قال الدكتور محمد فضالي، المشرف العام على متحف عواصم مصر بالعاصمة الإدارية الجديدة، إن مصر القديمة شهدت مراحل قبل توحيدها من قبل الملك نعرمر، ومن المعروف أن الوحدة جاءت من الصعيد أو الوجه القبلي.

وأضاف «فضالي»، خلال لقاء ببرنامج «8 الصبح»، المذاع على قناة «DMC»، وتقدمه الإعلامية هبة ماهر، أن شمال مصر كان يتكون من إقليمين رئيسين هما إقليم شرق الدلتا وإقليم غرب الدلتا، وجرى تقسيمهما إلى مقاطعات إدارية بعد ذلك، لافتا أن الوجه البحري بدأ في توحيد نفسه في البداية ويكون مملكة.

وشرح تفاصيل صلاية الملك نعرمر، قائلا: «عثر عليها في العاصمة تيني أو تينا وهي العاصمة التي كانت تسبق منف، وجسد الملك نعرمر على وجهي الصلاية الملك مرة يرتدي تاج الوجه القبلي، وهو التاج الأبيض، ومرة أخرى يرتدي تاج الوجه البحري، وهو التاج الأحمر، وفي الحالتين يقوم بتأديب الخارجين عن النظام، الذين يحاولون تهديد استقرار الدولة، لكي يفرض النظام».

وتابع: «على أحد وجهي الصلاية نجد منظرا مهما للغاية، يتمثل في شخص مكتوب أعلاه كلمة ساتي، وتعني الوزير، وبالتالي الدولة المصرية سباقة في معرفة نظم الحكم والإدارة والتقسيم الإداري، فالملك هو ممثل المعبودات على الأرض، ورمز السلطة وكلمة السياسة، ويخرج منه كل السلطات للوزير، الذي يعتبر حلقة الوصل بين الملك وبقية الأقاليم».

ولفت أن منف تعد أول عاصمة لأول دولة مركزية قومية في التاريخ، حيث أسسها الملك نعرمر في عام 3200 قبل الميلاد، وهناك بعض الآراء تشير إلى أنها تأسست عام 3100 قبل الميلاد.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: مصر الدولة المصرية منف العاصمة

إقرأ أيضاً:

أي نموذج في الحكم سيطبقه إسلاميو سوريا بعد وصولهم إلى السلطة؟

تواجه الإدارة السورية الجديدة بقيادة أحمد الشرع تحديات كثيرة في سعيها وتطلعاتها لإشاعة الاستقرار في ربوع سوريا، ويبرز نموذج الحكم الذي سيتم اختياره وتطبيقه كأحد التحديات الكبرى إن كان نموذجا توافقيا يحظى بموافقة كافة الأطراف والقوى والتنظيمات السورية، وينال مباركتها ورضاها، أم أنه سيكون نظاما تشكله وتفرضه التنظيمات المتغلبة بحكم سيطرتها على مفاصل الحكم بعد سقوط نظام آل الأسد؟ 

ووفقا لمراقبين فإن القوى والتنظيمات الإسلامية السورية بشقيها العسكري والسياسي، تختلف في رؤاها، وتتباين في اتجاهاتها، حتى داخل الفصيل الواحد تتواجد تيارات تتباين في رؤاها وأفكارها في كيفية إدارة الدولة، وعلاقة السلطة بالمجتمع، وحدود تدخل السلطة في فرض الأحكام على عامة الناس، وإقامة علاقات مع مختلف الدول، بين ما تقتضيه شروط الواقع ومتطلبات بناء الدولة الحديثة، وبين صرامة الأفكار والرؤى الدينية بصيغها المتشددة.

في ظل تلك الاختلافات والتباينات في الأفكار والرؤى كيف سيتعامل إسلامية سوريا مع سؤال الدولة وكيفية بنائها وإدارتها؟ وما هو النموذج الذي سيسعون لتطبيقه في ممارساتهم السياسية؟ وهل سيقاربون في نهاية المطاف مشاريع الإسلام السياسي بتبني خيار الديمقراطية والانتخابات، أم أنهم سيقدمون نموذجا جديدا متفردا ومغايرا؟

من المرجح في هذا الإطار استمرار هيئة تحرير الشام بإدارة المشهد السياسي في سوريا، والانفراد بالتعينات في الحكومة الانتقالية الحالية، فطبقا لتصريحات القائد العام للإدارة السورية الجديدة، وقائد هيئة تحرير الشام أحمد الشرع فلن يتم تنظيم أية انتخابات برلمانية أو رئاسية قبل 4 سنوات، وأن تعينات اللون الواحد في الحكومة الانتقالية (أي الاقتصار على تحرير الشام) "كان من ضرورات المرحلة وليس إقصاء لأحد".

