بوابة الوفد:
2024-07-03@04:02:37 GMT

شخصيات أبدعت فى تجسيد نجيب الريحانى

تاريخ النشر: 7th, June 2024 GMT

قدم نجيب الريحانى تاريخا فنيا مشرفا فى فترة من أصعب الفترات التى مرت على مصر سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وهى الفترة من 1900 إلى 1949 والتى شارك فيها الفن كعنصر مهم فى مساندة الدولة، وعلى الرغم من مرور 75 عاما على وفاة نجيب الريحانى زعيم المسرح الفكاهى فى مصر إلا أن الدراما المصرية تتذكره بتجسيد شخصيته فى أعمال جديدة تبرز حياته الشخصية والفنية التى لا يعرفها الكثيرون وتسليط الضوء على تفاصيل حياته وأصعب المراحل الحياتية التى واجهها.

من موظف فى البنك الزراعى لـ النجم الأول فى فترة النصف الأول من القرن الماضى، استطاع نجيب الريحانى أن يجسد أعمالا فنيا من مسرحيات عديدة تخطت الـ100 مسرحية لأعمال سينمائية وضعت «الريحانى» على عرش الملكية فى آخر مشاهد وداعه فى 8 يونيو 1949، عندما أمر الملك فاروق تحضير جنازة ملكية هى الأضخم فى عصره بعد جنازة الزعيم سعد زغلول، فقد خرج سكان القاهرة بالكامل يودعون نجيب الريحانى، وفى مقدمة الجنازة كان مندوب الملك فاروق، وفنانون، وطلبة جامعة، وسياسيون، ووزراء، ونواب، وشيوخ.

شارك نجيب الريحانى فى تسعة أفلام من أبرز الأعمال التى طالت انتشارًا ضخمًا، شخصية «كشكش بيه» وتم التعاون بين الريحانى والكاتب السينمائى استيفان روستى، بكتابة وإخراج فيلمه الأول «صاحب السعادة كشكش بيه» عام 1931 ونجح الفيلم بدليل اتجاه الريحانى إلى تكرار التجربة مرة أخرى بفيلم «حوادث كشكش بيه» الذى استعان فى كتابته بصديقه المسرحى بديع خيرى من إخراج المخرج الإيطالى كارلوبيا عام 1934.

من الأعمال التى تجسد حياة الراحل نجيب الريحانى، شخصية الفنان أحمد راتب، فى مسلسل «قلبى دليلى» الذى يعتبر سيرة ذاتية للفنانة ليلى مراد، عام 2009، حيث جسدها بروحه وتفاصيله بدون تقليد مباشر لصوت نجيب الريحانى المميز، كما جسد الفنان حسن العدل شخصيته فى مسلسل «كاريوكا»، وحاول تقليده بشكل كبير فى مسلسل عن قصة حياة الفنانة تحية كاريوكا إنتاج عام 2012.

وفى الفوازير، صاب الريحانى، نصيبًا من الفنان سمير غانم الذى جسد شخصية الريحانى على شاشة التليفزيون عام 1982 فى فوازير فطوطة ، وكذلك عام 1995 فى فوازير المضحكون.

وعاد سمير غانم، فى شخصية نجيب الريحانى مجددًا عام 2009، فى مسلسل «أبو ضحكة جنان» الذى حكى قصة حياة إسماعيل ياسين، وتقمص فيه «غانم» شكل وطريقة «الضاحك الباكى».

 ومن الأعمال التى جسدت حياة القدير نجيب الريحانى أيضًا، مسلسل «الضاحك الباكى» للفنان عمرو عبدالجليل، والمؤلف محمد الغيطى، والمخرج القدير محمد فاضل الذى أكد أن الجمهور يعتقد أن المسلسل يرصد السيرة الذاتية للفنان نجيب الريحانى فقط لكن هذا الكلام غير دقيق حيث أن المسلسل يرصد فترة مهمة مرت على تاريخ مصر وتحديداً منذ عام 1900 وحتى عام 1949 مروراً بأهم الأحداث التى شهدتها تلك الفترة سياسية واقتصادية واجتماعية وأيضاً الفنية التى مرت على البلاد مروراً بثورة 1919 ومشاركة أهل الفن فيها وغيرها من التحولات التى طرأت على مصر وقصة الحب بين ليلى مراد ونجيب الريحانى.

