تربية الخيول العربية الأصيلة مهنة متوارثة عن الآباء في درعا
تاريخ النشر: 7th, June 2024 GMT
درعا-سانا
يمتهن عدد من أبناء محافظة درعا تربية الخيول العربية الأصيلة المتوارثة عن الآباء والأجداد لارتباط الخيل منذ القدم بقيم العظمة والرخاء والرجولة والرشاقة والبطولة.
المربي عبد الإله الضاهر من بلدة الكتيبة بريف درعا، أوضح في تصريح لمراسل سانا أن سلالات الخيول متنوعة، ومنها الخيول العربية الأصيلة من أب وأم ينتميان إلى سلالة عربية نقية، مبيناً أن العرب يفضلون الفرس الجميل وشديد العدو، وهذا يستدعي توفير الرعاية الصحية المناسبة ليحافظ الجواد على قوته ورشاقته، ولا سيما خلال البطولات والسباقات.
وأشار الضاهر إلى أن هناك العديد من الصعوبات التي يعاني منها مربو الخيول، منها عدم توافر اللقاحات وخاصة الكزاز بشكل مجاني، أو أسعار تشجيعية، وافتقاد درعا لمضمار للخيل كبديل عن مضمار المزيريب الذي خرج من الخدمة منذ سنوات، وأيضاً قلة الكميات المخصصة من الأعلاف للخيل ضمن الدورات العلفية التي تفتتحها وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي.
وأضاف الضاهر: إن الخيل بحاجة ماسة لعلف النخالة، وبكمية تتراوح بين 5 و7 كيلوغرامات في اليوم الواحد، وإن كمية 50 كيلوغراماً في الدورة العلفية للخيل المسجلة، و40 لغير المسجلة غير كافية إلا لحدود عشرة أيام على أبعد تقدير.
رئيس دائرة الخيول العربية الأصيلة في مديرية زراعة درعا المهندس إياد وقاص بين في تصريح مماثل أن عدد الخيول العربية الأصيلة المسجلة في قيود المديرية 760 رأساً، ونحو 75 رأساً مطابقة للعينات وبحاجة للوشم فقط حتى تسجل في قيود الخيول المسجلة، و325 رأساً قيد التسجيل تخضع لإجراءات وعينات وتحاليل قبل تسجيلها ووشمها أصولا.
ولفت وقاص إلى أن عمل دائرة الخيول العربية الأصيلة يتمثل في تسجيل الولادات الحديثة وفق الإجراءات والتعليمات المتعلقة بتسجيل الخيول العربية الأصيلة عن طريق تنظيم أضابير خاصة بالمواليد الجديدة وشهادات تلقيح، وتقديم شهادات تتعلق بنقل الملكية والفراغ عند البيع والشراء، وتسهيلات لتقديم الأعلاف اللازمة للقطيع، إضافة إلى تقديم الاستشارات الفنية والطبية للمربين، وكل ما من شأنه خدمة القطيع.
يذكر أن الخيول صنفت إلى فصائل للجري والسباق وقفز الحواجز، وخير الخيول عند العرب فحولها من السلالات العربية، ومنها الأعوج والغراب والوجيه والصريح والمنكور وحلاب، ويأتي في المرتبة الثانية الخيول الهجينة التي تكون غير أصيلة النسب من أب وأم لا ينتميان لسلالات عربية، ومنها “البراذين والكودان”.
قاسم المقداد
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
كلمات دلالية: الخیول العربیة الأصیلة
إقرأ أيضاً:
لا تكن نجارا.. لماذا ينصح خبراء التربية بأسلوب البستاني؟
يسعى جميع الآباء إلى أن يمنحوا أطفالهم أفضل الفرص في الحياة، إلا أن أساليب التربية الحديثة والمبالغة في تنظيم حياة أبنائنا قد تؤدي إلى الانشغال الكامل بتشكيل عقولهم لتصبح وفق مواصفات معينة، بدلا من تهيئة الظروف التي تساعدهم على اكتشاف العالم من حولهم.
