تصاعد الخلافات في حزب الأمة القومي، جاء على أعقاب اتخاذ مؤسسة الرئاسة موقفاً من المشاركين في مؤتمر “تقدم” دون موافقة رئيس الحزب المكلف.

الخرطوم: التغيير

وصف رئيس حزب الأمة القومي المكلف فضل الله برمة ناصر، الاجتماع الذي عقدته مجموعة من نوابه ومساعديه باسم “مؤسسة الرئاسة” بأنه مخالف للوائح والدستور.

واتهم الأعضاء المعنيين باختطاف اسم مؤسسة الرئاسة، وأعلن أنه ستتم إحالتهم إلى هيئة الرقابة والضبط عبر مذكرة قانونية.

وأصدر الرئيس المكلف للحزب بالإنابة محمد عبد الله الدومة، الأربعاء، بياناً قال فيه، إن قيادات الحزب التي شاركت في المؤتمر التأسيسي لتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم) خالفت قراراً مؤسسياً سليماً، وأن الحزب ليس ملزماً بما يستتبع ذلك من قرارات وأجسام.

مخالفة الدستور

لكن برمة رد في بيان صحفي، الخميس، مؤكداً أن المجموعة التي عقدت اجتماعاً باسم مؤسسة الرئاسة خالفت الدستور، وأصدرت بياناً احتوى على مغالطات دستورية دون أن يمر عبر الرئيس المكلف.

وقال إن البيان الذي أصدره محمد عبد الله الدومة تمت كتابته وصياغته وإجازته بواسطة خمسة أعضاء ووقع عليه الدومة دون تكليف من الرئيس، ورغم تحفظ عدد من أعضاء مؤسسة الرئاسة عليه تم نشره، ودون موافقة الرئيس، وأكد أنه يعبر فقط عمن كتبوه ولا يمثل مؤسسة الرئاسة.

وأعلن برمة أنه ستتم إحالة الأعضاء “الذين اختطفوا اسم مؤسسة الرئاسة وخالفوا الدستور” إلى هيئة الرقابة والضبط عبر مذكرة قانونية بواسطة لجنة قانونية يتم تشكيلها بواسطة الرئيس.

ونبه إلى أن مؤسسة الرئاسة دستورياً تتبع لرئيس الحزب وليس هنالك وصف في الدستور لمؤسسة الرئاسة، وقراراتها تتخذ بموافقة الرئيس وبوجوده، وليس من صلاحياتها إصدار أي قرار خاص بالحزب منفردة، بل فقط التوصية لمجلس التنسيق ولا يصدر عنها أي بيان إلا عبر الرئيس.

قرارات بالإجماع

وأكد برمة أن موقف الحزب من الحرب اتخذه بقرار واضح بإجماع أعضاء مجلس التنسيق صاحب القرارات في غياب المكتب السياسي وهو الموقف الذي أكدت عليه كل مؤسسات الحزب وتدعمه كل جماهيره المنتشرة في أنحاء الوطن وخارجه وهو الوقوف ضد الحرب دون الانحياز لأي من أطرافها والموقف الإيجابي الداعم للتفاوض والسلام.

وأوضح أن مشاركة الحزب في تنسيقية (تقدم) تم نقاشها في إجتماعات مجلس التنسيق التي انعقدت في مارس وصدر عنها مذكرة الحزب الإصلاحية التي عرضت على الهيئة القيادية لـ(تقدم) في اجتماعها الذي انعقد قبل المؤتمر وتمت الاستجابة لمعظم ما ورد في المذكرة، وردت التنسيقية بخطاب قرر مجلس التنسيق نقاشه في إجتماع بتاريخ 22 مايو ولم ينعقد الإجتماع.

وتابع برمة: “إن مشاركة الحزب في المؤتمر التأسيسي لتقدم مستندة على قرار مجلس التنسيق في اجتماعات الهرم في مارس 24 التي قضت بإصدار الرؤية الاصلاحية ومواصلة النشاط إلى حين البت في الأمر عبر المكتب السياسي”.

الوسومالمؤتمر التأسيسي لتقدم تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية- تقدم حزب الأمة القومي فضل الله برمة ناصر مؤسسة الرئاسة محمد عبد الله الدومة

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية تقدم حزب الأمة القومي فضل الله برمة ناصر مؤسسة الرئاسة مؤسسة الرئاسة الأمة القومی مجلس التنسیق

إقرأ أيضاً:

هل يزعج الفراغ الرئاسي حارة حريك؟

تتزايد الاتهامات التي يوجهها خصوم "حزب الله" إليه وتحديداً تلك المرتبطة بعرقلة الإنتخابات الرئاسية وتعطيلها، وتتلازم هذه الإتهامات، والتي يصفها الحزب بالحملة الاعلامية، مع الانتقادات المرتبطة بفتح الجبهة الجنوبية لمساندة غزة في حربها مع اسرائيل، من هنا يصبح السؤال الابرز، والاكثر منطقية هو، هل من مصلحة الحزب عدم انتخاب رئيس جديد للجمهورية؟ وهل هو قادر على الاستفادة من الفراغ الرئاسي لتعزيز نفوذه مثلاً؟ أم ان حارة حريك من المتضررين في حال فشل المجلس النيابي الحالي بإنتخاب الرئيس؟

يصيب الفراغ الرئاسي الحضور السياسي للمسيحيين بمقتل، إذ ان استمرار الدولة ومؤسساتها الدستورية بالعمل، والانسيابية التي تسير فيها الحياة السياسية اللبنانية، تعني وتوحي بأن وجود الرئيس في قصر بعبدا لزوم ما لا يلزم، فالتشريع في المجلس النيابي يمكن ان يحصل والحكومة تسيّر الاعمال بوصفها حكومة كاملة الاوصاف مستعينةً برأي دستوري وازن وبالحاجة الملحة للأوضاع الطارئة، كما ان الواقع الامني لا يزال مضبوطاً وحتى الوضع المالي والنقدي استقر أكثر مما كان عليه ايام عهد الرئيس ميشال عون.

