صدر حديثا: تاريخ التعليم الحديث في بيت المقدس
تاريخ النشر: 7th, June 2024 GMT
صدر حديث عن دار النداء في اسطنبول كتاب "تاريخ التعليم الحديث في بيت المقدس"، من تأليف الأستاذ بشير عبد الغني بركات.
بركات الذي يعدُّ اليوم من أبرز المؤرخين المقدسيين كتب زيادة عن ثلاثين مؤلَّفاً عن التاريخ المقدسي من مختلف جوانبه، قديماً وحديثاً.
الكتاب وإن كان التعليمُ هو محورَه الأساس، إلا أنه لا يؤرخ فقط لمسيرة التعليم في بيت المقدس، وفلسطين عمومًا، في العصر الحديث، إنما يؤرخ أيضًا للحالة السياسية التي فرضها المستعمر البريطاني، مستخدمًا فيها كثيراً من أدواتِه وأذرعه الاستعمارية، ومنها التعليم، "حيث جعل منه أداةً قوية لترسيخ أقدامه، وممهِّدةً لإنشاء الكيان الصهيوني على أرض فلسطين".
ويشير الكتاب إلى أن الإنجليز "وضعوا دستورًا لفلسطين عام 1340هـ/1922م، وشمل ذلك تنفيذَ نظام التعليم الإلزاميّ في فلسطين، وتغطيةَ تكاليفِه ـ وزِيادة ـ من جُيوب المواطنين. ولم يكن الهدفُ من ذلك تطويرَ البلاد والنهوض بها، ثم تسليمها لأهلها، حسبما ادَّعى واضِعو نظام الانتداب، بل كان هدَفُهم الرئيسُ ترْسيخَ ثقافتِهم وحضارتِهم وأنظمتِهم وقوانينهم، بعُجَرِها وبُجَرِها في أذهانِ أبناءِ الجيل الجديد، وصَرْفِهم عمّا تَبقّى في ذاكِرَةِ الأمَّةِ من العهد العثماني. وتضمّن ذلك تغييرَ منهج التاريخ ليتوافق مع عصر ما بعد الدولة العثمانية".
و"سارعت دائرة المعارف العامة بفلسطين إلى إلغاء مقرّرات المناهج العثمانية المتعلّقة بالتاريخ والجغرافيا، ثم اللغة العربية ذاتها، ووضعت مقرّراتٍ جديدةً أدرجت فيها نصوصًا تُميِّع مفاهيم الطلبة، وتقرّب إليهم الغريب".
"والذي تولى إدارة التعليم هو الإنجليزي (هَمفري بومَنْ)، الذي سعى إلى تطبيق سياسة حكومة الاحتلال البريطاني، الرامية إلى تثبيت القطاع اليهودي في البلاد، وتهميش السكان الأصليين".
لكن مدير التعليم الإنجليزي هذا لم يكن ليستطيع بمفرده تنفيذَ هذه السياسات التعليمية التي وضعها المستعمرون، فقد "كانوا أيضًا في أمَسِّ الحاجةِ إلى طبقةٍ عربيةٍ مُتعلِّمةٍ على النَّمطِ الغربي، لتُساندَهم في إدارة البلاد، ولتُشكِّل حلقةَ وَصْلٍ بينهم وبين المواطنين. ولا يَخفى أنّ بعضَ التربويّين العرب اعتنقوا الأفكار الواردة، وتمكّنوا بالفعل من التغلغلِ في المجتمعِ، وتنفيذ العديد من المُهمّاتِ التي عَجَزَ عنها المُستعمِرون، حيث سارعوا إلى مُهاجمةِ الكتاتيب التي كانت تُعنَى بتعليم القرآن العظيم للأطفال، وعدُّوها آفَةً وسَببًا في التخلُّف، وأفلحوا في القضاء عليها. وفي الوقت ذاته، كان بعضُ التربويين العرب يَجهلون حقيقةَ الأمر، فتفانَوا في عَمَلهم ظنًّاً منهم بأنهم يَخدُمون أمَّتهم!".
وللتمهيد لإقامة (دولة الاحتلال)، فقد استخدم المستعمر البريطاني التعليم أداةً لذلك، حيث "أصرّ على سياسة الفصل التامِّ بين المدارس العربية واليهودية، تمهيدًا لإنشاء كيانَين قوميَّين منفصلين، ولأنَّ توحيد المناهج فإنه سيكون عائقاً أمام تحقيق ذلك الهدف".
في هذا الكتاب نجد ترجمات للعديد ممن كان لهم إسهام ملموس وبصمات واضحة في الحركة التعليمية في بيت المقدس. والمؤلف في هذه الترجمات يذكر أيضًا الدور الإيجابي أو السلبي لبعض المترجَمين في رفض إملاءات المستعمر الإنجليزي والمحتل أو قبولها، فيذكر من رفض العمل بالمنهاج الإسرائيلي في التدريس بعد الاحتلال، ويذكر كذلك من تماهى مع سياسات المستعمر والمحتل وساعد على ترسيخها.
