طوّر فريق من خبراء معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) برنامج الدردشة الآلي القائم على الذكاء الاصطناعي Future You، الذي يحاكي نسخة من المستخدم في عمر الـ60 عاما.

يقول الخبراء إن الدردشة السريعة مع الشخصية المستقبلية هي ما يحتاجه الناس للبدء في التفكير أكثر بشأن قراراتهم في الوقت الحاضر.

ويقدم برنامج Future You قصصا معقولة عن حياة المستخدم، مع الحكمة المناسبة من النسخة المستقبلية.

وفي تجربة شملت 334 متطوعا، أدت محادثة قصيرة مع برنامج الدردشة الآلي إلى جعل المستخدمين يشعرون بقدر أقل من القلق وأكثر ارتباطا بمستقبلهم.

ولبدء الدردشة المستقبلية، يطرح الذكاء الاصطناعي على المستخدمين سلسلة من الأسئلة حول حياتهم الحالية وماضيهم، وأين يرغبون أن يكونوا في المستقبل.

ويقدم المستخدمون صورة حالية لأنفسهم، والتي يتم تحويلها إلى صورة ملف شخصي بشعر رمادي للنسخة المستقبلية.

إقرأ المزيد عالم يحذر من خطر "ذكي" يهدد البشرية

ويتم إدخال الإجابات في برنامج ChatGPT-3.5 الخاص بشركة OpenAI، والذي يولد "ذكريات اصطناعية" لبناء خلفية درامية متماسكة يمكن من خلالها الإجابة على الأسئلة.

وقالت إحدى المشاركات لـ Future You إنها تريد أن تصبح معلمة أحياء في المستقبل. وعندما سألت شخصيتها البالغة من العمر 60 عاما عن اللحظة الأكثر فخرا في حياتها المهنية، أجاب الذكاء الاصطناعي: "القصة المجزية من مسيرتي المهنية ستكون الوقت الذي تمكنت فيه من مساعدة طالب على تحسين درجاته واجتياز امتحاناته في فصل علم الأحياء".

وأضاف الذكاء الاصطناعي: "كان من دواعي السرور للغاية رؤية وجه الطالب يضيء بالفخر والإنجاز".

ويقول بات باتارانوتابورن، الذي يعمل في مشروع Future You في مختبر الوسائط التابع لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، إنه يعتقد أن هذا النوع من التفاعلات يمكن أن يكون له فوائد حقيقية للمستخدمين.

وأضاف: "الهدف هو تعزيز التفكير على المدى الطويل وتغيير السلوك. وهذا يمكن أن يحفز الناس على اتخاذ خيارات أكثر حكمة في الوقت الحاضر، والتي تعمل على تحسين رفاهيتهم ونتائج حياتهم على المدى الطويل".

إقرأ المزيد ابتكار "ذكاء اصطناعي سام" لوقف خطر روبوتات الدردشة

وفي مقطع فيديو، يسأل باتارانوتابورن شخصيته المستقبلية: "ما هو الدرس الذي ستشاركه مع طالب جديد في مختبر الوسائط بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا؟"، ليجيب الذكاء الاصطناعي: "أهم درس تعلمته هو أنه لا يوجد شيء مستحيل. بغض النظر عن مدى صعوبة الأمر، إذا عملت بجد، يمكنك تحقيق أي شيء".

وأشار الباحث إلى قيام الذكاء الاصطناعي بتذكيره بضرورة قضاء بعض الوقت مع والديه بينما لا يزال بإمكانه ذلك، ويقول: "لقد أعطتني الجلسة وجهة نظر لا تزال مؤثرة بالنسبة لي حتى يومنا هذا".

ووجدت الدراسات أن الأشخاص الأكثر ارتباطا بذواتهم المستقبلية يظهرون صحة عقلية وأداء أكاديميا ومهارات مالية أفضل.

ومع ذلك، يحذر الخبراء من أن هذه التقنيات يمكن أن تكون ضارة نفسيا أو حتى "تطارد" مستخدميها.

