لبنان ٢٤:
2025-03-06@15:35:03 GMT
ضغط أميركي لاحتواء التصعيد جنوبا.. وهوكشتاين يشارك باتصالات التهدئة
تاريخ النشر: 7th, June 2024 GMT
واصل الجيش الاسرائيلي عدوانه التدميري على جنوب لبنان بالتزامن مع ما كشفته المعلومات الواردة من واشنطن من أنّ الإدارة الأميركية تعمل حثيثاً على احتواء التصعيد على الجبهة الجنوبية خشية انزلاق المواجهات الى حرب واسعة النطاق.
وكتبت" النهار": لم يفت بروز هذا التطور الأوساط الديبلوماسية المتابعة تطورات الموقفين الميداني والديبلوماسي على هذه الجبهة، اذ أكدت أن سباقاً لاهثاً يجري بين الجهود الديبلوماسية الأميركية والفرنسية مع التصعيد الكبير والخطير الذي تشهده ضفّتا الجبهة القتالية في الجنوب اللبناني وشمال إسرائيل.
واكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في هذا السياق أن "ضغوطاً دولية صعبة تمارس علينا ولكن يمكنني أن أضمن شيئاً واحداً وهو أننا سنغير الواقع الحالي مهما حدث ونحارب في الشمال والجنوب".
كما أن التطور الميداني الأبرز الذي سجل أمس تمثل في اعلان "حزب الله" عصر أمس أن مقاتليه اطلقوا صواريخ دفاع جوي على الطائرات الحربية الإسرائيلية "التي كانت تعتدي على سمائنا وخرقت جدار الصوت في محاولة لإرعاب الأطفال ما أجبرها على التراجع الى خلف الحدود". وهي المرة الأولى منذ اندلاع حرب غزة والمواجهات في الجنوب اللبناني يعلن فيها الحزب اطلاق صواريخ في اتجاه طائرات حربية إسرائيلية بما يعتبر ادخالاً لما يسمى بـ"السلاح الكاسر".
وكان الجنوبيون عاشوا ليلاً نارياً شهد سلسلة غارات إسرائيلية على بلدات العديسة، بيت ياحون، صديقين وادي جيلو قضاء صور، حيث اندلع حريق هائل في مبنىً كبير على الخط العام للبلدة، إضافة إلى دمار في الممتلكات. ونشر الإعلام الإسرائيلي مشاهد للغارات التي شنّها الجيش ليلاً على لبنان.
وذكرت «نداء الوطن» أنّ الولايات المتحدة طلبت في صورة غير مباشرة من «حزب الله» الانخراط في جهود الوساطة مع حركة «حماس» من أجل التوصل الى اتفاق يوقف حرب غزة ما يؤدي الى وقف المواجهات بين اسرائيل و»الحزب». ووفق هذه المعلومات اقترح المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين، في اتصال أجراه برئيس مجلس النواب نبيه بري أن ينقل الى «حزب الله» طلباً يقضي بتكثيف «الحزب» الجهود مع «حماس» في موازاة الجهود الجارية مع اسرائيل كي يتحقق وقف النار في غزة. وبرّر هوكشتاين طلبه غير المسبوق، بأنه يلاقي قرار «حزب الله» بربط جبهة الجنوب بغزة، فإذا ما نجحت الجهود الجارية لوقف الحرب في القطاع الفلسطيني فسيؤدي ذلك تلقائياً الى وقف مواجهات الجنوب.
وبحسب المعلومات تلقّى بري من «الحزب» جواباً ضمّنه رفضاً للقيام بهذه الوساطة لاعتبارات وصلت الى عين التينة ونقلتها الى المبعوث الأميركي.
وكتبت" الديار": رفعت واشنطن من وتيرة حراكها الدبلوماسي والامني لانجاز «صفقة» في غزة، وتدخلت على نحو غير مسبوق في الساعات القليلة الماضية لمنع التدهور على الجبهة الجنوبية، خوفا على امن اسرائيل من جهة، كما قالت وزارة الخارجية الاميركية، ولمنع حرب اقليمية قد تجد نفسها قد غرقت في مستنقعها على ابواب انتخابات رئاسية لا تحتاج صعوبتها الى المزيد من الازمات المعقدة حول العالم. في هذا الوقت لم تتوقف «العنتريات» الاسرائيلية الممجوجة والتي تتحدث عن اكتمال الجهوزية لشن حرب شاملة على حزب الله، من قبل بعض المسؤولين العسكريين والسياسيين، المدعومين من نسبة لا بأس بها من الراي العام الاسرائيلي الذي هاله سقوط الردع مع احتراق مستوطنات الشمال بقببها الحديدية التي باتت تقريبا خارج الخدمة، وهو امر استدعى دخول عدد كبير من جنرلات الاحتياط، وكبار الكتاب والمحليلين في كيان العدو على الخط، لتحذير رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو من السقوط في المستنقع اللبناني، ونصحوه بالقبول بمعادلة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، التهدئة في غزة مقابل التهدئة في الشمال، والا فان اسرائيل ذاهبة بعيون مفتوحة الى «الخراب» الكبير.
