كلمة السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي حول آخر تطورات العدوان الإسرائيلي على غزة والمستجدات الإقليمية 29 ذو القعدة 1445هـ 6 يونيو 2024م

للمشاهدة وتحميل الملف
أَعُـوْذُ بِاللَّهِ مِنْ الشَّيْطَان الرَّجِيْمِ

بِـسْـــمِ اللَّهِ الرَّحْـمَـنِ الرَّحِـيْـمِ

الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَأَشهَدُ أَنَّ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ المُبين، وَأشهَدُ أنَّ سَيِّدَنا مُحَمَّداً عَبدُهُ ورَسُوْلُهُ خَاتَمُ النَّبِيِّين.

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّد، وَبارِكْ عَلى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّد، كَمَا صَلَّيْتَ وَبَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، وَارضَ اللَّهُمَّ بِرِضَاكَ عَنْ أَصْحَابِهِ الْأَخْيَارِ المُنتَجَبين، وَعَنْ سَائِرِ عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ وَالمُجَاهِدِين.

أيُّهَا الإِخْوَةُ وَالأَخَوَات:

السَّـلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ؛؛؛

قال الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى” في القرآن الكريم: {الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا}[النساء: الآية76]، صَدَقَ اللَّهُ العَلِيُّ العَظِيم.

لمائتين وأربعةٍ وأربعين يوماً، وفي الأسبوع الخامس والثلاثين، في تمام الشهر الثامن، وأولياء الشيطان، أنصار الطاغوت، وحملة راية الباطل والظلم والإجرام، الصهاينة المعتدون يستمرون في حرب الإبادة الجماعية، في عدوان الإبادة الجماعية، ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.

أكثر من ثلاثة آلاف وثلاثمائة وخمس مجازر، من الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني، وبلغ إجمالي عدد الشهداء، والمفقودين، والجرحى، والأسرى، في قطاع غزة، وفي الضفة أيضاً: حوالي (مائة وأربعة وأربعين ألفاً وأربعمائة فلسطيني)، في خلال هذا الأسبوع فقط حصدت آلة القتل الهمجية الصهيونية الإسرائيلية ما يقارب الألفين ومائة شهيد وجريح) من أبناء الشعب الفلسطيني في غزة، غالبيتهم من النساء والأطفال، في خمسٍ وثلاثين مجزرة وحشية شملت كافة أنحاء القطاع.

والعدو الإسرائيلي أيضاً، مع ما يفعله في قطاع غزة ويرتكبه من جرائم الإبادة الجماعية، ومع الاعتداءات المستمرة في الضفة الغربية، يواصل أيضاً استهدافه في القدس، على مستوى النشاط الاستيطاني لاحتلال القدس، حيث بنى هناك ما يقارب الأربعمائة وحدة سكنية، هذا في شرق القدس، وأيضاً ما قام به الصهاينة المجرمون بالأمس، في يوم الأربعاء، من اقتحام باحات المسجد الأقصى، في إحيائهم للذكرى السنوية لاحتلال القدس عام 67، عبر مسيرة قامت بحمايتها ما يسمى بشرطة العدو، واقتحم أكثر من ألف ومائتين يهودي ممن يطلق عليهم بالمستوطنين المجرمين المغتصبين، قاموا باقتحام المسجد الأقصى، وتدنيس حرمة المسجد، وأداء طقوسهم وخرافاتهم خلال اقتحاماتهم تلك التي تخللها أيضاً رقصات، وهتفوا أثناء ذلك وفي باحات المسجد الأقصى بهتافات مسيئة إلى رسول الله، وخاتم أنبيائه محمدٍ “صَلَوَاتُ اللهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ”، باستهتارٍ تام بكل أبناء العالم الإسلامي، بكل المسلمين، وتحدٍ للجميع، وكذلك هتافات وتصريحات تؤكد على احتلالهم، على سيطرتهم، على استفزازهم للمسلمين، وتعمدهم للإساءة إلى الإسلام والمسلمين، وتعبيرهم عن العداء الصريح الواضح للإسلام ونبي الإسلام، وللقرآن، وللمسلمين، وكذلك فيما يتعلق بموقفهم من المسجد الأقصى.

بالأمس الأربعاء أيضاً حلَّت ذكرى ما تسمى النكسة، التي وافقت يوم الخامس من يونيو سبعةٍ وستين، ذلك اليوم الذي احتل فيه العدو الإسرائيلي الأقصى وباقي الضفة الغربية، وأعلن فيه آنذاك العدو الإسرائيلي حربه العدوانية على أربع دول عربية، هي: فلسطين، والأردن، ومصر، وسوريا، سيطر من خلالها في ستة أيام على ما يقارب سبعين ألف كيلو متر مربع، من الأراضي العربية في فلسطين المحتلة، وفي سوريا ومصر، وهي مساحة تساوي أكثر من ثلاثة أضعاف المساحة التي احتلها في العام 1948.

العدو الإسرائيلي في ذلك العدوان ارتكب مجازر بشعة، ويقدر أعداد من استشهدوا من العرب في ذلك العدوان بالآلاف، وتشريد مئات الآلاف من الفلسطينيين من أراضيهم، وكذلك تشريد ما يقارب مائة ألف سوري من هضبة الجولان المحتلة، وفي ذلك العدوان أيضاً وتلك النكسة هُزمت ثلاثة جيوش عربية، تساندها ستة جيوش أخرى شاركت في المعركة، وخلال ستة أيام فقط استطاع العدو الإسرائيلي أن يسيطر على كل تلك المساحة المذكورة.

بعد تلك النكسة اجتمع العرب في السودان، اجتماع على المستوى الرسمي العربي، ليعلنوا ما اسموها بلاءاتهم الثلاث: [لا صلح، لا تفاوض، لا اعتراف]، ولكن للأسف لم يبق شيءٌ الآن من تلك اللاءات، وحتى النظام السوداني تخلى عن تلك اللاءات الثلاث، تلك الهزيمة في تلك النكسة كان لها أثرها السلبي جداً، فيما رسخته من حالة يأس وإحباط، وشعور بالخزي والعار في الوسط العربي آنذاك، وترسيخ الهزيمة النفسية، التي لم تكسرها سوى عقيدة المقاومة، التي حققت الانتصارات وكسرت شوكة العدوان الصهيوني.

عندما نقارن بينما حصل آنذاك خلال ستة أيام، وما يحصل الآن على مدى ثمانية أشهر في قطاع غزة، ونرى أن العدو الصهيوني لم يستطع تحقيق أي انتصار فعلي في قطاع غزة خلال ثمانية أشهر، على المقاومة الفلسطينية في غزة، في نطاق جغرافي محدود، ومحاصر أيضاً، هذا يبيّن بالرغم من الفرق الكبير يعني بين ما حصل في حرب الستة أيام، التي سيطر فيها العدو آنذاك على قطاع غزة في ساعات محدودة، وحسم المعركة فيها في ساعات محدودة؛ بينما هو الآن على مدى ثمانية أشهر في حالة تخبط تام وفضيحة مخزية، وحالة اليأس تنتشر بين الكثير ممن ينتسبون لكيان العدو، المقاومة كسرت كل ما كان قد رسَّخه العدو من الهزائم في نفسيات العرب، وبدايةً من الانتفاضة في عام 88، إلى الخروج المذل لجيش العدو من لبنان، في العام 2000، وصولا إلى حرب 2006، وسيف القدس، وغيرها من المعارك التي خاضتها المقاومة مع العدو، أُجبر العدو على الانكسار، والعودة ذليلاً ليقبل بشروط المقاومة، في نهاية كل تصعيد يضع العدو فيه أهدافاً لا يستطيع تحقيقها، وهذا شيءٌ واضح، وشيءٌ بيِّن، وفيه دروس مهمة، دروس مهمة للشعوب العربية، وللأنظمة إن كانت تريد أن تستفيد، وأن تراجع تلك الأحداث لتأخذ منها الدروس والعبر.

نكسة 67 هي مثالٌ حقيقي لأطماع العدو في الأراضي العربية، التي لم يندحر عنها إلا بقوة السلاح والمقاومة، والعدو نفسه لا يريد أن يستقر عند حدود معينة، ولا حواجز، وقال آنذاك أحد أكابر مجرميه (بن قوريون): [حدودنا حيث يصل حذاء الجندي الإسرائيلي الأخير]، في ردٍ على سؤال: أين هي حدود إسرائيل؟ يعني: هناك الأطماع الكبيرة، التي لا يردهم عنها إلَّا الموقف الجاد، وإلَّا العجز في مواجهة استبسال وقتال وصمود وثبات يمنعهم من التوسع حسب أطماعهم.

