برر المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان، في إعلانه الصادر يوم 20 مايو/أيار 2024، طلب إصدار أوامر اعتقال تستهدف قادة إسرائيليين ومسؤولين بحركة المقاومة الإسلامية (حماس) على حد سواء، بالحاجة إلى تطبيق محايد لقانون الصراع المسلح، غير أن هذا الاتهام المزدوج يوشك أن يعطي صورة لتماثل زائف بين الطرفين في فلسطين.

بهذه المقدمة، لخص موقع "أوريان 21" مقالا لأستاذ القانون رافائيل ميزون تطرق فيه إلى الإشكال الذي أثاره طلب إصدار أوامر الاعتقال المذكورة، إذ أعرب الأميركيون وبعض حلفائهم عن سخطهم من التكافؤ بين حركة يصنفونها إرهابية وحكومة دولة يتم تقديمها على أنها ديمقراطية، مقابل جزء آخر من العالم يعبر عن خيبة أمله من تكافؤ زائف يجرم النضال من أجل التحرر الوطني الذي تمارسه المقاومة الفلسطينية.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2جيروزاليم بوست: حزب الله ينوي غزو شمال إسرائيل وضرب تل أبيب بالصواريخجيروزاليم بوست: حزب الله ينوي غزو شمال ...list 2 of 2مسؤول أميركي: تفاقم الصراع يجعل السودان نسخة أسوأ بكثير من الصومالمسؤول أميركي: تفاقم الصراع يجعل السودان ...end of list

هجوم

وحسب الكاتب، يتفق المراقبون لعمل المحكمة الجنائية الدولية على إدانة عدم إجراء تحقيق في الجرائم الإسرائيلية قبل السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، وهي الفجوة الخطيرة التي يقيم عليها المدعي العام الوضع في فلسطين، إذ ينص التقرير على إجرام الهجوم الذي نفذته حماس "وكذلك الجماعات المسلحة الأخرى" والطبيعة غير المتناسبة والإجرامية أيضا لرد الفعل الإسرائيلي.

وذكّر الكاتب بمقولة الأكاديمي جوزيف مسعد إن "إسرائيل بالنسبة للغرب، ليست أصل العنف أبدا، بل ترد فقط على عنف سابق، وعليه فإن اتهامات المدعي العام لحماس كلها مرتبطة بأحداث السابع من أكتوبر/تشرين الأول وما تلاها، وهي تتعلق أساسا بأخذ الأسرى وسوء المعاملة التي تعرضوا لها في أثناء الأسر".

وأشار أستاذ القانون إلى صحة التساوي بين المتحاربين في القانون الدولي للحرب، ولكنه شكك في صحة نسبة بعض جرائم القتل خارج سياق الأسر إلى قادة حماس، لأن المدعي العامي لا يستطيع إثباتها لوجود أطراف أخرى، كما شكك في اتهامهم بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، لأن تعريف القانون لها لا ينطبق على هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول.

إن هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول -حسب الكاتب- قد استهدف في البداية أهدافا عسكرية، وليس من المؤكد أن عمليات قتل المدنيين التي أعقبت ذلك كانت مخططة أو أنها وصلت إلى المستوى المطلوب من الجرائم ضد الإنسانية.

وذكر الكاتب أن حالات الفظائع التي نقلتها وسائل الإعلام الغربية، من أجل بناء قبول للهجوم الإسرائيلي، لم تظهر في اتهامات المدعي العام، مثل "قطع رؤوس الأطفال" و"الاغتصاب المنهجي"، مما يوحي بأنه لا يملك أدلة قاطعة في هذه المرحلة.

وأشار إلى رغبته في أن يساعد التحقيق في تحديد فاعل الخسائر في صفوف المدنيين، خاصة أن عدة مصادر صحفية إسرائيلية أشارت إلى الاستخدام الفوضوي للقوة من قبل الجيش الإسرائيلي، مما قد يكون أدى لمقتل مدنيين، وإلى احتمال استخدام بروتوكول هانيبال.

عن حرب إسرائيل

وفيما يتعلق بالهجوم الإسرائيلي على غزة، يؤكد المدعي العام -دون ذكر أطروحة الدفاع عن النفس- أن إسرائيل "لها الحق في اتخاذ إجراءات للدفاع عن سكانها"، وأن لها -بالتالي- أهدافا عسكرية مشروعة في غزة، مؤكدا أن هذا لا يبرر الوسائل المستخدمة، لأن إسرائيل "حرمت عمدا ومنهجيا وبشكل مستمر السكان المدنيين في كامل الأراضي من وسائل العيش الضرورية لبقائهم".

ومن ثم، يبرر المدعي العام شن هجوم عسكري كبير على الأراضي المحتلة بشكل غير قانوني، دون أن يعلق على أسباب هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول، من قبل الجماعات الفلسطينية الخاضعة للحصار الصارم، وكأن مبدأ حق الشعوب في تقرير مصيرها وفي نضالات التحرر الوطني لا يبرره، بل إن هذا الحق يمحى في قراءة المدعي العام، لصالح القبول برد فعل دولة الاحتلال.

وتركز الاتهامات بارتكاب جرائم ضد الإنسانية ضد القادة الإسرائيليين في المقام الأول على الحصار الكامل وتنظيم وقوع المجاعة، وغيرها من أعمال العنف الموجهة عمدا ضد السكان المدنيين، ولكن من دون التطرق "لإخضاع المجموعة عمدا لظروف قد تؤدي إلى تدميرها الكامل أو الجزئي"، إلا باعتباره "أسلوب حرب".

وكأن الهدف ليس تدمير الشعب الفلسطيني في غزة، بل "القضاء على حماس"، وزيادة "الضغط من أجل عودة" الرهائن، مع تجاهل التصريحات ذات طبيعة الإبادة الجماعية التي أدلى بها القادة الإسرائيليون والتي استشهدت بها محكمة العدل الدولية.

صراع داخلي أم دولي؟

وقال الكاتب رافائيل ميزون إن المدعي العام يقدم الجرائم "في سياق نزاع مسلح دولي بين إسرائيل وفلسطين، ونزاع مسلح غير دولي بين إسرائيل وحماس والجماعات الفلسطينية الأخرى في وقت واحد"، مما يظهر الرغبة في تقديم الصراع في غزة على أنه صراع داخلي، متجاهلا أن قانون النزاعات المسلحة الدولية ينطبق في حالة الاحتلال العسكري.

ويؤكد البروتوكول الإضافي الأول لاتفاقيات جنيف لعام 1977 أن قانون النزاعات المسلحة الدولية ينطبق على "النزاعات المسلحة التي تقاتل فيها الشعوب ضد السيطرة الاستعمارية والاحتلال الأجنبي وضد الأنظمة العنصرية في العالم"، لممارسة "حق الشعوب في تقرير مصيرها".

ويعبّر وصف المدعي العام للنزاع بأنه داخلي -حسب ميزون- عن رفض المدعي ربط المقاتلين الفلسطينيين بقضية المقاومة أو التحرير الوطني، وكأننا أمام تمرد ضد الممارسة الشرعية لسلطة الدولة، في تجاهل ظاهر للسياق التاريخي للاحتلال والحصار الإسرائيلي.

ويعتقد ميزون أن الاتهامات المقدمة في هذه المرحلة جاءت نتيجة لتسوية، يتم فيها توريط الجماعات الفلسطينية المسلحة وإسرائيل بارتكاب الجريمة نفسها، من دون ذكر الإبادة الجماعية، مما يعني فشل التحقيقات في دعم نظام المسؤولية المرتبط بالإبادة الجماعية الذي بدأت محكمة العدل الدولية في استكشافه.

مكان المحكمة

ويرى الكاتب أن محكمة العدل الدولية تناقش مسؤولية دولة إسرائيل عن الإبادة الجماعية، وهي تتجاوز مسألة مسؤولية قادتها، وإذا تم الحكم على القضية بين جنوب أفريقيا وإسرائيل على أساس موضوعها، فإن مسألة التعويض عن الأضرار الجسيمة التي سببتها سوف تنشأ، في حين يتم تجنبها في الخطابات حول "اليوم التالي".