ومن الطبيعي أن الكتابَ لم يُحِط بكل مَن عمل في سلك التعليم، ولم يُرد ذلك ابتداءً، وإنما أورد نماذجَ من أعلام المعلمين والتربويين.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي تقارير بيت المقدس فلسطين القدس فلسطين بيت المقدس سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی بیت المقدس
إقرأ أيضاً:
بحضور عبدالله السناوي.. معرض الكتاب يناقش أم كلثوم التي لا يعرفها أحد
في إطار فعاليات الدورة 56 من معرض القاهرة الدولي للكتاب، شهدت قاعة "فكر وإبداع" في بلازا 1، ندوة متميزة لمناقشة كتاب "أم كلثوم التي لا يعرفها أحد" للكاتب الصحفي محمود عوض، والذي صدر عن سلسلة "كتاب أخبار اليوم" في طبعته الخامسة، يقدم رؤية جديدة للسيدة أم كلثوم، ويكشف تفاصيل غير معروفة عن حياتها ومسيرتها الفنية والشخصية، وشارك في الندوة: شقيق الكاتب، طه عوض، والكاتب الصحفي عبد الله السناوي، فيما أدار الندوة الروائي والقاص الدكتور شريف صالح.
في بداية الندوة، أعرب الدكتور شريف صالح، عن سعادته بالحضور لمناقشة الكتاب، مؤكدًا أن هذا الحدث يأتي في سياق الاحتفاء بذكرى مرور خمسين عامًا على وفاة الفنانة الراحلة أم كلثوم، التي لا تزال حاضرة في وجدان العالم بأسره.، وأوضح أن الكتاب يمثل أيضًا تكريمًا للكاتب الصحفي الكبير محمود عوض، الذي قدم صورة إنسانية جديدة عن أم كلثوم.
وأشار صالح، إلى أنه رغم مرور نصف قرن على رحيل أم كلثوم، إلا أن صوتها وأغانيها ما زالت تُلهب القلوب وتغني للأجيال الجديدة، وذكر صالح أنه شخصيًا كان متيمًا بأم كلثوم منذ سن الـ13، حيث كان يستمع إلى أغانيها ويشعر بأن هناك "قصة بين اثنين يحبان بعضهما البعض"، مؤكّدًا أن أغانيها كانت تأسر قلبه من صغره، وأوضح أيضًا أن لديه رواية عن أم كلثوم بعنوان "مجانين أم كلثوم"، والتي صدرت حديثًا ضمن إصدارات معرض الكتاب، وأكد في حديثه عن الكتاب، أن محمود عوض ينتمي إلى مدرسة "أخبار اليوم"، ويعد من الصحفيين الوطنيين الكبار، وأن فكرة الكتاب نشأت عندما كانت أم كلثوم صديقة مقربة من الصحفي الراحل مصطفى أمين، حيث طلبت منه أن يكتب سيرتها الذاتية، وعندما اعتذر مصطفى أمين، أشار لها إلى محمود عوض كبديل، ليكتب سيرتها بشكل موضوعي وعميق، وقد جاء الكتاب بأسلوب سهل وعفوي، ويُعد منصفًا للفنانة الراحلة، كما خصص عوض فصلاً مهمًا لتوثيق البيئة والعصر الذي نشأت فيه أم كلثوم، مما أضاف بُعدًا تاريخيًا واجتماعيًا للكتاب.
من جانبه، تحدث الكاتب الصحفي عبد الله السناوي عن سعادته لحضور مناقشة الكتاب، مؤكدًا أن عنوان الكتاب "أم كلثوم التي لا يعرفها أحد" يثير العديد من الأسئلة حول جوانب جديدة يتناولها الكاتب محمود عوض، وذكر السناوي أن الكتاب يحمل جوانب مثيرة ومتنوعة، وأنه ينجح في المزج بين رأي الكاتب الشخصي والشهادات الحية من أم كلثوم، مما أضفى على الكتاب طابعًا فريدًاد وأضاف السناوي أن لغة الكتاب "سلسة جدًا" ويعكس أسلوب الكاتب الشبيه بالسيناريو، ما يتيح للقارئ أن يعيش التجربة بشكل سينمائي.
وأشاد السناوي، بالنزعة الفنية لدى محمود عوض، كونه فنانًا يكتب عن فنانة، قائلًا: "في الحقيقة هو يتغزل فيها لأنه أمام ظاهرة فريدة ويريد إعطائها حقها"، واختتم السناوي حديثه بالتأكيد على أهمية أن يظل الفيلم الذي يتناول سيرة أم كلثوم بعيدًا عن "النميمة"، وأن يركز على القضية الرئيسة التي تجسدها شخصيتها.
ومن جانبه، تحدث طه عوض، شقيق الكاتب محمود عوض، عن سعادته لمناقشة الكتاب في معرض الكتاب، مؤكدًا أن الكتاب لا يقتصر على دراسة الفن الذي قدمته أم كلثوم، بل يتناول شخصيتها بشكل أعمق، مُبرزًا صلابتها وقدرتها على التكيف في مسيرتها الفنية، وأشار إلى أن الكتاب يسلط الضوء على أم كلثوم كرمز للمرأة المصرية في كافة جوانب حياتها، كما تطرق عوض، إلى التحديات التي واجهها في إعادة طباعة أعمال شقيقه الراحل، موضحًا أن الجو العام لم يكن داعمًا لهذا النوع من الإصدارات في فترة من الفترات، ومع ذلك، قرر التنازل عن حقوقه في سبيل نشر كتب محمود عوض لمنح القارئ الاستفادة من أعماله القيمة.