محللون: تحركات واشنطن لإقرار صفقة التبادل تكشف عملية خداع وخلط للأوراق
تاريخ النشر: 7th, June 2024 GMT
في سياق تحركاتها النشطة من أجل الدفع باتجاه اتفاق لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، وزعت الولايات المتحدة مشروع قرار معدل على أعضاء مجلس الأمن يرحب بمقترح من شأنه أن يقود إلى وقف إطلاق النار في القطاع.
ويحث مشروع القرار الأميركي المعدل القيادة الإسرائيلية وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) على إعلان التزامهما بتنفيذ بنود الاتفاق المحتمل، بمجرد التوقيع عليه ومن دون أي تأخير أو شروط، وهو ما أكدت القناة الـ12 الإسرائيلية معارضة حكومة بنيامين نتنياهو له بشدة.
هذا الأمر رأى فيه محللان تحدثا لبرنامج "غزة.. ماذا بعد؟"، أنه يكشف عملية خلط وخداع لفظي تقوم بها الولايات المتحدة بين ما أعلنه الرئيس الأميركي جو بايدن كمقترح يتضمن بنودا لا وجود لها في الورقة الإسرائيلية التي من المفترض أنه كان يكشف عن تفاصيلها، وبين تلك الورقة.
فقال الكاتب والمحلل السياسي أحمد الحيلة إن واشنطن تتعمد الخلط بين ما أعلنه بايدن، وتم تناقله -حتى من الأوروبيين- باعتباره مبادرة تتحدث عن وقف إطلاق نار دائم وانسحاب شامل، وبين ورقة إسرائيلية خالية من ذلك.
وأضاف أن ما يجري التفاوض حوله هي الورقة الإسرائيلية، وليس إعلان بايدن الذي لا يعكس حقيقة الورقة، وكانت حركة حماس قالت إنها تنظر إليه بإيجابية، معتبرا ما تقوم به الإدارة الأميركية شكلا من أشكال التعويم للمبادرة التي أعلنها بايدن.
خداع لفظيويرى الحيلة أن الولايات المتحدة حين تذهب لمجلس الأمن وتحشد 16 دولة للحديث عن مبادرة لوقف إطلاق نار دائم، ثم تدعو حماس للموافقة على الورقة الإسرائيلية، فإنها تقوم بخداع لفظي وإعلامي، في حين لا بد أن تكون الوثائق هي الحاكمة لمجريات التفاوض وما بعدها، كما لا بد أن يلتزم بها كلا الطرفين.
ويضيف المحلل السياسي أن هذا الأسلوب لا يرقى لمستوى إدارة المفاوضات والوساطة النزيهة التي تبحث فعلا عن وقف إطلاق نار دائم وانسحاب شامل يحقق للفلسطينيين الحد الأدنى من مطالبهم، بينما يعلم الجميع أن الاحتلال الإسرائيلي بارع في إجراء مفاوضات لا تنتهي.
بدوره، أكد الدكتور محمود يزبك، الأكاديمي والخبير في الشأن الإسرائيلي، أن الإعلام الإسرائيلي عندما يتحدث عن أن تل أبيب ضد "المقترح الإسرائيلي" الذي أعلنه الرئيس الأميركي جو بايدن، فإن ذلك يكشف حجم الضغط الأميركي الحالي.
ويرى يزبك أن هذا الضغط يضع نتنياهو في موقف محرج أمام قطاعات واسعة من المجتمع الإسرائيلي، وليس على المستوى الدولي فقط، وأن هذا الضغط يهدف إلى إجبار إسرائيل على قبول الشروط التي تم تقديمها أساسا من قبلها.
وأشار إلى أن إسرائيل أصبحت مفضوحة أمام العالم بأسره، حيث يعلم الجميع أنها هي من عطلت المقترح الأول الذي أعلنت حركة حماس موافقتها عليه، وهي الآن تتنصل من مقترح ثانٍ من المفترض أنها هي من قدمته.
وأوضح يزبك أن المجتمع الإسرائيلي يجب أن يحدد موقفه: إما الاستمرار في الحرب وما يترتب عليها من خسائر يومية، أو اتخاذ الخطوة الصحيحة والعمل على إيقافها من خلال حراك شعبي حقيقي يشمل كل شرائح المجتمع، وليس فقط ما تقوم به عائلات الأسرى.
تغيير ممكنويرى الخبير في الشأن الإسرائيلي إمكانية حدوث ذلك، مشيرا إلى رسالة 400 عائلة ممن يخدم أبناؤهم في غزة، اتهموا فيها نتنياهو بتمديد الحرب لمصلحته الشخصية، وكان لهذه الرسالة تأثير كبير على قطاعات مختلفة من المجتمع، حسب تقديره.
كما أشار إلى رسائل متواصلة من جنرالات سابقين ومقالات في صحف كبرى تؤكد أنه لم يعد من الممكن تحقيق النصر في هذه الحرب، لافتا إلى تزايد عدد المتحدثين عبر وسائل الإعلام الإسرائيلية عن ضرورة وقف الحرب مقارنة بما كان عليه الوضع قبل نحو 4 أشهر.
