأيام القليلة الماضية، كانوا من النساء والأطفال.
ووصفت "نيويورك تايمز" المشاهد بأنها "فوضوية"، سواء للأحياء أو للجثث التي كانت ملقاة في كل مكان وحولها يتجمهر الأقارب يبكون ويصرخون.
ولفتت إلى أنه في ظل الأعداد الكبيرة من القتلى، كان يتم لف الجثث في "بطاطين" (أغطية) بسبب عدم توفر الأكفان، قبل نقلها للدفن. وأضح التقرير أن "رائحة الدماء كانت طاغية" في المكان.
واندلعت الحرب في قطاع غزة، إثر هجوم حماس (المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة ودول أخرى) غير المسبوق على إسرائيل في السابع من أكتوبر، مما أسفر عن مقتل 1200 شخص، معظمهم مدنيون، وبينهم نساء وأطفال، وفق السلطات الإسرائيلية.
وردا على الهجوم، تعهدت إسرائيل بـ"القضاء على حماس"، وتنفذ منذ ذلك الحين حملة قصف أُتبعت بعمليات برية منذ 27 أكتوبر، أسفرت عن مقتل أكثر من 36 ألف فلسطيني، معظمهم نساء وأطفال، وفق ما أعلنته السلطات الصحية بالقطاع.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: عن مقتل
إقرأ أيضاً:
"الأونروا": جميع قواعد خوض الحروب تم انتهاكها في غزة
أكد المفوض العام لوكالة إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" فيليب لازاريني أن جميع قواعد الحرب تُنتهك بقطاع غزة الذي يتعرض لحرب إسرائيلية مستمرة منذ أكثر من 14 شهرا.
وقال لازاريني في منشور عبر حسابه على منصة "إكس": "لكل الحروب قواعد، إلا أنه تم انتهاك جميع هذه القواعد في غزة، الهجمات على المدارس والمستشفيات باتت أمرا شائعا، ولا ينبغي للعالم التعود على ذلك"، مضيفا "لقد تأخر وقف إطلاق النار في غزة كثيرا".
هذا وصرح مدير عام وزارة الصحة في قطاع غزة منير البرش مساء أمس السبت، أن الجيش الإسرائيلي بدأ هجوما شاملا على مستشفى "كمال عدوان" شمالي القطاع، الذي انقطعت عنه الكهرباء بعد استهداف الطائرات الإسرائيلية مولدات الكهرباء داخل المشفى.
كما استهدفت مسيرات الجيش الإسرائيلي خزانات الوقود بالمستشفى الواقع في بيت لاهيا، وأشار مدير المستشفيات الميدانية في صحة غزة مروان الهمص يوم الأحد إلى أن الوضع في المستشفى صعب وأن الاتصال مقطوع مع الطواقم الطبية.
وأكد أن الجيش الإسرائيلي أنذر بإخلاء المستشفى دون إعطاء وسائل لإخراج المرضى، وقال مدير مستشفى "كمال عدوان" حسام أبو صفية، في مقطع مصور من داخل غرفة العناية المركزة بالمستشفى إن القصف الإسرائيلي للمستشفى لم يتوقف منذ أمس السبت.
وقال أبو صفية أمس السبت: "نحمل العالم المسؤولية عما يحدث لنا، ونطالبهم بتحمّل مسؤولياتهم تجاه معاناتنا. من غير المقبول أن يبقى العالم صامتا وغير قادر على حماية المنظومة الصحية. نحن نتعرض للهجوم أمام أعين الجميع، بينما يشاهد العالم بأسره، ومع ذلك لا يتدخل أحد في مواجهة هذه الهمجية".
وبشكل يومي، تواصل إسرائيل استهداف مستشفى "كمال عدوان"، ما يسفر عن وقوع قتلى وجرحى بين المرضى وأفراد الطواقم الطبية، بالإضافة إلى إلحاق أضرار كبيرة بالمستشفى، حسب تصريحات سابقة لأبو صفية.
وقد خلفت الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة قرابة 153 ألف قتيل وجريح معظمهم أطفال ونساء وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين