فيديو | سلطان يتفقد مشروع «فوق الغمام» على جبل ديم في كلباء
تاريخ النشر: 7th, June 2024 GMT
الشارقة: «الخليج»
تفقد صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، صباح أمس الخميس، مشروع استراحة فوق الغمام الواقع على جبل ديم، ضمن سلسلة جبال مدينة كلباء، وعلى ارتفاع 850 متراً عن سطح البحر.
وشاهد سموّه الأعمال الإنشائية للاستراحة التي تُبنى على شكل هلال، وتقع على مساحة 4700 متر مربع، وتتكون من طابقين، سيضم الأول مطعماً ومقهى مفتوحاً ومنطقة للقراءة، والأرضي قاعة متعددة الاستعمالات، ومصلّى ودورات مياه، ومنصات مشاهدة متعددة، فضلاً عن مسرح ومناطق خضراء وألعاب للأطفال.
وتتميز الاستراحة بموقعها الفريد، حيث توفر رؤية بانورامية مفتوحة على ساحل المدينة، والأودية الجبلية المحيطة لتعطي زوارها تجربة ساحرة، وللمكان أهمية ثقافية واجتماعية.
وتعرف صاحب السموّ حاكم الشارقة إلى مخططات شبكة الطرق التي ستخدم المشروعات الجديدة، وتضم طريقين بطول إجمالي 10 كيلو مترات، وجسرين، حيث يربط الأول نفق وادي الحلو بطريق الشارقة – كلباء الجديد، بطول 4 كيلو مترات والثاني يؤدي إلى قمة الجبل والمشاريع التطويرية، وطوله 6 كيلومترات ويضمّ 3 حارات للمركبات.
وجرت مراعاة توافر مواصفات الأمان العالية في مخططات الطرق، بحيث يمكن للحافلات والمركبات الثقيلة الصعود إلى قمة الجبل.
واطلع سموّه على تصميم مشروع تنفيذ استاد دولي، وفق متطلبات الاتحاد الدولي لكرة القدم، وسينشأ ليخدم نادي كلباء الرياضي الثقافي على مساحة 50 ألف متر مربع، على جبل ديم، مستمعاً إلى شرحٍ عن مواصفات الاستاد، والمرافق الرياضية التابعة له، والملاعب الفرعية وعددها 9 مهيّأة لاستضافة الفرق المحلية والدولية في مختلف الألعاب الرياضية.
وسيقع الاستاد على ارتفاع 650 متراً فوق منسوب سطح البحر، وسيضمّ مدرجات وفقاً لطبيعة المنطقة الجبلية، ويتميز برؤية مفتوحة على مدينة كلباء. فضلاً عن منصة لكبار الزوار، وغرف للإعلاميين، وخدمات تجارية ومرافق صحية، وغيرها من الخدمات.
واستمع سموّه إلى شرحٍ عن مقترح تصميم الفندق السياحي الرياضي، الذي سيقع بجانب الاستراحة، والمتوقع أن يضم 100 غرفة مطلة على ساحل مدينة كلباء، وسيرتبط بالاستراحة، عبر ممر مشاة منفصل.
وتجول سموّه في المناطق المحيطة بالاستراحة التي زرعت فيها نحو 4500 شجرة، متعرفاً إلى أنواع الأشجار المختلفة المزروعة، منها أشجار الزيتون وعددها 3053 شجرة، والتفاح 670 شجرة، والرمان 112 شجرة، والعنب 500 شجرة، و260 صنفاً من أشجار الفواكه المتنوعة.
وتعدّ استراحة فوق الغمام تجسيداً متميزاً لاندماج الهندسة المعمارية الحديثة مع البيئة المحيطة، بأقل قدر من التأثير في الطبيعة، وتحقيق الاستفادة القصوى من إمكانات الموقع وخدماته. وسوف تعد الاستراحة مع المساحات الخضراء المتدرّجة والمسارات الجبلية، والملعب الدولي، وملاعب التدريب المجاورة بعد الانتهاء من تنفيذها، واحدة من أبرز الوجهات السياحية والترفيهية الجديدة في مدينة كلباء. ومن المتوقع أن تسهم بشكل كبير إلى جانب المشروعات الأخرى، مثل الحدائق المعلقة، وبحيرة الحفية، وتطوير منطقة الكورنيش، وبرج الساعة وغيرها من المشاريع، في جذب عدد كبير من الزوّار.
