واصل الجيش الاسرائيلي عدوانه التدميري على جنوب لبنان بالتزامن مع ما كشفته المعلومات الواردة من واشنطن من أنّ الإدارة الأميركية تعمل حثيثاً على احتواء التصعيد على الجبهة الجنوبية خشية انزلاق المواجهات الى حرب واسعة النطاق.

وكتبت" النهار": لم يفت بروز هذا التطور الأوساط الديبلوماسية المتابعة تطورات الموقفين الميداني والديبلوماسي على هذه الجبهة، اذ أكدت أن سباقاً لاهثاً يجري بين الجهود الديبلوماسية الأميركية والفرنسية مع التصعيد الكبير والخطير الذي تشهده ضفّتا الجبهة القتالية في الجنوب اللبناني وشمال إسرائيل.

ولعل الأمر اللافت في ما أوردته هذه الأوساط أنها اعتبرت التصعيد الواسع الذي حصل من جانب "حزب الله" في الساعات الأخيرة رسالة متعمدة من الحزب وإيران الى القمة الفرنسية- الأميركية بين الرئيسين إيمانويل ماكرون وجو بايدن، علماً أن إسرائيل تصعّد من جانبها لحسابات مختلفة معظمها داخلي وميداني بعدما طوّر "الحزب" هجماته بزج أسلحة جديدة في الميدان أحرجت الجيش كما القيادة السياسية في اسرائيل. ولم يكن أدل على هذا المناخ الضاغط بخطورة عالية مما أورده موقع "أكسيوس" الإخباري الأميركي نقلاً عن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين أفادوا أن إدارة بايدن حذرت إسرائيل في الأسابيع الأخيرة من فكرة حرب محدودة في لبنان وأن حرباً كهذه يمكن أن تدفع إيران الى التدخل.

واكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في هذا السياق أن "ضغوطاً دولية صعبة تمارس علينا ولكن يمكنني أن أضمن شيئاً واحداً وهو أننا سنغير الواقع الحالي مهما حدث ونحارب في الشمال والجنوب".

كما أن التطور الميداني الأبرز الذي سجل أمس تمثل في اعلان "حزب الله" عصر أمس أن مقاتليه اطلقوا صواريخ دفاع جوي على الطائرات الحربية الإسرائيلية "التي كانت تعتدي على سمائنا وخرقت جدار الصوت في محاولة لإرعاب الأطفال ما أجبرها على التراجع الى خلف الحدود". وهي المرة الأولى منذ اندلاع حرب غزة والمواجهات في الجنوب اللبناني يعلن فيها الحزب اطلاق صواريخ في اتجاه طائرات حربية إسرائيلية بما يعتبر ادخالاً لما يسمى بـ"السلاح الكاسر".
وكان الجنوبيون عاشوا ليلاً نارياً شهد سلسلة غارات إسرائيلية على بلدات العديسة، بيت ياحون، صديقين وادي جيلو قضاء صور، حيث اندلع حريق هائل في مبنىً كبير على الخط العام للبلدة، إضافة إلى دمار في الممتلكات. ونشر الإعلام الإسرائيلي مشاهد للغارات التي شنّها الجيش ليلاً على لبنان.

وذكرت «نداء الوطن» أنّ الولايات المتحدة طلبت في صورة غير مباشرة من «حزب الله» الانخراط في جهود الوساطة مع حركة «حماس» من أجل التوصل الى اتفاق يوقف حرب غزة ما يؤدي الى وقف المواجهات بين اسرائيل و»الحزب». ووفق هذه المعلومات اقترح المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين، في اتصال أجراه برئيس مجلس النواب نبيه بري أن ينقل الى «حزب الله» طلباً يقضي بتكثيف «الحزب» الجهود مع «حماس» في موازاة الجهود الجارية مع اسرائيل كي يتحقق وقف النار في غزة. وبرّر هوكشتاين طلبه غير المسبوق، بأنه يلاقي قرار «حزب الله» بربط جبهة الجنوب بغزة، فإذا ما نجحت الجهود الجارية لوقف الحرب في القطاع الفلسطيني فسيؤدي ذلك تلقائياً الى وقف مواجهات الجنوب.
وبحسب المعلومات تلقّى بري من «الحزب» جواباً ضمّنه رفضاً للقيام بهذه الوساطة لاعتبارات وصلت الى عين التينة ونقلتها الى المبعوث الأميركي.

وكتبت" الديار": رفعت واشنطن من وتيرة حراكها الدبلوماسي والامني لانجاز «صفقة» في غزة، وتدخلت على نحو غير مسبوق في الساعات القليلة الماضية لمنع التدهور على الجبهة الجنوبية، خوفا على امن اسرائيل من جهة، كما قالت وزارة الخارجية الاميركية، ولمنع حرب اقليمية قد تجد نفسها قد غرقت في مستنقعها على ابواب انتخابات رئاسية لا تحتاج صعوبتها الى المزيد من الازمات المعقدة حول العالم. في هذا الوقت لم تتوقف «العنتريات» الاسرائيلية الممجوجة والتي تتحدث عن اكتمال الجهوزية لشن حرب شاملة على حزب الله، من قبل بعض المسؤولين العسكريين والسياسيين، المدعومين من نسبة لا بأس بها من الراي العام الاسرائيلي الذي هاله سقوط الردع مع احتراق مستوطنات الشمال بقببها الحديدية التي باتت تقريبا خارج الخدمة، وهو امر استدعى دخول عدد كبير من جنرلات الاحتياط، وكبار الكتاب والمحليلين في كيان العدو على الخط، لتحذير رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو من السقوط في المستنقع اللبناني، ونصحوه بالقبول بمعادلة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، التهدئة في غزة مقابل التهدئة في الشمال، والا فان اسرائيل ذاهبة بعيون مفتوحة الى «الخراب» الكبير.