ووفقا لمصادر مطلعة، فان المسؤولين اللبنانيين اعادوا التذكير بعدم الرغبة في اي تصعيد، وطالبوا بالضغط على اسرائيل لوقف التمادي في اعتداءاتها على الاراضي اللبنانية، ووقف الحرب على غزة، كي تنطلق المباحثات الجدية غير المباشرة لترتيب الاوضاع على الحدود الجنوبية. وبعد نقل «الرسائل» اللبنانية الى اسرائيل اعلن وزير الحرب الإسرائيلي يوآف غالانت بان الحكومة اللبنانية لا تريد اندلاع حرب واسعة وعليها الضغط على حزب الله.
ولفتت جهات معنية ومطلعة لـ»البناء» الى أن «استخدام حزب الله الدفاعات الجوية ضد الطيران الحربي الإسرائيلي بعد استخدام سلاح المسيرات الانقضاضية، ينقل الصراع الى مرحلة جديدة وهي «الحرب الجوية» الحقيقيّة بامتياز، ما يؤثر على قدرة جيش الاحتلال على العمل في الأجواء اللبنانية من التحليق لا سيما على علو منخفض وتنفيذ غارات وهمية أو صاروخية أو خرق جدار الصوت، ما يعني أن حزب الله فرض معادلة ردعية جديدة في الجو، وهي استهداف الطائرات الحربية ومحاولة إسقاطها لردع الاحتلال الذي يستخدم سلاح الحرب النفسية ضد قرى الجنوب التي تقع خارج منطقة الاشتباك والتي لا يجرؤ على استهدافها خشية رد المقاومة على العمق نفسه، لذلك يحاول إرهاب المواطنين في إطار الحرب النفسية للضغط على المقاومة». ولفتت الى أن «التهديدات الإسرائيلية بتوسيع العدوان على لبنان جوفاء وكاذبة ولا تعبر عن واقع جيش الاحتلال العاجز والمتهالك وتندرج في إطار تطمين المستوطنين الإسرائيليين الذين يطلقون نداءات الاستغاثة جراء ضربات المقاومة ويحملون حكومة الاحتلال المسؤولية»، ولفتت الى أن جيش الاحتلال لا يملك الطاقة القتالية لتوسيع جبهته في ظل غرقه وفشله في جبهتي غزة ورفح»، مع تأكيد الجهات بأن «المقاومة أعدت العدة لكافة السيناريوات ولديها مفاجآت كثيرة ستكشف عنها في الوقت المناسب».
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
من يوقف حرب الاستنزاف الإسرائيلية ضد حزب الله؟
كتب معروف الداعوق في" اللواء": لا يكاد يمر يوم منذ انتهاء اتفاق وقف اطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله في الثامن عشر من الشهر الماضي، حتى تقدم الطائرات الحربية والمسيرة الإسرائيلية على تنفيذ عمليات اغتيال كوادر ومسؤولين بالحزب، او تقصف مواقع ومستودعات اسلحة في أكثر من منطقة لبنانية تعود له، كما تتذرع بذلك إسرائيل، من دون أن يتمكن أحد من وقف هذه الاستهدافات، التي اصبحت بمثابة حرب استنزاف إسرائيلية منظمة متواصلة، ضد الحزب، وباتت تستلزم البحث عن طريقة ما، لمواجهة هذه الحرب ووضع حد له.ليس في الافق، ما يؤشر إلى امكانية وقف حرب الاستنزاف الإسرائيلية هذه ضد حزب الله، لان الحزب يبدو أنه غير قادر للرد على عمليات الاغتيال والغارات التي يتعرض لها، او أنه لا يرغب القيام بالرد لاعتبارات تتعلق بوضعية الحزب عموما، بعد حرب المشاغلة. بينما يتولى كبار المسؤولين في الدولة، انتهاج الخيار الديبلوماسي، مع الدول المؤثرة، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية.
ولكن بالرغم من كل الجهود والاتصالات التي تبذلها الدولة اللبنانية حتى الان، مع المجتمع الدولي، لم تسفر عن وقف هذه الاستهدافات الإسرائيلية، بحجة ان الحزب مايزال يقوم بنشاطات عسكرية وبناء قوته العسكرية، وتسليح مواقعه، ولم يلتزم بتنفيذ اتفاق وقف اطلاق النار والقرار الدولي رقم ١٧٠١، الذي وافق عليه، ما يوجب على إسرائيل الرد على خروقات الحزب وضربها بلا تردد.
إزاء هذا الواقع المتردي، واستمرار الغارات الجويّة الإسرائيلية ضد مواقع الحزب وعناصره في لبنان، يبقى الخيار الوحيد المتاح هو تجاوب حزب الله مع متطلبات تنفيذ اتفاق وقف اطلاق والقرار الدولي رقم ١٧٠١، وتسليم مواقعه وسلاحه غير الشرعي، الى الدولة اللبنانية بلا تردد، ودون إعطاء تفسيرات غُبْ الطلب لاتفاق وقف النار، بأنه لا يسري تنفيذه شمال الليطاني، خلافا للواقع،وهو خيار يُسقط جميع حجج وادعاءات إسرائيل أمام المجتمع الدولي، لتبرير حربها على الحزب، ولانه لا يبدو ان هناك خيارا آخر، متاح لوقف حرب الاستنزاف الإسرائيلية ضد حزب الله حتى الان.