فرضت واشنطن عليها عقوبات.. ما هي مجموعة عرين الأسود؟
تاريخ النشر: 7th, June 2024 GMT
تسببت ممارسات مجموعة "عرين الأسود" الفلسطينية بالضفة الغربية في فرض عقوبات أميركية عليها.
وقالت وزارة الخارجية الأميركية في بيان، الخميس، إنه تم فرض عقوبات على هذه المجموعة، والتي كانت قد أعلن "مسؤوليتها" عن "عدة عمليات إطلاق نار من سيارات" في منطقة نابلس.
وأدان البيان أعمال العنف المرتكبة في الضفة الغربية أيا كان مرتكبيها، فيما أكدت واشنطن أنها "ستستخدم الأدوات المتاحة لنا لكشف ومحاسبة أولئك الذين يهددون السلام والاستقرار هناك".
"عرين الأسود" هي جماعة فلسطينية مسلحة ناشئة، ظهرت، في عام 2021، بمدينة نابلس، ويتم وضع ملصقات لمسلحيها ممن لقوا حتفهم في جميع الشوارع الضيقة للبلدة القديمة وسوقها، وجميعهم تقريبا شبان يحملون أسلحتهم الآلية ومعداتهم القتالية، حسب "رويترز".
وكان الدافع الأساسي للجماعة التي تألفت في البداية من أربعة مسلحين شبان هو "الغضب من تعديات المستوطنين الإسرائيليين والمواجهات مع الجيش الإسرائيلي"، وفقا لما ذكره مسؤولون فلسطينيون محليون لـ"رويترز".
وأكد أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس المفتوحة، أيمن الرقب، أن "الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة على نابلس وعدم وجود مدافع عن الشعب، كان السبب الرئيسي وراء تشكيل الجماعة".
وفي حديث سابق لموقع "الحرة"، أكد أن الجماعة تضم "مجموعة من الشباب المنتمي لعدة تنظيمات وفصائل فلسطينية ومنها فتح وحماس والجهاد الإسلامي".
وتصنّف الولايات المتحدة ودول غربية حركتي حماس والجهاد الإسلامي بأنهما من المنظمات الإرهابية.
من جانبه، تحدث المحلل السياسي الإسرائيلي، شلومو غانور، في تقرير سابق لـ"الحرة" عن معلومات استخباراتية تشير لكون عرين الأسود جماعة من الشباب تكونت بـ"صورة تلقائية دون تنظيم أو انتماء فصائلي فلسطيني"، وجاء ظهورها لعدة أسباب.
وعن تلك الأسباب، قال غانور إن الجماعة ترفض "علاقات السلطة الفلسطينية مع إسرائيل، وطريقة إدارتها للشؤون الداخلية".
وذكر غانور أن الصدام بين الفلسطينيين من جانب، والقوات الإسرائيلية والمستوطنين اليهود من جانب آخر، قد يكون أحد أسباب ظهور "عرين الأسود"، لكنه ليس "السبب الوحيد"، على حد قوله.
وأشار المحلل الإسرائيلي إلى "أهداف سياسية واجتماعية وسيكولوجية وأمنية أدت لظهور المجموعة، وانتشار فكرها ونشاطها، واكتسابها لتعاطف شعبي واسع في الضفة الغربية".
عدد أعضاء مجموعة "عرين الأسود"لا توجد معلومات موثوقة عن عدد أفراد هذه الجماعة، لكن مسؤولا فلسطينيا له صلات جيدة في البلدة القديمة في نابلس، قال إنها ربما تضم 25 ناشطا مسلحا، مع وجود عدد أكبر من المؤيدين من خارج الجماعة، وفقا لـ"رويترز".
ووفقا لحديث غانور، فلا يتجاوز عدد أفراد "عرين الأسود" 30 شخصا، ومعظمهم من سكان مدينة نابلس.
من جهته، قال الرقب إن عناصر الجماعة "محدودة" وتُقدَّر بـ"العشرات"، مرجعا ذلك لـ"صعوبة الحصول على السلاح في الضفة الغربية".
لماذا فرضت واشنطن عقوبات على "عرين الأسد"؟وفق بيان المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، ماثيو ميلر، أدرجت مجموعة "عرين الأسود" على قوائم العقوبات اليوم لمسؤوليتها أو تواطئها أو مشاركتها المباشرة أو غير المباشرة أو محاولتها المشاركة في أعمال تهدد السلام أو الأمن أو الاستقرار في الضفة الغربية.
وأشار إلى أن ذلك يشمل "التوجيه بإجراء هذه الأعمال أو تنفيذها أو إجرائها أو القيام بها".
والجماعة هي أول هدف فلسطيني للعقوبات بموجب أمر تنفيذي عن العنف في الضفة الغربية أصدره الرئيس الأميركي، جو بايدن، في فبراير، واستخدم الأمر سابقا لفرض قيود مالية على مستوطنين يهود ضالعين في هجمات على الفلسطينيين.