رافق صاحب السموّ حاكم الشارقة، خلال الجولة المهندس يوسف خميس العثمني، رئيس هيئة الطرق والمواصلات، والدكتور صلاح بن بطي المهيري، رئيس هيئة تنفيذ المبادرات «مبادرة»، والدكتور عبيد سيف الزعابي، رئيس المجلس البلدي لمدينة كلباء، وطارق سعيد علّاي، المدير العام للمكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، ومحمد عبيد اليماحي، رئيس شركة كلباء لكرة القدم.
الصورة الصورةالمصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات حاكم الشارقة كلباء فيديوهات مدینة کلباء
إقرأ أيضاً:
الدكتور سلطان القاسمي يكتب: ميدان الرولة... شاهد على التاريخ
في عام 1803م، تولى الشيخ سلطان بن صقر بن راشد القاسمي حكم رأس الخيمة، ولم يكن متصوفاً مثل جده، الشيخ راشد بن مطر القاسمي، ولم يكن كذلك سلفياً مثل أبناء عمه رحمة بن محمد بن رحمة بن مطر القاسمي، والذين جمعوا حولهم جميع سكان مدن القواسم على منهج السلفية، وقاموا بتصرفات دون علمه من الاعتداءات على السفن في الخليج.
ما كان من الشيخ سلطان بن صقر القاسمي إلّا أن وقّع اتفاقية مع مندوب شركة الهند الشرقية «ديفيد سيتون» «David Seton»، في شهر فبراير عام 1806م، الأمر الذي أغاظ جماعة الدعوة السلفية، والأمير سعود بن عبد العزيز آل سعود في الدرعية، فقام أبناء عمه، رحمة بن محمد القاسمي، بتدبير مكيدة، باتهامه بمقتل عمه الشيخ عبد الله بن راشد القاسمي، حاكم رأس الخيمة، لدى الأمير سعود بن عبد العزيز آل سعود، حيث طلب منه الوصول إلى الدرعية للتفاهم حول بعض الأمور، فما كان منه إلّا أن توجه براً إلى الدرعية في شهر مارس عام 1809م.
في الدرعية، تم احتجاز الشيخ سلطان بن صقر بن راشد القاسمي، وتمّ تنصيب حسن بن رحمة بن محمد القاسمي، حاكماً على رأس الخيمة وما تبعها من بلدان القواسم.
كانت بلدة الشارقة إحدى البلدات التابعة للقواسم، وكانت تمتد على طول خور الشارقة، بعرض لا يزيد عن ثلاثمائة متر فقط، وبرّها صحراء مستوية إلّا من تلة رملية مرتفعة، تشرف على الطرق البرية المتجهة إلى الشارقة.
في عام 1810م، وصل القائد السعودي مطلق المطيري إلى الشارقة، ونصبت خيام جيشه على تلك البقعة المستوية قبالة بلدة الشارقة، وقد نصبت خيمة قائد تلك الحشود، مطلق المطيري، على التلة الرملية المرتفعة المشرفة على الطرق المؤدية إلى بلدة الشارقة، وسميت تلك التلة بند المطيري.
في تلك البقعة، قبالة بلدة الشارقة تجمّع آلاف الناس، منهم من أتى لتسليم الزكاة من الشارقة والبلدات المجاورة، ومنهم من جاء لتقديم الولاء والطاعة، والناس بين تكبير وتهليل.
أما أهل نجد، في تلك القوات، فقد قاموا بأداء العرضة النجدية، رافعين الأعلام الخضراء التي كتب عليها: «لا إله إلّا الله، محمد رسول الله»، لقد أخذت تلك الاحتفالات أياماً وليالي.
في بداية عام 1813م، وصل الشيخ سلطان بن صقر بن راشد القاسمي إلى مسقط هارباً من سجنه في الدرعية عاصمة الأمير سعود بن عبد العزيز آل سعود، حيث اتخذ طريقه من خلال وادي الدواسر حتى وصل إلى ذمار في اليمن، ومنها إلى ميناء المخا في اليمن كذلك، وأبحر منها إلى صور في عُمان.
