لمواجهة حر الصيف.. كيف تشعر بالبرودة من دون استخدام التكييف؟
تاريخ النشر: 7th, June 2024 GMT
مع بدء ارتفاع درجات الحرارة إيذانا بدخول موسم الصيف، قد تثبط موجات الحر الأنشطة الممتعة، خاصة أنها قد تصيب الشخص بالمرض إذا بقي فترة طويلة تحت الشمس.
الجسم بطبيعته لديه خط دفاع في درجات الحرارة العالية، وهو التعرق الذي يمثل "نظاما طبيعيا للتبريد"، حسب المعاهد الوطنية الأميركية للصحة. لكن إذا لم يكن التعرق كافيا، فقد تتسبب ارتفاع درجات الحرارة بالإصابة بـ"ضربة الشمس".
فكيف يمكنك تجاوز هذا الأمر حتى في حال عدم توفر تكييف؟
وضع تقرير لشبكة "سي إن إن" الأميركية، العديد من الطرق لتجاوز ارتفاع درجات الحرارة وتبريد الجسم، بطرق بسيطة ومبتكرة، تشمل:
الحفاظ على رطوبة الجسمعندما تشعر بالحرارة، عليك ترطيب نفسك كخطوة أولى مهمة، وفق ويندل بورتر، وهو متخصص في الهندسة البيولوجية في جامعة فلوريدا.
وأضاف أن درجة حرارة المياه في هذه الحالة ليست مهمة، إذ أن الجسم سيعمل على تسخينها، ولهذا إذا كان جسدك يعاني من الحرارة فلا يمكنه فعل ذلك من دون رطوبة كافية.
الاستحمام بمياه باردةأشار بورتر إلى أن الاستحمام بمياه باردة يساعدك في خفض درجة حرارة جسدك الأساسية.
وينصح بالاستحمام بصابون يحتوي على النعناع، إذ أن مادة المنثول الموجودة في زيت النعناع، تنشط مستقبلات الدماغ التي تخبر الجسم بالشعور بالبرد.
استخدام كمادات باردةيمكنك تخفيض درجة حرارة جسدك من خلال وضع قطعة قماش باردة أو أكياس ثلج على المعصمين أو لفها حول رقبتك، حيث تكون الأوعية الدموية قريبة من الجلد بما يسعدك بالحصول على البرودة بسرعة.
استخدام المروحةإذا كنت في غرفة مغلقة وتمتلك مروحة عادية، يمكنك استخدامها لتحريك الهواء ووضعها في مواجهة المدخل، لإخراج الهواء الساخن واستبداله بالهواء البارد.
إغلاق الستائريمكنك الحد من تأثير ارتفاع درجات الحرارة في الغرفة أو المكان الذي تجلس فيه، بإغلاق الستائر للحد من دخول أشعة الشمس، التي ترفع درجة حرارة الغرفة.
النوم بملابس مريحةالملابس القطنية للنوم قد تكون الأفضل لتبريد الجسم، والتي تسمح بمرور الهواء، وتساعد على إبقائك في درجة حرارة جيدة طوال الليل.
النوم في الطوابق السفلية من المنزلإذا كنت تمتلك منزلا بطوابق متعددة، قد تكون الطوابق السفلية أكثر برودة من الطوابق العلوية.
تجنب تجميد الملابس قبل النومينصح البعض بتجميد أو تبريد ملابس النوم قبل ارتدائها، لكن بورتر يؤكد أنها ليست فكرة جيدة، مشيرا إلى أن درجة حراراتها ستصبح دافئة خلال دقائق معدودة.
استخدم مصابيح موفرة للطاقةاستخدام مصابيح موفرة للطاقة تقلل من درجة الحرارة الصادرة عن المصابيح المتوهجة، مما سيحد من ارتفاع درجة حرارة الغرفة، وسيساهم في خفض فاتورة الطاقة.
تناول "الآيس كريم"قد يساعدك تناول الآيس كريم (المثلجات) للتبريد لدقائق، لكن لا تبالغ في تناولها حتى لا ترفع مستويات السكر في جسمك، والتي قد تشعرك بارتفاع درجات الحرارة.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الأربعاء، إن مايو 2024 كان الشهر الأكثر سخونة على الإطلاق في جميع أنحاء العالم، "ويمثل الشهر الثاني عشر على التوالي" الذي يسجل حرارة قياسية.
وأضاف أن "المنظمة العالمية للأرصاد الجوية تشير إلى أن هناك احتمالا بنسبة 80 في المئة، بأن يتجاوز متوسط الحرارة السنوية حد 1.5 درجة مئوية في سنة واحدة على الأقل من السنوات الخمس المقبلة"، استنادا إلى تقريرين حديثين للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية والمرصد الأوروبي "كوبرنيكوس".
وفي مايو الماضي، كان متوسط درجة الحرارة العالمية، على اليابسة والمحيطات، أعلى بمقدار 1.52 درجة مئوية عن المعدل الطبيعي لشهر مايو في النصف الثاني من القرن التاسع عشر.
ومن ثم، فإن شهر مايو 2024 هو "الشهر الحادي عشر على التوالي منذ يوليو 2023، الذي يصل أو يتجاوز بمقدار 1.5 درجة مئوية" متوسطات عصر ما قبل الصناعة.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: ارتفاع درجات الحرارة درجة حرارة
إقرأ أيضاً:
النهر الذي يغلي في الأمازون.. ما الذي يقوله عن مستقبل الأرض؟
تزدهر الحياة بأشكالها المتنوعة في أعماق غابات الأمازون الاستوائية المطيرة، إلا أنها تخفي بين جنباتها إحدى أندر البيئات الطبيعية المتمثلة في نهر جارٍ يغلي بفعل حرارته المرتفعة، يُعرف باسم "شاناي-تيمبيشكا"، الذي يعني في اللغة المحلية "النهر المغلي بحرارة الشمس".
