الجزيرة:
2024-11-05@19:48:31 GMT

تحت قصف الصواريخ.. سلام زائف وضمير كاذب

تاريخ النشر: 7th, June 2024 GMT

تحت قصف الصواريخ.. سلام زائف وضمير كاذب

لأول مرة استنكرت أميركا والغرب قصف مخيمات اللاجئين في رفح، وكأن كل ما فعلته إسرائيل قبل ذلك منذ بداية العدوان على غزة أمر طبيعي ومعتاد. لقد بلغَ عددُ القتلى 36 ألف شخص، ومعظمُهم من النساء والأطفال. تعتبر الهجمات التي نفّذتها إسرائيل على المستشفيات تصرفًا غير إنساني، والآن يعبرون عن غضبهم لمقتل 45 شخصًا نتيجة لقصف خيام اللاجئين.

يُعتبر هذا التصرف انتهاكًا صارخًا للقيم الإنسانية وعرضًا فظًا للضمير.

صوت الضمائر الكاذبة

أحد أكبر مظاهر النفاق يأتي من رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو، الذي وصف قصف مخيم اللاجئين بأنه "خطأ مأساوي". هل لا يُعتبر قصف الأطفال وقتل النساء بالقنابل، واستهداف القوافل الإنسانية، وسيارات الإسعاف، والمستشفيات، والكنائس، والمساجد، مأساويًا؟ الضمير الزائف للقاتل لا يمكن أن يظهر إلا بهذه الطريقة.

أما وزير الخارجية الأميركي بلينكن، فقد جلب لنفسه الإحراج. فقد وصف الحادثة أولًا بأنها "مروعة"، ثم قال: "إنها هجوم محدود ومركّز على الإرهابيين الذين يقتلون المدنيين"، مما يظهر التناقض والمزيد من الفظائع التي ترتكب بحق المدنيين. ماذا يمكن أن نتوقع من شخص لم يبدِ أي رد فعل ليوم واحد على قتل 36 ألف إنسان وجثث الأطفال؟ هل هو عدم الاكتراث أم تحايلٌ على الحقيقة؟

رغم عدة تصريحات من الرئيس الأميركي بايدن تحذر من خطورة هجمات إسرائيل على رفح، فإن صمته كان مُريبًا عندما قامت إسرائيل بقصف مخيمات اللاجئين في رفح، وقتلت المدنيين الذين كانوا يبحثون عن ملاذ آمن. لم يستطع هذا البطل المزعوم لقضايا الإنسانية وقف إسرائيل أو حتى التصدي للقنابل التي تُرسل إليها.

وعلى الرغم من تصريحات بريطانيا وألمانيا ودول أخرى التي تُعبر عن دعمها لإسرائيل بدون وضع شروط بعد قصف مخيم اللاجئين، فإن هذه التصريحات لا تُعد إلا عروضًا باطلة للضمائر الزائفة. لا ينبغي الاعتماد على أيٍ منها.

عروض السلام الزائفة

بالإضافة إلى تلاعبه بمفهوم الضمير الكاذب، قام الرئيس بايدن بنشر مقترح لوقف إطلاق النار عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مما يبدو وكأنه اهتمام حقيقي بحياة الناس ورغبة في تحقيق السلام. ومع ذلك، يمكننا التعرف على أن هذا المقترح يعد باطلًا، نظرًا لعدم وجود تهديد بفرض عقوبات أو قطع المساعدات العسكرية والنفطية في حال عدم القبول به. لو كان هذا المقترح جادًا، لكان من الممكن رؤية تهديدات حقيقية بالعواقب إذا لم يتم قبوله. ولكن نتنياهو رفضه بسهولة، مما يثير الشكوك حول جدية هذا المقترح.

في الواقع، أعلن نتنياهو بوضوح أنه لن يقبل بإنهاء الحرب دون تحقيق أهدافها، وهو موقف أكده في جلسة سرية للكنيست وتم تسريبها عن عمد إلى الصحافة. فما هي تلك الأهداف التي يسعى إليها؟ تتضمن قتل المزيد من الفلسطينيين، وإحداث المزيد من الدمار، والمزيد من التهجير، وزيادة الاحتلال. في هذا السياق، لا يمكن أن تكون هناك أهداف أخرى غير ذلك.

بايدن لم يعبر بأي تعليق حول هذا الأمر. بالعكس، هو مستمر في دعم إسرائيل عبر إرسال القنابل التي تسفك دماء الأطفال، ويموّل الطائرات التي تقصف المدن بالوقود. كما أنه يهدّد الدول التي تسعى لفرض عقوبات على إسرائيل. بمعنى آخر، يجب ألا نثق بعروض السلام الزائفة التي تصدر عن إدارة بايدن.

