أبوظبي – الوطن:

أصدر “تريندز للبحوث والاستشارات” العدد (5) من سلسلة أوراق محاضرات بعنوان “فرص وتحديات الأخوة الإنسانية”: قراءة جيوسياسية وطرح نظري مغاير”، تتناول مفهوم “الأخوة الإنسانية” من منظور جيوسياسي، وتقدم طرحاً نظرياً مغايراً لفهم فرصها وتحدياتها في عالم يشهد تحولات عميقة.

وتُعرّف الورقة التي أعدها الدكتور وائل صالح، خبير، قسم دراسات الإسلام السياسي في “تريندز”، “الأخوة الإنسانية” بأنها الرابطة العالمية التي تربط كل البشر، وتجمع ما فرّقته أنواع التدين المختلفة، أو السياسة، أو الإثنية والعرقية، أو الطبقية.

وتؤكد أنّ الإنسان أخ للإنسان من حيث الجنس والنوع والكرامة، وأنّ الكل ينشد العدل والمساواة، والكرامة، والأمن، والسعادة.

وتُشير الورقة إلى أنّ “الأخوة الإنسانية” هي التي يمكن أن تحقق التضامن المجتمعي والعالمي في مواجهة تحديات الإنسان المشتركة ودعم السلام المهدد في العالم، وتغيير علاقات الصراع بين الديانات والثقافات والحضارات الكبرى إلى علاقات تقوم على الحوار والتلاقي.

وتُناقش الورقة دور “وثيقة الأخوة الإنسانية من أجل السلام العالمي والعيش المشترك”، التي تمّ اعتمادها مبادرة أممية عقب اللقاء التاريخي بين فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، والبابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية، في أبوظبي في 4 فبراير 2019. وتُؤكّد أنّ هذه الوثيقة قد أدّت دوراً مهماً في تحقيق التقارب بين الثقافات المختلفة، وأنّها دعوة إلى التآخي بين جميع البشر، وهو أكثر ما يحتاج إليه عالمنا اليوم.

ومع ذلك، تُشير الورقة إلى أنّ العالم اليوم يشهد تحوّلات عميقة في بنية العلاقات الدولية، وهذه التحولات ناتجة أساساً عن تحولات أخرى سلبية على رأسها التحولات الديمغرافية والبيئية والاقتصادية. وتُناقش الورقة تأثير هذه التحولات على فرص وتحديات “الأخوة الإنسانية”.

وتُقدّم الورقة طرحاً نظرياً مغايراً لفهم فرص وتحديات “الأخوة الإنسانية” في ضوء هذه التحولات. وتُؤكّد أنّ “الأخوة الإنسانية” لا يمكن تحقيقها إلّا من خلال جهد دولي مشترك، وأنّه لا بدّ من العمل على تعزيز الحوار والتسامح بين جميع الثقافات والأديان.


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

كان عاما مليئا بالإنجازات.. وبناء عُمان الجديدة

رغم التحولات السياسية التي شهدتها المنطقة العربية من حولنا والتي ستكون لها تأثيرات كبيرة متوسطة وبعيدة المدى إلا أن الأمر ليس بهذا السوء عند النظر إلى الدول كلٌ على حدة.

سلطنة عُمان على سبيل المثال حققت إنجازات كبيرة في بنائها الداخلي خلال العام الجاري الذي توشك أيامه على الانتهاء. لقد تحولت الكثير من الآمال والطموحات إلى حقيقة ماثلة على أرض الواقع بالعمل الجاد وليس بالمعجزات بدلالتها الدينية رغم أن بعض الإنجازات التي تحققت كانت أقرب إلى المستحيلات بالمعنى الحرفي للكلمة.

وبانتهاء أيام هذا الشهر تكون سلطنة عمان قد أكملت أربع سنوات من أصل خمس سنوات هي مدة الخطة الخمسية العاشرة التي انطلقت معها «رؤية عمان 2024». وللعام الثاني على التوالي تواصل سلطنة عمان تحقيق فوائض مالية حقيقية نتيجة خطة الإصلاح الاقتصادي والمالي التي قادها حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- وجاءت بنتائج إيجابية بل إنها تجاوزت الطموحات الأولى نتيجة التحولات التي حصلت في أسعار الطاقة بعد بدء الحرب الروسية الأوكرانية وكذلك الخطط التي تبنتها مجموعة «أوبك بلس».

