إنطلاق موسم زراعة الذرة الشامية بالشرقية.. وخبير زراعي: غذاء للإنسان والحيوان
تاريخ النشر: 7th, June 2024 GMT
تهتم الدولة بزراعة المحاصيل الاستراتيجية بصفة عامة، ومحاصيل الأعلاف بصفة خاصة مثل «فول الصويا والذرة الشامية»؛ تلك المحاصيل التى لفتت اهتمامًا بالغ الأهمية الآونة الأخيرة مع تقديم الدعم الفني والمادي للمزارعين فى مختلف محافظات الجمهورية، وتشجيع الفلاحين على زراعة محاصيل الأعلاف بهدف تحقيق الأمن الغذائي، وتقليل الإستيراد من الخارج، وتقليل الفجوة بين الاستهلاك والإنتاج.
وتبلغ المساحة المنزرعة في جميع محافظات الجمهورية من محصول الذرة الشامية سنويًا نحو 2.25 مليون فدان، لإنتاج قرابة 6 ملايين طن ذرة شامية «الكتاب السنوي لمنظمة الأغذية والزراعة عام 1998م»، وتٌعتبر الولايات المتحدة الأمريكية المنتج الرئيسي للذرة على مستوى العالم، حيث يٌزرع بها 70 مليون فدان، تُمثل 20٪ من المساحة العالمية، وتٌنتج هذه المساحة حوالي 42٪ من الانتاج العالمي، ثٌم تأتي الصين لتمثل المركز الثاني بمساحة 50 مليون فدان، ثم بعد ذلك البرازيل والمكسيك وفرنسا على التوالي.
والذرة الشامية «Zea mays L» تُعتبر ثالث أهم محصول حبوب في العالم بعد القمح والأرز من ناحية المساحة والإنتاج الكلي، إلا أنها تحتل المرتبة الأولى من حيث كمية الإنتاج بالنسبة لوحدة المساحة، وتبلغ المساحة التي تٌزرع سنويًا على مستوى العالم حوالي 250 مليون فدان، تٌنتج حوالي 600 مليون طن.
وقال الدكتور محمد يوسف أستاذ الزراعة والمكافحة الحيوية بكلية الزراعة جامعة الزقازيق مستشار الزراعة العضوية بالوحدة الاقتصادية بجامعة الدول العربية، في تصريح خاص لـ «الوفد»، إن القيادة السياسية أعطت اهتمام كبير لكافة قطاعات الدولة بصفة عامة وقطاع الزراعة بصفة خاصة، رغم كل الأزمات الاقتصادية والتضخم العالمي وأزمة الغذاء العالمي، ومن قبل جائحة كورونا وتداعيات الحرب الروسية الأوكرانية ونقص سلاسل الإمداد والتوريد وتداعيات الوضع الراهن في السودان وغيرها.
وأوضح يوسف أن القيادة السياسية تستهدف زيادة التوسع في زراعة محاصيل العلف للعام الحالي 2024 إلى 3 ملايين و400 ألف فدان بزيادة 200 ألف فدان منها 2 مليون و800 ألف فدان ذرة صفراء وبيضاء و450 ألف فدان ذرة رفيعة و150 ألف فدان فول صويا هدفا مشترك مابين إنتاج وتوفير اعلاف الحيوانات، وفي نفس الوقت إنتاج وصناعة الزيت اللازم للسوق المحلي.
الذرة الشامية.. عروة الخريف
وذكر أن الذرة في مصر تُزرع في عروتين هما العروة الصيفية والعروة النيلية «عروة الخريف»، وتصاب العروة الصيفية مٌنذ بداية الزراعة خلال شهري أبريل ومايو بالكثير من الآفات مثل الدودة القارضة والحفار، ثم تبدأ بعد ذلك الإصابة بالآفات الرئيسية الأخري مثل حفارات الساق «الثاقبات»، أما العروة النيلية فهي تٌصاب بالحفار وهي صغيرة ثم دودة ورق القطن، ومنّ الذرة وتربس الذرة وتشتد بعد ذلك إصابتها بالثاقبات وغيرها، وبالرغم من تعرض الذرة للكثير من الآفات، فيعتبر حقل الذرة في نفس الوقت مكانا مفضلاً لنمو وتكاثر المتفرسات الحشرية المفيدة مثل خنافس أبو العيد التي تنتشر في حقول الذرة، حيث تتغذى على بيض دودة الذرة الأوروبية والمن وتنتقل من الذرة إلى المحاصيل الأخرى المجاورة.
