سودانايل:
2024-12-21@14:32:40 GMT

مؤتمر القاهرة وفرص السلام في السودان

تاريخ النشر: 7th, June 2024 GMT

محمد جميل أحمد

تبدو مآلات الحرب السودانية اليوم أكثر خطورةً من أي وقت مضى، في ضوء المعطيات المخيفة التي كشفت عنها تلك المآلات؛ من شبح للمجاعات وانهيار الدولة المركزية وما يترتب عن ذلك الانهيار في منطقة جيوسياسية يجاور فيها السودان خمس دول شهدت حروباً أهليةً طاحنة، إلى جانب المخاطر الأخرى التي يمكن أن تترتب عن انهيار الدولة في السودان، من مظاهر الجريمة المنظمة، والهجرة السرية، والإرهاب ، فضلاً عن وصول أوضاع الاقتتال الجارية الآن إلى الحرب الأهلية الشاملة.



تلك المآلات ستعني بالضرورة أن مصالح كبرى لدول عالمية وإقليمية ستتضرر وهي مصالح لا يمكن غض الطرف عنها في ظل التشابك الحيوي الذي كشفت عنه طبيعة التجارة الدولية اليوم، إلى جانب التوازنات الجيوسياسية التي ستضطر تلك الدول إلى البحث عن حل للأزمة السودانية، بالرغم من انشغال العالم اليوم بحربين؛ الحرب الروسية الأوكرانية، وحرب إسرائيل في غزة .

وتبدو كل من مصر الولايات المتحدة الأمريكية هما الدولتان المعنيتان أكثر بخطورة مآلات الحرب السودانية على مصالحهما الأمنية والجيوستراتيجية.

فمن ناحية تدرك الولايات المتحدة، أن هناك أكثر من سبب يدفعها إلى البحث عن حلول للأزمة السودانية، فالحرب في السودان اليوم لا تشيه أي حرب أهلية في أفريقيا. فالصومال الذي انهارت فيه الدولة منذ العام 1990 لم يكن سوى طرف على هامش القرن الأفريقي، وليس لموقعه الجيوستراتيجي تلك الخطورة التي يمثلها الموقع الجيوسياسي للسودان، فضلاً عن أن هناك دواع أخرى تجعل من الولايات المتحدة معنيةً بوقف الحرب في السودان على نحو خاص، ذلك أن الولايات المتحدة قد أدركت تماماً أن رغبة الشعب السوداني في الديمقراطية والدولة المدنية رغبة صادقة، ولاحظت أمريكا تلك الرغبة عبر وفرة من المعطيات التي عكسها المشهد السياسي في السودان منذ العام 2019 سواءً عبر اسقاط الجنرال عمر البشير في أبريل العام 2019 أو في مقاومة عملية فض اعتصام القيادة العامة في يونيو من العام ذاته، أو في رفض انقلاب 25 أكتوبر 2021 الذي واجهه الشعب السوداني بمظاهرات انطلقت منذ اليوم الأول للانقلاب وظلت مستمرةً لأكثر من عام لم يستطع فيه الانقلابيون تكوين حكومة ولا تسيير دولاب العمل العام بسبب تلك المظاهرات التي دفع الشعب السوداني فيها أكثر من 120 شهيد وشهيدة من خيرة أبناء الشعب السوداني، حتى اضطر الانقلابيون للتوقيع على الاتفاق الإطاري في 5 ديسمبر 2022 مع القوى السياسية، لكن سرعان ما انكشفت رغبة الجيش وحلفائه من عناصر النظام القديم في تفجير الوضع السياسي باندلاع حرب 15أبريل 2023 التي لاتزال مجرياتها راهنة.

ومن جهة أخرى تدرك مصر مآلات خطر الحرب في السودان على مصالحها القومية وعلى رأسها الأمن المائي الذي يعني أن وضعاً آمناً في السودان هو ضرورة استراتيجية لأمن مصر القومي، ولقد ظهرت هذه الحاجة على نحوٍ ملح مع بروز تلك المخاطر التي المذكورة لمفاعيل الحرب في السودان، لذلك تبدو مصر اليوم أكثر من أي وقت مضى استعداداً للبحث عن سلام في السودان والبحث جدياً عن ما يضمن حماية مصالحها الأمنية الجيوستراتيجية هناك.

ولعل الدعوة إلى مؤتمر لحوار سوداني سوداني في القاهرة يوم 30 يونيو تعتبر أبرز العلامات التي تعكس حرص مصر في ضوء معلومات سربتها الولايات المتحدة للأولى محذرةً لها من أن وضع الحرب في السودان بحلول شهر يوليو قد يصل إلى نقطة اللاعودة وعلى نحو يعكس خطورةً شديدة على أمن مصر ودول المنطقة.

ولقد ترافق مع تلك الجهود من أجل البحث عن السلام في السودان حدث كبير هو قيام المؤتمر التأسيسي لتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم) بقيادة رئيس وزراء حكومة الثورة د. عبد الله حمدوك، في أديس اببا بين يومي 27 – 30 مايو الماضي وهو مؤتمر حشد كثيراً من القوى الحزبية والنقابية ولجان المقاومة والإدارة الأهلية ومنظمات المجتمع المدني، وعكس التمثيل فيه طيفاً واسعاً للمجتمع السياسي السوداني، ونرجو أن يكون لنجاحه اللافت دوراً كبيراً في تعزيز الحل السياسي بالوصول إلى اتفاق ينهي الحرب في السودان ويعزز قيام حكومة مدنية، لاسيما وأن تنسيقية (تقدم) قد أعلنت موافقتها المبدئية على المشاركة في مؤتمر الحوار السوداني السوداني بالقاهرة في 30 يونيو الجاري.

