الأمم المتحدة: غزة والسودان يواجهان مستويات كارثية من انعدام الأمن الغذائي
تاريخ النشر: 7th, June 2024 GMT
الجديد برس:
حذرت وكالات أممية، من أن سكان غزة والسودان وهايتي ومالي قد يواجهون “مستويات كارثية” من انعدام الأمن الغذائي بحلول أكتوبر المقبل، إذا لم يتم اتخاذ إجراءات إنسانية وجهود دولية للوصول إلى المناطق المتضررة.
وتحذر الأمم المتحدة منذ أشهر من أن المجاعة تهدد غزة، التي تتعرض لعدوان إسرائيلي متواصل منذ السابع من أكتوبر 2023.
وتواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي حرب الإبادة الجماعية ضد القطاع، والتي أدت إلى ارتقاء 36654 والإصابات إلى 83309، بحسب الحصيلة الأخيرة التي أعلنتها وزارة الصحة في غزة يوم الخميس.
من جهتها، قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) يوم الخميس، إنه مع صعوبة تأمين المياه النظيفة في قطاع غزة واشتداد الحرارة صيفاً يزداد خطر تفشي الأمراض ولا سيما الكوليرا.
وكان المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، أعلن في وقت سابق عن انخفاض دخول المساعدات إلى قطاع غزة بنسبة 67% منذ إغلاق “إسرائيل” معبر رفح في 7 مايو الجاري.
بدوره، حذر برنامج الأغذية العالمي من أن النازحين في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة وجميع أنحائه، “مرهقون جداً”، مع استمرار العملية العسكرية الإسرائيلية هناك، واستمرار العدوان نحو 8 أشهر.
وصرح البرنامج، بأن قدرته على مساعدة النازحين في القطاع “تتدهور كل ساعة”.
وفي تقرير جديد حول “بؤر الجوع الساخنة” في العالم، أشارت منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) وبرنامج الأغذية العالمي إلى أن أكثر من مليون شخص، أي نصف سكان غزة معرضون لمواجهة انعدام الأمن الغذائي الكارثي بحلول منتصف يوليو.
ووفق التقرير، هذا الوضع نتيجة “الآثار المدمرة للنزاع المستمر والقيود الشديدة على التنقل وانهيار أنظمة الأغذية الزراعية المحلية”، وفقاً للوكالتين اللتين تشعران بالقلق إزاء خطر انتقال عدوى انعدام الأمن الغذائي الى لبنان وسوريا.
وفي السودان، أدت احتدام المعارك من جراء العنف والحرب الدائرة وأعمال النهب، إلى تفاقم الأزمة في البلاد في مجالات مختلفة ولا سيما في المجال الزراعي والإنتاجي، فضلاً عن ارتفاع أسعار المواد الغذائية.
ووفق الأمم المتحدة “يؤدي انخفاض إنتاج الغذاء المحلي في جنوب السودان المرتبط بتراجع قيمة العملة إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية، وما زاد الأمور سوءاً هو مخاطر وقوع فيضانات والنزاعات المتكررة على المستوى الداخلي” بحسب التقرير الذي يقيم حالة الأمن الغذائي في جنوب السودان من يونيو إلى أكتوبر.
ويفيد التقرير بأن الوضع في مالي يتدهور بسبب تصاعد النزاعات ويتفاقم بانسحاب بعثة الأمم المتحدة.
وأضافت منظمة الأغذية والزراعة وبرنامج الأغذية العالمي هايتي إلى قائمة المناطق الأكثر إثارة للقلق (القائمة السابقة تعود لأكتوبر 2023) حيث أن عنف الجماعات المسلحة المتزايد “يؤدي إلى تعطيل أكبر للإمدادات ويزيد من النزوح الداخلي ويؤثر على وصول المساعدات الإنسانية”.
وتشتد أزمة الغذاء في 18 نقطة جوع ساخنة، بحسب تقديرات الأمم المتحدة مع مستوى قلق “مرتفع جداً” بالنسبة لتشاد وجمهورية الكونغو الديموقراطية وبورما وسوريا واليمن.
المصدر: الجديد برس
كلمات دلالية: انعدام الأمن الغذائی الأمم المتحدة
إقرأ أيضاً:
إيغلاند: السودان يتجه نحو مجاعة بدأ عدها التنازلي
يان إيغلاند اعتبر أنه من غير المعقول أن تستحوذ أزمة السودان على جزء يسير من الاهتمام الذي استحوذت عليه قبل 20 عاماً بالنسبة لدارفور.