وتشمل المخاطر: تصوير المستقبل بشكل غير دقيق بطريقة تؤثر بشكل ضار على السلوك الحالي، وتأييد السلوكيات السلبية والتخصيص المفرط الذي يقلل من العلاقات الإنسانية الحقيقية.

المصدر: ديلي ميل

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: اختراعات بحوث تكنولوجيا ذكاء اصطناعي روبوت الذکاء الاصطناعی

إقرأ أيضاً:

عالم : سيطرة الذكاء الاصطناعي على البشرية قد يصل لواحد من كل 5

أميرة خالد

توقع العالم والفيزيائي جيفري هينتون، الحائز جائزة نوبل في الفيزياء،أن يسيطر الذكاء الاصطناعي على البشرية لدرجة تصل إلى واحد من كل خمسة.

وأكد الملقب بـ”عراب الذكاء الاصطناعي” أنه تفق مع إيلون ماسك في الرأي، ويتراوح احتمال سيطرة هذه الأنظمة بين 10% و20%، لكن هذا مجرد تخمين.

ويرى هينتون أن الذكاء الاصطناعي سيصل قريبا إلى مرحلة يمكنه فيها القيام بأكثر من مجرد تقديم المشروبات، كما سيحدث ثورة في مجالات التعليم والطب.

وتابع : “في مجالات مثل الرعاية الصحية، سيكون الذكاء الاصطناعي أفضل بكثير في قراءة الصور الطبية. لقد توقعت منذ سنوات أنه سيصل إلى مستوى الخبراء.. يمكن لأحد هذه الأجهزة فحص ملايين صور الأشعة السينية والتعلم منها، بينما لا يستطيع الطبيب القيام بذلك”.

وأكد هينتون أن الذكاء الاصطناعي سيصبح في نهاية المطاف “أفضل بكثير من أطباء العائلة”، حيث سيكون قادرا على التعلم من التاريخ الطبي للعائلة وتشخيص المرضى بدقة أكبر، متوقعا أن الذكاء الاصطناعي سيتحول إلى معلم خصوصي متفوق، قادر على مساعدة الطلاب في تعلم المواد بسرعة أكبر.

و انتقد هينتون بعض الشركات الكبرى مثل غوغل وxAI وOpenAI بسبب تركيزها على الأرباح على حساب السلامة، مبديا خيبة أمله من غوغل، حيث كان يعمل سابقا، لتراجعها عن وعدها بعدم دعم تطبيقات الذكاء الاصطناعي العسكرية.

يذكر أن هينتون يبلغ من العمر 77 عاما، على جائزة نوبل في الفيزياء العام الماضي تقديرا لعمله الاستثنائي في مجال الشبكات العصبية، وهي نماذج تعلم آلي تحاكي وظائف الدماغ البشري. وقدم هينتون هذه الفكرة لأول مرة في عام 1986، ودمجت الآن في أشهر تقنيات الذكاء الاصطناعي، وهذا هو السبب في شعور الكثيرين عند التفاعل مع أنظمة الذكاء الاصطناعي مثل ChatGPT وكأنهم يتحدثون مع إنسان آخر.

مقالات مشابهة

  • مسؤولة أممية: لا يمكن احتواء الوضع في غزة الذي يزداد سوءًا
  • خبراء يحذِّرون: الذكاء الاصطناعي يجعل البشر أغبياء
  • مخاطر الذكاء الاصطناعي على التعليم والبحث العلمي
  • كِتابة جِنيّ المصباح تجارب روائية ولَّدها الذكاء الاصطناعي
  • كتَّاب عرب: لن نترك الذكاء الاصطناعي يأخذ مكاننا!
  • حول حقوق المؤلف والملكية الفكرية لما ينتجه الذكاء الاصطناعي
  • لماذا كتبتُ بيان شفافية حول الذكاء الاصطناعي لكتابي؟
  • عالم : سيطرة الذكاء الاصطناعي على البشرية قد يصل لواحد من كل 5
  • جامعة السوربون أبوظبي تطلق برنامج الذكاء الاصطناعي التوليدي
  • الذكاء الاصطناعي والرقمنة في العمل