في هذا الإطار قال الأمين العام الأسبق لحزب جبهة العمل الإسلامي بالأردن زكي بني ارشيد أنه "ليس لدى الإسلاميين السوريين خيارات واسعة، وليس أمامهم نموذجا للحكم صالحا للتطبيق" مبديا آمله "بأن لا يكتفوا باستنساخ تجربة إدارة إدلب حتى لو كانت مقبولة وناجحة، لأن التجارب الناجحة في الحكم يستفاد منها ولا تستنسخ، باعتبار خصوصية كل دولة، وخاصية كل تجربة".

وأضاف في تصريحاته لـ"عربي21" "فمهمة الحكم الجديد في سوريا هو نحت مقاربتهم الخاصة بهم، مع الأخذ بالاعتبار ضرورة تحقيق قواعد الحكم الدستوري وأساسها النظر إلى الدولة بوصفها دولة المواطنة والحرية والتعددية والتشاركية، وحقوق الإنسان، ودولة القانون والمؤسسات، وأن تكون الأمة مصدر السلطات".


               زكي بني ارشيد.. الأمين العام الأسبق لحزب جبهة العمل الإسلامي بالأردن

وتابع "هذه المبادئ في الأصل هي مبادئ النظام السياسي في الإسلام، والعنوان الأبرز هو عدم الإكراه في الدين ولا في التفكير ولا في التعبير، ولا في فرض نمط الحياة باستخدام السلطة والإكراه" مشددا على أن "هذه المبادئ والمعاني هي ضرورة موضوعية، وليس من أجل تقديم أوراق اعتماد للآخرين" على حد قوله.

ونبَّه بني ارشيد على أن "هذا لا يعني سيولة الحالة والانفلات الجامح، لكن لا بد من المحددات والضوابط المتمثلة بسلطة القانون الناتج عن انتخابات حقيقية، وثمة ملاحظة مهمة بشأن الحالة السورية الخارجة من معاناة الحكم الشمولي وألم الاستبداد والاستحواذ والاحتكار فهي تحتاج إلى نظام برلماني وليس نظاما رئاسيا للحيلولة دون تجميع السلطات والنفوذ بيد شخص كائنا من يكون تجنبا للوقوع في مهلكة (السلطة المطلقة)".

من جانبه رأى الأكاديمي والباحث السوري، عرابي عبد الحي العرابي أن "من السابق لأوانه بحث مثل هذه القضايا، لأن الإجابة عنها لا تعدو أن تكون ضربا من التحليل والتخمين"، مضيفا "أما بخصوص نموذج الدولة المتوقع فوفقا لما يقوله الأخوة في القيادة الحالية فإنهم سيستعينون بالخبراء والفقهاء الدستوريين لكتابة الدستور".

وأضاف: "ومن المرجح أن تستغرق كتابة الدستور وقتا طويلا، وهو على الأغلب سيتضمن قيما إسلامية، لكن شكل الدولة سيبقى ـ على الأغلب ـ جمهورية ورئاسة وانتخابات وما إلى ذلك".. أما فيما يتعلق بالعلاقة بين السلطة والمجتمع، فالقيادة الحالية – فيما أرى - لديها رؤية متقدمة جدا عن كوادرها (الصف الثاني والثالث)".


                                 عرابي عبد الحي العرابي أكاديمي وباحث سوري

وتابع العرابي في حديثه لـ"عربي21”: “والسلطة حينما تنخرط في إدارة شؤون الدولة، وشؤون المجتمع فإنها ستقترب أكثر من مشاكل الناس وهمومهم، بقطاعاتهم المختلفة، تجار وصناعيين ومستثمرين، وهو ما يفرض عليها الاجتهاد في تلبية متطلباتهم، وقد يستدعي ذلك قدرا من المرونة في التعامل مع ذلك كله، وقدرا على تغيير الأفكار بما يتناسب مع الواقع الجديد، لا سيما وأن الإدارة الحالية لديها تجربة وخبرة سابقة في هذا المجال".

ولفت عرابي إلى أنه "يستبعد وقوع أية اصطدامات بين السلطة والمجتمع، أو بين الاثنيات المختلفة، أو بين التوجهات الفكرية المتعددة، كالاتجاهات الليبرالية واليسارية".

