عربي21:
2025-05-03@03:54:35 GMT

صدر حديثا: تاريخ التعليم الحديث في بيت المقدس

تاريخ النشر: 7th, June 2024 GMT

صدر حديثا: تاريخ التعليم الحديث في بيت المقدس

صدر حديث عن دار النداء في اسطنبول كتاب "تاريخ التعليم الحديث في بيت المقدس"، من تأليف الأستاذ بشير عبد الغني بركات.

بركات الذي يعدُّ اليوم من أبرز المؤرخين المقدسيين كتب زيادة عن ثلاثين مؤلَّفاً عن التاريخ المقدسي من مختلف جوانبه، قديماً وحديثاً.

الكتاب وإن كان التعليمُ هو محورَه الأساس، إلا أنه لا يؤرخ فقط لمسيرة التعليم في بيت المقدس، وفلسطين عمومًا، في العصر الحديث، إنما يؤرخ أيضًا للحالة السياسية التي فرضها المستعمر البريطاني، مستخدمًا فيها كثيراً من أدواتِه وأذرعه الاستعمارية، ومنها التعليم، "حيث جعل منه أداةً قوية لترسيخ أقدامه، وممهِّدةً لإنشاء الكيان الصهيوني على أرض فلسطين".



ويشير الكتاب إلى أن الإنجليز "وضعوا دستورًا لفلسطين عام 1340هـ/1922م، وشمل ذلك تنفيذَ نظام التعليم الإلزاميّ في فلسطين، وتغطيةَ تكاليفِه ـ وزِيادة ـ من جُيوب المواطنين. ولم يكن الهدفُ من ذلك تطويرَ البلاد والنهوض بها، ثم تسليمها لأهلها، حسبما ادَّعى واضِعو نظام الانتداب، بل كان هدَفُهم الرئيسُ ترْسيخَ ثقافتِهم وحضارتِهم وأنظمتِهم وقوانينهم، بعُجَرِها وبُجَرِها في أذهانِ أبناءِ الجيل الجديد، وصَرْفِهم عمّا تَبقّى في ذاكِرَةِ الأمَّةِ من العهد العثماني. وتضمّن ذلك تغييرَ منهج التاريخ ليتوافق مع عصر ما بعد الدولة العثمانية".

و"سارعت دائرة المعارف العامة بفلسطين إلى إلغاء مقرّرات المناهج العثمانية المتعلّقة بالتاريخ والجغرافيا، ثم اللغة العربية ذاتها، ووضعت مقرّراتٍ جديدةً أدرجت فيها نصوصًا تُميِّع مفاهيم الطلبة، وتقرّب إليهم الغريب". 

"والذي تولى إدارة التعليم هو الإنجليزي (هَمفري بومَنْ)، الذي سعى إلى تطبيق سياسة حكومة الاحتلال البريطاني، الرامية إلى تثبيت القطاع اليهودي في البلاد، وتهميش السكان الأصليين".

لكن مدير التعليم الإنجليزي هذا لم يكن ليستطيع بمفرده تنفيذَ هذه السياسات التعليمية التي وضعها المستعمرون، فقد "كانوا أيضًا في أمَسِّ الحاجةِ إلى طبقةٍ عربيةٍ مُتعلِّمةٍ على النَّمطِ الغربي، لتُساندَهم في إدارة البلاد، ولتُشكِّل حلقةَ وَصْلٍ بينهم وبين المواطنين. ولا يَخفى أنّ بعضَ التربويّين العرب اعتنقوا الأفكار الواردة، وتمكّنوا بالفعل من التغلغلِ في المجتمعِ، وتنفيذ العديد من المُهمّاتِ التي عَجَزَ عنها المُستعمِرون، حيث سارعوا إلى مُهاجمةِ الكتاتيب التي كانت تُعنَى بتعليم القرآن العظيم للأطفال، وعدُّوها آفَةً وسَببًا في التخلُّف، وأفلحوا في القضاء عليها. وفي الوقت ذاته، كان بعضُ التربويين العرب يَجهلون حقيقةَ الأمر، فتفانَوا في عَمَلهم ظنًّاً منهم بأنهم يَخدُمون أمَّتهم!".

وللتمهيد لإقامة (دولة الاحتلال)، فقد استخدم المستعمر البريطاني التعليم أداةً لذلك، حيث "أصرّ على سياسة الفصل التامِّ بين المدارس العربية واليهودية، تمهيدًا لإنشاء كيانَين قوميَّين منفصلين، ولأنَّ توحيد المناهج فإنه سيكون عائقاً أمام تحقيق ذلك الهدف".

في هذا الكتاب نجد ترجمات للعديد ممن كان لهم إسهام ملموس وبصمات واضحة في الحركة التعليمية في بيت المقدس. والمؤلف في هذه الترجمات يذكر أيضًا الدور الإيجابي أو السلبي لبعض المترجَمين في رفض إملاءات المستعمر الإنجليزي والمحتل أو قبولها، فيذكر من رفض العمل بالمنهاج الإسرائيلي في التدريس بعد الاحتلال، ويذكر كذلك من تماهى مع سياسات المستعمر والمحتل وساعد على ترسيخها.

ومن الطبيعي أن الكتابَ لم يُحِط بكل مَن عمل في سلك التعليم، ولم يُرد ذلك ابتداءً، وإنما أورد نماذجَ من أعلام المعلمين والتربويين.



المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي تقارير بيت المقدس فلسطين القدس فلسطين بيت المقدس سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی بیت المقدس

إقرأ أيضاً:

شكوكو.. الفنان ذو القبعة والجلباب الذي حظي باحترام الكتاب والمثقفين

في زمنٍ كانت فيه الفنون الشعبية في مصر تُمثّل نبض الشارع، سطع نجم محمود شكوكو الذي تحل اليوم ذكرى ميلاده، فنان المونولوجات والتمثيل الشعبي، ليغدو ظاهرة ثقافية لا تقل تأثيرًا عن كبار الأدباء والمفكرين في عصره، لم يكن مجرد مؤدٍ ساخر أو مطرب خفيف الظل، بل كان جسرًا بين الفن الشعبي والمثقفين، وعنوانًا لتلاقي الثقافة العالية بالوجدان الشعبي.

ولد محمود شكوكو في حي الدرب الأحمر عام 1912، وتدرّج من نجارة الموبيليا إلى خشبة المسرح، ثم إلى أفلام الأبيض والأسود، لكنه لم يقطع صلته يومًا بالناس البسطاء، وهو ما جعل المثقفين يرونه تجسيدًا حقيقيًا "لفن الشعب".

كانت علاقته بالوسط الثقافي المصري متينة ومميزة، فخلف قبعته الشهيرة وجلبابه البلدي كان هناك فنان يتمتع بذكاء فطري، جعله يحظى باحترام الكتاب والمثقفين، أُعجب به نجيب محفوظ الذي قال عنه: "شكوكو عبقري المونولوج الشعبي"، وكان توفيق الحكيم يشير إليه في بعض مقالاته بوصفه "صوتًا للفطرة المصرية"، لم تكن شهادات التقدير تأتيه من المؤسسات الرسمية فحسب، بل من جلسات الأدباء في مقهى ريش، ومن كتابات الصحفيين الكبار مثل أحمد بهاء الدين ومصطفى أمين.

لم يتوان شكوكو عن المزج بين فنه والحركة الثقافية؛ فشارك في أعمال فنية كانت في جوهرها نقدًا اجتماعيًا لاذعًا، واستخدم المونولوج كمنصة لطرح قضايا سياسية واقتصادية، بل وأخلاقية أحيانًا، وهو ما جذب انتباه المفكرين الذين رأوا فيه "فنانًا مثقفًا بالفطرة"، كما وصفه الدكتور لويس عوض.

كما كانت له علاقة وثيقة برجال المسرح والثقافة، أبرزهم زكي طليمات ويوسف وهبي، اللذين دعماه فنيًا في بداية مشواره المسرحي، ورأيا فيه طاقة إبداعية قابلة للتطوير، بعيدًا عن النمطية. حتى عندما دخل السينما، لم يفقد علاقته بالمثقفين، بل صار حضوره في الندوات والصالونات جزءًا من المشهد الثقافي، رغم اختلاف أدواته عن الآخرين.

ولعل واحدة من أبرز مظاهر علاقته بالمثقفين كانت "عروسة شكوكو"، التي ابتكرها بنفسه لتجسيد شخصية المواطن المصري البسيط، والتي أصبحت تيمة فنية أثارت اهتمام رسامي الكاريكاتير والكتّاب، بل كتب عنها صلاح جاهين نصًا في مجلة "صباح الخير"، معتبرًا إياها تجديدًا في خطاب الفنون الشعبية.

كما ساهم شكوكو في إطلاق فن "المنولوج السياسي" بشكل غير مباشر، ملهمًا أجيالًا من فناني الكلمة والغناء السياسي الساخر، مثل الشيخ إمام وأحمد فؤاد نجم لاحقًا.

ورغم ما حظي به من شهرة شعبية، إلا أن صلاته بالوسط الثقافي ظلّت أكثر عمقًا مما يظنه كثيرون، وظل اسمه يتردد حتى بعد رحيله عام 1985، باعتباره فنانًا شعبيًا مثقفًا بالفطرة، يستحق أن يُدرس كحالة نادرة في تاريخ الثقافة المصرية الحديثة.

طباعة شارك محمود شكوكو فنان المونولوجات التمثيل الشعبي ظاهرة ثقافية كبار الأدباء والمفكرين

مقالات مشابهة

  • أخضر الخماسي الحديث يختتم كأس غرب آسيا لليزر رن بـ12 ميدالية
  • 7 ميداليات لـ «الخماسي الحديث» في «غرب آسيا»
  • خالد الجندي يوضح شروط جواز رواية الحديث النبوي بالمعنى
  • هيئة الكتاب تُشعل المشهد الثقافي في 2025.. إصدارات تغوص في عمق التاريخ وتُعيد وهج الأدب
  • شكوكو.. الفنان ذو القبعة والجلباب الذي حظي باحترام الكتاب والمثقفين
  • هيئة الكتاب تصدر «تاريخ بلاد ما وراء النهر وحضارتها في زمن المغول» لـ إبراهيم عبد المقصود
  • “المستعمر العجوز” يحاول إنقاذ وريثه الألأمريكي
  • ماذا بعد معرض الكتاب؟!
  • هل نحتاج الكتاب اليوم؟
  • معرض الكتاب العربي العاشر في صور.. ثقافة تقاوم الدمار الإسرائيلي