خبير اقتصادي لـ "صفا": السلطة الفلسطينية مأزومة وتواجه حالة اقتصادية عميقة وغير مسبوقة
تاريخ النشر: 7th, June 2024 GMT
الضفة الغربية - صفا
حذّر جهاز الأمن العام للاحتلال "الشاباك"، من انهيار السلطة الفسطينية بفعل الإجراءات التي استهدفتها مؤخراً، من بينها حجز أموال المقاصة التي تشكل نسبتها 65% من إجمالي الإيرادات المالية للسلطة.
وقال الخبير الاقتصادي الدكتور نصر عبد الكريم، إن السلطة الفلسطينية تمر في أزمة اقتصادية عميقة ومركبة، وتختلف عن سابقاتها من الأزمات المالية.
وبيّن أن الاقتصاد الفسطيني يعاني ضغوط كبيرة ويتعرض لاستنزاف مستمر بسبب إجراءات الاحتلال التعسفية على مدار عقود، من تقييد لحركة المواطنين والتغول الاستيطاني الكبير، الذي عطّل بدوره الحياة الاقتصادية في مختلف محافظات الضفة، إلى جانب الاقتطاع من أموال المقاصة.
ومنذ نوفمبر/ تشرين ثاني من عام 2021، لم تتمكن السلطة من دفع كامل أجور موظفيها، والتزمت بدفع 80%-85% منها، حتى بداية العدوان على غزة في أكتوبر/ تشرين أول الماضي.
وأضاف الدكتور عبد الكريم أن إجراءات الاحتلال العقابية اشتدت قساوة بعد السابع من أكتوبر/ تشرين أول، إذ تم منع أكثر من 200 ألف عامل الفلسطينيين من العمل في الأراضي المحتلة، وأغلق الاحتلال كافة حواجزه العسكرية مع الضفة، منذ دخول الحرب على غزة.
وأوضح أن منع العمال الفلسطينيين من العمل في الداخل أدى إلى فقدان ما يقارب مليار ونصف شيكل شهرياً، وشح السيولة النقدية المتاحة، التي انخفضت إلى أكثر من ٦٠٪.
وأفاد بأن حجز 40% من أموال المقاصة، أي ما يعادل نحو 300 مليون شيكل، خلال الأشهر الخمسة الأولى من العدوان على غزة، ومن ثم كامل المقاصة، أدى إلى فقدان أكثر من 70 % من السيولة التي كانت تضخها في الاقتصاد شهرياً.
وقال إن الاحتلال كان ينتهج خطة الأمن مقابل الاقتصاد سواء في غزة أو الضفة، لتقليل التهديدات الأمنية التي تتعرض لها، وفق رؤية تعتقد أن الرخاء المادي يقلل الاضطرابات، واحتواء وتيرة المقاومة سيؤدي إلى الاستقرار الأمني، إلا أن ما حدث في 7 أكتوبر نسف كل هذه النظريات.
وأشار الدكتور عبد الكريم إلى أن الأزمة الحالية عميقة ومرتبطة بموضوع سياسي، لافتاً إلى أن حكومة الاحتلال لديها نية مبيتة فيما يخص مستقبل الصراع، تهدف إلى تقويض فكرة إنشاء دولة فلسطينية، وفصل غزة عن الضفة وتغيير شكل السلطة الفلسطينية.
وذكر أن السلطة قادرة على الاستمرار بسبب إيجادها مصادر تمويل بدون تكلفة، عن طريق الاستدانة من رواتب الموظفين، وعدم دفع مستحقات القطاع الخاص إلى جانب الاقتراض، وغيرها من المصادر التي تحقق لها نقل الأعباء المالية دون سدادها، موضحاً أن باستطاعة الحكومة الاقتراض من البنوك لفترات قصيرة ومحدودة، لأن البنوك لن تستطيع تحمل مخاطر أكبر.
