كشفت وزارة الخارجية الروسية اليوم الجمعة أن الجيش الأوكراني هاجم أراضي روسية باستخدام صواريخ هيمارس الأميركية لقصف أهداف مدنية في منطقة بيلغورود، مما أسفر عن مقتل نساء وأطفال.

وأكدت الوزارة أن واشنطن لن تستطيع التنصل من مسؤوليتها في السماح لأوكرانيا باستخدام هذه الأسلحة.

وأفادت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا بأن الجيش الأوكراني استهدف أحياء سكنية بصواريخ هيمارس الأميركية، وذلك بعد ساعات من سماح وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن لكييف بضرب الأراضي الروسية بهذه الأسلحة.

وأضافت زاخاروفا خلال مؤتمر صحفي عقد على هامش منتدى اقتصادي في سان بطرسبورغ أن أي عدوان خارجي على بيلاروسيا سيعد عدوانا على روسيا نفسها وستترتب عليه عواقب وخيمة.

وأكدت أن روسيا ستدافع عن نفسها بكل الوسائل المتاحة، متهمة الغرب بتعمد زيادة المخاطر في الصراع الأوكراني خوفا من فشل خططه الرامية إلى انهيار روسيا.

كما أوضحت أن الغرب لم يتمكن من تغيير الوضع في ساحة المعركة رغم تزويد نظام كييف بجميع أنواع الأسلحة، وأنه لا يعرف كيفية التعامل مع هذا الوضع سوى بزيادة التصعيد.

أوكرانيا تسقط 5 صواريخ و48 مسيّرة

في المقابل، قال الجيش الأوكراني اليوم الجمعة إن القوات الجوية أسقطت 5 صواريخ كروز و48 من أصل 53 طائرة مسيرة من نوع "شاهد-136" أطلقتها روسيا خلال هجوم شنته الليلة الماضية على 9 مناطق.

وذكر أوليه سينيهوبوف حاكم منطقة كييف أن القوات الروسية هاجمت المنطقة بطائرات مسيرة وصواريخ من طراز "كيه إتش-101" و"كيه إتش-555″، مما أدى إلى نشوب حريق في إحدى المنشآت الصناعية.

وعملت خدمات الطوارئ صباح اليوم على إخماد الحريق دون الإبلاغ عن وقوع إصابات.

وقال سينيهوبوف إن الهجوم بالطائرات المسيرة تسبب في تدمير نوافذ في 3 مبان سكنية على الأقل وإلحاق أضرار بمتجر ومكتب بريد وغيرها من البنى التحتية المحلية.

وأفاد حاكم دنيبروبتروفسك بأنه تم تدمير 3 طائرات مسيرة فوق المنطقة، في حين قال حاكم كيروفوهراد إنه لم تقع أي أضرار في المنطقة جراء الهجوم بعد أن أبلغ الجيش عن إسقاط طائرة مسيرة.

وأصيبت امرأتان بجروح في قصف روسي استهدف مجمع نيكوبولشينا في منطقة دنيبروبتروفسك جنوب شرقي أوكرانيا.

وقال حاكم خميلنيتسكي أيضا إنه لم تقع أضرار، مشيرا إلى أن القوات الجوية أسقطت 11 هدفا فوق المنطقة.

وأضاف الجيش الأوكراني أنه تم إسقاط 7 طائرات مسيرة فوق منطقة أوديسا الجنوبية و3 أخرى في منطقة خيرسون وطائرتين أخريين في منطقة ميكولايف.

وقال ميكولا كوليسنيك نائب وزير الطاقة الأوكراني في تصريحات عبر التلفزيون الوطني إن الهجوم لم يلحق أضرارا بأي بنية تحتية للطاقة.

"أوروبا لم تعد تنعم بالسلام"

من جهة أخرى، أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن المساعدات العسكرية لأوكرانيا تهدف إلى حماية المدنيين، ووصف المعركة ضد روسيا بالفاصلة.

وفي كلمته أمام الجمعية الوطنية الفرنسية شدد زيلينسكي على أن أوروبا لم تعد تنعم بالسلام مع استمرار الحرب الروسية على أوكرانيا.

كما أشار إلى أن أنظمة الدفاع الفرنسية من المدرعات والمدافع تساعد في إنقاذ المدنيين ووقف روسيا، وشكر فرنسا على دعمها المستمر لأوكرانيا.

بايدن يلتقي زيلينسكي في فرنسا

وسيلتقي الرئيس الأميركي جو بايدن نظيره الأوكراني في باريس اليوم الجمعة، حيث سيقدم له حزمة مساعدات عسكرية بقيمة 225 مليون دولار، وذلك على هامش احتفالات ذكرى يوم الإنزال في الحرب العالمية الثانية.

