منذ حرب غزة، تدرّج الاهتمام الأوروبي بلبنان، بين دول تحرص على تحييده حفاظاً عليه، وأخرى تريد حماية قواتها العاملة في القوات الدولية، وثالثة تفتش عن تثبيت موطئ قدم في المنطقة. لكن، كان ثمة إجماع على أن المخاوف والرسائل التي تنقلها غالبية هذه الدول وتتضمن تحذيرات من حرب إسرائيلية، ولا سيما من جانب فرنسا، تحمل مخاوف على مستقبل لبنان.
وكتبت هيام قصيفي في" الاخبار": ثمة انتظاران لبنانيان مرتبطان بأوروبا، واحد يتعلق بالنازحين السوريين وتعامل أوروبا مع مشكلة اللاجئين عموماً، ومؤتمر بروكسيل كان آخر الإحباطات اللبنانية، والتهديد الإسرائيلي المتتالي ضد لبنان.
في الشق الأول، ورغم محاولة البعض التخفيف من وقع الحادثة التي تعرضت لها السفارة الأميركية والتقليل من شأنها، إلا أنها تلفت نظر جهات أوروبية وفرنسية تتزايد مخاوفها من تصاعد موجة الإرهاب تزامناً مع الألعاب الأولمبية، وتضاعف في الوقت نفسه من إصرار هذه الدول على منع تدفق النازحين إليها عبر لبنان. والحادثة إياها تعطي مؤشرات إضافية إلى هذه الدول للتمسك بسياستها بإبعاد خطر الإرهاب عن أراضيها عبر إبقاء النازحين (من دون تعميم صفة الإرهاب على النازحين) حيث هم في الدول المضيفة. وما سينتج عن انتخابات اليومين المقبلين، لن يكون بعيداً عن الإحاطة بملف النازحين الذي يبقى في لبنان ملفاً متفجراً، وستكون لصعود اليمين في أوروبا تأثيرات على التحولات المتعلقة بمستقبلهم.
ثانياً، ينحسر الدور الأوروبي في موضع الحرب على غزة ووقف النار، ولا سيما بعد الدخول المباشر للرئيس الأميركي جو بايدن على خط الحدث. ورغم ما تثيره اللقاءات التي عقدها بايدن مع المسؤولين الأوروبيين على هامش احتفالات النصر من احتمالات تتعلق بالمنطقة، وبأوكرانيا بطبيعة الحال، إلا أن زمام المبادرة يبقى في يد الأميركيين. وهذا الأمر تتعامل معه إيران وحزب الله بواقعية، عدا حماس المعنية بوقف النار في غزة. لكن في ما يخص لبنان، فإن الأوروبيين، ورغم دورهم المتراجع لمصلحة الدور الأميركي إلا أنهم كانوا واضحين في رسائلهم المتخوفة من تدهور الوضع في لحظة غير محسوبة، وبخطأ ما يؤدي إلى اشتعال الحرب في الجنوب. لكن قدرة الأوروبيين على التأثير على إسرائيل تبقى ضئيلة مقارنة مع الولايات المتحدة. ومع ذلك ثمة انطباعات أوروبية بأن لبنان فوّت فرصاً عدة في الأشهر الماضية للخروج من المأزق، سواء بالنسبة إلى تطبيع الوضع الجنوبي بعيداً عن غزة، أو بالنسبة إلى إيجاد مخرج سياسي للأزمة الرئاسية، تعيد وضع لبنان تدريجاً إلى سكة الحل. في حين أن تدحرج الوضع خلال الأشهر الماضية، من شأنه أن ينزلق إلى مفترق خطر، في الوقت الذي ينشغل فيه العالم بملفات أخرى، كما يحصل اليوم. فعدم حصول الحرب كان في الأشهر الماضية نتيجة رغبة الطرفين في عدم توسعها، لكن ذلك لا يعني أن التهديدات في الآونة الأخيرة ليست جدية. ولو أن لبنان يتعاطى حتى الآن على قاعدة أن إسرائيل لا مصلحة لها بفتح جبهة جديدة، في وقت يهتم العالم بمفاوضات التهدئة في غزة، من دون الأخذ في الاعتبار أي احتمالات أخرى، ومنها أخطاء تؤدي إلى توسع الحرب، ومنها أيضاً تغيّر الحسابات لدى الأطراف المعنيين في إبقاء حرب الاستنزاف أو الانتقال منها إلى حرب شاملة.
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
غرفة طوارئ معسكر أبوشوك تطلق مبادرة لدعم النازحين بمراكز الايواء
أطلقت غرفة طوارئ النازحين بمعسكر أبوشوك بمدينة الفاشر مبادرة لدعم النازحين القدامي بالمعسكر والجدد بمراكز إيواء المعسكر إحياءا لسنة التكافل الاجتماعي ، والتراحم الاجتماعي التي عرف بها أهل السودان ، بخاصة في ظل الظروف الإنسانية الصعبة التي تعيشها الفاشر ، والناتج عن الحصار مليشيا الدعم السريع المتمردة ، وقصفها العشوائي الممنهج علي المواطنين الأبرياء العزل.وناشدت الغرفة كل الخيرين من أبناء دارفور ، والسودان ، بالداخل والخارج بضرورة المبادرة بتقديم يد العون ، والمساهمة علي قدر المستطاع عبر تطبيق بنكك ، أو عبر تطبيق “أوكاش” وتم وضع ارقام الحساب في صفحتها بالفيسبوك، مع ابراز تعليق علي الاشعار يشير الي ان المبلغ مخصص لدعم نازحي معسكر أبوشوك للنازحين .وقالت غرفة طوارئ معسكر أبوشوك النازحين في المنشور الذي أصدرته عبر صفحتها على الفيسبوك ، أن المبادرة تهدف إلى جلب المال اللازم من الخيرين ، لتصنيع الوجبات الغذائية ، وتوزيعها على أربعة مراكز لإيواء النازحين بالمعسكر ، فضلاً عن دعم تشغيل سيارة الإسعاف الخاصة بالمعسكر. واشارت الغرفة إلي حجم المعاناة التي تواجه الاسر بمراكز إيواء النازحين بالمعسكر في سبيل الحصول على الغذاء ، ومياه الشرب.سونا إنضم لقناة النيلين على واتساب