صحف عالمية: نتنياهو كارثة وفشل في زمن الحرب ولا يملك خطة للسلام
تاريخ النشر: 7th, June 2024 GMT
ركزت صحف عالمية اهتمامها على محاولة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التهرب من أي التزام بوقف الحرب على قطاع غزة نهائيا، والقصف الإسرائيلي الذي استهدف مدرسة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في غزة.
وقالت صحيفة "الغارديان" البريطانية إن الرئيس الأميركي جو بايدن مدرك أن نتنياهو سيعرقل أي محاولة لتحقيق السلام، منبها إلى أن الأخير باشتراطه عودة إسرائيل للقتال في غزة متى رأت ذلك مناسبا "لا يسعى فقط لإرضاء شركائه السياسيين، بل يرفض بذلك اتفاقا لا يريده بالأساس".
ووفق الصحيفة، يعكس موقف نتنياهو رفضا لتحمل المساءلة بشأن إدارته للصراع، ومواجهة متعمدة مع الإدارة الأميركية لتحقيق مكاسب سياسية وازدواجية تجاه الأسرى.
بدوره، اعتبر مقال بصحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية نتنياهو كارثة على إسرائيل، بسبب فشله كزعيم في زمن الحرب، وافتقاره لخطة لإرساء السلام.
ويرى المقال أن "إسرائيل بحاجة إلى قيادة جديدة، بعد كل الإخفاقات التي حصلت في عهد نتنياهو، الذي بات هدفه الوحيد البقاء في منصبه، وتجنب دخول السجن".
قصف مدرسة للأونروا
من جانبها، قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية إن المشاهد بعد استهداف الاحتلال مدرسة تابعة للأونروا بمخيم النصيرات وسط القطاع تسلط الضوء مرة أخرى على المأزق المروع، الذي يعيشه المدنيون الفلسطينيون منذ بداية الحرب.
وتضيف الصحيفة "الأماكن التي يفرون إليها غالبا ما تتعرض للقصف من القوات الإسرائيلية"، مشيرة إلى أن "المكان كان يعج بآلاف النازحين، لكن إسرائيل تقول إنها استهدفت موقعا هو بمنزلة قاعدة لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)".
في السياق ذاته، نشرت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية تقريرا خلص إلى أن القوات الإسرائيلية استخدمت ذخائر أميركية في الهجوم، الذي استهدف مدرسة تابعة للأونروا في غزة وتسبب في مقتل العشرات.
واستند التقرير إلى خبيريْن في الأسلحة يقول أحدهما إن "استخدام قنبلة وإن كان قطرها صغيرا في منطقة فيها الكثير من المدنيين يستوجب إعادة النظر في طريقة استخدامها".
أما صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، فقالت إن الحرب بين إسرائيل وحزب الله أصبحت مسألة وقت فقط، معتبرة الجهود الدبلوماسية التي تقودها الولايات المتحدة وفرنسا لتهدئة التوترات بينهما "لن يكون لها إلا مفعول مؤقت".
ووفق الصحيفة، تشير كل مظاهر التصعيد خلال الأيام الماضية إلى أن الحرب تقترب، مستبعدة أن يكون أي اتفاق لوقف إطلاق النار على الجبهة الشمالية مستداما.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
خبير عسكري: صواريخ أتاكمز الأميركية ستنفجر بوجه واشنطن
دخلت الحرب الروسية الأوكرانية مرحلة بالغة الخطورة من التصعيد بعد استخدام أوكرانيا للصواريخ بعيدة المدى التي حصلت عليها من الولايات المتحدة وبريطانيا لضرب أهداف في العمق الروسي، في وقت عدّلت فيه موسكو عقيدتها النووية بما يسمح لها باستخدام ترسانتها النووية ردا على أي هجوم كبير بأسلحة تقليدية.
واضطرت الولايات المتحدة أمس إلى إغلاق سفارتها في العاصمة الأوكرانية كييف وطالبت كل العاملين فيها بالدخول إلى الملاجئ عند سماع صافرات الإنذار، في ظل المخاوف من هجوم روسي ضخم على كييف، واستهداف مبان أميركية ردا على سماح واشنطن لكييف باستخدام الصواريخ بعيدة المدى أتاكمز.
وفي تحليل نشرته مجلة ناشيونال إنترست الأميركية، قال دانيال إل. ديفيز، الخبير العسكري في مؤسسة أولويات الدفاع والضابط السابق في الجيش الأميركي إنه من غير الواضح السبب الذي دفع الرئيس جو بايدن، في هذه المرحلة المتأخرة من الحرب وفي اللحظة الأخيرة من رئاسته، للقيام بإجراء يحمل في طياته مخاطر تصعيد الحرب بشكل كبير.