ويجمد الإجراء أي أصول تملكها الجماعة في كل مكان خاضع للولاية القضائية الأميركية ويحظر على الأميركيين التعامل مع الجماعة، لكن لم يتضح مدى امتلاك الجماعة أي أصول أو صلات من هذا النوع، بحسب تقرير لرويترز.
وقالت الأمم المتحدة في وقت سابق هذا الأسبوع، إن 505 فلسطينيين على الأقل قتلوا في الضفة الغربية على يد الجيش الإسرائيلي وقوات الأمن الأخرى ومستوطنين منذ اندلاع الحرب في غزة قبل أكثر من ثمانية أشهر، وفقا لفرانس برس.
كذلك، قتل حوالي 24 إسرائيليا، بينهم ثمانية جنود، في اشتباكات في الضفة الغربية أو في هجمات مفترضة نفّذها فلسطينيون خلال الفترة ذاتها، وفقا للأمم المتحدة.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: فی الضفة الغربیة عرین الأسود عقوبات على
إقرأ أيضاً:
اقتحامات واسعة بالضفة ومستوطنون يصادرون أراضي فلسطينية
اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي مدنا وبلدات في الضفة الغربية المحتلة اليوم الجمعة وشنت حملة اعتقالات، وذلك تزامنا مع التصعيد الإسرائيلي في جنين وطولكرم، في حين أقدم مستوطنون إسرائيليون على تجريف أراضي فلسطينية ومصادرة أخرى.
ففي شمال الضفة، اقتحمت قوات إسرائيلية البلدة القديمة في مدينة نابلس، وداهمت 5 مساجد وعدة منازل.
وقال الدفاع المدني في بلدية نابلس للجزيرة إن قوات الاحتلال أشعلت النار داخل غرفة بمسجد النصر ما أدى إلى احتراقها، وأضاف أن قوات الاحتلال حطمت محتويات المساجد الخمسة التي اقتحمتها، كما اعتدت على شاب قبل أن تقوم باحتجازه.
كما اقتحمت قوات الاحتلال حارة الشيخ مسلم في البلدة القديمة وسط مدينة نابلس إلى جانب أحياء أخرى في البلدة، وداهمت عدة منازل فيها.
⬅️ شاهد..
جانب من آثار الحريق الذي أشعله الاحتلال وتسبب بأضرار كبيرة في مسجد النصر بالبلدة القديمة بنابلس فجر اليوم. pic.twitter.com/72mEGC4dwi
— المركز الفلسطيني للإعلام (@PalinfoAr) March 7, 2025
اعتقالاتإلى ذلك، أفادت مصادر للجزيرة باندلاع مواجهات بين شبان فلسطينيين وقوات الاحتلال في محيط البلدة القديمة، الأمر الذي دفع جيش الاحتلال إلى إرسال تعزيزات عسكرية إضافية إلى البلدة.
إعلانوقالت مصادر محلية للجزيرة إن شباناً أشعلوا إطارات مطاطية أمام قوات الجيش، ما أدى إلى اندلاع مواجهات، حيث قام جنود الاحتلال بإلقاء قنابل مسيلة للدموع في وسط المدينة، قبل أن يقتحموا المقبرة الشرقية.
وقالت كتائب "شهداء الأقصى-طلائع التحرير-نابلس" إن مقاتليها يواصلون التصدي لاقتحام قوات الاحتلال لمدينة نابلس ويستهدفون قوات المشاة والآليات بوابل كثيف من الرصاص ويخوضون اشتباكات عنيفة معها في محيط البلدة القديمة.
في حين سُمع دوي انفجار في البلدة القديمة تزامنا مع الاقتحام المستمر للمدينة.
وفي جنوب الضفة، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي أسرى محررين خلال اقتحامها مخيم الفوار جنوب الخليل. ودهمت قوات الاحتلال المخيم من مداخل عدة، ودفعت بحافلات كبيرة وعلى متنها عشرات الجنود لدهم منازل عدة.
يُذكر أن قوات الاحتلال اعتقلت عشرات من سكان المخيم في وقت سابق وأغلقت المدخل الرئيسي للمخيم منذ أكثر من سنة بهدف تشديد الحصار على سكانه.
تصعيد في جنينكما دفعت قوات الاحتلال بتعزيزات عسكرية إسرائيلية إلى مدينة جنين شمال الضفة من الحواجز المحيطة بها، وهدمت عددا من المنازل في مخيم جنين وأحرقت بيتا داخل المخيم.
وأوضحت المصادر أن عمليات التهجير القسري التي نفذتها قوات الاحتلال طالت أكثر من 20 ألف فلسطيني نزحوا وتوزعوا على قرابة 39 بلدة وهيئة محلية ومركزا للإيواء في محافظة جنين، وأكد شهود عيان أن مخيم جنين بات شبه فارغ من السكان.