ولا يزال يتعين تسليط الضوء على عنصرين جديدين يتجاوزان قيود التحقيق الجنائي، أولهما أمر المحكمة لإسرائيل "بالوقف الفوري لهجومها العسكري وأي عمل آخر في رفح من شأنه أن يُخضع مجموعة الفلسطينيين في غزة لظروف معيشية يمكن أن تؤدي إلى تدميرهم المادي كليا أو جزئيا".

ويؤكد هذا الأمر رفض الخطاب الإسرائيلي الذي يبرر عملياتها، ويعزز فرضية الإبادة الجماعية التي تتم بالوسائل العسكرية، إلا أن حق النقض الأميركي (الفيتو) سيمنع على الأرجح اعتماد أي عقوبات ضد إسرائيل كحظر الأسلحة والعقوبات الاقتصادية.

أما الموضوع الثاني، فهو بحث محكمة العدل الدولية –بمبادرة من نيكاراغوا– عدم القدرة على منع الإبادة الجماعية والتواطؤ فيها.

ولا تزال حجة نيكاراغوا التي تربط المساعدات العسكرية ووقف تمويل الأونروا بعدم منع الإبادة أو حتى بالتواطؤ في الإبادة الجماعية ليست مستبعدة بشكل قاطع، مما يشير إلى أنه في حالات أخرى من الدعم المستمر، يمكن تحميل حلفاء إسرائيل مسؤولية قانونية على أساس اتفاقية الإبادة الجماعية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات ترجمات السابع من أکتوبر تشرین الأول محکمة العدل الدولیة الإبادة الجماعیة المدعی العام فی غزة

إقرأ أيضاً:

ابرز قادة حزب الله وحماس الذين اغتالتهم إسرائيل أخيرا

#سواليف

نفذت #إسرائيل خلال عدوانها المستمر على #قطاع_غزة و #لبنان #اغتيالات #استهدفت عددا من #القيادات_البارزة في #حزب_الله اللبناني وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) وسط تصاعد حاد في المواجهات المستمرة منذ نحو عام.

وفي ما يأتي قائمة ببعض عمليات الاغتيال التي استهدفت قيادات في حزب الله و #حماس وأشارت أصابع الاتهام فيها إلى إسرائيل.

** حزب الله

مقالات ذات صلة غارات إسرائيلية على 3 بلدات جنوبي لبنان 2024/09/26

إبراهيم قبيسي

قال مصدران أمنيان في لبنان إن غارة جوية على الضاحية الجنوبية لبيروت في 24 سبتمبر/أيلول تسببت في مقتل إبراهيم قبيسي قائد منظومة الصواريخ التابعة لحزب الله والعضو الكبير فيها.

إبراهيم عقيل

قتلت غارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت في 20 سبتمبر/أيلول قائد عمليات حزب الله إبراهيم عقيل العضو بأرفع هيئة عسكرية للجماعة.

وعقيل الذي استخدم أسماء مستعارة، منها تحسين وعبد القادر، عضو في مجلس الجهاد الذي يعدّ أعلى هيئة عسكرية بجماعة حزب الله.

واتهمت الولايات المتحدة عقيل بالضلوع في تفجير السفارة الأميركية في بيروت بشاحنات مفخخة في أبريل/نيسان 1983، الذي أسفر عن مقتل 63 شخصا، وتفجير ثكنة لمشاة البحرية الأميركية بعد 6 أشهر في واقعة أسفرت عن مقتل 241 جنديا أميركيا.

أحمد وهبي

قتل أحمد وهبي في ضربة إسرائيلية استهدفت عددا من كبار القادة، منهم إبراهيم عقيل، على الضاحية الجنوبية لبيروت في 20 سبتمبر/أيلول.

ووهبي قائد كبير أشرف على العمليات العسكرية لقوة الرضوان، قوة النخبة في حزب الله، في حرب غزة حتى أوائل 2024.