بالمقارنة بما كانت تمتلكه الجيوش العربية في ذلك الوقت، من مئات الطائرات، وآلاف الدبابات والمدرعات، ومئات الآلاف من الجنود، الذين لم يصمدوا لستة أيام، وأعلنت آنذاك تلك الدول هزيمتها المذلة، وقبولها لقرار وقف إطلاق النار؛ وبينما تمتلكه المقاومة الفلسطينية حالياً، وهو عبارة عن أسلحة خفيفة ومتوسطة، والمتاح الممكن من الصواريخ بحسب التصنيع المحلي، تلك المستوى من القدرات، مع ذلك نرى ويشاهد العالم مستوى الهزة الكبيرة والهزيمة الفعلية للعدو الإسرائيلي، والإخفاق والفشل الكبير والذريع الذي يعترف به قادته ووسائل إعلامه.

مع استمرار العدو الإسرائيلي في جرائم الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني، يستمر الدور الأمريكي الشريك في تلك الجرائم، الشريك في كل جريمةٍ منها، وبالقنابل الأمريكية يقتل أبناء الشعب الفلسطيني، وتدمر منازلهم، والتعاون الأمريكي بمثل ما هو بالسلاح، هو أيضاً يشمل الجانب السياسي… يشمل كل المجالات؛ ولذلك فيما حصل في هذا الأسبوع عندما استقالت مسؤولة بوزارة الخارجية الأمريكية، في مكتب السكان واللاجئين والهجرة، بسبب فضيحة وزارة الخارجية الأمريكية، التي قامت بتزوير تقرير رفعته تلك الموظفة، يُحَمِّل العدو الصهيوني مسؤولية جزئية فقط عن المجاعة في غزة، قامت الوزارة بتزويره لإعفاء الصهاينة من تبعات التجويع للشعب الفلسطيني؛ فهم يحاولون ألَّا يكون هناك في الداخل الأمريكي أي صوت مناهض للسياسة الأمريكية، التي تتبنى الموقف الإسرائيلي، وتدعمه وتشترك فيه.

أيضاً صَّوت مجلس النواب الأمريكي لصالح تمرير مشروع قانون يفرض عقوبات على مسؤولي محكمة الجنايات الدولية، أي: الأمريكي الذي كان يتظاهر في عناوينه وشعاراته أنه يحترم القضاء، ها هو يقرر عقوبات على محكمة، وعلى موظفين في محكمة، وعلى قضاء في محكمة، وعلى مسؤولين في محكمة، يفرض مشروع القانون عقوبات على الأفراد المشاركين في أي جهود للتحقيق، أو اعتقال، أو احتجاز، أو محاكمة أي شخص محميٍ من قبل الولايات المتحدة وحلفائها، وتشمل العقوبات حضر المعاملات العقارية الأمريكية، وحضر وإلغاء التأشيرات، فالأمريكي يحاول أن يتصدى لأي دور للضغط على العدو الإسرائيلي، أي دور يساند الشعب الفلسطيني، على المستوى القانوني، القضائي، السياسي، والإعلامي… على كل المستويات.

أيضاً يواصل الأمريكي قمع الحراك الطلابي في الجامعات الأمريكية، ويتصدى لنشاط الطلاب في الجامعات الأمريكية، الذين يحاولون أن يواصلوا نشاطهم المساند للشعب الفلسطيني في مظلوميته، والمطالبة بوقف جرائم الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني، حيث أعاد الطلاب نصب مخيمهم في جامعة كولومبيا هذا الأسبوع بعد شهر من فض الاعتصام، من الجامعة التي انطلقت منها الاحتجاجات، في رمزية مهمة على الاستمرار رغم كل إجراءات القمع، من اعتقالات، وفصل، ومضايقات شديدة يتلقاها الطلاب نتيجة الاستمرار في اعتصامهم ومظاهراتهم، والأمريكي يحاول أن ينهي تلك الانشطة والتحركات الطلابية في الجامعات.

كذلك شهدت جامعات أخرى في أمريكا وأوروبا اقتحامات من الشرطة وكلابها البوليسية، لفض اعتصامات، والاعتداء على الطلاب بالضرب، واعتقالهم بطريقة قاسية ومذلة.

الأمريكي أيضاً من ضمن نشاطه الداعم للعدو الإسرائيلي في الجانب السياسي، أطلق مبادرةً في هذا الأسبوع، وجعلها بالشكل الذي تخدم العدو الإسرائيلي، وجعلها أيضاً بعيدةً عمَّا ينبغي أن تكون عليه أي مبادرة، تحقق الشروط الموضوعية، المحقة والعادلة في انهاء العدوان على قطاع غزة، وفي انسحاب العدو الإسرائيلي من القطاع، وأيضاً في ادخال المساعدات بالقدر الكافي والمحتاج إليه إلى كل أنحاء قطاع غزة، وإلى إجراء صفقة تبادل كاملة وشاملة، لكنَّ الأمريكي قدَّم مبادرة لها هدف- كما يظهر في الصورة- تقديم غطاء ودعم إضافي سياسي للعدو الإسرائيلي، أمام الحرج الأمريكي، والعزلة في الموقف الأمريكي والإسرائيلي، أمام بقية دول العالم التي تطالب بوقف العدوان على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.

الأمريكي مفضوح في كل مساعيه، التي يهدف منها إلى تقديم الدعم السياسي للعدو الإسرائيلي، وتقديم الغطاء؛ من أجل استمرارية الإبادة، واستمرارية الحصار الذي يشتد يوماً بعد يوم، ويتسبب في تجويع واضح للشعب الفلسطيني، وتهديد للأطفال بالموت؛ نتيجة انعدام الغذاء الكافي.

أمام كل ذلك، يستمر الإخوة المجاهدون في قطاع غزة في كل محاور القتال، يستمرون في صمودهم وتصديهم للعدو الإسرائيلي، وثباتهم، واستبسالهم، بالرغم من حجم العدوان، والدمار، والخراب، وحجم الإجرام من قِبَل العدو الصهيوني، وشدة الحصار عليهم، إلَّا أنهم يستمرون في التصدي ببسالة، ويلحقون الخسائر المباشرة في صفوف قوات العدو قتلى وجرحى، والمحصلة خلال شهر مايو بكله محصلة مهمة في عدد القتلى والجرحى في جيش العدو، كذلك بفاعلية، يتصدون بفاعلية عالية للعدو الإسرائيلي، في مستوى تدمير واستهداف الآليات العسكرية بأنواعها، خلال هذا الأسبوع قاموا باستهداف عشرات الآليات، وتنفيذ كمائن، وعمليات قنص، واستهداف للعدو بقذائف الهاون وبرشقات الصواريخ، فعملياتهم مستمرة، ونوعية، وناجحة، وتكبِّد العدو الإسرائيلي خسائر في كل شيء، على مستوى قواته البشرية، وعلى مستوى الآليات والإمكانات.

فيما يتعلق بجبهات الإسناد، بدءاً بجبهة حزب الله في جنوب لبنان، باتجاه شمال فلسطين المحتلة، عمليات حزب الله هي في تصاعد على مستوى الكم والنوع، وفاعلة، ومؤثِّرة على العدو الإسرائيلي، تستهدف الضباط والجنود الإسرائيليين، تستهدف أيضاً قواتهم وعتادهم العسكري، تستهدف أيضاً المغتصبات في شمال فلسطين، التي طالتها الحرائق بشكلٍ واسعٍ وكبير، بما يقارب خمسين موضعاً اشتعلت فيه الحرائق، وإلى درجة وصفها المجرم الصهيوني (يائير لابيد) بقوله: [الشمال يشتغل ويحترق معه الردع الصهيوني]، وهذا اعتراف واضح وصريح بمدى فاعلية وتأثير عمليات حزب الله وقوتها، وكذلك وصف من يسمونه بـ(رئيس بلدية نهاريا) ذلك بقوله: [إسرائيل في ورطة وفي وضعٍ كارث]، فتأثيرات عمليات حزب الله تأثيرات كبيرة جداً، تطال واقع العدو الإسرائيلي بشكلٍ عام، وأيضاً على مستوى شمال فلسطين.

فيما يتعلق بجبهة العراق، المقاومة الإسلامية في العراق أعلنت عن تنفيذ عدة عمليات خلال هذا الأسبوع، منها ما هو باتجاه أم الرشراش، التي تسمى من جهة العدو بإيلات، وإلى ساحل البحر الميت، وأيضاً باتجاه حيفا.