لكن كل هذا لم يكن ليجدي نفعا في سلطنة عمان التي كانت مع بداية الخطة الخمسية العاشرة تعاني من عجوزات مالية ضخمة ومديونية كبيرة وصلت إلى حدود خطيرة حين تجاوزت الخطوط الحمراء من حيث نسبة المديونية لمجموع الدخل الوطني. لكن كل ذلك ذهب إلى الحدود الآمنة في مدة زمنية محدودة.. وهذا مرده إلى القيادة الحكيمة إضافة إلى الإمكانيات التي تتمتع بها سلطنة عمان ومرونتها في التعامل مع الأزمات.

واستطاعت عُمان بفضل كل الإصلاحات الهيكلية إدارية ومالية من رفع تصنيفها السيادي إلى حدود مستقرة واستثمارية الأمر الذي وضع سلطنة عمان على خريطة الاستثمارات الدولية خاصة أن عُمان تشهد تحولات كبرى وجوهرية في مجال الاستثمار في الطاقة النظيفة الأمر الذي جعلها قبلة للاستثمارات العالمية.

لكن هذا الأمر تحقق أيضا نتيجة تنويع مصادر الدخل وتطوير منظومة القوانين التي تسهل دخول رؤوس الأموال وبناء استثمارات من شأنها أن تدوم مدعومة بالاستقرار السياسي والأمني في وسط مضطرب في المنطقة.

وشهدت القطاعات الرئيسية مثل السياحة والخدمات اللوجستية والطاقة المتجددة ومصايد الأسماك نموًّا قويًّا، بدعم من المبادرات الاستراتيجية التي أفرزتها «رؤية عمان2040». لقد ارتفعت تدفقات الاستثمار مع سعي سلطنة عمان بدأب إلى جذب المستثمرين الأجانب والمحليين من خلال الإصلاحات والحوافز. كما عززت مشاريع البنية الأساسية الكبرى والمناطق الحرة والمدن الصناعية مكانة عُمان بوصفها وجهة استثمارية تنافسية. وكان النمو المطرد في الشراكات بين القطاعين العام والخاص أساسية في كل هذه التحولات عبر الدفع بالابتكار وضمان التنفيذ الفعال لمشاريع التنمية.

لكن عُمان خلال هذه المرحلة لم تكتفِ بالدفع بالاقتصاد نحو الواجهة ولكنها اهتمت بشكل كبير بتنمية الموارد البشرية وذلك من خلال المبادرات التي تهدف إلى تعزيز التعليم وتطويره والرعاية الصحية والتدريب على المهارات في مختلف المجالات.

تستطيع سلطنة عُمان وهي تودع عاما جديدا أن تقول بشكل يقيني إنها أنجزت فيه الكثير والكثير وخطت خطوات واثقة نحو الأمام/ المستقبل في مجالات كثيرة.

مقالات مشابهة

  • دراسة بحثية لـ«تريندز» تناقش دور الذكاء الاصطناعي في تحوُّل الطاقة
  • دراسة بحثية لـ”تريندز” تناقش دور الذكاء الاصطناعي في تحوُّل الطاقة
  • الجماعة الإسلامية تقرأ المرحلة الجديدة: لاستراتيجيات مختلفة للمقاومة
  • «تريندز» يشارك بورقة بحثية في «ملتقى مراكز الفكر بالدول العربية»
  • وفود خليجية تطلع على تجربة منظومة الحماية الاجتماعية بعُمان
  • شاهد بالفيديو.. الحسناء المصرية “خلود” تعود لإشعال مواقع التواصل السودانية بترديدها أغنية الفنانة ندى القلعة التي تمجد فيها ضباط الجيش (حبابو القالوا ليهو جنابو)
  • “تريندز” يشارك بورقة بحثية في “ملتقى مراكز الفكر بالدول العربية”
  • “أسوشيتد برس” تكشف حقيقة الوعكة التي أصابت كلينتون
  • كان عاما مليئا بالإنجازات.. وبناء عُمان الجديدة
  • “اغاثي الملك سلمان” يستعرض مشاريعه الإنسانية في اليمن