وهذه المحادثات هي الأولى بينهما منذ زيارة زيلينسكي لواشنطن في ديسمبر/كانون الأول الماضي، والتي شهدت معارضة من الحزب الجمهوري لتقديم مزيد من المساعدات لأوكرانيا.

وسيجتمع الرئيسان مرة أخرى الأسبوع المقبل في قمة مجموعة الدول الصناعية السبع المقرر عقدها في إيطاليا، حيث ستناقش الدول الغنية استخدام الأصول الروسية المجمدة بعد غزو أوكرانيا لتوفير 50 مليار دولار لكييف.

تصريحات بايدن

وأدلى بايدن بتصريحات في نورماندي بفرنسا أمس الخميس ربط فيها بين الحرب العالمية الثانية والحرب الروسية على أوكرانيا من حيث الطغيان والاستبداد، واصفا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بـ"الدكتاتور".

وغيّر بايدن موقفه الأسبوع الماضي وسمح لأوكرانيا باستخدام الأسلحة الأميركية التي زودتها بها واشنطن لضرب أهداف عسكرية داخل روسيا.

وذكر جون فاينر نائب مستشار الأمن القومي في واشنطن أمس الخميس أن الولايات المتحدة تحاول تلبية احتياجات أوكرانيا من الأسلحة.

يذكر أن الأسلحة الجديدة التي تبلغ قيمتها 225 مليون دولار تشمل قذائف مدفعية وصواريخ للدفاع الجوي وغيرها من الأسلحة.

وتحاول كييف بشدة الدفاع عن خاركيف بعد هجوم موسكو في 10 مايو/أيار الماضي، والذي أدى إلى سيطرة القوات الروسية على بعض القرى بالمنطقة.

إحياء الذكرى الـ80 لإنزال النورماندي

وفي سياق متصل، سيلقي زيلينسكي خطابا أمام البرلمان الفرنسي اليوم الجمعة، في حين سيلقي بايدن خطابا مهما عن الديمقراطية غداة إحياء قادة عدد من دول العالم الذكرى الـ80 لإنزال النورماندي الذي ساهم في الانتصار على ألمانيا بالحرب العالمية الثانية.

ووجه بايدن والملك البريطاني تشارلز الثالث ورئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أمس الخميس تحية لتضحيات جنود الحلفاء الذين نزلوا على شواطئ النورماندي في 6 يونيو/حزيران 1944.

وشارك زيلينسكي في إحياء الذكرى التي تأتي في ظل الحرب الدائرة بأوروبا منذ أكثر من عامين عقب الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير/شباط 2022.

من جهته، أكد بايدن أن الولايات المتحدة في عهده لن تتخلى عن أوكرانيا، مضيفا أن "التحالفات الحقيقية تجعلنا أقوى".

وقال ماكرون إن إنزال النورماندي هو درس للوقت الراهن، مشيرا إلى شجاعة الشعب الأوكراني.

كما أعلن ماكرون أن فرنسا ستنقل طائرات مقاتلة من طراز "ميراج 2000-5" إلى أوكرانيا، وستدرب طياريها عليها في إطار تعاون عسكري جديد.

وأوضح أيضا أنه سيعرض على زيلينسكي بدء تدريب الطيارين الأوكرانيين في فرنسا اعتبارا من هذا الصيف، حيث يستغرق التدريب عادة بين 5 و6 أشهر.

وأضاف ماكرون أن فرنسا ستقوم بتجهيز وتدريب لواء كامل من 4500 جندي أوكراني.

وتأتي هذه الزيارة في وقت تسعى فيه كييف إلى الحصول على المزيد من الدعم العسكري من أوروبا، لمواجهة المكاسب التي حققتها روسيا في ساحة المعركة خلال الأشهر الأخيرة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الجیش الأوکرانی الیوم الجمعة فی منطقة

إقرأ أيضاً:

ترامب يعتزم مناقشة جهود إنهاء الحرب مع بوتين .. وبروكسل تتهم موسكو باستخدام الغاز سلاحا ضدّ مولدافيا

عواصم "د ب أ" "أ ف ب": قال الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب إنه يخطط لمناقشة الجهود المبذولة لإنهاء الحرب الروسية في أوكرانيا مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وخلال مؤتمر صحفي في مقر إقامته في مارالاجو بولاية فلوريدا، رجح ترامب أن يتم عقد هذا الاجتماع بعد تنصيبه في 20 يناير. وعندما سئل من قبل أحد الصحفيين عن توقيت المناقشة المحتملة، امتنع عن إعطاء تاريخ محدد ولكنه قال: "أعلم أن بوتين يرغب في الاجتماع".