ولكن التطور المهم جداً هو: تدشين العمليات المشتركة بين القوات المسلحة اليمنية، والمقاومة الإسلامية في العراق، بتنفيذ عمليةٍ مهمة فجر اليوم، باتجاه ميناء حيفا، على البحر الأبيض المتوسط، حيث سيكون هذا المسار في العمليات المشتركة مساراً مهماً واستراتيجياً، وتصاعدياً بإذن الله تعالى، وأنا أوجه التحية إلى الإخوة في المقاومة الإسلامية في العراق، وهذا المسار المهم سيقدِّم- إن شاء الله تعالى- نموذجاً عن التعاون بين أبناء الإسلام، وفي عملياتهم المشتركة التي في إطار الجهاد في سبيل الله تعالى، والتي سيكون لها- إن شاء الله- تأثيرها الكبير على الأعداء، وهي في إطار المرحلة الرابعة من التصعيد.

فيما يتعلق بجبهة يمن الإيمان والحكمة والجهاد، فعلى مستوى العمليات العسكرية خلال هذا الأسبوع، فقد بلغت إحصائية عمليات الإسناد المنفَّذة في هذا الأسبوع فقط، في معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس، وفي إطار المرحلة الرابعة من التصعيد: بلغت بعون الله تعالى: (أحد عشر عملية) في البحر الأحمر، والبحر العربي، والمحيط الهندي، وباتجاه أم الرشراش جنوب فلسطين المحتلة، نُفِّذت بـ(ستةٍ وثلاثين صاروخاً بالِسْتِيًّا ومجنحاً، وطائرةً مسيَّرة).

وكان من التطورات المهمة في عمليات هذا الأسبوع هو: التدشين لمنظومة صواريخ جديدة، اسم هذا الصاروخ (فلسطين)، هذا الصاروخ تم صناعته بمراعات متطلبات المرحلة الرابعة، على المستوى التقني، وعلى مستوى المدى، فهو صاروخ- إن شاء الله- سيكون له تأثيره الكبير على الأعداء بإذن الله تعالى؛ لأنها حُسِبت فيه حسابات تتعلق بالجانب التقني، وكذلك ما نعانيه أحياناً من مشاكل الاعتراض التي تتعاون فيها عدة دول أحياناً، فهذا الصاروخ على المستوى التقني هو صاروخ مميز، وكذلك على مستوى المدى البعيد، الذي يلبي متطلبات المرحلة الرابعة من التصعيد.

من هذه العمليات: عمليات استهدفت (ثمان سفن) مرتبطة وتابعة للأمريكي، وسفناً تابعة لشركات كسرت قرار حظر الدخول إلى موانئ فلسطين المحتلة، حيث كانت من أبرز وأهم العمليات خلال هذا الأسبوع هي: عمليتي استهداف حاملة الطائرات الأمريكية (إيزنهاور) شمالي البحر الأحمر، خلال أربعٍ وعشرين ساعة، تم استهدافها بـ (سبعة صواريخ مجنحة، وأربع طائرات مسيَّرة)، وعلى وقع هاتين العمليتين تراجعت حاملة الطائرات الأمريكية، وتحركها باتجاه شمال البحر الأحمر، فتراجعت وقامت بتغيير موقع انتشارها، وابتعدت عن المنطقة؛ خوفاً من أي عمليات استهداف قد تتعرض لها من قبل قواتنا المسلحة، في أثناء الاستهداف لها كانت على بُعد (أربعمائة كيلو) من الحدود، حدود الساحل اليمن أثناء الاستهداف، ثم ابتعدت إلى حوالي (ثمانمائة وثمانين كيلو) شمال غرب جدة، وتوقفت هناك بمحاذاة جدة، وتوقفت حركة الطيران بعد استهدافها لمدة يومين فيها، وعملية الاستهداف كانت ناجحة، وكان لها هذا الأثر المهم: في هروب حاملة الطائرات بعيداً عن المنطقة التي كانت فيها أثناء الاستهداف لها، وفي تغييرها لمسارها، وهذا يحدث في كل ضربة للسفن المستهدفة، عندما تكون عملية الاستهداف ناجحة، تهرب، وتغيِّر مسارها، ويتجلى ذلك على مستوى الرصد عبر الأجهزة والتقنيات المتوفرة.

الأمريكي حاول أن ينكر هذا الاستهداف، وأن يقلل منه، ولكن هذا يعود إلى حرجه، شعوره بالحرج، وشعوره بالهزيمة، وبكسر هيبته، فهو يتأثر من مثل هذه العمليات، تؤثِّر على مستوى النفوذ، على مستوى ما كان يمتلكه من خوف لدى دول المنطقة، حرصه على أن يبقى له نفوذه وهيبته، وأن تبقى حالة الخوف منه هي السائدة على مستوى العالم الإسلامي؛ ولذلك حاول أن يقلل، لكن ستبقى حاملة الطائرات الأمريكية هدفاً من أهداف قواتنا المسلحة، لاستهدافها كلما سنحت الفرصة لذلك، ومهما حاول الأمريكي أن ينكر ذلك، ستتجلى الحقائق، وستكون الضربات القادمة- إن شاء الله- أكبر، وأكثر فاعليةً وتأثيراً. فهذا أيضاً ضمن التطورات المهمة في عمليات هذا الأسبوع.

فيما يتعلق بالإحصائية الشهرية، ونحن في هذا اليوم في اليوم الأخير من شهر ذي القعدة، فعلى مستوى العمليات، عمليات الإسناد المنفَّذة خلال شهر ذي القعدة، فقد بلغت إحصائية عمليات الإسناد خلال هذا الشهر، في معركة الفتح الموعود والجهاد المقدَّس، وفي إطار المرحلة الرابعة من التصعيد، بلغت بعون الله تعالى: (ثمانيةً وثلاثين عملية) في البحر الأحمر، والبحر العربي، والمحيط الهندي، وصولاً إلى البحر الأبيض المتوسط، وأيضاً باتجاه جنوب الأراضي الفلسطينية المحتلة، نُفِّذت بـ (واحدٍ وتسعين صاروخاً بالِسْتِيًّا ومجنحاً وطائرةً مسيَّرة)؛ ولذلك فالمحصلة خلال هذا الشهر محصلة جيدة في مستوى العمليات العسكرية، بالاستهداف بالصواريخ المجنحة والبالِسْتِيَّة، وبالطائرات المسيَّرة، وأيضاً من خلال القوات البحرية.

أما فيما يتعلق بموقف العدو، وعدوان الأمريكي والبريطاني على بلدنا، فاليوم أيضاً هو تمام الشهر الخامس، اكتمال الشهر الخامس منذ بداية العدوان الأمريكي والبريطاني على بلدنا، اسناداً للعدو الإسرائيلي، ودعماً لمواصلته لجرائم الإبادة الجماعية والحصار ضد الشعب الفلسطيني في غزة، هذا هو هدف العدوان على بلدنا، الأمريكي والبريطاني قاما بالعدوان على بلدنا اسناداً منهما للعدو الإسرائيلي، وبهدف حماية مصالحه في البحر، والسعي لتأمينه ليستمر في جرائم الإبادة الجماعية دون إزعاج.

بلغت الغارات والقصف البحري خلال هذا الأسبوع: (سبعة عشر غارة)، ارتقى خلالها عدد (خمسة عشر شهيداً)، استشهدوا في العدوان على محافظة الحديدة، الغارات كانت في عدة محافظات، منها: في الحديدة، وفي صنعاء، وفي تعز، ارتقى خلالها عدد (خمسة عشر شهيداً)، وكذلك كان هناك جرحى عدد (ثلاثة وأربعين جريحاً) في محافظة الحديدة، كذلك تدمير مبانٍ، منها: مبنى الإذاعة في الحديدة، ومبنى يتبع خفر السواحل في الحديدة أيضاً.

أمَّا إحصائيات عمليات القصف الجوي والبحري الأمريكي والبريطاني، منذ إعلانهما العدوان على بلدنا، من تاريخ 1 رجب 1445 للهجرة، وإلى تمام هذا الشهر (شهر ذي القعدة)، فبلغت كذلك عمليات القصف الجوي والبحري الأمريكي والبريطاني على بلدنا (أربعمائة وسعةً وثمانين غارةً وقصفاً بحرياً)، ارتقى خلالها (خمسةٌ وخمسون شهيداً)، وكذلك أصيب فيها (ثمانية وسبعين جريحاً)، في معركة الفتح الموعود والجهاد المقدَّس.