وأدى احتجاز المقاصة إلى جانب تراجع المنح الخارجية إلى مفاقمة أزمة السلطة المالية، ودفعها إلى التوجه للاقتراض من البنوك المحلية، ليصل الدين العام إلى 14 مليار شيكل مع نهاية الربع الأول لعام 2024.
وحول احتمالية أن تخلق هذه الأزمة المالية حالة تذمر في الشارع الفلسطيني، قال الدكتور عبد الكريم أن غالبية المواطنين الفلسطينيين يعتقدون أن السلطة حالياً غير قادرة على دفع رواتبهم بسبب إجراءات الاحتلال، وأن التذمر ضد السلطة يعني تذمراً ضد الضحية.
وبيّن أن الخيار المطروح أمام السطلة للخروج من المأزق، هو وقف العدوان ووضع أفق ساسي لتحقيق حل الدولتين، وتوحيد الصف الفلسطيني ووقف الإجراءات المالية العقابية من قبل الاحتلال.
وقال إن تراجع الدعم العربي والدولي، يعكس أن هذه الدول ترتقب ترتيبات سياسية جديدة، مع العلم أن الدول المؤيدة للسلطة والحريصة على بقائها، قادرة على إنقاذها وحل الأزمة.
ولفت إلى ضرورة وضع خطة تقشف وإصلاح إداري ومالي، كفيلة باستعادة الثقة بين المواطنين والحكومة، دون المبالغة في الاعتماد على نتائجها وحدها.
وتشهد المنح الخارجية للميزانية الفلسطينية تراجعاً كبيراً، حيث تدهور الدعم من 1.2 مليار دولار في عام 2012، إلى أقل من 350 مليون دولار في نهاية 2023.
وأموال المقاصة هي الضرائب التي يدفعها الفلسطينيون على السلع المستوردة من "إسرائيل"، أو من خلال المعابر الحدودية يمتوسط شهري 220 مليون دولار.
ويصل إجمالي اقتطاع الاحتلال السنوي من أموال المقاصة إلى 1.5 مليار دولار، ما يعادل تقريباً 50% من إجمالي أموال المقاصة، ونحو 25% من إجمالي الموازنة الفلسطينية السنوية.
المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية
كلمات دلالية: السلطة الفلسطينية أموال المقاصة عبد الکریم
إقرأ أيضاً:
بالفيديو.. خبير اقتصادي يوضح تفاصيل المراجعة الرابعة لبرنامج مصر مع صندوق النقد الدولي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
كشف وليد جاب الله، الخبير الاقتصادي، تفاصيل المراجعة الرابعة لصندوق النقد الدولي لبرنامج مصر، والتي من المقرر لها أن تبدأ غدًا الثلاثاء.
وقال جاب الله خلال مداخلة هاتفية ببرنامج «صباح البلد» المذاع عبر قناة صدى البلد، إن تواجد مديرة صندوق النقد في مصر، يعني أنها استوعبت حجم تجاوز الحكومة المصرية لتلك الأزمة التي عانت منها مؤخرًا.
وأشار أيضًا إلى أنه على الرغم من كل الأزمات الداخلية والخارجية؛ استطاعت الدولة المصرية أن تعبر باقتصادها إلى منطقة آمنة، وكان هذا بمثابة شهادة لقدراتها على إقامة اقتصاد قوي ومرن قادر على مُجابهة الصدمات.
وأوضح الخبير الاقتصادي، أن زيارة وفد صندوق النقد إلى مصر يأتي بهدف تقييم المؤشرات الاقتصادية المصرية والاطلاع على الوضع الاقتصادي المحلي في ظل التغيرات الإقليمية والعالمية.
وأردف وليد جاب الله: مصر ماضية في برنامجها الاصلاحي، وتتفق مع صندوق النقد في استهداف اقتصاد حر تنافسي، وتبني نظام سعر صرف مرن، ومراعاة الشرائح الأولى بالرعاية، وتطوير برنامج الحماية الاجتماعية، وتمكين القطاع الخاص.