اضافة الى كل ذلك، يظهر الدستور اللبناني عدم وجود آلية تفرض انتخاب رئيس ضمن مهلة معينة، فالفراغ يمكن ان يستمر لسنوات من دون ان يكون الدستور قادراً على الزام القوى السياسية بوضع حدّ له، كما ان الظروف لم تشكل، ولن تشكل في الصيغة اللبنانية ظرفاً طارئاً ليكون الانتخاب واقعا لا مفر منه، وعليه فإن المتضرر بشكل فعلي هم الاحزاب المسيحية التي تشعر بأنها باتت اكثر عجزاً وقدرة على التأثير على الاحداث، وهذا يهدد بشكل خطير كل المكتسبات التي حصل عليها المسيحيون في السنوات الماضية.

اما على صعيد "حزب الله" الذي استطاع خلال السنوات الاخيرة تنظيم وتأسيس شبكة أمان اجتماعية، وان كان بالحدّ الادنى من التقديمات، في بيئته، ولديه قدرة على لعب ادوار امنية داخل مناطق نفوذه، فهو غير مستعجل على انتخاب رئيس، وعملياً لديه القدرة على اللعب على حافة الهاوية أكثر من خصومه الذين سيخسرون أكثر منه بكثير في حال حصول انهيار امني او اقتصادي او سياسي شامل، لذلك فإن الحزب سيفوز بلعبة عضّ الاصابع الرئاسية وسيفرض شروطه خلال عملية التفاوض التي ستحصل، اذا كان الطرف الاخر هو القوى السياسية الداخلية.

كما ان الحزب يعتبر، سواء اعترف بذلك ام لم يعترف، انه في موقع يسمح له بوضع معادلة رئاسية واضحة، اما المرشح الذي اريده او لا رئيس، خصوصا ان المسار الذي يأخذه الحزب داخل لبنان لا يزال مساراً تصاعدياً، وقد حقق الكثير من التقدم على صعيد تكريس معادلات الامر الواقع قبل بدء الحرب، مثل نصب الخيمة او الظهور المسلح او حتى العمل على ادخال شاحنات المواد الغذائية وقوافل النفط وغيرها التي يراكم الحزب عليها لتعزيز واقعه السياسي، وكل هذا يحصل في ظل غياب الرئيس، وعليه فإنه لا يتأثر سلبا في الفراغ ان لم نقل انه يتأثر ايجابا في مقابل اضرار استراتيجية وقد تكون وجودية يتعرض لها خصومه وتحديدا القوى المسيحية من بينهم..

لن يكون "حزب الله" الخاسر الاكبر من الفراغ، كما انه يملك قدرة مناورة عالية ما دامت المناصب الشيعية غير شاغرة، لا بل على العكس، اليوم يحل شيعي بالوكالة مكان حاكم مصرف لبنان الماروني وفي الوقت نفسه فإن المسيحي الذي تولى منصب المدير العام للامن العام اي العميد الياس البيسري تربطه علاقة وثيقة وايجابية بالثنائي الشيعي وتحديدا بالرئيس نبيه بري، وعليه فإن عدم استعجال الحزب على الانتخابات الرئاسية يجب ان يقلق خصومه الذين قد يصبحون اكثر حاجة لانهاء الفراغ مع مرور الوقت مما سيدفعهم للتنازل سياسيا او للتوحّد في ما بينهم وتشكيل قوة مسيحية ضاغطة في وجه الفراغ. المصدر: خاص "لبنان 24"

مقالات مشابهة

  • بايدن: اقتصادنا كان متساقطا حينما خرج ترامب من الرئاسة
  • كينيا تستعد لاحتجاجات جديدة رغم تراجع الرئيس عن زيادة الضرائب
  •  مرشحان من المحافظين ينسحبان من انتخابات الرئاسة الإيرانية
  • هل يزعج الفراغ الرئاسي حارة حريك؟
  • من دروس السيد القائد الولاية طريق الحضارة الصحيحة
  • المؤمنون في اليمن وأقطار الإسلام يُحيون مناسبة الغدير.. والبوصلة نحو فلسطين
  • الأمة يعلّق على استراتيجية السعودية تّجاه السودان
  • حزب الأمة القومى وجبهة تقدم
  • تعليقًا على أزمة الكهرباء.. مصر أكتوبر: الحكومة لم تقدم حلولًا فعالة وتسهم في تفاقم الأزمات
  • تصاعد الضغوط الديبلوماسية الاميركية والاوروبية لمنع انفجار حربي واسع في لبنان