أوروبا تستعد لحرب عالمية ثالثة كبرى.. تصريحات عدائية وروسيا في مرمى النيران
تاريخ النشر: 7th, June 2024 GMT
في وقت تحتفل فيه أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية بالذكرى الـ80 لعملية إنزال النورماندي والتي كانت لها الدور الأبرز في انتصار الحلفاء بالحرب العالمية الثانية، حذر قادة العالم من اقتراب الحرب الثالثة مع تصاعد التهديدات بين روسيا وأمريكا وأوروبا، في أعقاب ذلك، تتحرك الولايات المتحدة وأوروبا تمهيدًا لحرب طاحنة تقترب من بدايتها.
الجنرال السير باتريك ساندرز، وهو قائد سابق في الجيش البريطاني، خلال حديثه في ذكرى إنزال نورماندي، إن القوات المسلحة البريطانية قوية، مُشيرًا إلى أن صراع الحرب العالمية المميت يمكن أن يتكرر مرة أخرى، في إشارة إلى الحرب العالمية الثالثة.
وأكد «ساندرز»، أن الجيش البريطاني أكثر استعدادًا للحرب عما كان عليه عندما تولى منصبه قبل عامين لأنه بذل قدرًا كبيرًا في تعبئة الجيش، حتى يكون مستعدًا للقتال بما لديه، وفقًا لـ«جارديان» البريطانية.
ماكرون: لن نتراجعبينما أشار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، خلال الاحتفال بذكرى إنزال نورماندي، إلى الحرب العالمية الثالثة قائلًا: «نحن هنا ولن نتراجع، في مواجهة عودة الحرب إلى قارتنا، في مُواجهة أولئك الذين يتظاهرون باستخدام القوة لتغيير الحدود، لإعادة كتابة التاريخ».
بايدن: العالم مهدد أكثر من أي وقت مضىفيما قال الرئيس الأمريكي جو بايدن، إن العالم مهدد أكثر من أي وقت مضى، مُشيرًا إلى أن جيران أوكرانيا مهددين، وأوروبا بأكملها مهددة، وأن الاستسلام لا يمكن تصوره.
وقال الملك تشارلز الثالث، ملك بريطانيا: «يجب على الدول الحرة أن تتحد في مواجهة الطغيان والحرب»، بحسب وكالة «أسوشيتد برس».
جاستن ترودو: الديمقراطية في العالم مهددةوحذر رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو من الحرب، قائلًا إن العالم يجب أن يواصل الدفاع عن الديمقراطية، مُشيرًا إلى أنها مهددة بشكل كبير بسبب الحرب الروسية الأوكرانية.
وقال كريستوفر كافولي، القائد الأعلى لحلف شمال الأطلسي «الناتو»، إن الحلف مستعد للقيام بدفاع جماعي، ونعمل على بناء وتجهيز المزيد من المعدات العسكرية لمواجهة التهديدات الروسية.
بوتين يحذروحذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتي من أن موسكو قد تزود أعداء الغرب بصواريخ بعيدة المدى، في حال استخدمت أوكرانيا الأسلحة التي زودها بها الناتو وأمريكا لضرب الأراضي الروسية.
وكان السماح لكييف باستخدام الأسلحة الغربية والأمريكية لضرب الأهداف الروسية تطورًا بارزًا في الحرب المستمرة منذ أكثر من عامين، وهو قرار، امتنعت واشنطن وأوروبا عند اتخاذه خوفًا من اتساع الصراع، وفقًا لصحيفة «بوليتيكو» الأمريكية.
ألمانيا تحذر من اقتراب الحربكما تحدث وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس، عن اقتراب الحرب، قائلًا إن ألمانيا يجب أن تستعد لحرب كبرى بسبب التهديدات الروسية المتزايدة، مشيرًا إلى أن «بوتين لن يتوقف عند حدود أوكرانيا».
وأضاف «بيستوريوس»: «في حالة الطوارئ، نحتاج إلى شابات وشباب دفاعيين يمكنهم الدفاع عن هذا البلد»، بحسب «بوليتيكو» الأمريكية.
