الفاتح الرشيد .. قصة رصانة احترمت استقلاليتي المهنية
تاريخ النشر: 7th, June 2024 GMT
محمد المكي أحمد
ودع سودانيو قطر المستشار القانوني الفاتح عبد الرحيم الرشيد، الذي إنتقل إلى دار البقاء في 2 يونيو 2024.
الفقيد عمل في الدوحة منذ العام 2011.
عرفته رصينا، وقورا، هاديء الطبع ، وصاحب مواقف وطنية صلبة، منحازة لحقوق أهل السودان ، في الحرية ، والعدالة.
القاسم المهني المشترك الأكبر بيني وبينه تجسد في احترام الاستقلالية المهنية .
لم يسمح لانتمائه السياسي لحزب الأمة القومي أن يطغى على نبض المهنية ، لم يحصر عطاؤه في نطاق الانتماء الحزبي الضيق ، ولم يكن من عشاق التصفيق للحكام الظالمين،أو الفاشلين.
التوازن في شخصيته كان لافتا ، فالانتماء الحزبي في هذا العصر هو اقتناع ودعم لرؤى وأفكار، وسياسات ، تحقق العيش الكريم، و قابلة للتطوير ومواكبة روح العصر، وليس بالدفاع عن أخطاء من تدعم توجههم السياسي ، ولا بغض الطرف عن السلبيات، تحت تأثير الانقياد الأعمى، و التبعية العمياء.
التوازن في شخصية الفاتح أكسبه سمات التميز، والقدرة على العطاء المهني والوطني .
(هيئة شؤون الأنصار) نعته، قالت إنه " كان أحد الكوادر المصادمة ، والمؤمنة، والمنضبطة في تنظيمات حزب الأمة القومي وفي الحركة الطالبية بمصر ، وبرحيله يفقد الكيان أحد أعمدته القوية ، الراسخة) .
على الصعيد الشخصي، أذكر للتاريخ أن الراحل دافع برصانة ووعي عن تمسكي التاريخي بدوري الصحافي المهني المستقل.
احترم حقي المهني والانساني في إبداء آراء وانتقادات في صحف و قنوات فضائية دولية للحكومة الانتقالية في السودان بشأن سياسات رأيت أنها ضارة، وأثبت الوضع الحالي في المنطقة و العالم أنها انتقادات في محلها .
في 9 مايو 2021 تلقيت رسالة من الفقيد تعليقا على مقال بعنوان (رسائل الأقصى إلى أصدقاء نتانياهو في السودان والخليج).
قال (الحبيب الاستاذ محمد المكي ، سلم يراعك ويداك، هكذا المقال الصحفي السياسي يعكس وقائع بورصة السياسة إن جاز التعبير،وبمتابعة دقيقة ، ثم يضفي تحليله استنادا على الوقائع ومآلات الحال المتوقعه، وأنت سيد العارفين ) توقيع ( الفاتح عبد الرحيم الرشيد – الدوحة).
في قروب ( مهنيو حزب الأمة القومي) هاجمني عضو في القروب، بلغة تجريح ، لأنني انتقدت الحكومة الانتقالية وأصدقاء نتانياهو في السودان، لأنه يؤيد الحكومة،وكان الحزب مشاركا فيها..
صاحب الهجوم الجارح، الذي لا يعلم شيئا عن تاريخي المهني ودوري الصحافي المستقل - والحمد لله- في أزمنة حكم مختلفة ، قال في (قروب مهنيين) إن مقالي عن الحكومة الانتقالية وأصدقاء نتانياهو ( كلام كله فتن وشغل معارضة وكلام عاطفي لا يغني ولا يسمن من جوع ، عايز يصل أنو الحكومة غلطانه وهو من يعرف السياسة .... هبل خرافي).
هناك من رد على ذلك التجني بوعي ورصانة .
اختلاف الآراء أمر طبيعي، وهذا يستوجب الموضوعية واستخدام لغة محترمة ، لكن وسائل التواصل الاجتماعي باتت ساحة للتهريج ، والشتائم ، والأكاذيب ،والعلاج في رأيي يحتاج إلى مساءلة قانونية .