وفي عام 2016، قدمت عالمة النفس التنموي الأميركية أليسون جوبنيك تحليلا معمقا لهذه القضية في كتابها "البستاني والنجار". واستكشفت فيه المناهج المتباينة في تربية الأطفال، وطرحت فلسفتين رئيسيتين في التربية: نهج "البستاني" و"النجار". فالأخير يعتقد أن الطفل قابل للتشكل وفقًا لرغباته، بينما يوفر البستاني لطفله مساحة آمنة ليكتشف العالم من حوله.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2دليل الآباء للتعامل مع كسور عظام الأطفال قبل الوصول إلى المستشفىlist 2 of 2لتجنب الاختناق والإصابات.. 10 نصائح لشراء لعبة آمنة وممتعة لطفلكend of list نموذج "النجار" بالتربيةيجيد النجار تشكيل المادة الخام وفق قواعد وتوجيهات محددة أو خطط واضحة للحصول على المنتج النهائي الذي يرغب فيه، وبنفس الطريقة يبحث الآباء والأمهات الذين يتصرفون كـ"نجارين" عن أفضل الممارسات والأساليب المجربة التي من شأنها أن تنتج طفلا ناجحا قدر الإمكان، فيشكلون أطفالهم من خلال أنشطة مختارة ومراقبة بعناية، وغالبا ما يتبعون قواعد وجداول زمنية ومعايير تعليمية صارمة لتحقيق نتيجة محددة مسبقا، تماما كقطعة أثاث مصنوعة بإتقان.
إعلانووفق جوبنيك، فإن هذا ليس مرهقا للآباء والأطفال فحسب، بل إنه لا يأخذ في الاعتبار حقيقة أن البشر مختلفون، وأن ما يصلح لطفل قد لا يصلح مع لآخر. وأضافت أن الأطفال في نهج "النجار" لا يتمتعون بحرية المخاطرة والاستكشاف والاستقلالية والإبداع أو اكتشاف ذواتهم وصفاتهم الفريدة.
وأوضحت أن الآباء "النجارين" بتدخلهم المفرط وحمايتهم الزائدة قد ينجحون في تقليل المخاطر التي قد يتعرض لها أطفالهم ويدفعونهم نحو النجاح الأكاديمي، لكنهم في الوقت نفسه قد يؤثرون على صحتهم النفسية وكفاءتهم في الحياة العملية ويعززون بداخلهم مشاعر القلق والتوتر.
ويؤكد ذلك دراسة أجريت عام 2014 من قبل باحثين بجامعة كولورادو بولدر، وتوصلت إلى أن الطفولة شديدة التنظيم ترتبط بضعف في مهارات الوظائف التنفيذية، وأن الوقت الذي يقضيه الطفل في أنشطة أقل تنظيما يرتبط بتحسين مهارات إدارة الذات. وعلى العكس، كلما زاد الوقت الذي يقضيه في أنشطة أكثر تنظيما ضعفت قدرته على إدارة ذاته (تشمل مهارات إدارة الذات التنظيم، إدارة الوقت، الكفاءة، حل المشكلات، المرونة، المسؤولية والتفاؤل).
وقد أجريت عام 2013 دراسة أخرى على 297 طالبا جامعيا ونشرتها مجلة "دراسات الطفل والأسرة" فوجدت أن طلاب الجامعات الذين لديهم آباء مهووسون بتفوقهم وإنجازهم والإشراف على كل جانب من جوانب حياتهم أبلغوا عن مستويات أعلى بكثير من الاكتئاب والقلق وعدم الرضا، وافتقروا إلى الاستقلالية والكفاءة.
يغرس البستاني بذوره في التربة ويعمل على توفير الظروف المثالية للنمو، لكنه يدرك تمامًا أن هناك العديد من المتغيرات غير المتوقعة التي قد تحدث في حديقته، مثل ظهور آفات أو هبوب رياح مفاجئة أو سقوط أمطار غير متوقعة. ويقبل بفكرة أن النبتة التي كان من المتوقع أن تتسلق السياج قد تبقى قريبة من الأرض، في حين قد تظهر الزهور في أماكن غير متوقعة داخل الحديقة.
