شركات ألعاب الفيديو السويدية الصغيرة تنافس عمالقة القطاع
تاريخ النشر: 7th, June 2024 GMT
نجح السويديون، فرادى أو ضمن فرق عمل صغيرة، في صنع مكانة مميزة لأنفسهم في قطاع ألعاب الفيديو، إذ حققت ألعاب من إنتاجهم نجاحات كبيرة في هذا المجال، ومنها على سبيل المثال "ماينكرافت" و"فالهايم" و"رافت"، وفقا لتقرير وكالة فرانس برس.
فلعبة "ماينكرافت" التي احتفلت أخيراً بالذكرى الخامسة عشرة لإصدارها، هي عصارة خيال رجل واحد هو السويدي ماركوس "نوتش" بيرسون.
وليس هذا النجاح الوحيد من نوعه في السويد، ولا هو حالة معزولة، إذ أن منظومة العاب الفيديو في الدولة الأوروبية تشهد ازدهاراً كبيراً، يقوم على استوديوهات صغيرة اكتسبت مكانة راسخة.
وقال المؤسس المشارك لشركة تطوير الألعاب "لاندفول" Landfall فيليب فستريه مازحا لوكالة فرانس برس: "السبب هو الطقس. إنه بارد. وبالتالي، يبقى المرء في الداخل ويلعب، إذ لا يمكنه أن يفعل الكثير في الخارج".
على الرغم من قلّة عدد سكانها البالغ 10.5 ملايين نسمة، ابتكرت المملكة الاسكندنافية ألعاباً تم تنزيلها سبعة مليارات مرة في مختلف أنحاء العالم، وفقاً لإحصاءات قطاع الألعاب السويدي، وهو ما يجعلها مُنافِسَة تقريباً للدول التي تُعدّ الأقوى في هذه الصناعة، اي الولايات المتحدة والصين واليابان.
وثمة واحد من كل أربعة أشخاص على مستوى العالم كله سبق أن لعب لعبة سويدية. وفي عام 2022، حقق المطوّرون السويديون مبيعات بقيمة 32.5 مليار كرونة (أكثر من ثلاثة مليارات دولار).
وحقق استوديو "لاندفول" الذي يقع غرب العاصمة ستوكهولم ويضم نحو عشرة موظفين، نجاحاً غير متوقع في الآونة الأخيرة.
"تنظيم مرن"
وزُيّنت جدران مكتب الاستوديو الصغير الواقع داخل فيلا بإحدى الضواحي الهادئة، بأعمال فنية مستوحاة من مؤسس استوديو الرسوم المتحركة الياباني الشهير "غيبلي" المخرج هاياو ميازاكي. وعلى الحائط أيضاً علامات لألعاب قديمة ورفّ من الدمى المحشوّة الليّنة.
في الأول من أبريل الفائت، أصدر الاستوديو أحدث ألعابه وهي بعنوان "كونتنت وورنينغ" Content Warning. وتقوم فكرة اللعبة على تصوير مقاطع فيديو ونشرها عبر شبكات التواصل الاجتماعي والسعي إلى أن تحظى بانتشار على نطاق واسع.
وتسهيلاً لانطلاق اللعبة بقوة، وفرتها "لاندفول" مجانًا لمدة 24 ساعة. وأدهشها أن أكثر من ستة ملايين افادوا من هذه الفرصة.
وتشكّل "كونتنت وورنينغ" التي صُممت في ستة أسابيع فحسب، أحدث مثال على النجاح المبهر الذي تشهده الاستوديوهات السويدية الصغيرة في صناعة ألعاب الفيديو.
في بداية عام 2021، أصدر استوديو "آيرون غيت" لعبة "فالهايم" التي تتميز بأن لها طابع الفايكينغ، وقد ابتكرها فريق من خمسة أشخاص. وسرعان ما لمعت، وبيعت منها أكثر من 12 مليون نسخة.
أما لعبة "رافت" التي حققت هي الأخرى نجاحاً كبيراً، وينبغي على اللاعبين فيها الصمود على متن طوف عائم في المحيط، فابتكرها ثلاثة طلاب من جامعة أوبسالا (وسط).
وكل هذه الألعاب تضاف إلى "ماينكرافت" التي صدرت عام 2009 واستحوذت عليها شركة "مايكروسوفت" الأميركية العملاقة لقاء مليارين ونصف مليار دولار.
ورأى المبرمج في شركة "لاندفول" زورو سفارديندال أن هذه النجاحات تعود إلى تنظيم أكثر مرونة بفضل صغر حجم فرق العمل.
ولاحظ أنها "تعمل بسرعة أكبر"، ويمكنها كذلك اتخاذ القرارات من دون الحاجة إلى المرور بطبقات هرمية عدة.
