في مكالمة هاتفية، اقترح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على نظيره الأمريكي جو بايدن إرسال قوات غربية إلى أوكرانيا لتدريب القوات الأوكرانية في منطقة العملية العسكرية الروسية الخاصة.

جاء ذلك وفقا لما نقلته صحيفة "بوليتيكو"، نقلا عن شخصين مطلعين على المحادثة، حيث تابعت الصحيفة أن بايدن لم يدعم هذه الفكرة، وأعرب عن قلقه بشأن العواقب المحتملة لإرسال قوات من أي دولة من دول "الناتو" إلى مكان يمكن أن ينتهي بهم فيه الأمر على خط النار ويؤدي إلى تصعيد الصراع.

انتهت المكالمة دون التوصل إلى حل، وتوافق بايدن وماكرون على ذلك قبيل لقاء مرتقب بين الرئيسين.

ووفقا للصحيفة، كتب المحرر إيلي ستوكولس أن بايدن وماكرون لا يتفقان كذلك بشأن عدد من القضايا المهمة، من بينها أن ماكرون يراهن على دور ذاتي كمدافع عن اعتماد أوروبا على الذات وحقها في "تقرير المصير"، ولم يكن هناك أي زعيم أوروبي أكثر صراحة بشأن ضرورة ما أسماه "الاستقلال الاستراتيجي"، والحد من اعتماد الاتحاد الأوروبي على واشنطن لضمان أمنه الجماعي، كما يدعو ماكرون إلى خيارات سياسية في أوكرانيا تثير قلق إدارة بايدن.

إقرأ المزيد قرار السماح بقصف أراضي روسيا يضع الغرب أمام أسئلة صعبة

لكن هناك خلفية أخرى، كما يتابع ستوكولس، وهي احتمال سقوط بايدن أمام دونالد ترامب في الانتخابات الأمريكية الرئاسية المقبلة، فالولايات المتحدة "مستقطبة"، كما بدا واضحا مع تأخير حزمة التمويل الإضافية لأوكرانيا، فيما تمثل الصين "الأولوية الأمنية القصوى للولايات المتحدة"، بينما سيظل التزام واشنطن بالأمن الأوروبي في أفضل الأحوال كما هو، إن لم يتراجع، لذلك فمن المنطقي أن يؤكد الأوروبيون على المزيد من تحمل المسؤولية.

لكن ماكرون، في عام 2019، أعلن أن "الناتو" يعاني من "موت دماغي"، ثم قال في العام الماضي للصحفيين، على متن رحلة العودة من الصين إن فرنسا وحلفاء "الناتو" الآخرين لا يجب أن يتبعوا سياسة واشنطن تجاه الصين "بشكل أعمى"، بعدها استضاف الرئيس الصيني شي جين بينغ في باريس.

إلا أن ما أثار غضب ماكرون أكثر من أي شيء كان اتفاقية "أوكوس" AUKUS لعام 2021، التي انسحبت بموجبها أستراليا من صفقة شراء غواصات نووية من فرنسا لصالح ترتيب جديد لشرائها من بريطانيا، وانتقد وزير خارجية ماكرون الصفقة السرية، التي كانت ستكلف فرنسا 65 مليار دولار، بوصفها "طعنة في الظهر" من قبل الأستراليين، وقال إن القرار "الوحشي وأحادي الجانب" الذي اتخذته إدارة بايدن يشبه الكثير مما يفعله ترامب.

ووفقا لاثنين من مسؤولي الإدارة الأمريكية، نقلا عن "بوليتيكو"، فإن ماكرون لا يزال العائق الرئيسي المتبقي بين زعماء مجموعة الدول السبع G7 بشأن خطة الولايات المتحدة للاستيلاء على فوائد الأصول الروسية المجمدة لصالح أوكرانيا. وهي الخطة التي قال عنها مستشار الأمن القومي جيك سوليفان إنها "أولوية قصوى" لبايدن قبل محادثات يوم السبت ومجموعة السبع الأسبوع المقبل، حيث يرغب المساعدون في الإعلان عن اتفاق بهذا الشأن في باري بإيطاليا.