وأضاف «فاضل»، أن الجمهور يعلم قصة الفنان نجيب الريحانى من خلال الأفلام فقط بدون أن يعلموا شيئًا عن حياته الحقيقية، كما قدم الريحانى مئات المسرحيات التى لا يوجد أى تسجيل لها والتى سيرصدها العمل كما نتناول الرحلة من مرحلة الشباب إلى مرحلة النضج، ونجاحاته ومعاناته.

تميز «الريحانى» بأدائه الكوميدى الرائع الذى استطاع من خلاله نشر الفرحة والسعادة والضحك على المشاهدين مع ثباته الانفعالى مما يزيد من قوته التمثيلية، ومن هذا المنطلق فى أدائه على مر تاريخه سمى مسلسل تجسيد شخصيته بـ «الضاحك الباكى»، عاصر الفنان القدير فترات الاحتلال ووجود اليهود فى مصر، فكان حبيب الكل مسلما ومسيحيا ويهوديا، نجح أن يتعاون مع الكثير من الأطياف المجتمعية والأديان، وعلى سبيل الذكر علاقته بصديق العمر بديع خيرى الذى ارتبط اسمهما معا فى الأعمال الفنية والعلاقة الشخصية.

«وُلدت مرتان، الأولى يوم ميلادى، والثانية يوم لقائى بـ نجيب الريحانى، وكلاهما بتاريخ واحد 18 أغسطس»، عبارة قالها بديع خيرى، لصديقه الوفى عند توقيع أول عقد بينهما، وكررها «بديع» كثيرًا سواء فى مذكراته أو فى لقاءاته التليفزيونية والإذاعية، بعد رحيل صديق عمره عام 1949 وحتى لحق به عام 1966.

رحلة نجاح بديع خيرى ونجيب الريحانى، لم تقتصر فقط على خشبة المسرح وأثمرت عن عدد من الأعمال منها «إلا خمسة، الدلوعة، الدنيا لما تضحك، لو كنت حليوة، الشايب لمّا يدلع»، وامتدت إلى السينما قبل نهاية الثلاثينيات من القرن الماضى، من خلال أفلام سلامة فى خير، سى عمر، لعبة الست، أحمر شفايف، أبو حلموس، وحتى آخر أفلام الريحانى غزل البنات عام 1949.

وكتب القدر نهاية هذا الفنان الكبير فى 8 يونيو 1949، حيث توفى الريحانى متأثرا بإصابته بمرض التيفويد، عن عمر ناهز 60 عاما، وقبل أن يكمل تصوير دوره فى فيلم «غزل البنات».

وضع صندوق جثمانه على منضدة مرتفعة ووقف بالقرب منه قساوسة كان يتلون الصلاة فى حضور أقاربه والعديد من أصدقائه وزوجته السابقة بديعة مصابنى، التى كانت تبكى بحرقة، وشقيقه يوسف بديع توفيق الريحانى، وأنور وجدى ويوسف وهبى، وأمام الكنيسة وقفت العربة الملكية المذهبة لتحمل جثمان «الريحانى» إلى مثواه الأخير، التى أرسلها الملك فاروق، تكريما له كما أرسل مندوبا رسميا لينوب عنه فى الجنازة.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: فى مسلسل

إقرأ أيضاً:

مجتمع فاشل جدًا

عندما سئل الكاتب الروسى (انطون تشيكوف).. كيف تكون المجتمعات فاشلة؟ أجاب فى المجتمعات الفاشلة ثمة ألف أحمق مقابل كل عقل راجح، وألف كلمة خرقاء إزاء كل كلمة واعية، وتظل الغالبية بلهاء على الدوام، ولها الغلبة دائمًا على العاقل.. فإذا رأيت الموضوعات التافهة تعلو فى أحد المجتمعات على الكلام الواعى، ويتصدر التافهون المشهد فأنت تتحدث عن مجتمع فاشل جدًا. حاول أن تنظر وتتمعن بشكل دقيق كل ما هو حولك.. ستجد أن كل السائدين ومن لهم كلمة وحظوة يتسمون بسمة واضحة للعيان إنها (الهيافة) إنها (المهمبكاتية).. ستجد المهمبكاتى هو الذى يدير أمور الحياة أو أمور المؤسسة التى يعمل فيها.. وتندهش وتتعجب كيف لذلك الهايف المهبكاتى أن يصل إلى هذه الدرجة من السيطرة؟ انه المجتمع الفاشل.. الفاقد للرؤية والاتجاه.. وأن الأمور تسير بشكل عشوائى بلا تخطيط ولا علم.. (على البركة).. (اخطف واجري).. مرحلة الكل يفعل ما يشاء ولا أحد يحاسب أحد.. المهم أن تقدم الرشاوى والهدايا للمسئول الأعلى وعليه ستبقى فى كرسيك والكرسى الأعلى القادم، ولذلك نجد أن المؤسسة تسير من سيئ لأسوأ..عليك أن ترى تلك الهيافة التى تعترى وسائل التواصل الاجتماعى، لأن هناك أحد النجوم أو المغنين المشهورين صفع أحد معجبيه بالقلم.. ولا حديث ولا موضوع إلا هذا الموضوع، وكيف لهذا الفنان أن يفعل هذا الأمر المشين.. ونقيب المدججين بالسلاح يعلن ويتوعد الفنان ولا بد من أخذ الحق.. وسوف يتقدم بمذكرة ويطلب ويطلب ولن تهدأ الأمور إلا بعد رجوع الحق.. ثم نجد ذلك الناقد اللوزعى والمعروف (شو) يدخل ويعلق هنا وهناك وكله مدفوع الأجر.. وكيف لهذه السقطة أن يتم احتواؤها وعليه الآن أن يخرج ويتحدث ويحتوى الموضوع وهناك من يعرض للصفعة بالصورة وكيف وجهت ومن قريب ومن بعيد.. وهل اخطأ المعجب.. وهل لمس المعجب الفنان الكبير، وربما يستدعى اخذ الرأى الشرعى، وكيف يكون التصرف.. وسخافات ما بعدها سخافات لا أحد عاقل يحتملها.. وبرامج هنا وهناك والموضوع العالمى صفعة الفنان لأحد معجبيه، ويدخل على الخط أحد الرأسماليين ويدلى بدلوه.. وتشعر بالفعل بكم المهزلة التى نعانى منها.. وأن مجتمع الهيافة هو السائد والمهيمن على المجتمع.. أيضًا عندما تشعر أن حياة المجتمع برمته متوقفة على مشاركة نادى (س) فى المباراة المرتقبة أمام نادى (ص)، وهل يتم اللقاء وما الذى يحدث لو اعتذر نادى (ص) ومستقبل الكرة المصرية واتحاد الكرة العالمية.. وكلام غريب ونجد هذا الأمر مسار جدال وكثير من المشاحنات فى الشارع بشكل عام.. هنا تشعر بكم الهيافة وكم الفشل الذى يعانى منه هذا المجتمع فى المقابل لا تجد أى مقابلة مع أى رأى رشيد يدعو للتقدم وحل المشكلات التى يعانى منها المجتمع.. هنا بالفعل أنت أمام مجتمع فاشل.. فاشل بامتياز. 

أستاذ الفلسفة وعلم الجمال – أكاديمية الفنون

 

مقالات مشابهة

  • مجتمع فاشل جدًا
  • الطريق إلى الاتحادية.. الملفات السرية للإخوان.. عبدالرحيم علي يرصد إرهاب الإخوان طوال أكثر من ثمانين عامًا ضد مصر والمصريين
  • «دُفعة المراوح وتخفيف الأحمال»
  • المساندة الشعبية
  • «حوارات على حافة الأزمة» يكشف أسرار الحياة السياسية في مصر من 2011 حتى 2013
  • في ذكرى يوم عظيم
  • سلخانة الثانوية العامة
  • المناظرة «راكبة جمل»!
  • في ذكرى 30 يونيو| مصطفى بكري يرصد أسرارَ أخطر عشرة أيام في تاريخ مصر (4).. خطاب النهاية
  • تعليم قوص: مبادرتنا "رد الجميل" زارت 50 مشروعا قوميا لـ "حياة كريمة" بقرى المركز