التغيير: وكالات
قال رئيس المجلس النرويجي للاجئين يان إيغلاند، السبت، إنّ السودان الذي يشهد حربًا مدمّرة يتجّه نحو “مجاعة بدأ عدّها التنازلي” ويتجاهلها قادة العالم، في حين تقتصر قدرات المساعدات الإنسانية على “تأخير الوفيات”.
وشدّد إيغلاند في مقابلة أجراها لوكالة “فرانس برس” في تشاد عقب زيارته السودان هذا الأسبوع، على أن البلاد تشهد “أكبر أزمة إنسانية على هذا الكوكب، أكبر أزمة جوع، أكبر أزمة نزوح… والعالم لا يبالي”.
ويشهد السودان منذ أبريل 2023 حربًا بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، أوقعت عشرات آلاف القتلى وشرّدت أكثر من 11 مليون شخص.
ويعاني وفق الأمم المتحدة نحو 26 مليون شخص داخل السودان من الجوع الحاد.
وأضاف إيغلاند: “قابلت نساء هن بالكاد على قيد الحياة، يتناولن وجبة واحدة من أوراق النباتات المسلوقة يوميًا”.
تحولات في المزاج الدوليويقول المجلس النرويجي للاجئين، إحدى المنظمات القليلة التي تواصل عملياتها في السودان، إن نحو 1,5 مليون شخص هم “على شفير المجاعة”.
وتابع إيغلاند: “العنف يمزق المجتمعات بوتيرة أسرع بكثير من قدرتنا على إيصال المساعدات”، وأضاف: “فيما نكافح من أجل الاستجابة لذلك، فإن مواردنا الحالية تؤخر الوفيات بدلًا من منعها”.
وقال إيغلاند: “من غير المعقول أن تستحوذ الأزمة في السودان حاليًا على جزء يسير من الاهتمام الذي استحوذت عليه قبل 20 عامًا بالنسبة لدارفور، عندما كانت الأزمة في الواقع أصغر بكثير”.
وأشار إلى أنه رصد تحوّلًا في “المزاج الدولي. وتحدّث عن “ميول أكثر قومية وأكثر تطلعًا إلى الداخل” لدى حكومات غربية يقودها سياسيون يضعون في المقام الأول “أمتهم، وأنفسهم وليس البشرية”.
وندّد بمسؤولين “قصيري النظر” سيدفعون ثمن مواقفهم عندما يتدفق أولئك الذين لم يساعدونهم إلى بلادهم لطلب اللجوء أو بصفة مهاجرين غير نظاميين.
نجاة من التطهير العرقيوقال إنه التقى في تشاد بشبان نجوا من التطهير العرقي في دارفور وقرروا عبور البحر المتوسط لمحاولة الوصول إلى أوروبا رغم غرق أصدقاء لهم سبقوهم في المحاولة.
في السودان، نزح واحد من كل خمسة أشخاص بسبب النزاع الحالي أو النزاعات السابقة، وفق أرقام الأمم المتحدة.
ومعظم النازحين في دارفور حيث يقول إيغلاند إن الوضع “مروع ويزداد سوءًا”.
وفي ضواحي بورتسودان، المدينة الواقعة على البحر الأحمر حيث تتّخذ الحكومة المدعومة من الجيش ووكالات الأمم المتحدة مقرا، قال إيغلاند إنه زار مدرسة تؤوي أكثر من 3700 نازح حيث لم تتمكن الأمهات من إطعام أطفالهن.
وقال: “كيف يعقل أن الجزء الذي يسهل الوصول إليه في السودان يشهد جوعًا؟”.
وتفيد الأمم المتحدة بأن كلا الطرفين يستخدمان الجوع سلاحًا في الحرب. وتعرقل السلطات على نحو روتيني وصول المساعدات بعقبات بيروقراطية، فيما يهدّد مقاتلون في قوات الدعم السريع طواقم الإغاثة ويهاجمونهم.
وأضاف إيغلاند أن “الجوع المستمر هو مأساة من صنع الإنسان… كل تأخير، وكل شاحنة يمنع وصولها، وكل تصريح يتأخر هو حكم بالإعدام على عائلات لا تستطيع الانتظار يومًا آخر للحصول على الطعام والماء والمأوى”.
لكنه قال إنه رغم كل العقبات “من الممكن الوصول إلى كل أصقاع السودان”، داعيًا المانحين إلى زيادة التمويل ومنظمات الإغاثة للتحلي بمزيد من “الشجاعة”.
وأضاف أن “أطراف النزاعات متخصصون في إخافتنا ونحن متخصصون في الخوف”، وحضّ الأمم المتحدة ووكالات أخرى على “التحلي بقوة أكبر” وطلب تمكينها من إيصال مساعداتها.
الوسومالسودان المجلس النرويجي للاجئين المساعدات الإنسانية دارفور مجاعة يان إيغلاند