الأمريكي والبريطاني كلٌّ منهما مستمر في عدوانه على المستوى العسكري، وكُلٌّ منهما يعرف أيضاً أنه فاشل، وأن عملياتهم العسكرية حتى وإن تسببت بشهداء وجرحى، فهي لن تؤثِّر أبداً على موقفنا، الذي هو موقفٌ مبدئيٌ، إيمانيٌ، إنسانيٌ، أخلاقيٌ، لا يمكن أبداً أن نتراجع عنه مهما كان، مهما كان حجم التصعيد على المستوى العسكري من الجانب الأمريكي والبريطاني، ومهما كانت أيضاً مؤامرات الأمريكي في المجالات الأخرى، ومنها المجال الاقتصادي، فالأمريكي يحاول أيضاً أن يمارس العدوان والضغط الشديد على بلدنا من خلال الضغط الاقتصادي، لم يكتفي بما مارسه من ضغط على الأمم المتحدة لإيقاف المساعدات الإنسانية، التي كانت لمصلحة الفقراء، والجائعين، والبائسين، والمعانين من أبناء شعبنا العزيز، نتيجةً للعدوان المستمر على بلدنا منذ سنوات، ولكنه يحاول وعبر عملائه أن يمارس المزيد من الخطوات الضاغطة على الوضع المعيشي والاقتصادي على شعبنا اليمني العزيز، لكن مهما كانت مؤامرات الأعداء، نحن- بمعونة الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”- سنسعى للتصدي لها، بثقتنا بالله، وتوكلنا على الله، واعتمادنا على الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، لدينا أيضاً خياراتنا ومواقفنا، ونمتلك أيضاً أوراقاً ضاغطةً على الأعداء، ونعمل في الأخير ما يلزم أن نعمله.

ولذلك نحن ننصح كل الذين يحاولوا الأمريكي أن يورطهم، وأن يجندهم لخدمة العدو الإسرائيلي، ولمصلحة العدو الإسرائيلي، نحذرهم وننصحهم: ألَّا يتورطوا في ذلك؛ لأن من الخسارة الكبيرة أن يخسر أي نظام عربي، وأي جهة أن تورط نفسها في مشكلة كبيرة جداً خدمةً للعدو الإسرائيلي، ذلك هو الخسران المبين، الخسران في الدنيا، والخسران في الآخرة؛ لأن أي طرف تورطه أمريكا، ليتجند لخدمة إسرائيل، وليُقْدِم على خطوات هي عدوانٌ على شعبنا العزيز من أجل خدمة العدو الإسرائيلي، سيقابلها أيضاً ردة فعلٍ من جانبنا، ولن نكون مكتوفي الأيدي ولا مكبلين أمام ما يستهدف شعبنا العزيز على المستوى الاقتصادي أو على المستوى العسكري، والخاسر هو من يخسر في خدمة إسرائيل، وفي نصرة العدو الإسرائيلي، في نصرة أولياء الشيطان، في نصرة المجرمين، الظالمين، المعتدين، الذين يرتكبون أبشع الجرائم، جرائم الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني.

وشعبنا العزيز هو ثابتٌ على موقفه؛ لأن منطلقه في موقفه هو منطلق إيماني، يثق فيه بالله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، وبوعد الله “جَلَّ شَأنُهُ” بالنصر، وقد لمس شعبنا العزيز منذ بداية هذا الموقف معونة الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، وتأييده، والفاعلية الكبيرة في العمليات اليمنية، التي هي بلا شك نتيجةً لتأييد الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، ومعونة الله “جَلَّ شأنه”، وكذلك أثرٌ واضحٌ لها في التأثير على الأعداء، التأثير على الاقتصاد لدى العدو الإسرائيلي، والاقتصاد الأمريكي والاقتصاد البريطاني، هذا التأثير وهذه الفاعلية هو يعود إلى نصر الله ومعونته، وتأييده “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، وصَدَقَ الله “جَلَّ شَأنُهُ” القائل في القرآن الكريم: {وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ}[الحج: من الآية40]، فنحن في إطار هذا الموقف المبدئي الجهادي، الذي هو جهادٌ في سبيل الله تعالى، الذي هو نصرةٌ للمستضعفين، للشعب الفلسطيني المظلوم المسلم، نثق بالله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، ونطمئن أيضاً إلى وعده الصادق الذي لا يتبدل ولا يتخلّف، وفي نفس الوقت لدينا استعداد للتضحية، وللصمود، وللصبر، ولتحمُّل المعاناة مهما كانت، ونحن في إطار هذا الموقف، الذي هو موقفٌ مشرف، موقفٌ إنسانيٌ وأخلاقيٌ يفتخر به شعبنا العزيز، ويخلِّده للأجيال القادمة من أبنائه، أيضاً هو شرفٌ كبير أمام كل العالم، يُقدِّم فيه شعبنا العزيز النموذج الراقي للوفاء والإسلام، وأيضاً للإنسانية بمعناها الحقيقي.

هذا الموقف نحن ثابتون عليه، وواثقون فيه بنصر الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، وبصدق وعده، وهو القائل: {إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ}[محمد: من الآية7]، ولابدّ في إطار هذا الموقف من الصبر، ومن الاستمرارية ومن الثبات، وكان من العظيم أن خرج شعبنا العزيز في يوم الجمعة الماضي، بعد ساعات من العدوان الأمريكي والتصعيد الأمريكي والبريطاني، الذي أسفر عن ارتقاء شهداء وفوزهم بالشهادة، ذلك الخروج المليوني الكبير، وتستمر أيضاً الأنشطة الشعبية على كل المستويات بزخمٍ كبيرٍ وعظيم.

مسار الأنشطة الشعبية، بلغت فيه المسيرات، والمظاهرات، والفعاليات، والوقفات، والندوات، والأمسيات: (فوق النصف مليون، بزيادة سبعين ألفاً ومائتين واثنين وثلاثين) ما بين مظاهرة، وقفة، أمسية وفعالية… وغير ذلك من الأنشطة الشعبية، وهذا عددٌ كبيرٌ جداً، وكما كررنا في الكلمات في الأسابيع الماضية (لا مثيل له)، هو يُعبِّر عمَّا يمتلكه شعبنا العزيز من إيمان ووعي، وإحساس عالٍ بالمسؤولية، وضمير إنساني حي.

أما فيما يتعلق بمخرجات التدريب لدى قوات التعبئة، فقد بلغت إلى (ثلاثمائة واثنين وخمسين ألفاً وثمانية وثلاثين متدرباً)، وهذا مسارٌ مهمٌ للغاية، هو يدخل في إطار قول الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى:” {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ}[الأنفال: من الآية60].

أنشطة المناورات، والمسير العسكري، والعروض، بلغت أيضاً (ألف وثمانمائة وخمسة وثمانين نشاطاً)، وهذا أيضاً مسار مهم جداً، ونشط للغاية.

ولذلك ستستمر الأنشطة الشعبية على كل المستويات، وكلما حاول الأعداء أن يضغطوا على شعبنا العزيز ليتراجع عن موقفه، أو أن يشوشوا عليه في موقفه، وهم يشتغلون في كل الاتجاهات: على المستوى الإعلامي، وعلى المستوى السياسي، على المستوى الاقتصادي، لكن الأمور واضحة وجليَّة، هدفهم من كل ذلك هو: الضغط على شعبنا العزيز ليتراجع عن موقفه المشرف العظيم، الذي هو نجاةٌ ما بيننا وبين الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، وفوزٌ، وشرفٌ، وفضلٌ من الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، وتوفيقٌ إلهيٌ كبير، لكنَّ شعبنا العزيز بإيمانه بالله، بضميره ووجدانه الإنساني، بأخلاقه وقيمه وقبْيَلته، بشرفه وحريته وإبائه، لن يتراجع أبداً عن هذا الموقف، سنثبت على هذا الموقف؛ لأنه أساسيٌ وجزءٌ وثيقٌ، وجزءٌ أساسيٌ من إيماننا، وديننا، وكرامتنا، وحريتنا، وإنسانيتنا، ونحن ثابتون عليه مهما كان، وواثقون بنصر الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، نطور قدراتنا العسكرية باستمرار، وصاروخ (فلسطين) شاهدٌ على ذلك، وما سيترتب أيضاً على العمليات المشتركة بين القوات المسلحة اليمنية والمقاومة الإسلامية في العراق أيضاً مسارٌ هو مسار تطور، وتصعيد، وسنقابل التصعيد بالتصعيد بكل ثقة واطمئنان وثبات، وتوكل على الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، وأملٍ عظيمٍ بالنصر منه “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، ويقينٍ بأن وعده سيتحقق، {لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ}[الروم: من الآية6].