من ناحيته، يقول وليام لورانس، المسؤول السابق بوزارة الخارجية الأميركية، إن الولايات المتحدة رغم كونها داعما أساسيا لإسرائيل في المنطقة، فإنها في هذه المرحلة تحاول أن تعمل مع المجتمع الدولي للضغط على إسرائيل لتغيير موقفها والقبول بمبادرة وقف إطلاق النار.
ويرى لورانس أن الولايات المتحدة غير مسرورة بالخطط والتكتيكات الإسرائيلية التي يتم تطبيقها مؤخرا، لافتا إلى تصريحات لوزير الدفاع الأميركي لويد أوستن اعتبر فيها تلك التكتيكات خطأ على المستوى الإستراتيجي والأخلاقي، وقال إن ذلك جزء من حملة الضغط التي تقوم بها الولايات المتحدة على إسرائيل.
ولا يعلم المسؤول الأميركي السابق إذا ما كان ذلك الضغط سيؤتي أكله، لكنه يرى أنه لن يكون كافيا، وأنه لا بد من مزيد من الضمانات وإعادة ترتيب كامل للسياسة الإسرائيلية للتمكن من تطوير وقف إطلاق نار مؤقت يمكن البدء به ليكون دائما.
وأقر لورانس بوجود تناقضات بين ما يرد في تصريحات وبيانات المسؤولين الأميركيين وبين ما ورد في المقترح الإسرائيلي، لكنه يرى أن هناك تفاؤلا أميركيا بإقرار الخطة التي أعلنها بايدن، إذ جاءت موافقة لما أعلنت حماس الموافقة عليه في السادس من مايو/أيار الماضي، ومن ثم تضغط على إسرائيل للقبول به.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الولایات المتحدة وقف إطلاق نار
إقرأ أيضاً:
مقترح جديد لصفقة التبادل في غزة يتضمن إصدار ترامب تصريحا رسميا
في ظل الجمود الذي وصلت إليه المفاوضات مع حركة حماس بشأن صفقة الأسرى ووقف إطلاق النار، عقد المجلس الوزاري السياسي والأمني لدى الاحتلال الإسرائيلي جلسة نقاش بهذا الخصوص.
وبحسب إعلان ليرون أفراهام عبر "القناة 12" الإسرائيلية، فإن الولايات المتحدة وقطر تعملان خلف الكواليس للدفع باقتراح جديد مع حماس، وهو الذي يضم بعض الكفاءات.
وبحسب الإعلان فإن الاقتراح الجديد، الذي يختلف عن التفاصيل السابقة، يقضي بإطلاق حماس سراح الجندي عيدان ألكسندر الذي يحمل الجنسية الأميركية، مقابل تصريح رسمي وعلني من الرئيس دونالد ترامب حول ضرورة استئناف المفاوضات وأهمية وقف إطلاق النار.
ونقل الإعلان عن مصادر أجنبية، أن هذه القضية ربما تكون طرحت في اجتماعات بين وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، والمبعوث الخاص لترامب، ستيف ويتكوف، مشيرا إلى أن كبار المسؤولين ربما ناقشوا الاقتراح في اجتماع مجلس الوزراء.
بدوره، كشف موقع "أكسيوس" أن الولايات المتحدة قدمت مقترحا جديدا لحركة حماس، يتم بموجبه الإفراج عن الأسير ألكسندر، مقابل كسر الجمود في مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
ونقلًا عن مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين، قدمت الولايات المتحدة المقترح عبر وسطاء، يتم بموجبه إطلاق سراح الأسير الذي يحمل الجنسية الأمريكية، مقابل بيان من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
ومن شأن البيان الذي سيلقيه ترامب، أن يؤدي إلى وقف مؤقت لإطلاق النار لبضعة أيام واستئناف فوري للمحادثات بشأن اتفاق أوسع، فيما أشار المسؤولون إلى أنه في النهاية "مجرد فكرة غير واضحة".
ويذكر أن وكالة أسوشيتد برس كشفت أن مصر قدمت لحركة حماس اقتراحًا جديدًا لخطة مختلفة للصفقة، وبحسب الاقتراح المصري الجديد، ستفرج حماس عن خمسة أسرى أحياء، بينهم الجندي الأميركي عيدان ألكسندر، مقابل إطلاق سراح 100 أسير فلسطيني، وإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة، ووقف إطلاق النار لمدة أسبوع.
وبحسب التقرير، أكد مسؤول كبير في الحركة أن "حماس ردت بشكل إيجابي على الاقتراح"، إلا أن مسؤولين إسرائيليين نفوا تلقي أي عرض من مصر.
وقال مصدر أمني مصري لـ"رويترز" إن الاقتراح الجديد يتضمن ضمانات أميركية لتنفيذه ويدعو أيضا إلى تحديد جدول زمني لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين مقابل انسحاب إسرائيلي كامل من قطاع غزة.
ومنذ استئنافها الإبادة الجماعية بغزة في 18 آذار/ مارس الجاري، قتلت إسرائيل 896 فلسطينيا وأصابت 1984 آخرين، معظمهم أطفال ونساء، وفق بيان صادر عن وزارة الصحة بالقطاع.
وبدعم أمريكي مطلق ترتكب "إسرائيل" منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 164 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.