*نقلا عن صحيفة عمان  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الولایات المتحدة الحرب فی السودان الشعب السودانی أکثر من

إقرأ أيضاً:

بلينكن: أزمة السودان تهدد السلام العالمي

أعلن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن عن تخصيص مساعدات إضافية بقيمة 200 مليون دولار للسودان، محذرًا من تفاقم الأزمة الإنسانية..

التغيير: الخرطوم

أكد وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي في مقر الأمم المتحدة بنيويورك، أن الأزمة السودانية تشهد أبعادًا إنسانية وسياسية غير مسبوقة، مشيرًا إلى أن استمرار النزاع يهدد الأمن والسلام العالميين.

وقال بلينكن: “لا يستطيع العالم أن يشيح بوجهه عن الكارثة الإنسانية المتكشفة في السودان، وحري به ألا يفعل”.

وأعلن تقديم 200 مليون دولار إضافية كمساعدات إنسانية، ما يرفع إجمالي الدعم الأمريكي إلى 2.3 مليار دولار منذ اندلاع القتال في أبريل 2023.

بالإشارة إلى ثورة ديسمبر، قال بلينكن: “من يستطيع أن ينسى الصورة الأيقونية لكنداكة الثورة السودانية آلاء صلاح أثناء وقوفها على سطح سيارة وتقود أمتها نحو سبيل جديد”.

وتابع: “لقد وصف طالب متظاهر تلك الفترة بالقول: ‘كنا نبتسم وملامح الحرية تبدو على وجوهنا’. لكن بعد ست سنوات، ها نحن نرى عددًا كبيرًا من السودانيين يواجهون الجوع واليأس.”

وأضاف: “لقد خرجت العملية الانتقالية السودانية نحو الديمقراطية عن سكتها بفعل الاستيلاء العسكري في 2021 والقتال الوحشي الذي نشب بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع في 2023، مما أدى إلى أسوأ أزمة إنسانية في العالم.”

وأشار بلينكن إلى معاناة السودانيين الذين لجأوا إلى أكل العشب وقشور الفستق للبقاء على قيد الحياة في مخيم زمزم، حيث تشير التقديرات إلى وفاة طفل كل ساعتين بسبب نقص الغذاء.

كما أشار الوزير إلى مبادرات دولية مثل “التحالف من أجل تعزيز إنقاذ الأرواح والسلام في السودان”، التي أطلقتها الولايات المتحدة بالتعاون مع السعودية وسويسرا ودول أخرى، مؤكدًا أن هذه الجهود ساهمت في إيصال المساعدات إلى 3.5 مليون شخص داخل السودان.

وشدد بلينكن على أهمية فتح ممرات إنسانية آمنة وإزالة العقبات أمام توزيع المساعدات، مؤكدًا أن حياة المدنيين تعتمد على هذه الإجراءات.

وأضاف أن الجهود الدولية حققت تقدمًا في تقديم اللقاحات لأكثر من 1.4 مليون سوداني ضد الكوليرا.

وانتقد الوزير دور الأطراف الخارجية في تأجيج الصراع، داعيًا إلى وقف دعم الطرفين المتحاربين. وأشار إلى دور روسيا في تعطيل قرارات مجلس الأمن، معتبرًا ذلك “غير مقبول”.

ودعا بلينكن إلى دعم العملية الانتقالية السودانية نحو الديمقراطية، مشيرًا إلى تخصيص 30 مليون دولار لدعم المجتمع المدني وتعزيز الحكم المدني.

ويعيش السودان أزمة إنسانية حادة منذ اندلاع القتال بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع في أبريل 2023، أدت إلى نزوح أكثر من ثلاثة ملايين شخص داخليًا وإلى دول الجوار، مع تدهور الأوضاع.

الوسومأنتوني بلبنكن الولايات المتحدة الأمريكية حرب السودان مجلس الأمن الدولي

مقالات مشابهة

  • (عودة وحيد القرن) كانت من أنجح العمليات التي قام بها قوات الجيش السوداني
  • مراسل «القاهرة الإخبارية»: عقد مؤتمر وطني في سوريا مطلع العام المقبل
  • لعمامرة في نواكشوط: حان الوقت لإنهاء المعاناة المفجعة في السودان
  • مبعوث أممي يزور بورتسودان غداً في إطار جهود دولية لوقف الحرب
  • قدم أوراق اعتماده اليوم.. السفير السوداني لدى الاتحاد الإفريقي يدعو لحسم التدخلات الخارجية 
  • بلينكن: أزمة السودان تهدد السلام العالمي
  • وزير الخارجية الأمريكي: نحن نتحمل مسؤولية وقف المعاناة وإنهاء هذه الحرب ودعم الشعب السوداني
  • فريق بايدن يدفع بقوة نحو تحقيق السلام في السودان
  • في الذكرى السادسة لثورة ديسمبر.. “تقدم”: الحرب الحالية امتداد لمحاولات النظام البائد الانتقام من الشعب السوداني
  • تنويه جديد من اتحاد المصارف السوداني بخصوص استبدال العملة