كتب الفاتح ردا على التجريح ، جاء فيه (الرجل رصد تحولات وتغيرات العلاقات الإقليمية والدولية فيما بين الفاعلين في منطقة الشرق الأوسط ، ما يشكل ازعاجا لنتانياهو ، أين الهبل الخرافي في هذا الرصد اذا كان نتانياهو يصرح علنا بعدم رضائه وغضبه من هذه التحركات).
كان الفاتح الرشيد حقانيا، منصفا، يحترم المهنية، يرتقي بدور الكلمة، ولا يسقط في وحل الاسفاف والتجريح والشتائم والعصبية والحماقة والدفاع بعصبية عن الحاكم والحكام حتى لو حكموا باسم ثورة الشعب السلمية الباهرة في العام 2019.
نسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته مع الصديقين والشهداء.
التعازي لأسرته وأهله ، أهلنا في بارا ، وقرية الفرجاب.
( إنا لله وإنا إليه راجعون )
modalmakki@hotmail.com
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
نتانياهو: ترامب فاق التوقعات.. والدولة الفلسطينية "جائزة للإرهاب"
وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، لقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأنه "كان أبعد من التوقعات"، في ثناء على طرح ترامب حول خطة تهجير الغزيين.
وقال نتانياهو للقناة الـ14 الإسرائيلية: "كنت أتوقع زيارة دافئة وودية، وكنا نعرف أيضاً ما الذي سنتحدث عنه، لكن الزيارة كانت أبعد من التوقعات، وكنت أعلم بالتوجه العام لترامب، ولكنني أعتقد أن من فوجئ هو العالم".وأضاف "الرئيس الأمريكي جاء إلينا، وظل يتحدث حول اليوم التالي، وها هو يأتي بفكرة جديدة ومختلفة تماماً، وهو يتحدث عن غزة مختلفة، ويتحدث عن تحمل الولايات المتحدة المسؤولية الفعلية عن إيجاد غزة مختلفة، حتى لا نكرر الأهوال التي شهدناها".
وقال نتانياهو "لن نعود إلى ما كان عليه الحال، لن يحدث ذلك، والآن يتعين علينا أن نختار السلطة الفلسطينية في غزة، أو الطرح الذي قدمه الرئيس الأمريكي"، لافتاً إلى أن ترامب أخبره أنه على اتصال بزعماء عدد كبير من البلدان لدعم خطته.
وأضاف: "إقامة دولة فلسطينية بعد السابع من أكتوبر (تشرين الأول) أمر مستحيل، لأنه سيشكل جائزة ضخمة للإرهاب، وهو انتصار ليس لحماس فحسب، بل ولإيران أيضاً، وهزيمة كبيرة لنا ولشركائنا".وحول الملف الإيراني، قال نتانياهو إن "إيران لن تمتلك أسلحة نووية، وأنه وترامب متفقان في هذا الأمر، وهذا ليس مجرد التزام، بل هو هدف نعمل من أجله".
وأضاف "لقد أخرنا ذلك، ولكن فيما يتعلق بقضية تخصيب المواد الانشطارية، أي اليورانيوم المخصب، فإن الأمر قريب للغاية، هناك مكونات أخرى، لقد أخرنا ذلك ولكننا لم نوقفه، وإيران كانت لتصل بالفعل إلى ما هي عليه اليوم قبل 10 سنوات لولا الإجراءات التي قمت بها".
وحول تنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق، قال إن "إإطلاق سراح جميع الرهائن هو هدفنا، إلى جانب هدف القضاء على القدرات العسكرية والحكومية لحماس وضمان عدم عودة غزة إلى كونها تهديداً لإسرائيل".وأضاف "الأمر ليس واضحاً أيضاً، فمنذ اللحظة الأولى بدأت حماس في انتهاك الوعود والاتفاقيات، وقلت لن يحدث هذا، ولن نتقدم إلى الأمام إذا لم يلتزموا بكل بند في هذا الاتفاق".
وقال "نواجه نقطة تحول تاريخية.. حققنا إنجازات لم تحققها إسرائيل بالتأكيد منذ حرب الأيام الستة، وبالمعنى الجيوسياسي الأوسع، منذ تأسيسها، نحن على أعتاب عصر جديد حيث ستجلب لنا قوة إسرائيل ثماراً عظيمة جداً في المجالين الأمني والسياسي".