ماذا نفعل نحن؟

من الواضح أن الاستنكار والتنديد لم يعودا كافيَين لمواجهة الظلم والقمع الذي يمارسه الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين. يجب على الدول الإسلامية والعالمية بشكل عام القيام بخطوات عملية وفعّالة لوقف هذه المأساة الإنسانية.

أولًا وقبل كل شيء، يجب أن تضغط الدول الإسلامية والعربية بقوة على المجتمع الدولي لاتخاذ إجراءات فعّالة ضد إسرائيل، بما في ذلك فرض العقوبات الاقتصادية والدبلوماسية، وقطع العلاقات التجارية والعسكرية. علاوة على ذلك، ينبغي عليها العمل على توجيه الضغط الدبلوماسي؛ لتحقيق إنهاء الاحتلال وتحقيق العدالة للشعب الفلسطيني.

ثانيًا، يجب على المجتمع الدولي تحمل مسؤولياته تجاه حماية الفلسطينيين من الانتهاكات والجرائم التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي، وضمان تقديم العون الإنساني اللازم للمتضررين.

وأخيرًا، يجب على المجتمع الدولي العمل على تعزيز الوعي العام بحقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية في فلسطين، وتقديم الدعم للجهود السلمية، وحق تقرير المصير للفلسطينيين، وذلك من خلال دعم الحوار والتفاوض؛ لتحقيق السلام العادل والدائم في المنطقة.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logoمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلامية

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات

إقرأ أيضاً:

مؤثر اجتماعي مؤيد لترامب: عميل روسي دفع 100 دولار لنشر فيديو زائف عن تزوير الانتخابات

(CNN)-- قال مؤثر أمريكي على وسائل التواصل الاجتماعي إنه حصل على 100 دولار من أحد مروجي الدعاية السياسية الموالين للكرملين لنشر مقطع فيديو مزيف لمهاجرين من هاييتي يزعمون التصويت في الانتخابات الرئاسية الأمريكية. 

وكانت المدفوعات واحدة من عدة دفعات قال الرجل إنه تلقاها من مروج الدعاية السياسية - وهو عميل روسي مُسجّل - لنشرها على وسائل التواصل الاجتماعي في الفترة التي سبقت الانتخابات.

وعلمت شبكة CNN أن المؤثر المؤيد لترامب، الذي يستخدم حساب AlphaFox78@ على منصة إكس، هو رجل أمريكي يعيش في ماساتشوستس. ووافق على التحدث إلى شبكة CNN بشأن المنشورات بشرط عدم الكشف عن هويته.

وكان الحساب، الذي لديه تاريخ في نشر المواد المصورة اليمينية الساخرة لدعم الرئيس السابق دونالد ترامب، أول من نشر مقطع الفيديو الذي تم كشف حقيقته الآن، ويُظهر مهاجرًا هايتيًا يزعم أنه سيصوت مرتين على الأقل في ولاية جورجيا لنائب الرئيس كامالا هاريس.

وقال سكرتير ولاية جورجيا براد رافينسبيرجر إن كل شيء في هذا الفيديو مزيف، من الممثلين إلى بطاقات الهوية، وقد تم إنتاجه ونشره من قبل جهات مؤثرة روسية.

في مقابلات هاتفية ونصية مع CNN على مدار عدة أيام، قال الشخص الذي يقف وراء الحساب، الذي جمع أكثر من 650 ألف متابع على منصة إكس، إنه نشر الفيديو دون التحقق من صحة الادعاءات الواردة فيه.

وقال: "ليس لدي أي فكرة من أين جاء أو أي شيء - أنا فقط الرجل الذي شاركه".

مقالات مشابهة

  • مؤثر اجتماعي مؤيد لترامب: عميل روسي دفع 100 دولار لنشر فيديو زائف عن تزوير الانتخابات
  • مفوضية اللاجئين تشارك في ورشة عمل حول تغير المناخ والنزوح والسلام بالأقصر
  • إدارة بايدن: إسرائيل "فاشلة" في تحسين الوضع الإنساني في غزة
  • الرئاسة الفلسطينية: قطع إسرائيل للعلاقة مع الأونروا هدفه تصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين
  • قبل معركة الحسم.. هل يلتزم بايدن وهاريس بوعود إحلال السلام في غزة؟
  • الرئاسة الفلسطينية: إسرائيل تواصل استهداف أونروا لتصفية قضية اللاجئين
  • الجيش الإسرائيلي: "حزب الله" أطلق 105 من الصواريخ والمقذوفات على إسرائيل منذ الصباح
  • رئيس دائرة اللاجئين الفلسطينيين يكشف الأسباب الحقيقية لمواقف إسرائيل من الأونروا
  • إسرائيل تنتقد مسار بايدن مع إيران على طريقة أوباما
  • تفكيك الأونروا.. إسرائيل تسعى لتصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين.. وعواقب وخيمة منتظرة على الصعيدين الإنساني والسياسي