استفزازت روسيةوتتعقب واشنطن السفن الحربية الروسية المتوجهة إلى البحر الكاريبي لإجراء مناورات عسكرية حسبما ذكرت وكالة أسوشيتد برس نقلًا عن مسؤولين أمريكيين، وبحسب التقارير، قال المسؤولون إن التدريبات الروسية ردًا على الدعم الأمريكي لأوكرانيا.
وقالت «أسوشيتد برس» إن موسكو لم تبلغ واشنطن بشأن التدريبات التي وصفت بأنها نشاط بحري وجوي متزايد بالقرب من الولايات المتحدة.
ويعمل حلف «الناتو» على تطوير ممرات برية في ظل تصاعد التهديدات الروسية، وذلك من أجل نقل القوات والمدرعات الأمريكية إلى الخطوط الأمامية، في تطور خطير تجاه الحرب التي تقرع طبولها في القارة العجوز، في وقت يحذر حلف الناتو من نشوب صراع كبير وحرب مع موسكو والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، كما طلب من حكومات الدول الغربية الإعداد جيدًا للصراع مع روسيا خلال الأعوام القادمة.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: إنزال نورماندي ذكرى إنزال نورماندي الحلفاء أوكرانيا أمريكا إيمانويل ماكرون الحرب العالمیة ا إلى أن
إقرأ أيضاً:
فورين بوليسي: فرصة سانحة أمام ترامب والرئيس الصيني لعقد صفقة كبرى وترسيخ نظام عالمي أكثر توازنا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
ذكرت مجلة (فورين بوليسي) الأمريكية، أنه قبل فترة ليست بالبعيدة، كانت العلاقات الأمريكية الصينية على المستوى الشعبي جيدة، ففي عام 2011، أظهرت استطلاعات الرأي أن غالبية الناس في كل بلد ينظرون إلى الآخر بشكل إيجابي.. كما أنه اقتصاديا، بدا أن الاقتصاد الأمريكي والصيني لا يمكن فك الارتباط بينهما وقد تجسد مصطلح "صين أمريكا" في ديناميكية: الصين تنتج وتدخر؛ وأمريكا تستهلك وتقترض وتم الاحتفاء بالعلاقة بين الجانبين باعتبارها محرك النمو العالمي، الذي ساعد العالم على التعافي من الأزمة المالية في عام 2008.
بينما اليوم، أصبح مصطلح "صين أمريكا" غائبا منذ فترة طويلة. فقد أظهر استطلاع رأي أجراه مركز بيو الأمريكي للأبحاث في عام 2024 أن 81% من الأمريكيين ينظرون إلى الصين بشكل غير إيجابي، مع اعتبار 42% منهم أنها "عدو" للولايات المتحدة.
وترى المجلة الأمريكية، أن نقطة التحول في العلاقات بين الجانبين جاءت عام 2012، عندما ألقى المرشحان الرئاسيان باراك أوباما وميت رومني باللوم على الصين في خسارة الوظائف، وذلك لجذب الناخبين المتأرجحين في ولاية أوهايو، مشيرة إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب –وعلى غير المعتقد- لم يتسبب في الخلاف بين واشنطن وبكين، لكنه حتى الآن لم يبد اهتماما كبيرا بإصلاحه.
ولفتت المجلة إلى أن الولايات المتحدة والصين تسيران على نفس المسار من الإحباط. والفرق بينهما هو أن الولايات المتحدة لديها موارد محلية وعلاقات ودية مع جيران يجعلونها أكثر قدرة على التغلب على تحدياتها، في حين تواجه الصين صعودا أكثر صعوبة بسبب قيود الموارد والجيران المتقلبين.
وتؤكد المجلة الأمريكية أن الاقتصادين الأمريكي والصيني مترابطين ومتخصصين لدرجة أن أي منهما لا يستطيع الانفصال تماما عن الآخر، حيث تمثل الولايات المتحدة والصين معا حوالي 43% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي ونحو 48% من الناتج الصناعي العالمي. فيما لا يزال المستهلكون الأمريكيون المصدر الأكثر أهمية للطلب الذي يحافظ على استمرار عمل المصانع الصينية.