وشدد يوسف على عدم زراعة الذرة الشامية من تقاوي كسر العام السابق فالذرة تلقيحها خلطي والهجين الناتج يتم إنتاجه بطريقة معينة، لذلك الزراعة بتقاوى كسر ينتج عنها إنتاجية ضعيفة وجودة أقل، فضلا عن عدم الزراعة في أراضي سيئة الصرف أو تربة ملحية أو أرض ضعيفة لأن الذرة حساس للملوحة ولا يتحمل الظروف المناخية شديدة الحرارة خاصة وقت التزهير والزراعة المبكرة تكون أعلى في الإنتاجية من منتصف ابريل الى منتصف مايو.
وأورد الخبير الزراعي، أن زراعة الذرة الشامية تزرع بعد البرسيم أو الفول أو الخضر خاصة البطاطس يكون نموه سريع والإنتاجية عالية وتحقق أعلى هامش ربح للفلاح، وأن الذرة لا تتحمل العطش ولا زيادة المياه لأنه حساس للري لذلك الري الغمر كل 7-12 يوم أما الري بالتنقيط يفضل الري كل 2-3 أيام.
وأشار يوسف، إلى أهم الآفات الحشرية التي تصيب الذرة منذ بداية الزراعة حتى الحصاد، وهي: الدودة القارضة السوداء، الحفار أو كلب البحر العادي، ودودة ورق القطن الصغري «الخضراء»، ودودة ورق القطن الكبيرة، وحفارات أو ثاقبات الذرة «Corn Borers»، ودودة القصب الصغيرة أو ذات الخط الأرجواني أو حفار ساق الأرز الآسيوي، حيث تشتد إصابة نباتات العروة الصيفية بهذه الآفة في النوع الأول في بعض المواسم، وتختلف شدة الإصابة من منطقة إلى أخرى ومن حقل إلى آخر، حيث قرر عدد من الباحثين الأمريكيين أنّ الفراشات الواضعة للبيض تنجذب للتربة الرطبة، وأضاف آخرون أنها تنجذب للتربة الرطبة والحشائش (أوكا وكوبايسكي، 1973) وذكروا أيضاً أنّ فراشة هذه الآفة تفضل وضع البيض في الحقول التى تنمو فيها عدد من الحشائش المفضلة لها.
وأفاد أستاذ الزراعة والمكافحة الحيوية بزراعة الزقازيق، أن دورة الحياة للحشرة تمضي بياتها الشتوي أثناء الفترة من شهر سبتمبر إلى شهر فبراير التالي على حالة يرقات ساكنة داخل أحطاب الذرة أو فى بقايا سيقان النباتات بالحقول، ويبدأ خروج الحشرات الكاملة فى شهر مارس، وتبلغ أقصى أعدادها فى أواخر شهر أبريل أو أوائل شهر مايو، ولهذه الحشرة نحو خمسة أجيال في السنة تقع خلال الفترة من مارس إلى سبتمبر، وتكثر إصابتها للذرة والقصب في الفترة من أول مارس حتى أول مايو، وتقل بعد ذلك، ويمكن لهذه الحشرة أن تصيب نباتات الذرة الصغيرة بعد 15 يوماً فقط من الزراعة، وتبلغ الإصابة أقصاها للنباتات التي تترواح أعمارها بين 5-6 أسابيع.