نَسْألُ اللهَ “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى” أَنْ يُعَجِّلَ بِالفَرَجِ وَالنَّصر لِلشَّعْبِ الفِلَسْطِينِي المَظلُوم، وَمُجَاهِدِيه الأَعِزاء، وَأَنْ يَنْصُرَنَا بِنَصرِهِ، وَأَنْ يَرْحَمَ شُهَدَاءَنَا، وَأَنْ يَشْفِيَ جَرْحَانَا، وَأَنْ يُفَرِّجَ عَنْ أَسرَانَا، إِنَّهُ سَمِيعُ الدُّعَاء.

وَالسَّـلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ؛؛؛

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: الإبادة الجماعیة ضد الشعب الفلسطینی المقاومة الإسلامیة فی العراق المرحلة الرابعة من التصعید جرائم الإبادة الجماعیة الأمریکی والبریطانی الشعب الفلسطینی فی العدو الإسرائیلی للعدو الإسرائیلی خلال هذا الأسبوع للشعب الفلسطینی الأنشطة الشعبیة حاملة الطائرات فلسطین المحتلة المسجد الأقصى شعبنا العزیز البحر الأحمر العدوان على على المستوى على الأعداء إن شاء الله فی قطاع غزة الله تعالى هذا الموقف فیما یتعلق على بلدنا على شعبنا على مستوى ت ع ال ى س ب ح ان ه ع ل ى آل مهما کان ستة أیام حزب الله ا الموقف ما یقارب الذی هو فی إطار حاول أن فی ذلک فی غزة فی هذا على کل ما کان

إقرأ أيضاً:

نص المحاضرة الرمضانية التاسعة للسيد عبدالملك بدرالدين الحوثي 1446هـ

الثورة نت/..

نص المحاضرة الرمضانية التاسعة للسيد عبدالملك بدرالدين الحوثي 9 رمضان  1446هـ :

أَعُـوْذُ بِاللَّهِ مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيْمِ

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ

الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَأَشهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ المُبين، وَأشهَدُ أنَّ سَيِّدَنا مُحَمَّداً عَبدُهُ ورَسُوْلُهُ خَاتَمُ النَّبِيِّين.

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّد، وَبارِكْ عَلى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّد، كَمَا صَلَّيْتَ وَبَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، وَارضَ اللَّهُمَّ بِرِضَاكَ عَنْ أَصْحَابِهِ الْأَخْيَارِ المُنتَجَبين، وَعَنْ سَائِرِ عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ وَالمُجَاهِدِين.

الَّلهُمَّ اهْدِنَا، وَتَقَبَّل مِنَّا، إنَّكَ أنتَ السَّمِيعُ العَلِيم، وَتُبْ عَليَنَا، إنَّكَ أنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمْ.

أيُّهَا الإِخْوَةُ وَالأَخَوَات:

السَّـلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ؛؛؛

قبل أن ندخل في موضوع المحاضرة، لنا وقفةٌ تجاه ما يجري هذه الأيام في سوريا.

حيث تقوم الجماعات التكفيرية بارتكاب جرائم إبادةٍ جماعية، للمئات من المواطنين السوريين المدنيين، المسالمين، العُزَّل من السلاح، وتوثِّق تلك الجماعات التكفيرية- هي بنفسها- جرائمها بالفيديوهات، وتقوم بنشرها في مواقع التواصل الاجتماعي، وتتباهى بذلك، ويظهر في نفس الفيديوهات، التي تقوم تلك الجماعات بنشرها، كيف أنها تقوم بكل وحشية وإجرام بقتل المواطنين- كما قلنا- المسالمين، العُزَّل من السلاح، البعض يخرجونهم من منازلهم ويقومون بإعدامهم، والبعض في الشوارع (في المدن، وفي الريف).

ما يرتكبونه من إجرامٍ هو مدان، ويجب أن يستنكره الجميع، وأن يسعى كل من بقي له ضميرٌ إنسانيٌ لوقف تلك الجرائم.

هو يكشف أيضاً إصرارهم على الاستمرار في المسلك الإجرامي الوحشي، بقتل الأبرياء، والمدنيين، والمسالمين، بأفظع أشكال القتل والإبادة.

ويشاركهم في المسؤولية عن تلك الجرائم رُعاتهم، الداعمون لهُمْ بالمال، والدعم السياسي، والدعم العسكري، ولـذلك عواقبه السيئة عليهم جميعاً؛ لأنهم يعتبرون أنهم قد أمَّنُوا نفسهم لدى أمريكا ولدى أوروبا، وبالتالي يطلقون لهم اليد ليفعلوا ما يشاءون ويريدون، نسوا الله، نسوا الله، نسوا أنه يعاقب، وأنه يؤاخذ، وأنه يجازي، وأن للإسراف في دماء الأبرياء عواقب وخيمة ومؤكدة.

هم يقدِّمون بجرائمهم تلك، وعدوانيتهم، تجاه فئة واسعة من أبناء الشعب السوري، واستهدافهم للمسالمين، العُزَّل من السلاح، المواطنين العاديين، هم يقدِّمون خدمةً كبيرةً للعدو الإسرائيلي، وللأمريكي؛ بتمزيق النسيج الاجتماعي السوري، وبالتوحش والإجرام تجاه أبناء الشعب السوري؛ لأن ما يسعى له الأمريكي والإسرائيلي، أن يُقدِّم كلٌ منهما نفسه كمنقذ وحامٍ للشعب السوري، في مقابل الاحتلال.

فالإسرائيلي أعلن حمايته للدروز في (السويداء)، وفعلاً لأنه قد أعلن ذلك؛ لم تجرؤ تلك الجماعات التكفيرية على أن تَمَسَّهُم بسوء، بل هي تحترمهم، وتتفاهم معهم، وتتعامل بتواضع كبير معهم، لماذا؟ لأن الإسرائيلي قد أعلن حمايته لهم، وهدد إن مَسُّوهُم بسوء.

والأمريكي كذلك يُقدِّم نفسه كحامٍ للأكراد، في المناطق التي هم فيها، وَيُسَلِّحهم، ويُجنِّدهم؛ وبالتالي عندما يتعرضون لأي هجوم يقاتلون بشراسة، وفي موقع الاستناد والاحتماء بالأمريكي.

ولذلك يرى البقية أنفسهم- من أبناء الشعب السوري- مستهدفين؛ لأنهم ليسوا في حماية الأمريكي كحال الأكراد، ولا في حماية الإسرائيلي كحال الدروز، فيرون أنفسهم يُستباحون ويُقتلون بكل دمٍ بارد، بكل بساطة، وليس هناك من حتى يعترض، أو ينتقد في العالم العربي والإسلامي، الكل يتفرج، وليس هناك موقف تجاه ذلك، يرون أنفسهم في حالةٍ من الاستباحة التامة، لماذا؟ لأنهم ليسوا في حماية الأمريكي، ولا في حماية الإسرائيلي.

ولـذلك يتضح أن تلك الوحشية، وذلك الإجرام، لتلك الجماعات التكفيرية، هي هندسة أمريكية إسرائيلية صهيونية يهودية، هم من فرَّخوهم، وأنشأوهم، وأعدُّوهم لذلك الدور، قاموا بإعدادهم ليكونوا بذلك المستوى من الوحشية والإجرام والعدوانية تجاه المسالمين، تجاه العُزَّل من السلاح، تجاه الذين لا يقاتلون، من ليس لديهم أي تحرك عسكري، مع ذلك يقومون بإبادتهم، وقتل الأطفال، والنساء، والكبار، والصغار، والإبادة الجماعية، لماذا؟ هي هندسة أمريكية إسرائيلية تخدم الأهداف اليهودية الصهيونية:

أولاً: في تشويه الإسلام، تلك الجماعات تُقدِّم نفسها على أنها جماعات متدينة وجهادية، ثم تتَّجه بكل وحشية وإجرام لقتل الأبرياء المسالمين، العُزَّل من السلاح.وتفكيك الشعوب من الداخل، وتمزيق نسيجها الاجتماعي.وكذلك تقديم الأعداء كحماة ومنقذين؛ لأجل القبول باحتلالهم، لأجل القبول باحتلالهم.

ولذلك نرى– بشكلٍ واضح- أن تلك الجماعات التكفيرية، من بعد سيطرتها على سوريا، لم تُطلق ولا رصاصةً واحدة ضد العدو الإسرائيلي، ولا رصاصة واحدة، بالرغم من اجتياحه لجنوب سوريا، في ثلاث محافظات سورية، وبالرغم من احتلاله لمناطق شاسعة، وغاراته المستمرة التي يُدَمِّر بها مقدرات سوريا، التي هي للشعب السوري؛ ومع ذلك هي لا تقوم بأي ردة فعل، بل إنها عَمَّمَت على وسائلها الإعلامية وناشطيها الإعلاميين، بألَّا يستخدموا مفردة (العدو) في توصيف العدو الإسرائيلي، ألَّا يقولوا: (العدو الإسرائيلي)، إلى هذه الدرجة حتى تسميته بالعدو، ما بالك بأي موقف عملي! بينما هي تتعامل بكل وحشية، وعدوانية، وإجرام، ضد المدنيين المسالمين، العُزَّل من السلاح، وتقوم بإبادتهم إبادة جماعية، وتعرض جرائمها وكأنها بطولات، بطولات، ويتفاخرون بها، ويتباهون بها!