لذا، فإن التعريفات الجمركية التي هدد بها ترامب من شأنها أن ترفع الأسعار بالنسبة للأمريكيين وتقلل من التجارة المباشرة بين الولايات المتحدة والصين جزئيا من خلال إعادة توجيه السلع عبر دول ثالثة، ما يعني أن السلع الصينية ستعود إلى سلاسل التوريد العالمية بأسعار أعلى من خلال وسطاء، مثل المكسيك وفيتنام.
ويؤكد الواقع الاقتصادي –وفقا لفورين بوليسي- على عبثية جهود فك الارتباط التي يبذلها صقور واشنطن تجاه الصين ودبلوماسيو بكين المحاربون الذئاب، حيث تظل الصين أكبر شريك تجاري للولايات المتحدة في السلع والخدمات خارج أمريكا الشمالية. ففي عام 2023، على سبيل المثال، بلغ العجز التجاري الأمريكي مع الصين 252 مليار دولار لصالح الأخيرة، وهو أدنى مستوى له منذ عام 2009.
وبناء على ذلك، اعتبرت المجلة الأمريكية أن تهديدات ترامب، قبل تنصيبه رئيسا، بفرض تعريفات جمركية جديدة على الصين ينبغي أن ينظر إليها باعتبارها تمهيدا لمفاوضات تجارية مستقبلية وليس باعتبارها أمرا واقعا، حيث من المؤكد أن حربا تجارية متبادلة مع الصين ستكون لعنة على سوق الأوراق المالية ومن شأنها أيضا تقليص نمو الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي، وهما المؤشران الحساسان بالنسبة لواشنطن، خاصة وأنهما حققا بالفعل أداء جيدا نسبيا في عهد الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن، ويتردد ترامب في الإقرار بذلك.
وحول الصورة الذهنية عن الرئيس الأمريكي وطريقة إدارته للملفات، نبهت "فورين بوليسي" إلى أن أنصار ترامب غالبا ما يطلقون عليه لقب "صانع التغيير"، حيث إنه يعامل الشؤون الخارجية كأنها لعبة احتكار، وينظر إلى الدول باعتبارها ممتلكات يمكن السيطرة عليها أو التجارة معها أو الاستفادة منها للتغلب على المنافسين. ووفقا لقناعاته (ترامب)، لا توجد صداقات دائمة متجذرة في القيم المشتركة، ولا أعداء أيديولوجيين؛ فكل زعيم أجنبي بالنسبة له هو ببساطة لاعب آخر يتنافس على الهيمنة على جانب من اللعبة.
وترى المجلة الأمريكية أن إدارة ترامب لديها الآن فرصة لإبرام صفقة كبرى مع الصين بدلا من الاستمرار في النهج الذي انتهجته الإدارة السابقة. وإن هذه الصفقة لا تعني التنازل عن قضايا أمنية مهمة؛ إذ لا ينبغي للحكومة الأمريكية أن تمنح بكين حق الوصول إلى التكنولوجيات الحساسة أو تغض الطرف عن الإعانات الحكومية التي تمنح المنتجات الصناعية الصينية ميزة غير عادلة، وينبغي أن يكون هدف الصفقة الكبرى إبقاء الصين مستقرة في النظام الاقتصادي العالمي الذي تقوده الولايات المتحدة مع تقاسم المزيد من فوائد التجارة الثنائية.
ولكن من أجل انتزاع تنازلات ذات مغزى من الصين للتوصل إلى اتفاق تجاري، سوف يحتاج ترمب –وفقا للمجلة- إلى الاعتماد على أسلوب مغاير بديل للإكراه والضغط الشديد، حيث من المرجح أن تؤدي التعريفات الجمركية الأعلى على السلع الصينية إلى إثارة ردود أعمال انتقامية، ما يؤدي بدوره إلى زيادة التضخم الاستهلاكي الأمريكي وإلحاق الضرر بالصناعة الأمريكية. لذا، ينبغي على إدارة ترامب أن تتبنى استراتيجية تضمن أن يتماشى النمو الاقتصادي في الصين مع مصالح الولايات المتحدة.
