طريقان لاطالة أمد الحرب والحكم بإعدام السودان
تاريخ النشر: 7th, June 2024 GMT
طريقان لاطالة أمد الحرب والحكم بإعدام السودان
قاعدة روسية في بورتسودان وحكومة النموذج الليبي في الفاشر
*ياسر عرمان*
كانت الصومال في الأصل واحدة شعباً وأرضاً، وشعبها العزيز تربطه صلات وثيقة بالسودانيين وهو يتحدث لغة واحدة ومعظمه يتبع نفس الديانة ومتجانس اثنياً، بالرغم من ذلك فعلت الحرب الأهلية الافاعيل بالصومال قسمت الشعب والأرض، فماذا ستفعل بالسودان الزاخر بالتنوع والوحدة والاختلافات!
تتجه أطراف الحرب في عجزها عن الحل العسكري والذي ان حدث لن يستديم السلام أو يوحد العباد والبلاد، تتجه إلى أخذ (شليه) من خراب بيت آبائها! الجيش الذي يعاني من نقص في المشاة لا يبحث عن الحلول بل يبحث عن السلاح الذي يسد رمق نقص المشاة متمثلاً في المسيرات والطيران الحديث والمدفعية المبرمجة ولا يمانع في تدمير الشعب والبنية التحتية وهو يريد الدعم السريع كشريك أصغر في نهاية المطاف.
قادة الجيش على دراية بالمتغيرات الجيوسياسية في البحر الأحمر والساحل والقرن الأفريقي والشرق الأوسط وهم يرغبون في دعم الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية كخيارهم الأول ان وجد، وان تعذر فإنهم سيمضون مع بلدان الساحل المتمردة على الغرب والصديقة لروسيا الاتحادية وكل البلدان الأخرى المعادية للغرب في ظل تطورات متسارعة يشهدها النظام العالمي وهم بذلك يدخلون السودان وهو في أضعف حالاته في الصراعات الاقليمية والدولية وهو مخطط قديم للبشير وزمرة المؤتمر الوطني وموضوع القاعدة ابتدره البشير وأوقفته ثورة ديسمبر.
معلوم ان روسيا بدأت مشوار الميل في سوريا بقاعدة بنياس، وهذه التحالفات المرتجاة ستغضب عدد من دول الجوار التي لا ترغب في قواعد على البحر الأحمر، وفي الانقسام الذي يشهده مجلس الأمن الدولي ستتخندق جماعة بورتسودان مع المتخندقين بغرض الحماية وهذا سيجلب للجيش أصدقاء وخصوم معاً وسينقل طرفي الحرب من البحث عن قسمة السلطة والموارد إلى طريق جديد نحو اقتسام السودان نفسه. وكتب الذين ذهبوا في طريق جهنم من قبل ان هذا الطريق مفروش بالورود والنيران المحرقة.
*الفاشر والنموذج الليبي:*
الدعم السريع في بحثه عن الشريعة أعطى إشارات بان الاستيلاء على الفاشر يعني تكوين حكومة مقابلة لبورتسودان مما يعني اقتسام جغرافيا السودان والسلطة والموارد ووضع اليد على حدود خمسة بلدان هي ليبيا وتشاد وأفريقيا الوسطى وجزء من حدود مصر وجنوب السودان، والحدود مصدر للعلاقات والتجارة والسلاح.
الفاشر مثل ما تشهد معركتها انقسام قبلي ومجتمعي بين الجيش والدعم السريع فان حكومتها ستشهد نفس الانقسام السياسي والمجتمعي وستكون اقل شأناً من النموذج الليبي لتعقيدات تركيبة السودان وستعطي قليل من الشرعية ومزيد من الانقسامات والحروب الداخلية ومسؤولية اكبر تجاه المدنيين وستقود إلى تقسيم السودان ودارفور نفسها.
*المنافسة على الشرعية والسيادة:*
طرفا الحرب يتصارعان على الشرعية والسيادة التي شبعت تأكلاً وسقطت حينما تحولت عاصمة البلاد ورموز ومباني الدولة إلى بيوت أشباح وتم تشريد أكثر من ١١ مليون نازحين ولاجئين يمثلون الشعب وسيادته واحترام إرادته، السودانيون اليوم مشردون يتلقون الاهانات في المطارات والمنافذ والأنكى داخل بلادهم وحينما تنعدم قيمة الإنسان تنعدم السيادة والشرعية.
الشرعية المتآكلة من نصيب بورتسودان فهي شرعية لدولة وليس حكومة ونتجت من ان المجتمع الدولي يريد الحفاظ على الدولة السودانية ولكنه لا يقف مع الحكومة، واذا ما اعلن المجتمع الدولي بان السودان تنعدم فيه الدولة والسيادة فان ذلك سيخلق مشاكل بدأً من الأوراق الثبوتية والجنسية ويتطلب اجراءات ومسؤوليات لا يرغب المجتمع الدولي في تحملها والذي يتعامل مع بورتسودان كممثلة للدولة اما الحكومة فحتى الاتحاد الأفريقي الأقرب لنا قام بتجميدها وتبذل مجهودات كبيرة للعودة له، ونتجت الشريعة من الجيش ومجلس السيادة. والشرعية والسيادة الحقيقية لن تتحقق برهن السودان للمصالح الاقليمية والدولية وانشاء قواعد اجنبية رفضتها الحركة الوطنية منذ نشأتها، والمحير ان بعضهم يدق جرس المزاد ويرحب بكل الدول الراغبة في انشاء القواعد على ساحل البحر أو النهر. في كلتا الحالتين فان القواعد مضرة مثل النموذج الليبي الذي يسعى الشعب الليبي العزيز للتخلص منهم وتوحيد الدولة الليبية وبناء جيش ليبي واحد، في الحالتين فإننا نتجه لاطالة أمد الحرب ومعاناة المدنيين والتضحية بمزيد من العسكريين من ابناء الوطن في الجانبين.