المصدر: بوليتيكو

المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: إيمانويل ماكرون الأزمة الأوكرانية الاتحاد الأوروبي الجيش الروسي العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا جو بايدن حلف الناتو وزارة الدفاع الروسية

إقرأ أيضاً:

رؤساء الأجهزة الأمنية الإسرائيلية: لا سبيل لتحرير المحتجزين دون الانسحاب من غزة

حذر رؤساء الأجهزة الأمنية الإسرائيلية (الشاباك) و(الموساد) و(الجيش)، من أنه دون تنازلات إسرائيلية، لا يمكن استئناف محادثات التوصل إلى اتفاق بشأن تحرير المحتجزين الإسرائيليين من قبضة فصائل المقاومة في قطاع غزة.

وذكرت صحيفة "يديعوت آحرونوت" -في تقرير لها الليلة- أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو استدعى وزراء من اليمين المتطرف يعارضون أي اتفاق من شأنه أن ينهي الحرب، للتشاور.

ويعتقد كبار المسؤولين الأمنيين في إسرائيل، أن هناك حاجة إلى المرونة في مواقف إسرائيل بشأن الانسحاب المحتمل للقوات من غزة وإنهاء الحرب، إذا كان من المقرر التوصل إلى اتفاق بشأن المحتجزين.

وقالت الصحيفة إن إسرائيل تحاول إعادة إطلاق المفاوضات بعد توقفها، ويدعو رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى عقد مشاورات بشأن هذه المسألة مع أعضاء حكومته، بما في ذلك وزير الدفاع إسرائيل كاتس، ووزير الخارجية جدعون ساعر، ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، ووزير الأمن القومي إيتمار بن جفير، علما بأن الأخيرين من المعارضين الصريحين لأي اتفاق من شأنه أن ينهي الحرب وهددا بإسقاط الحكومة إذا تم التوصل إلى مثل هذا الاتفاق.

ويقدر المسؤولون الأمنيون في إسرائيل بأنه من بين 101 محتجز في غزة منذ أكثر من 400 يوم، لا يزال 51 منهم على قيد الحياة.

ومن المرجح أن تأتي الجهود المتجددة مع اقتراب فصل الشتاء وسط مخاوف من موت المزيد من المحتجزين في الأنفاق.

وتأتي هذه الجهود أيضًا نتيجة للتطورات الإقليمية وانتخاب دونالد ترامب لولاية ثانية كرئيس للولايات المتحدة.

مقالات مشابهة

  • مسؤول: واشنطن ستستخدم حق النقض ضد قرار لمجلس الأمن بشأن غزة بصيغته الحالية
  • واشنطن تعلق على نبأ السماح بضرب العمق الروسي وتحذر أحد أعضاء الناتو من العمل مع «حماس»
  • الصين توجه اتهاما خطيرا إلى مجلس الأمن بشأن غزة
  • ماكرون يرحب بقرار واشنطن السماح لكييف باستهداف عمق الأراضي الروسية
  • آصف ملحم: بايدن يحاول أن يوتر العلاقات بين روسيا وحلف الناتو
  • أول رد من الكرملين على قرار بايدن بشأن الصواريخ بعيدة المدى
  • بايدن يمنح كييف الإذن بضرب العمق الروسي بالأسلحة بعيدة المدى
  • “نيويورك تايمز”: بايدن يمنح كييف الإذن بضرب العمق الروسي بالأسلحة بعيدة المدى
  • رؤساء الأجهزة الأمنية الإسرائيلية: لا سبيل لتحرير المحتجزين دون الانسحاب من غزة
  • بايدن يجري تغييرا كبيرا في سياسة واشنطن بشأن أزمة أوكرانيا