قصف الجيش السوداني بالمدفعية من أم درمان مواقع لقوات الدعم السريع في الخرطوم بحري، وسط ارتفاع أعداد القتلى بالمدينة إلى 50، نتيجة القصف الذي شنته عليها أمس قوات الدعم السريع، التي تفرض أيضا حصارا على مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور.

ويأتي ذلك وسط تحذيرات من تعرض الأطفال في مخيمات النازحين بدارفور لسوء التغذية الحاد ومواجهة السودان أزمة جوع، تهدد ملايين الأشخاص بالموت.

وقال الجيش السوداني إن دفاعاته الجوية تمكنت، صباح اليوم، من إسقاط طائرتين مسيرتين استهدفتا مقر فرقة المشاة 18، كما استهدفت مسيرة أخرى قاعدة كِنانة الجوية بولاية النيل الأبيض دون أن توقع خسائر تذكر.

ورجّحت مصادر تابعة للجيش أن المسيّرات التابعة لقوات الدعم السريع انطلقت من منطقة جبل الأولياء جنوب الخرطوم.

وارتفعت حصيلة قتلى القصف المدفعي، الذي شنته أمس الخميس قوات الدعم السريع على أحياء بمدينة أم درمان غرب العاصمة الخرطوم، إلى 40 وأكثر من 50 جريحا، وفق "لجان مقاومة كرري".

وأضافت أن الإحصاء الدقيق للقتلى والمصابين ما زال جاريا.

وكانت وزارة الصحة السودانية قالت، فجر اليوم الجمعة، إن "المليشيا المتمردة (الدعم السريع) قصفت أحياء كرري بمدينة أم درمان، باستخدام الأسلحة الثقيلة، مما أدى إلى استشهاد عدد من المواطنين، حيث وصل مستشفى النو التعليمي نحو 10 جثامين و48 إصابة".

وأمس الخميس، اتهم ناشطون سودانيون قوات الدعم السريع بقتل 22 شخصا، وإصابة 45 آخرين جراء قصف مدفعي شنته على مدينة أم درمان.

حصار الفاشر

في غضون ذلك، قال نائب رئيس مجلس السيادة السوداني مالك عقار إن قوات الدعم السريع "تفرض حصارا على مدينة الفاشر، وتمنع دخول المساعدات الإنسانية لدارفور، وتنهب قوافل المساعدات الغذائية، إلى جانب القتل الممنهج والإبادة التي تعرّض لها شعب المساليت، ودفن المواطنين أحياء، وآخرها مجزرة اليوم (أمس السبت) بقرية ود النورة".

وأوضح عقار -خلال زيارته لمتحف الإبادة الجماعية بسان بطرسبرغ في روسيا- أن ما تقوم به قوات الدعم السريع "يرقى إلى الجرائم ضد الإنسانية"، مشيرا إلى أن الحكومة تسعى لملاحقة المجرمين قضائيا في المستقبل، وتحقيق العدالة للضحايا.

من جهته، قال حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي إن "مليشيات الجنجويد" -في إشارة إلى قوات الدعم السريع- تحتشد الآن في مناطق شرقي الفاشر، وبمعيتهم أعداد ممن وصفهم بالمرتزقة الأجانب، بغرض اجتياح الفاشر اليوم الجمعة.

ودعا مناوي جميع القوات العسكرية والمواطنين إلى شد الأحزمة للدفاع عن العرض والأرض، وفقا لتعبيره.

الأطفال في مخيمات النازحين بدارفور يعانون من سوء التغذية الحاد (الجزيرة) سوء تغذية يهدد بالموت

على صعيد آخر، حذرت منسقية النازحين واللاجئين بالسودان من أن الأطفال في مخيمات النازحين بدارفور، وخصوصا في مخيم كلمة بالمحيط الشرقي لمدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور، يعانون من سوء التغذية الحاد، ووصفت أوضاع الأطفال بالمخيمات بأنها تتراوح بين الألم والموت السريري.

وكان برنامج الغذاء العالمي، التابع للأمم المتحدة، قد حذر في وقت سابق من أن سوء التغذية بين الأطفال في السودان وصل إلى مستويات مروعة، وفق تعبيره.

وقال المدير الإقليمي لبرنامج الأغذية العالمي لشرق أفريقيا مايكل دانفورد إن السودان يواجه أزمة جوع تهدد ملايين الأشخاص بالموت، مؤكدا أن برنامج الغذاء يحاول الوصول إلى كل المحتاجين للدعم العاجل، لكنه لن يتمكن من ذلك إلا بإنهاء النزاع في البلاد.