وعلى صعيد متصل فإن "سؤال الدولة (شكل الدولة) هو السؤال الأول الذي يُطرح على كل تغيير (ثورة/انتفاضة)، ويراد به اختبار توجهات القادم: هل يؤمن بالدولة القومية الحديثة والمسلمات التي قامت عليها؟ ويراد به ـ أيضا ـ محاكمة القادم للحكم لقوالب السائد عالميا (المنظومة الغربية)" وفق الكاتب والباحث السياسي المصري، الدكتور محمد جلال القصاص.

وفيما يخص الشأن السوري يرى القصاص "إننا أمام نموذج مختلف عن نماذج الحكم التي خاضتها التجارب الإسلامية السابقة في السودان وماليزيا وتونس ومصر، فتلك النماذج حاولت إدارة الدولة القومية الحديثة بأدواتها (المؤسسات، والمجتمع المدني)، لكنها لم تستطع، وقاومهم النموذج (الرؤية والمؤسسات والمجتمع المدني) بمعاونة أوليائه في الإقليم وفي النظام العالمي".

وواصل حديثه لـ"عربي21" بالقول "فإن القيادة الحالية تعمد ـ فيما أرى ـ إلى تغيير شكل الدولة السورية، ومن شواهد ذلك: ما استحدثوه في التجنيد (إلغاء التجنيد الإجباري)؛ ورفعهم شعار بني أمية، وهي دولة ممتدة، ونموذج بعيد كلية عن نموذج الدولة الحديثة، وذات هوية إسلامية عروبية واضحة، بمعنى أن مظلة بني أمية مشروع ممتد وليس دولة قومية.. ونداء على الأقربين ليستعدوا لرايات بني أمية حين تأتيهم".

وأضاف "ومن الشواهد ـ أيضا ـ سعيهم للسيطرة على أدوات الفعل، وأهمها: الجغرافيا (بفك دولة الأكراد في الشمال الشرقي) والسعي لاحتواء الدروز في الجنوب (مع أنهم أرسلوا عسكرهم بالفعل لحدود الدروز في الجنوب)، وبناء حاضنة مجتمعية ذات هوية إسلامية من خلال تلبية حاجات الجماهير، لا من خلال الشعارات كما كانت تفعل المعارضة (إسلامية وغير إسلامية)، وفي العمق يخاطبون جماهير الأمة بنموذجهم لتستقبلهم إن أتوها مستقبلا، أو لتقلدهم، ويبدو أنهم قادرون على تفعيل القدرات الكامنة في المجتمع".


                                           محمد جلال القصاص كاتب وباحث سياسي مصري

وتابع "وكذلك من خلال الحفاظ على القدرات الكامنة في المجتمع (الأبنية، والناس) بتقديم الحلم والتوافق، وهذا منحى شديد الفاعلية في تفعيل القدرات الكامنة، فالحليم الكريم يسود، وكذلك رفض الحديث عن المحاصصة، بل وفرض نخبتهم بدعوى (التجانس) في الإدارة".

وختم القصاص حديثه بالإشارة إلى أن "الرهان يبقى على القدرة، بمعنى فرض التغيير واقعيا، عبر صياغة واقع جديد، وهو أمر ممكن، لخبرتهم السابقة في ممارسة السلطة من قبل (تجربة إدلب)، وامتلاكهم لعصبة تدعمهم (مقاتلون)، وبسبب انهيار الدولة القديمة (دولة آل الأسد)، وانهيار القوة الإقليمية (إيران)، وما قد يتبعه من ضعف وانهيار العراق، وقد ينضم شماله – أو كله – إليهم بما في ذلك الأكراد، ومعاونة القوة الإقليمية الصاعدة (تركيا)، وقوة إقليمية أخرى تتقاطع مصالحها معهم وإن كان ذلك مؤقتا (الخليج)".

مقالات مشابهة

  • سر غياب منة فضالي عن حفل «joy awards» | صورة
  • منة فضالي تعتذر عن حفل جوى أورد
  • حوارى مع أمين عام مركزية الكنابي
  • أي نموذج في الحكم سيطبقه إسلاميو سوريا بعد وصولهم إلى السلطة؟
  • الإمارات.. عصية على الإرهاب
  • جدارة سنغافورة
  • وزارة الثقافة تكرم اسم صبري موسى في متحف نجيب محفوظ الأحد المقبل
  • مجزرة الكامب الخامس – الوجه الحقيقي للحرب
  • أمين المجلس الوطني الكويتى : فعاليات الكويت عاصمة للثقافة العربية ستكون مميزة وثرية
  • سيراميكا كليوباترا يضم أحمد قندوسى من الأهلى بشكل نهائى لمدة 3 سنوات