أرسل الإمام سعيد بن سلطان سفينة إلى الشيخ سلطان بن صقر القاسمي، بعد أن وضع عليها قوات، وأرسلها إلى لنجة، حيث وصلت بسلام، وحملت على ظهرها كتيبة من ثلاثمائة رجل من جماعة الشيخ سلطان بن صقر القاسمي، وأبحرت إلى ميناء الشارقة، واحتلت مدينة الشارقة، حيث قام الشيخ سلطان بن صقر القاسمي، ببناء قلعة تكون مقرّاً له ولقواته.
جرت عملية وحشية في الشارقة، حيث وصلت إلى الشارقة، قوة عسكرية قادمة من رأس الخيمة، فقتل ما لا يقل عن سبعمائة رجل من كلا الطرفين، ونجحت جماعة رأس الخيمة في الاستيلاء على سفينة الإمام سعيد بن سلطان، وأخذوها معهم إلى رأس الخيمة، لكن الشيخ سلطان بن صقر بن راشد القاسمي، نجح في استقلال الشارقة عن رأس الخيمة وتخليصها من السلفية.
في تلك البقعة التي أقام مطلق المطيري القائد السعودي معسكره، حوّلها الشيخ سلطان بن صقر القاسمي، إلى مزرعة زرعها بالنخيل، وكان الفحل للنخيل قد أطلق عليه «غالب» تشبهاً بالشيخ سلطان بن صقر القاسمي، وحفر بركة ماؤها من الماء الأرضي، ومطوية بالصخور، وبجانبها شجرة رول جلبها من بلدة لنجة على ساحل فارس.
أما ند المطيري، فقد حوّله الشيخ سلطان بن صقر القاسمي إلى مسكن صيفي له مبني من سعف النخيل.
يمر الزمن على الشارقة، حتى جاء زماننا، فقد كنت ابن ست سنوات أدرس القرآن الكريم عند الشيخ فارس بن عبد الرحمن، حتى إذا ما جاء الصيف، انتقل هو وأهل بيته إلى ند المطيري بالقرب من فحل النخيل «غالب»، وقد استطال إلى عنان السماء، وبالقرب منه بني عريش؛ ليكون فصلاً للدراسة عند الشيخ فارس بن عبد الرحمن.
وإذا قرب الظهر نرجع إلى بلدة الشارقة بعد أن نمر ببركة الماء لنشرب منها، حيث كانت لها درجات تصل إلى مستوى الماء، وقد وضع هنالك علبة صفيح يغرف بها الماء للشرب.
بقيت شجرة الرولة، مكاناً يلتقي به أهالي الشارقة والمدن المجاورة، مساء كل عيد يتوافد إلى شجرة الرولة، الوارفة الظل، الرجال والفتية والفتيات والأطفال. وتُعلّق الحبال على الأغصان الكبيرة من شجرة الرولة، وتجلس الفتيات في صفين على الحبال، وتشبك كل فتاة أصابع رجليها بالحبال التي تجلس عليها الفتاة التي تقابلها، فتتكون المرجيحة من ثماني فتيات. أما الفتيان فيقومون بشط المرجيحة، أي إبعادها إلى أعلى بكل عفة. تُباع تحت شجرة الرولة الحلويات والمكسرات.
في فترة الستينيات، بنيت مدرسة العروبة في بقعة الرولة، وكانت بها البعثة الكويتية حيث كانت المدارس تحت إدارتها، وبها البعثة المصرية والبعثة القطرية والبعثة البحرينية.
في عام 1978م، جفت أغصان شجرة الرولة، حيث بلغ عمرها مائة وخمساً وستين سنة، وحيث إنني قد استوعبت التاريخ، فقمت في الخامس والعشرين من شهر يناير عام 1979م، بافتتاح ميدان الرولة، حيث وضعت في وسطه نصباً رسمته بيدي حيث كان توقيعي، وفي قلبه الرولة التي كانت شاهدة على كل تلك الأحداث.