شبكة انباء العراق:
2024-11-05@15:30:51 GMT

البصرة لا تُلدغ من جحر عشر مرات

تاريخ النشر: 7th, June 2024 GMT

بقلم: كمال فتاح حيدر ..

يتعامل معظم قادة الكيانات السياسية مع البصرة بالأسلوب الذي كان يعاني منه عنترة بن شداد العبسي: (يُنادونَني في السِلمِ يا اِبنَ زَبيبَةٍ وَعِندَ صِدامِ الخَيلِ يا اِبنَ الأَطايِبِ). فهم لا يذكرونها إلا في المراحل التحضيرية التي تسبق مواسم الانتخابات، ولا يستطيعون الاستغناء عنها لأنها تشكل الثقل الجماهيري الأكبر بعد بغداد.

وبالتالي فان تذبذب العلاقة الموسمية، والتقارب الشكلي المتقطع، والتأرجح المتكرر بين الولاء والجفاء، وبين التضحية والخذلان، خلق فجوة كبيرة في التعامل مع الناس. تمثلت بصعوبة التواصل مع التجمعات الشعبية، ثم تعمقت الفجوة اكثر فأكثر وظهرت أعراضها صادمة في نتائج الانتخابات الماضية وما قبلها. فالأحزاب التي كانت تقطف ثمار الفوز في البصرة خرجت بسلة فارغة وفقدت حظوظها القديمة. وربما شكلت انتخابات مجلس المحافظة صدمة موجعة بعد تقهقر معظم الاحزاب، التي لم تستطع الصمود بوجه تحالف (تصميم) على الرغم من انه تحالف حديث الولادة. .
مما لا ريب فيه ان معظم الاحزاب السياسية هي التي دقت خوازيق الفشل في نعوشها، ولم تحافظ على تماسك تنظيماتها. وربما لم تكن لديها تنظيمات بالمعنى الصحيح. . وهذه الثغرة لا تنطبق على التيار الشيعي الوطني الذي لم يفرط أبدا بعلاقاته الجماهيرية الحميمة، فكان الفوز حليفه الدائم في معظم الجولات. .
اذكر (من نافلة القول) ان بعض الكيانات السياسية كانت تراهن في البصرة على شخص بعينه، وتضعه على رأس قوائمها الانتخابية، ثم تعيد ترشيحه وتضعه مرة اخرى في المقدمة على الرغم من تباعد المراحل الزمنية في متوالية الفشل المتكرر. لانها كانت تربط مصيرها في كل جولة بهذا الحصان الخاسر، بينما كانت تتعمد استبعاد خيولها البصراوية الأصيلة وفرسانها الذين يمتلكون قواعد جماهيرية واسعة وعميقة. .
ولكي ترى الصورة من زاوية اخرى. تخيل انك تقف امام مخطط بياني يتضمن الأفق الزمني من 2003 إلى 2024، ويتضمن أفقه الانتخابي ردود افعال الجماهير وتفاعلهم مع الوعود والشعارات المتغيرة من مرحلة إلى اخرى، ستقدم لك مؤشرات المخطط البياني لقطة واقعية تغنيك عن كل التفسيرات والتحليلات، وتبين لك كيف حصل الذي حصل ولماذا حصل الذي حصل. .
المشكلة الاخرى ان بعض الكيانات التي لم يحالفها الحظ لجأت إلى التشويش والتآمر والشعوذة، واستعانت بجيوش التسقيط للانتقام من خصومها وتشويه صورتهم، ولن يفلح الساحر حيث أتى. فالطريق إلى الفوز مفتوحة وسالكة ولا تتطلب الاستعانة بتلك الأدوات التعقيدية المرهقة والباهضة للوصول إلى قلوب الناس. .
من منهم لا يتمنى أن يرى القبول في عيون الشعب ؟، ويرى إقبالهم عليه، ويلمس أثره عليهم. لا ريب ان رضى الله وحبه أصدق وسيلة لنيل تلك المنزلة الجماهيرية العظيمة. لكن العمل بالأسباب هو أيضاً سنة الله في أرضه. . أشهر من تطرق لهذه الأسباب هو (ديل كارنيجي) في كتابه الشهير: (كيف تؤثر في الآخرين وتكسب الأصدقاء ؟). وهو أحد أكثر الكتب تأثيراً في الحياة السياسية. لذا ننصح بقراءة هذا الكتاب عدة مرات. لا أحد من الكيانات السياسية في غنى عن الأساليب العلمية المجربة. وعلى الله فليتوكل المتوكلون. .
كلمة اخيرة: كانت الغابة تتناقص وتنحسر، ولكن على الرغم من ذلك كانت الأشجار تنتخب الفأس كل مرة. لأن الفأس أقنعها أنه مثلها ومنها، وأن عصاه مصنوعة من أغصان أشجارها. .

د. كمال فتاح حيدر

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات

إقرأ أيضاً:

ترامب: إعلان الفائز في الانتخابات الرئاسية في يوم الاقتراع

قال الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب اليوم الأحد إنه يتوقع إعلان الفائز في الانتخابات الرئاسية في يوم الانتخابات، وفقا لما ذكرته شبكة ABC News.

وسُئل ترامب، الذي أطلق ادعاءات لا أساس لها بشأن الغش في انتخابات 2024 ولم يتنازل عن انتخابات 2020، عما إذا كان يعتقد أن هناك أي طريقة يمكن أن يخسر بها.

وقال ترامب: “نعم، أعتقد أنك تعلم”. 'أعتقد أنك يمكن أن تخسر، يمكن أن تخسر. أعني أن هذا يحدث، أليس كذلك؟ لكنني أعتقد أن لدي تقدمًا كبيرًا جدًا. … أشياء سيئة يمكن أن تحدث. كما تعلمون، الأمور تحدث، لكنها ستكون مثيرة للاهتمام.

وردا على سؤال من شبكة ABC News عندما يعتزم إلقاء كلمة أمام البلاد في يوم الانتخابات، قال: 'سأكون هناك في الوقت المناسب'.

وفي عام 2020، أعلن ترامب نفسه منتصرًا قبل الأوان في الصباح الباكر من اليوم التالي للانتخابات، على الرغم من وجود الملايين من بطاقات الاقتراع المعلقة التي لم يتم فرزها في الولايات الرئيسية. وفي تصريحات مقتضبة من الغرفة الشرقية للبيت الأبيض، هاجم ترامب جهود فرز الأصوات المشروعة، واصفا إياها بـ”الاحتيال” دون أي أساس. ثم ادعى أنه 'فاز' في الانتخابات، على الرغم من ملايين الأصوات التي لم يتم فرزها بعد.

مقالات مشابهة

  • سوني تعلن عن 50 لعبة محسنة متاحة لـ PS5 Pro عند الإطلاق
  • السوداني يزور البصرة الخميس المقبل
  • مختار: لا ينبغي استمرار انقسام مجلس الدولة الذي يعد الواجهة السياسية للمنطقة الغربية
  • انخفاض طفيف لأسعار نفط البصرة
  • ترامب: إعلان الفائز في الانتخابات الرئاسية في يوم الاقتراع
  • اربيل يشعل شباك نفط البصرة برباعية نارية
  • الجنايات تقضي بإدراج متهمي "الخلية الإعلامية" على قائمتي الكيانات الإرهابية والإرهابيين
  • إدراج المحكوم عليهم وجماعة الإخوان واللجنة الإعلامية المركزية على قوائم الكيانات الإرهابية
  • تقرير: إسرائيل كانت على وشك اعتقال السنوار 5 مرات قبل استشهاده
  • الواقعية السياسية التي قيدت يد إسرائيل