فلسطينيّتان ترويان تفاصيل بشعة من تعذيب الأسيرات
تاريخ النشر: 7th, June 2024 GMT
#سواليف
في ظل الغياب القسري، أصبحت #الأسيرات يرين ذويهن وأنفسهن في الأحلام، وما أن يفقن حتى يقضين وقتا في تفسير ما رأين، وهواجس #الخوف تلفهن، ليبقى الأمل معلقا حتى تأتي الأخبار بعد أيام أو أسابيع وبشكل غير مباشر، عبر زيارة لمحامٍ أو قدوم أسيرة جديدة.
بهذا الوصف لخصت الأسيرتان المحررتان الشقيقتان بنان (24 عاما) وإباء (22 عاما) صلاح شريدة حال رفيقاتهن الأسيرات في #سجون_الاحتلال الإسرائيلي، وما يواجهنه من معاناة تجاوزت كل المحاذير، وانتهكت أبسط حقوقهن بالأسر وبالإنسانية، خاصة بعد الحرب على غزة.
وفي منزل العائلة في قرية سالم قرب مدينة نابلس شمال الضفة الغربية، كانت الفتاتان لا تزالان تستقبلان المهنئين بالإفراج عنهن بعد يومين من تحررهن من سجون الاحتلال، وعلى جدار سطح المنزل علقت العائلة يافطة ترحب بهن وتهنئهن بسلامة التحرر، فمن يطلق سراحه من سجون الاحتلال هذه الايام يكون “كمن كُتب له عمر جديد”.
عاطف دغلس- الأسيرتان بنان وإباء شريدة المفرج عنهن من سجون الاحتلال- الضفة الغربية- نابلس- قرية سالم شرق المدينة .
التهمة صلاة في الأقصى
سردت الشقيقتان بنان وإباء للجزيرة نت قصة معاناتهن منذ لحظة الاعتقال قبل أكثر من شهرين من داخل المسجد الأقصى أثناء توجههن لإحياء ليلة القدر، حيث اقتدن مكبلتين بعد احتجازهما لعدة ساعات وتفتيشهما بشكل عنيف أمام جموع المواطنين إلى مركز تحقيق القشلة بمدينة القدس.
لم يكن ذنب الفتاتين الشقيقتين إلا أنهما قررتا الصلاة في المسجد الأقصى، منتهزتين قربهما منه بحكم دراستهما في جامعة القدس “أبو ديس” شرق المدينة، وبمناسبة شهر رمضان، حيث لا يمكن للفلسطينيين من الضفة الغربية زيارته بأي وقت دون شروط الاحتلال التعجيزية التي يفرضها على المصلين.
وبين مركز تحقيق القشلة بالقدس وسجني “هشارون” و”الدامون” الإسرائيليين خضعت الشقيقتان لتحقيق قاس طوال 22 يوما، استخدم فيه الاحتلال أبشع أنواع العقاب والتهديد والابتزاز، ترغيبا وترهيبا لنزع اعترافهما، فكان يتم شبحهما وشتمهما بألفاظ نابية، وتهديدهما باعتقال أفراد من عائلتيهما، وحرمانهما من التعليم الجامعي، وهددوهما بنشر صورهما دون حجاب.
وكباقي الأسرى، عمد الاحتلال لتقييد أيديهن وأرجلهن وتعصيب أعينهن خلال نقلهم عبر البوسطة (حافلة السجن) إلى مراكز التحقيق والمحكمة، التي عرضن عليها 8 مرات، حتى قضى الاحتلال بحبسهن شهرين وفرض غرامة مالية بقيمة 600 دولار أميركي، بتهمة دخول المسجد الأقصى دون تصريح.
تقول بنان للجزيرة نت “مكثنا بالبوسطة لساعات وعزلنا داخلها، وتعمد السجانون تعذيب الأسرى أمامنا بالسحل والضرب والإذلال، وتقصدوا نقل معتقلين مدنيين من اليهود معنا، حيث كانوا يشتموننا ويسبون ديننا ونبينا بألفاظ نابية”.