وأكد المهندس سمير راشد، مدير عام المتابعة الميدانية والرقابة بمديرية الزراعة بالشرقية، أن الذرة تعتبر من المحاصيل الصيفية الهامة، وترجع أهميتها الاقتصادية لكونها غذاء للانسان والحيوان والدواجن، وللحصول على أعلى إنتاجية من محصول الذرة الشامية؛ عقدت مديرية الزراعة بالشرقية ندوات إرشادية قبل تجهيز وزراعة المحاصيل الصيفية، ومنها الذرة، ووفرت التقاوي، وتم التنبيه على المزارعين بالالتزام بميعاد الزراعة المناسبة خاصة للمحصول، حيث أن بداية زراعة الذرة الشامية تبدأ خلال شهر مايو، بحيث يُسمح لنمو نبات الذرة نمو كامل للهروب من الثاقبات والمن، وأن التأخير يسبب نقص للمحصول.
وأستكمل مدير متابعة الزراعة حديثه، بأن الذرة الشامية تدُخل في صناعة الأعلاف الجافة بنسب تصل 70%، وأيضا في صناعة النشا وزيت الذرة وصناعة السيلاج بالكيزان وبدون كيزان، وصناعة الخبز، وتمثل الأراضي الجديدة والمستزرعة حديثا جزء من خطة الدولة للتوسع الأفقي، وتقليل الكميات المستوردة التي تستخدم في صناعة الاعلاف.
وكشف مدير عام المتابعة بزراعة الشرقية، تحديد سعر ضمان للمحاصيل الاستراتيجية مثل الذرة وفول الصويا ودوار الشمس والمحاصيل الأخرى، كونها هدف رئيس للدولة لتشجيع المُزارعين لزراعة الذرة الصفراء والشامية، لافتا إلى أن مساحة الذرة في محافظة الشرقية كانت 250 ألف فدان صيفي في عام 2022، و235 ألف فدان في صيف العام الماضي 2023، وذلك بسبب منافسة المحاصيل الصيفية الأخرى مثل الأرز والقطن وفول الصويا ودوار الشمس.
ونوه محمود عبد الخالق «مزارع»، إلى إنه دائم زراعة الذرة الشامية في الموسم الصيفي والتي يستخدمها كعلف أخضر في العروة الصيفية بعد الزراعة بحوالي 3:4 أسابيع، ودائما ما يجد الإصابة والحشرات في الأسبوع الأول والأخير من شهر يوليو، حيث يقوم بعملية الرش المقاوم للحشرات من صنف «الهجين الزوجي 2.4» لأنه الأكثر قابلية للإصابة في البداية، وعادة ما يقوم باستخدام صنفخ «بيونير 514» لأنه الأكثر مقاومة، وذلك لتفادي الأضرار والخسائر الاقتصادية التي قد تعود عليه من هذه الحشرات والآفات، مشيرا إلى أنه متمرس على زراعة الذرة الشامية كل عام، وأصبح مرجع لعدد كبير من المزارعين في طريقة مكافحة الحشرات الزراعية لهم.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: التضخم العالمي تداعيات الحرب ذرة الشامية زراعة الذرة الصفراء استراتيجية الحشائش جامعة الزقازيق القيادة السياسية جائحة كورونا المحاصيل الاستراتيجي الدعم الفنى الحرب الروسية المساحة المنزرعة الذرة الصفراء زراعة الذرة الشامیة العروة الصیفیة ملیون فدان ألف فدان بعد ذلک التی ت
إقرأ أيضاً:
حماس والجهاد تطالبان بتنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق غزة.. وخبير يكشف السيناريوهات المحتملة
في ظل الأوضاع المتقلبة التي تمر بها غزة، تواصل حركتا حماس والجهاد التمسك بمواقفهما الثابتة حول ضرورة المضي قدما في تنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه سابقا.
المرحلة الثانية من اتفاق غزةوفي هذا الصدد، يقول الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، إن المرحلة الأولى من اتفاق غزة، شهدت الإعلان عن أهداف محددة تم تنفيذها من قبل الطرفين، حركة حماس والحكومة الإسرائيلية.
وأضاف فهمي- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن قبول حماس بالتعامل مع هذا الاتفاق جاء في ظل ضغوطات معينة، بينما كانت الحكومة الإسرائيلية أيضا مستعدة للانخراط في المفاوضات مع حركة حماس.