يقع هذا النهر في شرق وسط البيرو، حيث تتجاوز درجة حرارة مياهه 93 درجة مئوية، ويرجع ذلك إلى تصدعات في قشرة الأرض تطلق كميات هائلة من الحرارة، مما يجعل منه بيئة قاسية لا تستطيع سوى قلة من الكائنات الحية التكيف معها.
ورغم ظروفه القاسية، يرى العلماء في هذه الظاهرة الجيولوجية الفريدة فرصة نادرة لدراسة تأثير ارتفاع درجات الحرارة على النظم البيئية الاستوائية، والتنبؤ بالتغيرات التي قد تطرأ عليها في ظل الاحترار العالمي.
وفي عام 2021، زار فريق من علماء الأحياء بجامعة ميامي نهر شاناي-تيمبيشكا، مؤمنين بقدرته أن يكون مختبرا طبيعيا لدراسة المناخ، ومع ارتفاع درجات الحرارة العالمية، يُتوقع أن تواجه غابات الأمازون تغييرات بيئية جوهرية، ومن الممكن أن يمنحهم هذا النهر المغلي لمحة مسبقة عن هذه التحولات المستقبلية.
ويقول الباحث الرئيس رايلي فورتير في بيان صحفي رسمي صادر من الجامعة: "يوفر لنا هذا الموقع نافذة على المستقبل، لأن الأمازون سيزداد سخونة سواء أعجبنا ذلك أو لا، مما يسمح لنا بفهم تأثير ارتفاع درجات الحرارة على تركيبة الغابات حول العالم".
إعلانوقد سعى الفريق البحثي إلى تحديد الأنواع النباتية التي قد تختفي، وكيف يمكن أن تتغير بنية الغابات في ظل الحرارة الشديدة، في الدراسة الحديثة المنشورة في دورية "غلوبال تشانج بيولوجي".
وقد عاد الفريق مجددا إلى البيرو في عام 2022، حيث أجرى مسحا دقيقا للنباتات والأشجار المنتشرة على امتداد النهر، في 70 موقعا تبدأ من المنبع حيث درجات الحرارة أقل، وصولا إلى المناطق الأشد حرارة، حيث تجاوزت درجات الحرارة الجوية 43 درجة مئوية.
وكشفت النتائج عن انخفاض ملحوظ في التنوع النباتي بالمناطق الأشد حرارة، إذ تراجع تنوع الأشجار بنسبة 11% لكل ارتفاع بمقدار درجة واحدة في الحرارة، ولم تتمكن سوى الأنواع المتكيفة مع الحرارة العالية من البقاء قرب النهر المغلي.
ويضيف فورتير: "بشكل عام، أصبحت تجمعات الأشجار أقل تنوعا، إذ نجد عددا أقل من الأنواع في المناطق الأشد حرارة. كما أن تركيبة الغابات أصبحت أكثر تجانسا في هذه المناطق، في حين كانت أكثر تنوعا في المواقع الأكثر برودة".
وهذا يشير إلى أنه مع استمرار الاحترار العالمي، قد تفقد غابات الأمازون جزءا كبيرا من تنوعها البيولوجي، لتصبح مهيمنة على عدد محدود من الأنواع المتكيفة مع الحرارة الشديدة.
وكان من بين أكثر الاكتشافات إثارة للدهشة هو التغير السريع في الغطاء النباتي على امتداد النهر، ففي حين أن النظم البيئية للغابات المطيرة عادة ما تُظهر تغيرا تدريجيا في تركيبة الأنواع عبر مسافات طويلة، فإن نهر شاناي-تيمبيشكا أظهر تحولا مفاجئا. فقد كانت المناطق الأشد حرارة أكثر جفافا، وتكاثرت فيها النباتات المتسلقة والنباتات الشجرية القصيرة، مما جعلها أشبه بالمناطق الانتقالية بين الغابات والسافانا، وكل ذلك ضمن نطاق لا يتجاوز كيلومترين من الغابة الاستوائية الكثيفة.
إعلان دلالات مستقبليةتحمل هذه النتائج دلالات هامة لمستقبل الأمازون والغابات الاستوائية في جميع أنحاء العالم. فمع تفاقم التغير المناخي، قد تشهد مساحات شاسعة من الغابات المطيرة تحولات مشابهة لتلك التي لوحظت حول النهر المغلي. وإذا استمرت درجات الحرارة في الارتفاع، فقد تعاني العديد من أنواع الأشجار الحالية لأجل البقاء.
ويخطط فريق جامعة ميامي لمواصلة أبحاثه في هذا الموقع الفريد، نظرا لما يمكن أن يكشفه عن كيفية استجابة الغابات الاستوائية للاحترار المستقبلي.
وكما يوضح فورتير عن الميزة الفريدة لهذا النهر المثير: "لا يمكن تسخين غابة بأكملها بشكل اصطناعي، وهو ما يجعل نهر شاناي-تيمبيشكا نظاما مميزا للغاية، فهو يتيح لنا عزل تأثير الحرارة كعامل رئيس يؤثر على الغطاء النباتي بأكمله".