وتضيف أيضا أن أحد الضباط نقلهم رفقة جندي بمركبة خاصة -وليس بالبوسطة- من سجن “الدامون” في حيفا شمالا -حيث تقبع الأسيرات الفلسطينيات- إلى مركز تحقيق القشلة بالقدس، وأنزلهم من المركبة بعد أن قطع مسافة معينة، وأدار يديهن خلف ظهورهن “بعد أن قيدهن بالحديد، وسط رعب شديد، وكان ذلك يوم عيد الفطر” كما تقول بنان.
وعاشت عائلة الأسيرتين الشقيقتين معاناة صعبة طوال فترة اعتقالهما، فقد استدعي والدهما للتحقيق وسط حالة من الترهيب، ولم يكن يعرف عن ابنتيه أدنى معلومة، لا وقت اعتقالهما ولا بعد ذلك، ولا حتى يوم الإفراج عنهما.
ظروف #تنكيل و #تعذيب
ومنذ لحظة الاعتقال، مارست قوات الاحتلال العنصرية ضد الشقيقتين شريدة، فكان التحقيق معهما منفردا، وكذلك عزلهما عن بعضهما داخل المعتقل.
ومثل غيرهن من الأسيرات، واجهت بنان وإباء قمع السجان واقتحامه للغرف، والاعتداء عليهن بالضرب دون تمييز بين كبيرة وصغيرة ومريضة، فقلصوا الطعام وقدموا أسوأه، كما كانوا يرفضون الخروج للعيادة رغم حالتهن المرضية، خوفا من العقاب.
تقول بنان “لا يوجد مطبخ، والطعام يأتي جاهزا ونيئا، وحلوا دون ملح، فالفطور بضع لقيمات، والغداء إما حمص أو عدس مسلوق مع أرز محروق، والدجاج مرة واحدة أسبوعيا، واللحم لم نره، حتى أنه في إحدى المرات كان الطعام مملحا فاحتفلت الأسيرات بذلك”.
وعانت الأسيرات أيضا الاكتظاظ داخل الغرف، ومنع لقاء المحامين أو زيارات الأهل، والحرمان من النوم، ومنع الاستحمام لفترات طويلة، وغير ذلك من الإجراءات التنكيلية بحقهن.
وتقول إباء إن معاناتهن -ورغم صعوبتها- لا تقارن بما واجهته عشرات الأسيرات اللواتي عشن المأساة في بداية الحرب، أو ممن اعتقلن بعد ذلك كالأسيرات الغزيات، اللواتي أُحضرن لسجن الدامون بحالة يرثى لها، حيث كن بملابس ممزقة وقد نزع حجابهن، وحرمن الاستحمام لفترة طويلة، “ويؤكد ذلك أنهن كن يُحتجزن بمعسكرات الاعتقال التي أقامها الجيش لفترات طويلة، قبل نقلهن لسجن الدامون”.
وتوضح في التفاصيل أن الأسيرات يقمعن بغاز الفلفل لأتفه الأسباب “كأن لا يروق للسجانين لون الحذاء وشكله، وخاصة خلال العد اليومي”. وتضيف بأن العديد منهن ضُربن بعنف وأخريات تم سحلهن، وواحدة أُغمي عليها لثلاث ساعات دون أن يحرك السجان ساكنا، وأخريات ترك القيد في معاصمهن أثرا، وواحدة وثقت بثلاثة أقفال بيديها، وأخريات أصبن بكسور وتمزقات عضلية، فضلا عن التفتيش العاري، ووضع رؤوس بعضهن في المرحاض.
لكن الأسوأ والأكثر خطرا هو ما عانته أسيرات غزة، حيث تنقل إباء أن قوات الاحتلال عزلت نساء غزة لوحدهن بعيدا عن بقية الأسيرات، وفيهن المسنات، “وهناك الجدة وابنتها وحفيداتها معا”، ورغم إفراجه عن بعض منهن، أبقى الاحتلال على 3 ونقلهن لغرف أسيرات الضفة الغربية، وهو ما أتاح للشقيقتين بنان وإباء فرصة الالتقاء بهن.
وكان أكثرهن معاناة الأسيرة أسماء اسليم، وهي أم لأربعة أطفال، هددها الاحتلال بتصفيتهم أمامها لحظة اعتقالها من دير البلح وزوجها عرفات شتات.