كما أعرب ترامب عن أمله في أن تنتهي الحرب في غضون ستة أشهر. وأضاف: "أرجو أن تنتهي قبل ستة أشهر".

وخلال حملته الانتخابية، كان ترامب يشيد غالبا بعلاقته مع بوتين وادعى أنه يمكنه إنهاء الحرب في أوكرانيا "في غضون 24 ساعة"، دون أن يكشف عن أي تفاصيل حول هذا الادعاء.

ومنذ ما يقرب من ثلاث سنوات، تقاوم أوكرانيا حرب شاملة بمساعدة غربية.

وتخشى كييف أنه عندما يتولى ترامب منصبه في 20 يناير يتم تقليص المساعدات الأمريكية بشكل كبير. وفي خطاب رأس السنة، وجه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي نداء إلى واشنطن لعدم قطع المساعدات عن أوكرانيا.

"استخدام الغاز سلاحا"

اتّهمت وزيرة الخارجية الأوروبية كايا كالاس روسيا "باستخدام الغاز سلاحا" ضدّ مولدافيا، الجمهورية الصغيرة التي تضمّ منطقة انفصالية موالية لموسكو توقّفت إمدادات الغاز الروسي إليها منذ الأول من يناير الجاري.

وقالت كالاس في منشور على منصة إكس للتواصل الاجتماعي إنّ "روسيا تواصل استخدام الغاز سلاحا، ومرة أخرى أصبحت مولدافيا هدفا لحربها الهجينة".

وأضافت أنّها جدّدت التأكيد خلال اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء المولدافي دورين ريسيان على "تضامن الاتحاد الأوروبي الثابت مع مولدافيا".

وشدّدت كالاس على أنّه "بفضل دعم الاتحاد الأوروبي، تظلّ مولدافيا صلبة ومتّصلة جيّدا بشبكات الطاقة الأوروبية".

وتصاعد التوتر بين روسيا ومولدافيا، حيث تخشى منطقة ترانسدنيستريا الانفصالية الموالية لروسيا أن تجد نفسها بدون كهرباء بالكامل بعدما توقفت إمدادات الغاز الروسي إليها.

وقطعت شركة غازبروم الروسية العملاقة الغاز عن مولدافيا منذ الأول من يناير بسبب نزاع مالي مع الحكومة في كيشيناو.

ومنذ انهيار الاتحاد السوفياتي يخضع إقليم ترانسنيستريا بحكم الأمر الواقع لسيطرة قوات موالية لروسيا، لكنّ المجتمع الدولي يعتبر هذه المنطقة جزءا من مولدافيا.

وقال رئيس الوزراء المولدافي لوسائل إعلام أجنبية إنّ "روسيا لديها هدف واحد فقط: التسبّب بعدم استقرار في المنطقة وقبل كل شيء التأثير على نتائج الانتخابات التشريعية" المقرّر إجراؤها في بلده في الخريف المقبل.

استهداف مستودع وقود

أكد الجيش الأوكراني الأربعاء أنه ضرب ليلا مخزن وقود في روسيا يقع على بعد 500 كيلومتر من الحدود بين البلدين قال إن سلاح الجو يستخدمه لقصف أوكرانيا.

وقالت هيئة أركان الجيش الأوكراني عبر "تلغرام" "هاجمنا مخزن كومبيانت كريستال للوقود في انغلز في منطقة ساراتوف" خلال الليل.

هذا الهجوم هو الأخير ضمن سلسلة من الضربات المتصاعدة عبر الحدود التي تنفذها موسكو وكييف وتستهدف منشآت الطاقة والمنشآت العسكرية، بعد ما يقرب من ثلاث سنوات على بدء الغزو الروسي لأوكرانيا.

وقالت هيئة الأركان العامة الأوكرانية إن مستودع النفط الروسي المستهدف "يوفر الوقود لمطار إنغلز-2 العسكري، حيث يتمركز الطيران الاستراتيجي للعدو".

وأقر مسؤولون روس في تصريحات سابقة بأن أوكرانيا هاجمت المنطقة بطائرات مُسيرة. وقالت وزارة الدفاع الروسية إن أنظمة الدفاع الجوي أسقطت 32 مُسيرة أوكرانية خلال الليل بما في ذلك 11 طائرة بدون طيار فوق منطقة ساراتوف.

وقال حاكم المنطقة رومان بوسارجين إنه تم إرسال فريق من هيئة الاستجابة للطوارئ إلى منشأة صناعية اندلع فيها حريق بعد هجوم بمسيرة أوكرانية، من دون تحديد طبيعة المنشأة، لكنه أكد عدم وقوع إصابات.