ولكي تنجح المفاوضات التجارية مع الصين، يتعين على إدارة ترامب أيضا –في رأي المجلة- التخلي عن فكرة استخدام التعريفات الجمركية لتقليص العجز التجاري، بل أن تربط صراحة مستويات التعريفات الجمركية بحجم الاستثمار الصيني في الولايات المتحدة، بمعنى أنه إذا كان الرئيس الصيني شي جين بينج يريد تعريفات جمركية أقل، فإنه يحتاج فقط إلى الاستثمار أكثر في الولايات المتحدة، وهذا من شأنه أن يترك لبكين خيارا واضحا إما: قبول العقوبات على عدم الامتثال أو جني المكافآت للتعاون.
ولمعالجة المخاوف الأمنية المحتملة، ينبغي أن تقتصر الاستثمارات الصينية على صناعات محددة وتخضع لمراجعات صارمة من قبل الحكومة الأمريكية، مع إحباط عمليات الاستحواذ على الشركات الأمريكية القائمة، ومنح الاستثمارات الخضراء مثل المصانع المبنية حديثا والتي تخلق فرص عمل جديدة، والشركات الناشئة في التقنيات غير الحساسة على معاملة تفضيلية.
وفي حين أن المستوى المستهدف للإنفاق والاستثمار الجديد سوف يصبح نقطة محورية للمفاوضات بين الولايات المتحدة والصين، فإن القضية الأكثر ترجيحا لتحطيم الآمال في إمكانية التوصل إلى صفقة كبرى بين الولايات المتحدة والصين هي تايوان.
واعتبرت "فورين بوليسي" أن القيادة الصينية كانت بطيئة في إدراك أن أهمية تايوان للعلاقات بين الولايات المتحدة والصين تتشكل في المقام الأول من خلال القرارات المتخذة في بكين، وليس في واشنطن أو تايبيه.
وأوضحت المجلة أن الإشارات المتكررة التي يطلقها الرئيس الصيني إلى "إعادة التوحيد الحتمية" لتايوان، والتي تتخللها تدريبات عسكرية واسعة النطاق حول الجزيرة، تغذي الرواية القائلة بأن الصين تشكل تهديدا عسكريا وشيكا، ما يحفز المشاعر المعادية للصين في واشنطن.
وعليه، فإن التوصل إلى صفقة كبرى مع الصين أمر ممكن إذا تجنب الجانبان السماح للقضايا الجيوسياسية من التأثير على الشق الاقتصادي، وهو ما يستدعي من إدارة ترامب الحفاظ على الاستقرار الجيوسياسي في شرق آسيا، وأن يؤكد ترامب مجددا على الموقف الأمريكي الثابت بشأن تايوان وسياسة "الصين الواحدة"، التي تعارض استقلال تايوان مع التزامها بالحل السلمي للخلافات عبر المضيق، فيما يمكن للرئيس الصيني أن يرد بالمثل بإزالة السطر من خطاباته الذي ينص على أن الصين "لن تعد أبدا بالتخلي عن استخدام القوة" فيما يتصل بتايوان.
وأكدت المجلة أهمية عمل مساعدي الزعيمين خلال الفترة المقبلة على ترتيب لقاء لترامب وشي جين بينج؛ لإعادة ضبط العلاقات بين الولايات المتحدة والصين، خاصة وأن الانتصارات الرمزية من مثل هذا اللقاء يمكن أن تضع الأساس لإنجازات كبيرة.
وختاما، شددت المجلة الأمريكية على أنه من خلال تأمين اتفاقيات الاستثمار الاقتصادي، وإعادة التأكيد على مركزية الدولار الأمريكي، واستقرار الأوضاع الجيوسياسية، يمكن لترامب وشي إعادة تعريف العلاقات بين الولايات المتحدة والصين لجيل كامل، وأن مثل هذه الصفقة الكبرى لن تحافظ على السلام فحسب، بل ستضع الدولتين أيضا في موقف المهندسين المشاركين في ترسيخ نظام عالمي أكثر توازنا.