ووفقا لمصادر مطلعة، فان المسؤولين اللبنانيين اعادوا التذكير بعدم الرغبة في اي تصعيد، وطالبوا بالضغط على اسرائيل لوقف التمادي في اعتداءاتها على الاراضي اللبنانية، ووقف الحرب على غزة، كي تنطلق المباحثات الجدية غير المباشرة لترتيب الاوضاع على الحدود الجنوبية. وبعد نقل «الرسائل» اللبنانية الى اسرائيل اعلن وزير الحرب الإسرائيلي يوآف غالانت بان الحكومة اللبنانية لا تريد اندلاع حرب واسعة وعليها الضغط على حزب الله.

ولفتت جهات معنية ومطلعة لـ»البناء» الى أن «استخدام حزب الله الدفاعات الجوية ضد الطيران الحربي الإسرائيلي بعد استخدام سلاح المسيرات الانقضاضية، ينقل الصراع الى مرحلة جديدة وهي «الحرب الجوية» الحقيقيّة بامتياز، ما يؤثر على قدرة جيش الاحتلال على العمل في الأجواء اللبنانية من التحليق لا سيما على علو منخفض وتنفيذ غارات وهمية أو صاروخية أو خرق جدار الصوت، ما يعني أن حزب الله فرض معادلة ردعية جديدة في الجو، وهي استهداف الطائرات الحربية ومحاولة إسقاطها لردع الاحتلال الذي يستخدم سلاح الحرب النفسية ضد قرى الجنوب التي تقع خارج منطقة الاشتباك والتي لا يجرؤ على استهدافها خشية رد المقاومة على العمق نفسه، لذلك يحاول إرهاب المواطنين في إطار الحرب النفسية للضغط على المقاومة». ولفتت الى أن «التهديدات الإسرائيلية بتوسيع العدوان على لبنان جوفاء وكاذبة ولا تعبر عن واقع جيش الاحتلال العاجز والمتهالك وتندرج في إطار تطمين المستوطنين الإسرائيليين الذين يطلقون نداءات الاستغاثة جراء ضربات المقاومة ويحملون حكومة الاحتلال المسؤولية»، ولفتت الى أن جيش الاحتلال لا يملك الطاقة القتالية لتوسيع جبهته في ظل غرقه وفشله في جبهتي غزة ورفح»، مع تأكيد الجهات بأن «المقاومة أعدت العدة لكافة السيناريوات ولديها مفاجآت كثيرة ستكشف عنها في الوقت المناسب».

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: حزب الله

إقرأ أيضاً:

توضيح غير مباشر من حزب الله لتصويب النقاش

افادت مصادر مطلعة ان "حزب الله" قام في الساعات الماضية بتعميم توضيحات عبر بعض القياديين والمسؤولين وحتى الناشطين الاعلاميين، لنفي ما قاله النائب السابق نواف الموسوي.
وتعتقد المصادر ان "حزب الله" يريد وضع حد للحديث الاعلامي من قبل بعض القياديين الذين باتوا يتفلتون من القرارات القيادية في بعض الاحيان لذلك كان لا بد من تصويب النقاش.
وترى المصادر ان "حزب الله" لا يتبنى السردية التي اوردها الموسوي ولا يريد تعميمها على الرأي العام خصوصا ان هناك اسباب كثيرة كانت وراء ما حصل خلال الحرب.
وكان الموسوي قال في مقابلة متلفزة  قبل يومين إن الإسرائيلي لم يكن ذكيا بقدر ما كان الحزب مقصرا، وقد ارتكب أخطاء مكّنت الإسرائيلي من تحقيق ما أراد.
وقد ذكر الموسوي أن من بين تلك الأخطاء الجسيمة أن الجهات الأمنية المعنية في الحزب لم تبادر إلى فحص أجهزة البيجر التي استوردها الحزب قبل فترة من الخارج، ووزعها على نحو واسع على كادره العسكري لتكون بديلا من الهواتف المحمولة وأجهزة الاتصال الأخرى التي يمكن العدو خرقها وتفكيك شيفرتها، وهي البيجرات نفسها التي بادر الإسرائيلي إلى تفجيرها بين أيدي عناصر الحزب ومقاتليه، ما أدى إلى إصابة ما لا يقل عن عشرة آلاف شخص وتركهم معطوبين وجرحى أو بلا أعين، فكانت تلك الضربة القاصمة الأولى التي نزلت بالحزب، وتلتها ضربات أخرى منها اغتيال الأمين العام السابق السيد حسن نصرالله ثم كل القيادة العسكرية الأولى.


المصدر: لبنان 24

مقالات مشابهة

  • لبنان يسير بين خطّين.. وهواجس من التعثّر والاصطدام!
  • إشتعال حرب في جنوب السودان سينعكس سلبا على السودان
  • من يوقف حرب الاستنزاف الإسرائيلية ضد حزب الله؟
  • إسرائيل تفرض منطقة عازلة بالنار في الجنوب
  • العفو الدولية : اسرائيل ارتكبت جرائم حرب في القطاع الصحي اللبناني
  • توضيح غير مباشر من حزب الله لتصويب النقاش
  • الدولة وسلاح حزب الله: تسوية او مواجهة
  • هل تنزلق أوروبا إلى الحرب؟
  • ترامب يهدد كندا بمزيد من التصعيد في الحرب التجارية
  • «الشيوعي السوداني» يحذر من تبعات محاولات طرفي الحرب لتشكيل حكومات