ولـذلك ما يحصل هو مؤسفٌ جدًّا، والعرب ساكتون، والعالم الإسلامي ساكت، لماذا؟ ليكون من يتحدث فقط هو الإسرائيلي والأمريكي، كما قلنا: من أجل أن يُقَدَّم الأمريكي والأوروبي، وتُقدِّم إسرائيل نفسها، العدو الإسرائيلي يُقدِّم نفسه، أنهم هم الحماة للشعوب.

ما يحدث فيه درسٌ كبيرٌ- أيضاً- لكل شعوب أمتنا، عن حقيقة تلك الجماعات، عن إجرامها، والإسلام بريءٌ من إجرامها ووحشيتها، الإسلام بريء، الجهاد في سبيل الله هو عنوانٌ مقدّس، بريءٌ من جرائمها، ليست لا مجاهدة، لو كانت تجاهد لواجهت العدو الإسرائيلي، وليست متدينة، بل هي مجرمة، تدين بالباطل وليس بالهدى والحق، وعدوانيتها واضحة.

من يشك أو يشكك في كلامنا، فليشاهد بنفسه تلك الجرائم، التي وثَّقتها تلك الجماعات بنفسها، وتنشرها بنفسها، وتتباهى بها، وتتفاخر بها، بالرغم من أن رعاتها الإقليميين، الذين يُقدِّمون لها الدعم المادي، يحاولون أن يُقدِّموا في وسائلهم الإعلامية صورة مغايرة، ويحاولون أن يصوروا تلك الجماعات أنها دولة، وأنها أمن، وأنها جيش… وغير ذلك، ولكن الأمور واضحة تماماً، وما يحدث في هذه الأيام فظيعٌ جدًّا، السكوت عنه جريمة، السكوت عنه يتنافى مع المسؤوليات الدينية والإنسانية، وما يحدث خطير، وعواقبه خطيرة على تلك الجماعات، وعلى رُعَاتِهم، في العقوبة من الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، ودرسٌ مهمٌ جدًّا لشعوبنا.

ندخل إلى موضوع المحاضرة.

كُنَّا تحدثنا بالأمس على ضوء قول الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، في قصة نبيه، ورسوله، وخليله إبراهيم “عَلَيْهِ السَّلَامُ”: {وَحَاجَّهُ قَوْمُهُ قَالَ أَتُحَاجُّونِّي فِي اللَّهِ وَقَدْ هَدَانِ وَلَا أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ رَبِّي شَيْئًا وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ}[الأنعام:80].

في الآية المبارَكة تحدثنا عن جملةٍ من العناوين، كان من ضمنها: أهمية أن يكون المستند للإنسان في دينه ومعتقده هو هدى الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، وأن يكون حريصاً، يتأكد من أنه يتَّجه في طريق الهدى، يعرف كيف هي سنة الله في الهداية، وطريق الهدى، وهل هو يسير في طريق الهدى، وهذه مسألة مهمة للإنسان.

ثم أيضاً عندما يتوفق للسير في طريق الهداية، أن يكون مُعتزّاً بانتمائه إلى هدى الله، بسيره في طريق هدى الله، أن يدرك أن ذلك نعمة عظيمة عليه، وشيءٌ عظيمٌ جدًّا يعتز به، يحافظ عليه، يحرص عليه، يسعى ويحرص للاستقامة عليه، أن يكون مستقيماً على هدى الله، وهذه مسألة مهمة جدًّا؛ فالإنسان الذي لا يُقدِّر نعمة الهدى قد يستبدل به: إمَّا شيئاً من الدنيا، فيكون ممن يشترون بآيات الله ثمناً قليلاً، أو شيئاً من دعاوى الضلال، التي ينخدع بها، يغْتَرُّ بها، ويَتَّجِهُ إليها، وهذه مسألة خطيرة؛ لأن الإنسان حينما يضِلُّ بعد الهدى، ويزيغ قلبه بعد أن كان في طريق الحق، هذا هو من أخطر أنواع الضلال، وأشد أنواع الضلال على الإنسان؛ قد يُخْذل، الإنسان عندما يزيغ قلبه عن الحق، بعد أن وُفِّق للسير في طريق الحق، ويضلّ عن طريق الهدى، فالضلال بعد الهدى خطيرٌ جدًّا على الإنسان، قد يؤدي إلى أن يُخذل، ثم لا يتوفق أبداً للعودة إلى طريق الهداية.

تحدثنا فيما يتعلق بمسألة الخوف، فيما ورد في الآية المباركة، في قوله: {وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلَا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ}[الأنعام:81]، تحدثنا عن أهمية هذه المقارنة، وعن حاجتنا إليها في هذا الزمن بشكلٍ كبير جدًّا، حيث معظم المسلمين مُكَبَّلون بالخوف من غير الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، مكبَّلون بالخوف من أمريكا، من إسرائيل، من طغاتهم وجبابرتهم الذين يوالون أمريكا وإسرائيل، هذه المقارنة هي مهمة في تحرير الإنسان من المخاوف الأخرى، أن يعرف ما يجب أن يكون خائفاً منه، حينما يكون في ما هو عليه، حينما يكون مذنباً، متحملاً للوزر الكبير، في محل المؤاخذة، بالعقوبة الإلهية التي هي أشد مما بيد الناس كلهم، حينما يكون خصمه هو الله، حينما يكون في مشكلة مع الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”.

ونبَّهنا في سياق ذلك على ضوء قوله تعالى: {إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ}، كذلك من خلال هذه المقارنة، وأنك عندما تخاف من عذاب الله، فتتَّجه فيما يرضيه لتأمن من عذابه، قد يقيك هو “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى” من ضُرِّ الآخرين ومن شرهم؛ أمَّا الله فلا أحد يستطيع أن ينقذك منه، أو أن يَقِيَك من عذابه وبأسه، لا يستطيع أحد، {وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ}، {إِنْ يُرِدْنِ الرَّحْمَنُ بِضُرٍّ لَا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلَا يُنْقِذُونِ}[يس:23]، فليس هناك من يستطيع أن يُخلِّصك، أو يُنقذك، أو أن يدفع عنك بأس الله، وعذاب الله.

طريق الأمن وطريق الهداية، كما قال عنها نبي الله إبراهيم “عَلَيْهِ السَّلَامُ”: {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ}[الأنعام:82]، هذا هو طريق الأمن للإنسان وطريق الهداية: الذي يؤمن إيماناً صحيحاً صادقًا، الإيمان بعناوينه الكاملة بمصداقية، وعناوينه الكاملة هي: الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والاستقامة على أساس ذلك، فالإنسان إذا اتَّجه هذا الاتِّجاه، بالإيمان الصادق الكامل، اتَّجه في طريق الهدى ولم يلبس إيمانه بظلم، بل كان إيماناً صافياً من الشوائب، يتَّجه ليصفِّي مسيرته العملية والتزامه العملي من الشوائب، شوائب الظلم، والظلم هو عنوانٌ واسع، هو عنوانٌ يشمل كل أنواع التعدي لحدود الله، كل أنواع التعدي لحدود الله:

في معاملتك مع الناس، لا تظلمهم، لا تتجاوز الحق في تعاملك معهم، أي تجاوز للحق في تعاملك معهم، في أي نوعٍ من أنواع المعاملة، هو ظلم، التجاوز للحق هو ظلم، فيما تأخذه عليهم من حقوقهم، فيما تسيء به إليهم بغير حق، فيما تعتدي به عليهم… في أي شكلٍ من أشكال تجاوز الحق، والتعدي لحدود الله التي رسمها في التعامل مع الناس.وهكذا في علاقتك بالله، فيما يتعلق ببقية الالتزامات الإيمانية، ألَّا تتجاوز فيها حدود الله، لا تتعدى فيها حدود الله، التعدي هو ظلمٌ، يعتبر من الظلم.