وأشار فهمي، إلى أن الجمهور الإسرائيلي كان منقسما بين رافض ومؤيد لهذا الاتفاق، مما أضاف تعقيدات إضافية، وشهدت الساحة السياسية الإسرائيلية تبادلا للاتهامات والمشاحنات بين الأحزاب السياسية، وهناك أهمية لتحصين اتفاق غزة في المرحلة الثانية.
ويأتي هذا في وقت حرج تتواصل فيه المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس بوساطة قطرية ومصرية في العاصمة القطرية الدوحة، في محاولة للوصول إلى حل شامل ينهي التصعيد المستمر.
في السياق نفسه، جددت حركتا الجهاد وحماس مطالبتهما بتطبيق بنود الاتفاق بشكل كامل وبدون أي شروط إضافية، كما طرحتا سيناريوهات متباينة لما يمكن أن يتبع المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار.
التطورات الأخيرة في المفاوضاتوأكدت حركتا حماس والجهاد، الخميس، خلال بيان مشترك، أهمية بدء تنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار "دون قيد أو شرط".
وأوضح البيان أن وفدا من قيادة حماس برئاسة محمد درويش، رئيس المجلس القيادي، التقى في العاصمة القطرية الدوحة مع وفد من حركة الجهاد برئاسة زياد النخالة.
وناقش الوفدان خلال اللقاء الأخير "مجريات تطبيق الاتفاق، الخروقات الإسرائيلية المتكررة، وأحدث اللقاءات التي جرت خلال اليومين الماضيين لاستئناف المفاوضات".
التأكيد على بنود الاتفاقوأشار البيان إلى أن الوفدين شددا على ضرورة الالتزام الكامل ببنود الاتفاق، لا سيما الانسحاب الإسرائيلي من محور فيلادلفيا، فتح المعابر بين غزة وإسرائيل، وتطبيق البروتوكول الإنساني الذي يتضمن إدخال كافة الاحتياجات الإنسانية إلى قطاع غزة.
كما تم التأكيد على ضرورة بدء تنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق، دون فرض أي شروط إضافية من قبل إسرائيل.
وأعلنت حركتا حماس والجهاد أن "المقاومة الفلسطينية ملتزمة بالتطبيق الدقيق لما تم الاتفاق عليه"، مع تأكيد جاهزيتهما لاستكمال تنفيذ باقي بنود الاتفاق، والتي تتضمن التهدئة المتفق عليها، وصفقة تبادل الأسرى والمحتجزين.
من جهة أخرى، استمرت إسرائيل في فرض قيود على دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، حيث تمنع إسرائيل منذ الثاني من مارس دخول قوافل المساعدات إلى القطاع، وهو ما يعد محاولة منها للضغط على حركة حماس.
وفيما يتعلق بالمرحلة الأولى من الاتفاق، انتهت في الأول من مارس دون التوصل إلى اتفاق بشأن الخطوات التالية، وكانت المرحلة الأولى تهدف إلى وقف إطلاق النار، ولكنها لم تنجح في إنهاء الحرب بشكل دائم، التي اندلعت إثر الهجوم المفاجئ لحركة حماس على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023.
على الرغم من الدعوات المتكررة من حماس لبدء المفاوضات الخاصة بالمرحلة الثانية، سعت إسرائيل لتمديد المرحلة الأولى.
وسبق، وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، أن الحكومة الإسرائيلية عرضت تمديد وقف إطلاق النار لمدة 50 يوما مقابل أن تطلق حماس سراح قسم من الرهائن الأحياء والأموات الذين لا يزالون محتجزين في غزة، وعددهم 58 شخصا، ولكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو نفى تلك التقارير، واصفا إياها بأنها كاذبة.
جدير بالذكر، أن الأوضاع في غزة في حالة ترقب مستمر، حيث تتجه الأنظار إلى ما ستؤول إليه المفاوضات بين حماس وإسرائيل في الدوحة.
ومع تطلع حماس والجهاد لتنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق، تبقى التحديات السياسية والإنسانية واللوجستية تمثل عائقا رئيسيا في سبيل تحقيق السلام الدائم والعدالة الإنسانية للمتضررين في القطاع.