إعلانوبنفس المنطق، يهيئ الآباء "البستانيون" بيئة آمنة وداعمة لأطفالهم تتيح لهم النمو بشكل طبيعي دون فرض قيود أو توقعات. ولا يسعى هؤلاء الآباء للتحكم في أطفالهم أو تحديد مسارهم، بل يركزون على توفير بيئة تشجع على السعادة والنجاح. وهم مستعدون لقبول أن ما قد يحدث ليس كما خططوا له، مدركين أن ما لم يتوقعوه قد يكون أفضل مما كانوا يظنونه.
كما يهيئ هؤلاء الآباء بيئة تحفز الفضول والإبداع واكتشاف الذات، تماما كما يعتني البستاني بنباتات حديقته التي تنمو كل واحدة منها بطريقة فريدة. كما لا يمكننا إجبار نبتة على الميل نحو الشمس، يعتقد البستانيون أنه لا يمكننا تغيير شخصية الطفل بشكل جذري، فلا يمكننا جعل الطفل الخجول منفتحًا أو الصاخب هادئًا، ولكن يمكننا دعم الخجول ليشعر براحة أكبر في المواقف الاجتماعية أو تعليم الطفل الصاخب كيفية احترام المساحات الخاصة بالآخرين.
لماذا ينصح بنموذج "البستنة"؟يتبع العديد من الآباء والأمهات نهج "النجار" في تربية أطفالهم بسبب الضغوط والتوقعات التي تفرضها المجتمعات المعاصرة. لكن علم نمو الطفل يشير إلى أن التربية الناجحة تعتمد عادة على نهج "البستنة" حيث يتعلم الأطفال بشكل أفضل كلما قل تدخل الكبار. وهذا ما توصلت إليه دراسة أجراها فريق من علماء النفس في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا عام 2011 على 85 طفلًا في سن ما قبل المدرسة.
وللوصول إلى هذه النتائج، قدم العلماء للأطفال لعبة مكونة من عدة أنابيب بلاستيكية، حيث كان لكل أنبوب وظيفة مختلفة. فبعض الأنابيب يصدر أصواتًا صريرية، والبعض الآخر يضيء أو يعزف موسيقى، في حين يحتوي أحد الأنابيب على مرآة مخفية.
وبعد تقسيم الأطفال إلى مجموعتين، دخلت إحدى الباحثات إلى الغرفة واصطدمت بالأنبوب الذي يصدر صريرا كما لو كان ذلك بالصدفة، وقالت: هل رأيتم ذلك؟ ولدى المجموعة الأخرى، دخلت الباحثة وهي تضغط عمدا على الأنبوب الذي يصدر صريرا وقالت "انظروا إلى لعبتي! دعوني أريكم كيف تعمل" ثم تركت الأطفال بمفردهم للتعامل مع اللعبة.
وفي المجموعة "العرضية" لعب الأطفال بحرية بطرق عشوائية متنوعة، ومن خلال التجارب اكتشفوا كل وظائف الأنابيب المختلفة واستغرقوا وقتا أطول في اللعب. أما المجموعة الأخرى، وهي الأطفال الذين تلقوا تعليمات حول طريقة إصدار صرير من اللعبة، فقد لعبوا بطريقة أكثر محدودية وأطلقوا صرير جهاز الإنذار مرارا وتكرارا، دون أن يكتشفوا الوظائف الأخرى التي يمكن للعبة القيام بها.
كيف تصبح والدا بستانيا؟ احترم أفكار طفلك واهتماماته مع تقديم التوجيه والتشجيع الإيجابي. توقف عن المبالغة في الإرشاد وتقديم التعليمات، واسمح لطفلك بتطوير مهاراته الخاصة. اعترف بأهمية الدعم المجتمعي ودور العائلة الممتدة والأصدقاء والخدمات المجتمعية في حياة أبنائك. يجب تعليم الأطفال المرونة والقدرة على التكيف مع التغييرات، والنظر إلى التحديات كفرص للنمو. إعلان