خطر كبيرومن الواضح جدا -وفق ديفيز- أن هذا القرار يمثل خطرا كبيرا وغير ضروري على الولايات المتحدة، في حين يزيد احتمالات هزيمة أوكرانيا، وليس العكس.
في المقابل، هناك شخصيات معروفة في واشنطن أشادت بقرار بايدن، فقد خرج الجنرالات السابقون جاك كين وباري ماكافري وويسلي كلارك لدعم قرار الرئيس، في حين انتقد كين وجود قيود كثيرة جدا على استخدام الصواريخ الأميركية في أوكرانيا.
ويرى ديفيز أن هؤلاء الجنرالات قدّموا نصائح كارثية على شاشات التلفزيون طيلة هذا الصراع، مشيرا إلى أنه في سبتمبر/أيلول العام الماضي، عندما تم الكشف عن فشل هجوم الصيف الأوكراني، أعلن الجنرال ديفيد بتريوس أن أوكرانيا لا تزال قادرة على التسبب في "انهيار" الدفاعات الروسية.
أما ديفيز فكتب قبل أشهر من بدء هجوم الصيف أن أساسيات الحرب أظهرت أن أوكرانيا ليس لديها أي فرصة تقريبا للنجاح.
ويقول ديفيز إنه في يوليو/تموز 2023 وبعد شهر واحد من بدء هجوم الصيف الأوكراني وشهرين من ادعاء بتريوس بأن قوات الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مازالت قادرة على تحطيم الدفاعات الروسية، كتب مقالا قال فيه إنه من الواضح أن الهجوم قد فشل.
وأضاف حينها أن المسار الأكثر حكمة وعقلانية وأخلاقية لكييف والغرب هو "السعي إلى تسوية تفاوضية تحافظ على أكبر قدر ممكن من الحرية والأراضي لكييف، وأن إنهاء الحرب من شأنه أن يوقف مسلسل القتل والإصابة لعشرات الآلاف من المقاتلين الشجعان والأبطال في أوكرانيا الذين ستحتاجهم كييف لإعادة بناء بلادهم بمجرد انتهاء الحرب".
ويقول ديفيز إن هذا يكشف حقيقة الموقف الصعب للقوات الأوكرانية سواء قبل الهجوم أو أثناءه أو بعده.
ومع ذلك، تجاهل كبار الجنرالات في الولايات المتحدة هذه الحقيقة، ونصحوا الحكومات الغربية بمواصلة الحرب، وهو ما أدى إلى مقتل آلاف الأوكرانيين الذين كان يمكن أن يظلوا على قيد الحياة لو اعترف بايدن بالحقائق العسكرية الأساسية في صيف عام 2023 وسعى إلى تسوية تفاوضية للحرب.
ويضيف ديفيز أن الحقيقة اليوم أشد وضوحا، فعدد الصواريخ بعيدة المدى التي تمنحها واشنطن لأوكرانيا لن يغير في الأمر شيئا، فهذه الصواريخ لا تستطيع وحدها تغيير ديناميكية ساحة المعركة، تماما مثل الدخول السابق للدبابات الغربية وناقلات الجنود المدرعة وقطع المدفعية وأسلحة الدفاع الجوي وأنظمة هيمارس، أو حتى طائرات إف16المقاتلة إلى المعركة.
الحقيقة الوحيدةويضيف "لقد خسرت كييف الحرب، وهذه هي الحقيقة الوحيدة والاستمرار في تجاهل الواقع -والاستماع إلى الجنرالات- سيزيد التكلفة النهائية لخسارة الحرب بالنسبة لأوكرانيا. ومع ذلك، فإن ما يفعله بايدن الآن أسوأ لأنه يخاطر بتوسيع الحرب، مما قد يجر الولايات المتحدة إلى صراع مباشر مع روسيا".
وتؤكد المجلة أن روسيا كانت واضحة في تصريحاتها بأن إدخال صواريخ بعيدة المدى أميركية أو غربية في الحرب ضد روسيا يمثل انخراطا مباشرا للغرب ضد روسيا ويفرض عليها "ردا".
ووفقا لتقارير إخبارية، فقد وقعت مثل هذه الهجمات الآن، وربما كان هذا هو السبب وراء إخلاء الولايات المتحدة لسفارتها أمس، خوفا من أن تنفّذ روسيا تهديدها، فتنفجر صواريخ أتاكمز الأميركية التي أطلقتها أوكرانيا على روسيا في وجه الولايات المتحدة.
ويقول ديفيز إن المخاطرة بتوسيع الحرب من خلال السماح باستخدام الأسلحة الأميركية بعيدة المدى ضد روسيا تمثل مجازفة متهورة إلى أقصى حد، خاصة وأن هذا لا يحقق أي فائدة عسكرية لأوكرانيا، بل يمثل خطرا إستراتيجيا كبيرا يتمثل في احتمال تورط واشنطن في الحرب.