وتشهد جنين حصارا متواصلا منذ 45 يوما ضمن ما أطلقت عليه قوات الاحتلال الإسرائيلي عملية السور الحديدي العسكرية شمال الضفة الغربية.
من جهتها ذكرت اللجنة الإعلامية في مخيم جنين أن عمليات الاحتلال أوقعت 30 شهيدا وعشرات الجرحى وأسفرت عن اعتقال المئات.
وحذرت اللجنة من تنفيذ الاحتلال مخططا لتغيير معالم المخيم إثر التدمير الممنهج لأكثر من 120 منزلا بشكل كلي وعشرات المنازل بشكل جزئي.
إعلانوإلى جانب نابلس وجنين ومخيم الفوار، اقتحمت آليات جيش الاحتلال قرية يبرود شمال مدينة رام الله وسط الضفة الغربية، وبلدة الخضر جنوب مدينة بيت لحم جنوبي الضفة، كما داهمت عددا من منازل المواطنين خلال اقتحامها مخيم الفوار ومدينة دورا جنوب الخليل جنوبي الضفة.
وذكرت مصادر محلية أن آليات الاحتلال اقتحمت كذلك بلدة عزون شرق مدينة قلقيلية شمالي الضفة الغربية، واقتحمت المدينة من الحاجز الجنوبي.
سياسة هدم المنازلعلى صعيد متصل بدأت قوات الاحتلال الإسرائيلي هدم 17 مبنى بعد إخلائها قسرا في مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم، وكانت أخطرت أمس عائلات فلسطينية تسكن هذه المنازل بإخلائها، ومنحتهم 3 ساعات فقط لأخذ بعض المقتنيات.
من جانبها قالت اللجنة الشعبية في مخيم نور شمس، إن المنازل المستهدفة تقع في حارة المنشية، وإن الإخلاء يأتي استكمالا لمخطط نفذه الاحتلال قبل أيام في المخيم، بذريعة شق طريق جديد.
وأكدت اللجنة أن المخيم يشهد يوميا حركة نزوح كبيرة خصوصا في حارات المسلخ والمنشية وجبلي الصالحين والنصر، وأن عدد النازحين قسرا فاق 9 آلاف.
متابعة | فلسطينية من مخيم نور شمس شرق طولكرم تتحدث بحرقة عن هدم الاحتلال لمنزلها خلال العدوان المستمر على المخيم. pic.twitter.com/4k7g2JpEj5
— المركز الفلسطيني للإعلام (@PalinfoAr) March 7, 2025
تجريف ومصادرة أراضيفي غضون ذلك، قالت مصادر للجزيرة إن مستوطنين يجرفون أراضي في بلدة حوارة جنوب نابلس لشق طريق استيطاني يصادر نحو 800 دونم.
وأمس الخميس، أقدم مستوطنون إسرائيليون على اقتلاع وتدمير نحو 100 شجرة زيتون في قرية حارس، غرب مدينة سلفيت، شمالي الضفة الغربية المحتلة، ضمن سلسلة اعتداءات متكررة تستهدف الأراضي الفلسطينية.
ووفقا لما نقلته وكالة وفا الرسمية عن مصادر محلية، فإن المستوطنين اقتحموا منطقة أبو العلا، حيث قطعوا الأشجار في مساحة 20 دونما مملوكة للمواطن خالد عقل، وسرقوا أدوات زراعية وخزانات مياه.
إعلانوأشارت الوكالة إلى أن المنطقة تتعرض لاعتداءات متواصلة من قبل المستوطنين والقوات الإسرائيلية، بهدف السيطرة عليها لصالح التوسع الاستيطاني.
وفي هذا السياق وثقت منظمة "البيدر للدفاع عن حقوق البدو والقرى المستهدفة" (غير حكومية)، 187 انتهاكا نفذها الجيش الإسرائيلي والمستوطنون ضد الفلسطينيين في التجمعات البدوية بالضفة الغربية خلال فبراير/شباط 2025.
وأوضحت أنها وثقت 39 انتهاكا في الخليل (جنوب)، و18 في بيت لحم (جنوب)، و7 انتهاكات في نابلس (جنوب)، و21 انتهاكا في أريحا والأغوار (شرق)، و33 في طوباس (شمال)، و21 في محافظة رام الله (وسط)، و21 انتهاكا في سلفيت ومثلها في قلقيلية (شمال)، و6 انتهاكات في القدس.
ويوم أمس ذكرت صحيفة واشنطن بوست أن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس أكد للمستوطنين بالضفة الغربية أن عليهم أن يتصرفوا تماما مثل سلوك الجيش في قطاع غزة.
ووفق الصحفية، فإن وزير الدفاع حث المستوطنين على إجلاء السكان وتنظيف المنطقة وتدمير ما سماه البنية التحتية للإرهاب.