تقول كييف إن هجماتها على منشآت النفط الروسية هي جزء من جهودها لتقليص عائدات الطاقة الروسية التي تستخدم لتمويل الحرب في أوكرانيا.

وقالت هيئة الأركان العامة "إن تدمير مستودع النفط يسبب مشاكل لوجستية خطرة للطيران الاستراتيجي الروسي ويقلل بشكل كبير من قدرته على ضرب المدن الأوكرانية والأهداف المدنية".

وفي الوقت نفسه، قالت كييف إن أنظمة الدفاع الجوي الأوكرانية أسقطت خلال الليل 41 طائرة مُسيرة روسية بينما أسقطت أنظمة التشويش الإلكترونية 22 مُسيرة أخرى.

وفي منطقة خيرسون بجنوب أوكرانيا، والتي تقول روسيا إنها تابعة لها، قالت السلطات إن شخصين قُتلا وأصيب خمسة آخرون بنيران المدفعية الروسية والمُسيرات.

12300مدني قُتلوا

قالت مسؤولة في الأمم المتحدة اليوم إن أكثر من 12300 مدني قُتلوا في الحرب الأوكرانية منذ بدء الحرب قبل نحو ثلاث سنوات، مشيرة إلى ارتفاع عدد القتلى في الأشهر الأخيرة مع استخدام طائرات مسيرة وصواريخ بعيدة المدى وقنابل انزلاقية.

وقالت ندى الناشف نائبة مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان في بيان "كثفت القوات المسلحة الروسية عملياتها للاستيلاء على مزيد من الأراضي في شرق أوكرانيا، وهو ما كان له تأثير شديد على المدنيين في مناطق الخطوط الأمامية لا سيما في مناطق دونيتسك وخيرسون وزابوريجيا"، مشيرة إلى التطورات منذ سبتمبر أيلول 2024.

وتابعت "نشعر بقلق عميق إزاء الآثار المترتبة على زيادة استخدام الطائرات المسيرة واستخدام أسلحة جديدة على المدنيين"، مشيرة جزئيا إلى استخدام روسيا لقنابل موجهة شديدة التدمير أو قنابل انزلاقية في مناطق سكنية.

بولندا تغلق قنصليتها

أعلنت بولندا الأربعاء إغلاق قنصليتها في سانت بطرسبرغ في شمال غرب روسيا، بناء على أوامر موسكو ردا على إغلاق قنصليتها في بوزنان الذي أعلنته وارسو مندّدة بـ"محاولات تخريب".

وقالت وزارة الخارجية البولندية على منصة إكس إنّ "مراسم إغلاق القنصلية في سانت بطرسبرغ جرت اليوم

وأضافت وارسو أنّ هذا "إجراء انتقامي" تطبقه موسكو.

في 22 أكتوبر الماضي أمرت وارسو بإغلاق القنصلية الروسية في بوزنان (شرق) على خلفية محاولة "تخريبية" مفترضة قامت بها روسيا "في بولندا ودول حليفة".

وفي ديسمبر، أعلنت وزارة الخارجية البولندية أنّها مستعدّة لإغلاق جميع القنصليات الروسية على أراضيها إذا استمرّت أعمال "الإرهاب".

مقالات مشابهة

  • بايدن: روسيا لم تحقق أي هدف لديها في أوكرانيا
  • ستكلف موسكو مليارات..بايدن: العقوبات الجديدة على روسيا سترفع أسعار الغاز
  • البيت الأبيض: بايدن تحدث هاتفيا مع زيلينسكي وأكد مواصلة دعم أوكرانيا
  • هل تسعى أوكرانيا لاحتلال مدينة كورسك الروسية ؟.. زيلينسكي يجيب
  • زيلينسكي يطالب بنشر قوات غربية في أوكرانيا .. الاتحاد الأوروبي يؤكد على دعم كييف
  • زيلينسكي: نشر قوات غربية في أوكرانيا سيرغم روسيا على السلام
  • زيلينسكي: انتشار قوات غربية في أوكرانيا سيساعد في إرغام روسيا على السلام
  • ولي العهد والرئيس الأوكراني يبحثان مستجدات الأزمة الأوكرانية الروسية والجهود المبذولة لحلها
  • ترامب يعتزم مناقشة جهود إنهاء الحرب مع بوتين .. وبروكسل تتهم موسكو باستخدام الغاز سلاحا ضدّ مولدافيا
  • روسيا.. احتدام القتال في منطقة كورسك وموسكو تعلن سيطرتها على بلدة شرق أوكرانيا