ود النورة

وفي تداعيات الهجوم على بلدة ود النورة بولاية الجزيرة، قال رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان إن الجيش سيرد بقسوة على جرائم من سماهم بالمليشيا.

وكانت وزارة الخارجية السودانية أعلنت مقتل 180 مدنيا في هجوم واسع شنته قوات الدعم السريع على بلدة ود النورة.

بدورها، قالت منسقة مكتب الشؤون الإنسانية، التابع للأمم المتحدة، في السودان كليمنتين سلامي إن هناك تقارير موثوقة عن إطلاق نار كثيف، واستخدام أسلحة متفجرة بالمناطق المأهولة بالسكان.

وطالبت سلامي بإجراء تحقيق شامل في ما حدث بود النورة ومحاسبة المسؤولين عنه.

وكان وزير الخارجية البريطاني، ديفيد كاميرون، كتب في تغريدة يقول "أنباء مروعة عن اعتداء قوات الدعم السريع على الأبرياء في قرية ود النورة السودانية، ومقتل عدد كبير من المدنيين"، وقال "يجب على قوات الدعم السريع أن توقف هذه الهجمات. العالم يراقب. وستتم محاسبة المسؤولين".

من جانبها، حثت الخارجية الأميركية طرفي الصراع في السودان على العودة للمحادثات للتوصل لوقف لإطلاق النار.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات قوات الدعم السریع سوء التغذیة الأطفال فی ود النورة أم درمان

إقرأ أيضاً:

كارثة إنسانية في الفاشر.. مليون نازح سوداني ونداءات للتدخل العاجل

السودان – أعلن وزير التنمية الاجتماعية السوداني أحمد آدم بخيت أن مدينة الفاشر استقبلت نحو مليون نازح نتيجة عمليات إحراق قوات الدعم السريع القرى في المناطق المحيطة بالمدينة.

وأشار الوزير السوداني إلى أن النازحين يعانون من ظروف إنسانية صعبة تتطلب تدخلا عاجلاً.

من جانب آخر، طالبت قيادات من إقليم دارفور خلال مؤتمر صحفي عقد امس الخميس، المجتمع الدولي بإدراج قوات الدعم السريع على قوائم المنظمات الإرهابية، وذلك في أعقاب التصعيد العسكري في شمال دارفور.

وفي سياق متصل، أكد عضو مجلس السيادة السوداني إبراهيم جابر أن إنهاء النزاع مرهون بوقف تدفق الأسلحة والمقاتلين إلى قوات الدعم السريع. جاء ذلك خلال لقائه مع المبعوث الأممي رمطان لعمامرة، حيث نفى جابر وجود مجاعة في البلاد، ووصف تلك التقارير بأنها “ادعاءات تهدف إلى تحقيق أجندات خاصة”.

وشهدت الفاشر قصفا مكثفا من قبل مدفعية الجيش السوداني صباح اليوم الخميس، حيث استهدفت مواقع متفرقة لقوات الدعم السريع. وتشير التقارير الميدانية إلى هدوء نسبي يسود المنطقة حاليا، مع استمرار حالة التأهب بين الطرفين.

وتعد الفاشر المعقل الأخير للجيش السوداني وحلفائه من الحركات المسلحة في إقليم دارفور، وتحاول الدعم السريع السيطرة عليها لإحكام نفوذها على الإقليم، الذي باتت 4 من أصل 5 ولايات تشكله تحت إمرتها.

المصدر: RT

مقالات مشابهة

  • وصفها بـ «البشعة» .. تحالف «صمود» يُدين جريمة الدعم السريع بـ «الصالحة» أم درمان 
  • في جريمة وجدت إدانة واسعة .. قوات الدعم السريع تقتل «31» مدنياً في «الصالحة» أم درمان
  • الجيش السوداني: مقتل 7 أشخاص بقصف للدعم السريع على الفاشر  
  • الجيش السوداني: مقتل 7 أشخاص بقصف للدعم السريع على الفاشر
  • الدعم السريع تعلن دخول الحرب مرحلة جديدة والبرهان يتوعد بسحقها
  • الدعم السريع تقصف قاعدة وادي سيدنا الجوية ومقر الكلية الحربية بأم درمان
  • الدعم السريع تقصف قاعدة جوية والكلية الحربية بأم درمان
  • السودان .. قطع الكهرباء عن ولايتي نهر النيل و البحر الأحمر
  • كارثة إنسانية في الفاشر.. مليون نازح سوداني ونداءات للتدخل العاجل
  • اتهامات للدعم السريع بقتل عشرات المدنيين بكردفان والبرهان يتوعدها