*الحل في وقف الحرب وتسريع* *العملية السياسية واستدامة السلام:*
ما تحتاجه بلادنا ويحقق مصالح الجميع هو الربط بين المسار المدني-السياسي والمسار العسكري. ان دعوة الاتحاد الافريقي للمدنيين والدعوة التي وجهتها مصر للمدنيين ايضاً يستحقان الربط والتنسيق بينهما وكذلك بينهما وبين المسار العسكري في جدة للوصول لوقف اطلاق نار إنساني طويل الأمد برقابة اقليمية ودولية على الأرض مما يهيئ المناخ لعودة المدنيين إلى قراهم ومدنهم ويوفر الإغاثة ويفتح المسارات ويحمي المدنيين ومشاركتهم الفاعلة في الفضاء السياسي المفتوح ومخاطبة جذور الأزمة باعادة تأسيس الدولة وبناء الجيش المهني الواحد واستكمال الثورة في عملية واحدة ومترابطة تؤدي إلى حكم مدني ديمقراطي وللاستقرار والتنمية والمواطنة بلا تمييز، اما الذهاب في طريق القاعدة والنموذج الليبي فانه سيطل أمد الحرب وهو حكم بإعدام السودان.
٦ يونيو ٢٠٢٤
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: أمد الحرب
إقرأ أيضاً:
“الجيش” الذي أذهل أمريكا والغرب..!
يمانيون – متابعات
قال القيادي في التيار الناصري القومي العراقي، حسين الربيعي: “إن استهداف القوات المسلحة اليمنية حاملات طائرات وبوارج أمريكية، في البحرين الأحمر والعربي، أذهل الأمريكيين، وجعل تصريحاتهم متناقضة بين التكذيب والاعتراف بشكل يكشف صدمتهم، وعجز قواتهم البحرية في حماية نفسها من هجمات اليمنيين”.
وأضاف السياسي العراقي : “إن استمرار الحصار اليمني المفروض على حركة السفن “الإسرائيلية” في بحار الأحمر والعربي والأبيض المتوسط، والمحيط الهندي، أثبت فشل القوات الأمريكية والبريطانية في حماية السفن الصهيونية”.
وتابع: “هذا النجاح اليمني إضافة مهمة وحاسمة في إعادة رسم مستقبل المنطقة، وتعزيز مكانتها الدولية وتحقيق طموحات شعوبها بالحرية والاستقلال”.
وقال لموقع “عرب جورنال”: “تزداد الأسطورة اليمنية -يوما بعد يوم- ألقاً وزهواً وعظمة؛ فهي أرض الرجال والوفاء والإيمان والثبات والقوة والعروبة، وتأبى الإذلال والخنوع”.
من وجهة نظر السياسي الربيعي، تعد معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدس”؛ لمساندة “طوفان الأقصى” ونصرة غزة، هزيمة للعدوان الصهيوني ومطبعيه في المنطقة، وهدفا من أهداف ثورة 21 سبتمبر.
واعتبر استمرار جبهة اليمن في نصرة جبهات غزة ولبنان وتقديم مفاجآت جديدة ومتصاعدة على مستويات الإمكانيات والقدرات والاسلحة والعمليات هو الانتصار بذاته.
وقال: “إن إسناد جيش اليمن غزة ولبنان عوّض غياب وخذلان الجيوش العربية الراضخة لأنظمتها المطبعة؛ دفاعاً عن الكيان الصهيوني، على الرغم من امتلاكها العدة والعتاد والأسلحة”.
جيش بات من أعتى الجيوش!
بدوره، أشاد الخبير العسكري التونسي، العميد توفيق ديدي، بالنجاح الكبير والإمكانات المتطورة للقوات المسلحة اليمنية.
وقال الخبير ديدي -في تصريح مرئي لقناة “المسيرة”: “إن الجيش اليمني يتصرّف كواحد من أعتى الجيوش في العالم، وقد بات من أقواها، وأثبتت ذلك معركة البحر الأحمر”.
وأضاف: “لأول مرة في تاريخ الحروب العسكرية، تستخدم صواريخ ضد بوارج متحركة، وتصيبها أهدافها بدقة؛ لأن هذا التكتيك يعد أمراً صعباً في العمل العسكري، وهو ما أثار جنون الأمريكيين”.
وأكد رغبة المدارس العسكرية في العالم معرفة تجربة اليمن العسكرية، ونوعية أسلحة جيشها، وكيفية تصنيعها الصواريخ؟.
210 قِطع بحرية
أعلنت اليمن، نهاية 2023، حظرا بحريا شاملا يمنع عبور السفن “الإسرائيلية” والأمريكية والبريطانية والمرتبطة بهما، من مياه بحار الأحمر والعربي والأبيض المتوسط، والمحيط الهندي، إسناداً لمقاومة غزة، واستهدفت قواتها المسلحة أكثر من 210 قِطع بحرية (“إسرائيلية” وأمريكية وبريطانية وأوروبية) عبر مراحل عسكرية تصعيدية خمس؛ نصرة لغزة وضد العدوان على اليمن.
————————————–
السياسية – صادق سريع