وفي المقابل، تطوّر حجم عدد من المطورين السويديين فتحولوا إلى استوديوهات كبيرة تضم مئات الموظفين، مثل "دايس" DICE (مبتكرة سلسلة "باتلفيلد" Battlefield) و"ماسيف إنترنتينمنت" Massive Entertainment (التي تعمل راهناً على تطوير اللعبة المقبلة "ستار وورز آوتلوز" Star Wars Outlaws).
وفي السويد أيضاً مجموعة ألعاب الفيديو العملاقة "إمبرايسر" Embracer التي تضمّ عدداً من الاستوديوهات وتمتلك امتياز لعبة "توم رايدر" Tomb Raider.
"ثقافة قوية"
وبدأ المشهد السويدي الحالي في مجال ألعاب الفيديو يتبلور منذ الثمانينيات، على ما يذكّر رئيس صناعة الألعاب السويدية بير سترومباك.
وتعلم الرواد في هذا القطاع البرمجة على أجهزة الكمبيوتر "كومودور 64" مستلهمين آليات ألعاب تمثيل الأدوار.
وقال إن "أحداً في ذلك الوقت لم يدرك أن هذا سيتحول إلى قطاع أعمال" يبلغ حجمه مالياً تسعة أرقام.
وأوضح فيليب فستريه من استوديو "لاندفول" أيضاً أن السويديين هم أنفسهم لاعبون كبار.
وأشار إلى أن "ثقافة الألعاب قوية جداً (في السويد)، إن من حيث اللعب أو من حيث تصميم الألعاب".
وروى هذا "المعجب الكبير جداً بماينكرافت" أنه فرح كثيراً عندما علم أن اللعبة ابتُكرت في بلده.
وقال "بما أنني كنت أعلم أن الناس يصنعون الألعاب في السويد، كنت أعلم أنني أستطيع فعل ذلك أيضاً".
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات الصين ألعاب الفيديو السويد الصين تكنولوجيا ألعاب الفیدیو فی السوید أکثر من
إقرأ أيضاً:
الدفاع المدني الفلسطيني: مواصلة الاستهدافات والمجازر الإسرائيلية التي ترتكب بشكل يومي
أكد المتحدث باسم الدفاع المدني الفلسطيني، محمود بصل، استمرار الاحتلال في منع الطواقم الإغاثية والإنسانية من العمل لليوم الـ26 على التوالي في شمال غزة، مشيرا إلى صعوبة الأوضاع مع مواصلة الاستهدافات والمجازر الإسرائيلية التي ترتكب بشكل يومي بحق أهالي القطاع.
واستنكر المتحدث، في مداخلة هاتفية مع قناة القاهرة الإخبارية اليوم الأحد، القصف الإسرائيلي الذي استهدف صباح اليوم أحد المنازل المأهولة بالسكان في شمال القطاع، مما أسفر عن استشهاد وفقدان أكثر من 64 فلسطينيا، لافتا إلى المعاناة الكبيرة التي يعيشها المواطن الفلسطيني في منطقة بيت لاهيا.
وقال إن الوضع في شمال القطاع كارثي بامتياز مع استمرار عمليات القتل ومنع الطواقم الطبية من تقديم الخدمات الإغاثية ومواصلة استخدام سلاح التجويع والتعطيش وعرقلة إدخال الدواء والمساعدات الإنسانية إلى غزة، مشددا على أنه لا يمكن للمجتمع الدولي أن يظل صامتا إزاء الانتهاكات الإسرائيلية التي ترتكب ضد الشعب الفلسطيني.
وأشار إلى استشهاد العديد من أهالي سكان القطاع نتيجة نفاد المواد الغذائية والطبية لمدة تصل لأكثر من 45 يوما على التوالي، مؤكدا أن الاحتلال يمارس منهجية واضحة في قتل المواطنين الفلسطينيين في غزة.
وشدد على عدم وجود أي مكان آمن في جميع مناطق القطاع مع تدمير كامل كل مناحي الحياة من آبار ومدارس ومستشفيات وجامعات ومساجد، مشيرا إلى المعاملة الوحشية والانتهاكات وعمليات التنكيل التي تمارسها قوات الاحتلال بحق المواطنين في القطاع، داعيا إلى حراك دولي حقيقي لإنهاء معاناة المواطنين في غزة المستمرة منذ أحداث السابع من أكتوبر العام الماضي، محذرا من تداعيات وخيمة جراء عدم إنهاء هذه الحرب على غزة.
اقرأ أيضاًالدفاع المدني الفلسطيني: الاحتلال يستهدف العائلات والمباني السكنية
الدفاع المدني الفلسطيني: الوضع الإنساني في غزة يزداد سوءًا مع استمرار الحصار
الدفاع المدني الفلسطيني: هناك نحو 10 آلاف شهيد لا يزالون تحت الأنقاض