هذه المسألة هي مهمة أيضاً، مهمةٌ جدًّا للإنسان في انطلاقته الإيمانية والجهادية في سبيل الله تعالى: أن يحرص على أن يكون بعيداً من الظلم في كل أشكاله، في تعامله مع الناس، في كل أنواع التعامل، أن يكون حريصاً جدًّا- هذا من الإيمان- حريصاً جدًّا ألَّا يقع في الظلم، ألَّا يتورط في الظلم؛ لأن هذا يُحبط عملك، وفي نفس الوقت تفقد القيمة الإيمانية، لا يبقى لانتمائك الإيماني قيمة، ولا يبقى سبباً لنجاتك، ولا يبقى قُربةً لك إلى الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، لماذا؟ لأنك أحبطته بالظلم، بالتعدي لحدود الله، والإنسان في انطلاقته الإيمانية الجهادية، إذا لم يكن مرسِّخاً في نفسه لذلك، فقد يستهتر بهذه المسألة، البعض من الناس يستهترون، وفي المسيرة الإيمانية لأُمَّةٍ مؤمنةٍ مجاهدة يُمكِّنها الله، تعتبر المسؤولية كبيرة جدًّا، ويجب ترسيخ هذا المفهوم بشكلٍ كبير: ضرورة الحذر من الظلم، من أن تشوب إيمانك، تشوب جهادك، بالظلم للآخرين؛ لأن هذا- فعلاً- يفقدك القيمة الإيمانية لانتمائك الإيماني، لا يبقى له أي إيجابية، ولا قيمة، ولا يبقى يمثِّل قربةً إلى الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”.

الحالة الخطيرة على الناس هي في: الأطماع، والطغيان، كل أشكال الطغيان، لاسيَّما في مراحل التمكين؛ ولـذلك نجد أن الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى” يخاطب نبيه محمداً “صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ” بقوله: {فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا}[هود:112]، يكون الناس مُعَرَّضون للطغيان في مراحل التمكين، البعض- فعلاً- حينما يتمكن يطغى، حينما يصبح له نفوذ، قدرة، قوة، إمكانية، يرى أنه يستند فيما يفعل إلى قدرة عسكرية، أو إمكانية، أو نفوذ، أو وجاهة اجتماعية… أو غير ذلك، يطغى فيظلم، يتجرأ على الظلم، ينسى الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، وبذلك يُبْطِل أعماله، جهاده، إيمانه، فهو في حال ما هو عليه من ظُلم هو مُعَرَّض للمؤاخذة الإلهية، هو مهددٌ من الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، ينطبق عليه الوعيد الإلهي، والله سيعذبه، لا أمان له من عذاب الله، لا أمان له من عذاب الله، وعلى الإنسان المؤمن أن يراجع نفسه، أن يُقيِّم نفسه؛ لأن البعض من الناس إمَّا بدافع الأطماع- وهي خطيرةٌ جدًّا على الناس- قد يطمع في أراضي الناس، في أملاكهم، فبدافع الطمع يستند إلى نفوذه، إلى قدرته، إلى إمكانياته؛ فيطغى ويظلم، يظلم الآخرين، ويتكبر، يجمع بين التكبر، يكون متكبراً، ظالماً، طاغية، ولو أنه يبقى في انتسابه انتساباً إيمانياً وجهادياً، لكن لا يمكن للإنسان أن يخادع الله؛ فبالتالي هو مُعَرَّض لأنواع من المؤاخذة الإلهية: قد يُخْذَل، فلا يتوفق أبداً في بقية حياته، تأتيه عقوبات متنوعة، والله يعاقب ويؤاخذ، مهما اغتر المتكبرون والطغاة، الذين ينحرفون إلى طريق الطغيان عن طريق الإيمان.

لـذلك على الإنسان أن يحرص على أن يحافظ على إيمانه من الشوائب، شوائب التعدي لحدود الله، ثمرة الإيمان هي: الاستقامة، والعمل الصالح، وأهمية أن يسعى الإنسان لتنقية إيمانه باستمرار من الشوائب مسألةٌ مهمةُ جدًّا.

الإنسان حتى في اطمئنانه فيما هو عليه، فيما بينه وبين الله، هذا مهمٌ له، يشعر بالأمن، بالاطمئنان؛ لأن الإنسان محتاجٌ إلى الله، محتاجٌ إلى الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، البعض قد ينسى هذه الحقيقة في فترة التمكين، ولكن عندما تأتيه المؤاخذة الإلهية يقهره الله، ويُذِلُّه الله، كما أَذَلَّ غيره من الجبابرة؛ لأن البعض ينسى حتى أخذ الدروس من حال الآخرين، من حال الآخرين.

ولـذلك كثيراً ما نقول لإخوتنا في مسيرتنا القرآنية: لا ترثوا الظلم من الظالمين، لا تقتدوا بهم، يحذر الإنسان لا يتحول إلى بلطجي، يسطو على أراضي الناس، على أملاكهم؛ لأنه يريد أن يقتدي بضابطٍ كان مجرماً من المجرمين، كان طاغيةً من الطغاة، هذه مسألة خطيرة على الإنسان، الله سَيُذِلُّك كما أذلَّهُ، مهما اغتررت بنفسك، ليس لك حصانة عند الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”.

الأسماء، والعناوين، والأنساب… وكل شيءٍ مما قد يَغْتَرُّ به الإنسان، لا يعطي الإنسان حصانةً بينه وبين الله، حينما يظلم هو معرَّضٌ للمؤاخذة والعقوبة الإلهية، ولا أمان له من عذاب الله؛ لـذلك الإنسان هو بحاجة إلى الله، بحاجة إلى أن يُنَقِّي إيمانه من الظلم، فلا يتحول إلى ظالم، غشوم، معتدٍ، متكبر، وأن يسعى لحماية إيمانه، أنت بحاجة إلى الله، وإلَّا إذا أصررت على غرورك وتكبرك سترى، سترى كيف يؤاخذك الله، ويأخذك أخذ عزيزٍ مقتدر، كما أخذ غيرك، ممن يَغْتَرُّوا كما أنت مغتر، وتجاهلوا كما أنت متجاهل.

يقول الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”: {وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ}[الأنعام:83]، (وَتِلْكَ): هذه البراهين التي عرضها نبي الله إبراهيم “عَلَيْهِ السَّلَامُ” على قومه، عرضها عليهم، وهي حجج دامغة، تُزهق باطلهم، تُفَنِّد ما يحاولون أن يستندوا إليه من الشُّبَه والزخارف، زخارف القول، وهذا الهدى، هذه الحجة المقنعة، القوية، التي يقدِّم من خلالها لهم الحق بطريقة مقنعة، مُزهقةٍ للباطل، هذا هو من هدى الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، الله “جَلَّ شَأنُهُ” حينما قال: {وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ}[الأنعام:75]، كان مما أراه الله من الآيات، ما يزيده نوراً، ويعطيه حُجَّةً، ويَدُلُّه أيضاً على وسائل مقنعة ومفيدة ومؤثِّرة: وسيلة لمحاججة قومه، وسيلة لهدايتهم، وسيلة للوصول بهم إلى الحقيقة، براهين ليعرضها عليهم، هذا هو من عطاء الله، من هدايته، جزءٌ مهمٌ من هداية الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”: أن يمنحك مع الحقِّ الحُجَّة الدامغة، التي تستند إليها في تقديمك لهذا الحق إلى الآخرين، هو جزءٌ من رعاية الله وهدايته.

أيضاً من ثمرة اليقين، والوعي الراسخ: أن يمتلك الإنسان المؤمن المهتدي بهدى الله الحُجَّة النيِّرة، والمُفحمة، والمقنعة، وأن يمتلك قوة التقديم للحق، مع الحرص على هداية الآخرين، والثبات على الثوابت بنفسها؛ لأن المسألة ليست مسألة أنه يسعى لقهرهم، أو لتحطيمهم؛ بل يسعى لتحطيم فكرة الباطل، فكرة الشرك، في أنفسهم، وإنقاذهم منها، وإيصال الحقيقة النيِّرة إليهم؛ لتكون واضحةً لهم، وهذه مسألة مهمة جدًّا.

قوله تعالى: {وَتِلْكَ}، تشير إلى أن المقام من أوله هو مقام عرض براهين وسعي لهدايتهم؛ ولهـذا نجد أنه انتقل ما بعد العرض نفسه، العرض التأملي في مسألة (الكوكب، والقمر، والشمس)، انتقل معهم في النقاش إلى الحديث عن الله بشكل مباشر، بشكل مباشر، يعني: ليس إنساناً جاهلاً بالله، ومتخبطاً يبحث له عن إله، لا، هو قدَّم ذلك العرض التأملي في صورة البحث عن الحقيقة، وعلى الفور انتقل هو وأياهم في الحديث عن الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”: {أَتُحَاجُّونِّي فِي اللَّهِ وَقَدْ هَدَانِ}[الأنعام:80]، والحديث عن الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، عن أن طريق الأمن هي في الإيمان به، وغير ذلك.

{وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ}[الأنعام:83]، من هدى الله: أن تملك أنت عندما تسير على هدى الله قُدرةً في الاحتجاج على الآخرين، في الحديث مع الآخرين وتبيين الحق لهم، في الدعوة للآخرين إلى هدى الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”.

الحجة، والبرهان، والدليل، هذا ما يعتبر مستنداً للحق، ودليلاً عليه، وأن ذلك الذي تُقدِّمه هو حقٌّ من الله، هذه قضية أساسية تحدثنا عنها، فأن تمتلك الحجة، أن تمتلك أيضاً الوعي والمعرفة، والقدرة على تقديم الحق بما يزهق الباطل، هذا هو سلاحٌ مهمٌ في مواجهة الضلال والباطل، ووسيلةٌ أساسية في السعي لهداية الناس، وإنقاذهم من الضلال والباطل.

ولـذلك فالإنسان المؤمن، المهتدي بهدى الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، ينبغي أن يكون حريصاً في معرفته بالحق، أن يمتلك الحُجَّة، الدليل، البرهان، وأن يمتلك القدرة أيضاً على تقديم الحق، ولاسيَّما من يتحرك في إطار مسؤوليات في هداية الناس، كأنشطة تعليمية، تثقيفية، إعلامية، إرشادية، هذا يتطلب أن يكون لدى الإنسان وعيٌ راسخ، وإيمانٌ صادق، يستوعب في هدى الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى” الحُجَّة، الدليل، البرهان، ويستوعب الحق بنفسه، ويمتلك القدرة على التقديم الواضح، البيِّن، الذي يُزهق الباطل من نفوس الناس؛ لأن بإزهاق الباطل من نفوس الناس، الإزهاق له من واقع الحياة.

والباطل– كما قلنا- له امتداد في حياة الناس بشكل جرائم، مظالم، مفاسد، ليس مسألة تبقى في أفكار الناس محبوسةً في أذهانهم، أو حبيساً في دفاترهم وكتبهم، أو يبقى في نطاق محدود كطقوس معيَّنة؛ ينزل إلى واقع الحياة، انظروا إلى تلك الجماعات التكفيرية، بوحشيتها وإجرامها تجاه الشعب السوري، بِذُلِّها وخنوعها المخزي جدًّا، المعيب، تجاه الإسرائيلي، هذا شكل من أشكال الضلال، يتجلى في الواقع، في السلوك، يتحول الإنسان إلى بطل، شجاع، إذا كان أمامه إنسان أعزل من السلاح، مواطن عادي، لا يتَّجه لقتاله، لا يمتلك إرادةً في القتال؛ فيقتله بكل وحشية، ويتباهى بذلك، ويتفننون في قتل الناس بشكل بشع جدًّا؛ أمام العدو الحقيقي الفعلي للإسلام والمسلمين، والكافر الحقيقي الإسرائيلي، يظهرون أذلاء، متواضعين، خانعين، لا يجرؤون حتى على وصفه بالعدو، هذا شكلٌ من أشكال الضلال والباطل.

في هذا الزمن هناك حملات رهيبة جدًّا من أعداء الإسلام والمسلمين، يُنظِّم اليهود حملة، بكل الفئات التي تخدمهم، بكل التشكيلات الموالية لهم، من كل فئات أهل الضلال والباطل؛ لأن اليهود هكذا يشتغلون، يعني: لهم أعوانٌ كثر، هم أكثر نفيراً في هذا العصر، نَفِيراً: معهم موالون كُثر، وأصوات كثيرة، وكثيرٌ من الفئات التي تخدمهم تتحرك بأسماء وعناوين متنوعة: البعض منها باسم الإسلام، البعض منها في اتجاهات أخرى، وتحت عناوين أخرى؛ لكنها تتحرك في حملات رهيبة؛ للإضلال، للإضلال، كما حذَّر الله منهم في القرآن الكريم: أنهم يعملون على إضلال الناس، ويودُّون لو يُضِلُّونكم، وأنهم يريدون أن تَضِلُّوا السبيل، كم في القرآن الكريم من تحذير وتنبيه: {وَيُرِيدُونَ أَنْ تَضِلُّوا السَّبِيلَ}[النساء:44]، {وَدَّتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يُضِلُّونَكُمْ}[آل عمران:69]، {إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ}[آل عمران:100]، هناك حملات رهيبة ووسائل، وسائل في هذا العصر:

الإنترنت وسيلة تصل إلى الكثير من الناس وتؤثِّر عليهم.القنوات الفضائية وسيلة تصل إلى الكثير من الناس وتؤثِّر عليهم.

ولـذلك من واجب المنتمين إلى الحق بصدق، والمهتدين بهدى الله، أن يدركوا أن جزءاً مهماً وأساسياً من جهادهم، هو: في تقديم هدى الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، وأن يستوعبوا هدى الله، يستوعبوا فيه الحُجَّة، الدليل، البرهان، الذي يُفَنِّد الباطل، يكشف زيف الضلال، الذي يُزهق الباطل من نفوس الناس، وأن يمتلكوا القدرة على التقديم لهدى الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، هذه مسألة مهمة جدًّا.

وفي نفس الوقت، من لا يمتلك القدرة على تقديم هدى الله، ولا يمتلك الحُجَّة، ولا يستوعبها، عليه أن يكون حذراً من التَّطَفُّل في مقامات لا ينبغي أن يَتَطَفَّل فيها.

مثلاً: البعض قد يشارك في نقاشات في الإنترنت، لكنه هو- في نفسه- ليس بالمستوى الذي قد استوعب هدى الله، استوعب الحُجَّة، استوعب الدليل، البرهان، فتكون أطروحاته ضعيفة وركيكة، ويتأثر من شُبه الآخرين؛ لأنها شُبه أقوى مما يقدمه هو؛ لضعفه، لضعف وعيه، لنقص وعيه، لنقص معرفته، هذا هو أسلوبٌ خاطئ، عندما يتطفل الإنسان، وهو لا يمتلك الحُجَّة، وهو ضعيف، عنده قناعة مبدئية، جيد، لكن لا يتفضول، لا يتطفَّل، يترك المسألة إلى الآخرين، من يقدرون على أن يقوموا بهذا الدور بشكل صحيح.

البعض قد يشارك في برامج تلفزيونية، أو يتصل ببرنامج حواري، ويشارك فيه بضعف، وكذلك هذا أسلوب خاطئ، من لا يمتلك الخلفية اللازمة، فالمفترض به أن يكتفي بمقاطعة وسائل الضلال، ومنابر الضلال، دعاة الضلال، كما نبَّهنا على ذلك في المحاضرات الماضية، على ضوء قول الله تعالى: {وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ}[الأنعام:68].

يقول الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”: {نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ}[الأنعام: 83].

نكتفي بهذا المقدار، ونكمل- إن شاء الله- ما بقي في المحاضرة القادمة.

نَسْألُ اللَّهَ “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى” أَنْ يُوَفِّقَنَا وَإِيَّاكُم لِمَا يُرْضِيهِ عَنَّا، وَأَنْ يَرْحَمَ شُهْدَاءَنَا الأَبْرَار، وَأَنْ يَشْفِيَ جَرْحَانَا، وَأَنْ يُفَرِّجَ عَنْ أَسرَانَا، وَأَنْ يَنْصُرَنَا بِنَصْرِه، إِنَّهُ سَمِيعُ الدُّعَاء.

وَالسَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ؛؛؛

مقالات مشابهة

  • نص المحاضرة الرمضانية العاشرة للسيد عبدالملك بدرالدين الحوثي 1446هـ
  • محمد علي الحوثي يحمل العدو الأمريكي الإسرائيلي مسؤولية تداعيات أي تصعيد
  • شاهد | المحاضرة الرمضانية العاشرة للسيد عبدالملك بدرالدين الحوثي (فيديو)
  • محمد الحوثي يحمل العدو الأمريكي الإسرائيلي تبعات أي تصعيد
  • المحاضرة الرمضانية التاسعة للسيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي (نص + فيديو)
  • نص المحاضرة الرمضانية التاسعة للسيد عبدالملك بدرالدين الحوثي 1446هـ
  • (نص) المحاضرة الرمضانية الـ8 للسيد عبدالملك بدرالدين الحوثي
  • شاهد| المحاضرة الرمضانية الثامنة للسيد عبدالملك بدرالدين الحوثي (فيديو)
  • “فتح الانتفاضة” تشيد بموقف السيد القائد عبدالملك الحوثي في دعم غزة
  • “فتح الانتفاضة” تشيد بموقف السيد القائد عبدالملك الحوثي في دعم غزة