وتقول إباء وهي تروي بحزن حكاية رفيقتها بالمعتقل “هددوها بكل شي لنزع أي اعتراف منها، ولأكثر من 40 يوما لم تكن تعرف شيئا عن زوجها، وفي جلسة تحقيق استدعيت لها أحضروه لتهديدها به، ففوجئت به مبتور القدمين واليدين ومصابا في رأسه، وكانت هي أيضا مصابة بكدمات صعبة في وجهها، وكلاهما لا يعرفان إذا كان أولادهما على قيد الحياة”.
وكانت القوات الإسرائيلية قد اعتقلت منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 أكثر من 9 آلاف فلسطيني، بينهم أكثر من 300 امرأة، سواء من الضفة الغربية أو فلسطينيات الداخل أو الغزّيات اللواتي يسكن في الضفة الغربية، بقي منهن نحو 75 أسيرة في سجن الدامون، بينما اعتقل الاحتلال عشرات الأسيرات من داخل غزة بعد الحرب.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف الأسيرات الخوف سجون الاحتلال تنكيل تعذيب سجون الاحتلال الضفة الغربیة
إقرأ أيضاً:
قوات العدو تشن حملة اعتقالات في الضفة الغربية
اقتحمت قوات العدو، فجر اليوم الأربعاء، أنحاء متفرقة من الضفة الغربية، حيث اندلعت مواجهات واشتباكات أدت إلى استشهاد مواطن وإصابة واعتقال آخرين.
ففي نابلس، استشهد شاب وأصيب واعتقل آخرون خلال اقتحام قوات العدو مخيمات العين وبلاطة وعسكر.
وبحسب مصادر أمنية، فإن قوات خاصة إسرائيلية تسللت إلى مخيم العين غرب المدينة، وأطلقت الرصاص الحي باتجاه مركبة داخل المخيم، ما أدى إلى استشهاد الشاب عدي عادل القاطوني، الذي كان متواجدا في محيط المركبة المستهدفة.
عقب ذلك، اندلعت مواجهات داخل المخيم، أصيب خلالها ثلاثة مواطنين، أحدهم بالرصاص الحي في البطن واليد وتم اعتقاله وهو فاروق رشيد خالد، وآخر أصيب نتيجة الاعتداء عليه بالضرب، وثالث جراء سقوطه من مكان مرتفع.
وبحسب مصادر محلية، اقتحمت قوات العدو عدة منازل، ونشرت قناصتها فوق أسطحها، قبل أن تشرع بحملة تفتيش اعتقلت خلالها عددا من المواطنين عرف من بينهم: جراح عرفات، وأحمد سليم محمود جبريل.
كما اقتحمت قوات العدو مخيمات بلاطة وعسكر القديم والجديد شرق نابلس ودهمت عدة منازل وفتشتها وعبثت بمحتوياتها، واعتقلت كلا من: صلاح الجرمي من مخيم بلاطة، وأحمد دعدس عرايشي من مخيم عسكر الجديد، كما اعتقلت مواطنين من منطقة المساكن الشعبية شرقا، وهما: منتصر العرايشي، وإبراهيم سامر محمد النقيب.
وفي الخليل، أصيب 3 مواطنين برصاص العدو في الأطراف السفلية، ووصفت حالتهم بالمستقرة، وفق وزارة الصحة.
كما اقتحمت قوات العدو مخيم العروب شمال المدينة، واعتقلت الفتى محمد ياسر بنات، كذلك دهمت منزل المواطن أبو حسن سرحان.
ومن سلفيت، اعتقل العدو كلا من؛ يوسف الشاعر، مصباح الشاعر، مرعي راشد، يوسف قنبز، طلال الشريف، مروان صابر، منتصر الأشقر، بعد دهم منازلهم في بلدة فرخة غربا.
ويشن جيش العدو منذ 7 أكتوبر 2023، حملة مداهمات واعتقالات غير مسبوقة طالت أكثر من 15600 مواطن من الضفة والقدس المحتلتين، بحسب مؤسسات الأسرى.