محلل إسرائيلي: أوروبا سبب أزمة الكهرباء في مصر
تاريخ النشر: 3rd, August 2023 GMT
تحدث المحلل السياسي الإسرائيلي المتخصص في الشأن المصري، تسيبي برائيل، في مقال حول أزمة الطاقة الأخيرة التي تعاني منها مصر وانقطاع التيار الكهربائي بشكل مستمر.
إقرأ المزيد إسرائيل تعرض على مصر حل أزمة الكهرباءوأشار في مقاله الذي نشره بالملحق الاقتصادي "ذا ماركر" الصادر عن صحيفة "هاآرتس"، إلى أن ملايين الأسر في مصر تعاني مؤخرًا من انقطاع التيار الكهربائي المتكرر، كما تم إغلاق الآلات في المصانع وتعطيل أيام العمل.
وأضاف إلى أنه يتم التعبير عن الغضب الهائل حاليًا فقط على الشبكات الاجتماعية، "لكن في القاهرة يتذكرون جيدا أزمة الكهرباء بعد ثورة الربيع العربي، عندما نزل عشرات الآلاف إلى الشوارع بسبب الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي"، مثلما قال.
وأوضح المحلل السياسي الإسرائيلي أن راتب 200 جنيه يوميا لموظف أو عامل مصري، أصبح غير مجدٍ نظرا لارتفاع الأسعار، حيث أن الفرد بات يحتاج إلى 500 جنيه في اليوم (حوالي 14 دولارا بسعر السوق السوداء. 35 جنيها للدولار) لتمويل مصاريف المنزل.
ولفت إلى أن أزمة انقطاع التيار الكهربائي أثرت على معظم المصريين، مشيرا إلي تدوينة لأحد المواطنين على موقع "تويتر" قال فيها: "أعمل بجد كل ليلة، وعندما أعود إلى المنزل لأستريح، أريد تشغيل المروحة، ولكن فجأة تتوقف الكهرباء ولا أستطيع الراحة في هذه الحرارة".
وأوضح المحلل السياسي الإسرائيلي أن أزمة الكهرباء في مصر لا تعود لارتفاع درجات الحرارة في البلاد فقط، وإنما بسبب تصدير الحكومة المصرية لمعظم إنتاج حقول الغاز المصري لأوروبا، وهو الغاز الذي يستخدم في توليد الكهرباء بمحطات الطاقة في مصر.
وكان مقال لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، قد تحدث العام الماضي عن إجراءات الحكومة المصرية لتوفير مزيد من الغاز الطبيعي لأوروبا عن طريق تقليل استهلاك الطاقة محليا.
وأوضحت الصحيفة الأمريكية في تقرير نشرته الخميس 17 نوفمبر 2022، أن الحكومة المصرية بدأت حملتها لتقليل استهلاك الكهرباء محليا في الصيف من خلال تقليل الإنارة في بعض الشوارع والميادين وغيرها من الأماكن العامة، وكذلك داخل المحال التجارية وجميع البنايات الحكومية.
ووفقا للصحيفة، فقد استهدفت الحكومة بهذه الخطوة تقليل استهلاك الغاز الطبيعي اللازم لتوليد الكهرباء بنسبة 15%، وشحن الفائض إلى المشترين في أوروبا الذين يدفعون أعلى الأسعار في مقابل الغاز الطبيعي المسال.
المصدر: هاآرتس
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: كورونا أخبار مصر أخبار مصر اليوم القاهرة غوغل Google أزمة الکهرباء فی مصر
إقرأ أيضاً:
تركيا وقطر.. على الوليمة السورية
من حق تركيا أن تدافع عن مصالحها العسكرية والاقتصادية باعتبارها عضوا فى حلف شمال الاطلنطى منذ 72 عاما، ومن حق قطر أن تدافع عن طموحاتها الاقتصادية باعتبارها سادس أكبر منتج للغاز الطبيعى وثالث أكبر احتياطى مؤكد وثانى أكبر دولة مصدرة للغاز المسائل فى العالم.
لكن ليس من حقهم نشر الفوضى فى المنطقة العربية تحت شعارات سياسية وأخلاقية هى فى حقيقتها بعيده كل البعد عن الأخلاق.
فلا تزال مسألة تأمين أوروبا هى القضية الأبرز فى ملف العلاقات الدولية باعتبار أن أوروبا والولايات المتحدة هما الشريكان المهيمنان على العالم.
وتمثل امدادات الطاقة رقما صعبا فى قضية تأمين اوروبا اقتصاديا، بعد ان كشفت حرب اوكرانيا هشاشة الموارد فى القارة العجوز، وانها لا شك تحت رحمة "بوتين".
وبعد أن فشلت مواجهة الروس عسكريا بدأت تصفية تحالفاتهم الاستراتيجية، ومحاصرتهم فى مناطق النفوذ وتوفير البدائل الاقتصادية.
وعندما هدد بوتين، أوروبا بأنها ستتجمد من البرد إذا قطع عنها امدادات الطاقة وتوقف ضخ غاز عملاقته غاز بروم، وبينما القادة الأوروبيون يفكرون فى تنازلات راحت المخابرات الأوكرانية لأبعد من ذلك، ونسفت خطوط أنابيب نورد ستريم التى تنقل الغاز من روسيا إلى المانيا واوروبا الغربية عبر بحر البلطى.
كان البديل لأوروبا مكلفا وهو نقل الغاز من محطات تغييز تحوله من الحالة الغازية إلى السائلة، ثم نقله بحرا عبر مراكب تغييز ثم تفريغه فى محطات تعيده من الحالة السائلة إلى الغازية مرة أخرى.
أما البديل الأرخص لهم، فكان خط أنابيب يمتد من قطر إلى حليفتها تركيا (خط دولفين)، لكنه يمر عبر سوريا، التى يرفض نظام بشار التعامل مع أنقرة وأوروبا.
حينها أصبحت الأنظار تتجه إلى مصر باعتبارها تملك محطتى إسالة فى ادكو دمياط، وهما الوحيدتان فى شرق البحر المتوسط وتستطيعان تسييل 19 مليار متر مكعب من الغاز سنويا.
وبالفعل قفزت عائدات مصر من صادرات الغاز الطبيعى المسال الى8.4 مليار دولار بزيادة 140 ٪ فى 2022، عام الحرب على أوكرانيا.
وبعد أن مر الشتاء الأول، نجحت قطر فى سد احتياجات أوروبا على، وملء المخزونات الأوروبية لتتراجع عوائد مصر إلى 2.5 مليار دولار للغاز المسال.
الآن أصبحت غالبية الأراضى السورية تحت الوصاية التركية شمالا، وتحت الاحتلال الإسرائيلى جنوبا، مما يتيح مفاوضات تؤمن لأوروبا مصدر طاقة نظيف وآمن، وتدر مليارات الدولارات لقطر وتركيا.
إنها مسألة اقتصادية بحتة، لا علاقة لها بأخلاقيات وشعارات عن الديمقراطية والحريات.
إنها لغة المصالح، ولو على جثة سوريا الشقيقة.