فؤاد شُكر

أسفرت ضربة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت في 30 يوليو/تموز عن مقتل القائد العسكري الكبير بالجماعة فؤاد شُكر الذي وصفه الجيش الإسرائيلي بأنه الذراع اليمنى للأمين العام لحزب الله حسن نصر الله.

وكان شُكر أحد الشخصيات العسكرية البارزة في حزب الله منذ نشأته قبل أكثر من 4 عقود.

وفرضت الولايات المتحدة عقوبات على شُكر في عام 2015 واتهمته بلعب دور مركزي في تفجير ثكنة مشاة البحرية الأميركية في بيروت عام 1983.

محمد ناصر

قتل محمد ناصر في غارة جوية إسرائيلية في الثالث من يوليو/تموز. وأعلنت إسرائيل مسؤوليتها عن اغتياله قائلة إنه كان يقود وحدة مسؤولة عن إطلاق النار عليها من جنوب غربي لبنان.

وبحسب مصادر أمنية كبيرة في لبنان، فإن ناصر، القائد الكبير في حزب الله، كان مسؤولا عن قسم من عمليات حزب الله على الحدود.

طالب عبد الله

قُتل القائد الميداني الكبير في حزب الله طالب عبد الله في 12 يونيو/حزيران في غارة أعلنت إسرائيل المسؤولية عنها وقالت إنها قصفت مركزا للقيادة والتحكم بجنوب لبنان.

وقالت مصادر أمنية في لبنان إنه كان قائد حزب الله في المنطقة الوسطى من الشريط الحدودي الجنوبي وكان برُتبة ناصر.

ودفع اغتياله جماعة حزب الله إلى إطلاق وابل هائل من الصواريخ عبر الحدود على إسرائيل.

محمد سرور

أكدت وسائل إعلام إسرائيلية أن الغارة الإسرائيلية اليوم على الضاحية الجنوبية لبيروت استهدفت قائد وحدة المسيّرات في حزب الله محمد سرور الملقب بأبو صالح، من دون أن يتضح مصيره بعد.

ونقلت وكالة رويترز عن مصدرين أمنيين تأكيدها أن محمد سرور قائد إحدى وحدات القوة الجوية في حزب الله قتل في ضربة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت بعد ظهر اليوم الخميس، ولم يؤكد حزب الله أو ينف حتى الآن تلك الأنباء.

** حماس

إسماعيل هنية

في فجر الأربعاء 31 يوليو/تموز 2024 أعلنت حركة حماس اغتيال رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية في العاصمة الإيرانية طهران.

وقالت حماس -في بيان- إن رئيس الحركة “قضى إثر غارة صهيونية غادرة على مقر إقامته في طهران”، ولكن إسرائيل لم تعلن مسؤوليتها عن اغتياله.

وفي بيان آخر، قال الحرس الثوري الإيراني “ندرس أبعاد حادثة استشهاد هنية في طهران وسنعلن نتائج التحقيق لاحقا”.

وذكرت وكالة الأنباء الإيرانية أن هنية استشهد وأحد حراسه الشخصيين إثر استهداف مقر إقامتهم في طهران.

وكان هنية في زيارة إلى طهران للمشاركة في مراسم تنصيب الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان.

صالح العاروري

قُتل صالح العاروري، نائب رئيس المكتب السياسي لحماس، في هجوم بطائرة مسيرة استهدف مكتب الحركة في الضاحية الجنوبية لبيروت في الثاني من يناير/كانون الثاني 2024.

وكان العاروري أيضا مؤسس كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس.

محمد الضيف

زعم الجيش الإسرائيلي إن محمد الضيف قُتل بعد أن شنت طائرات مقاتلة غارة جوية على منطقة خان يونس في 13 يوليو/تموز، بيد أن حماس نفت ذلك أكثر من مرة، وأكدت أنه حي ويتابع مهامه في قيادة كتائب القسام وإدارة القتال ضد القوات الإسرائيلية في جبهات القتال.

وكان الضيف قد نجا من 7 محاولات اغتيال إسرائيلية، ويعدّ أحد العقول المدبرة للهجوم الذي شنته حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول على جنوب إسرائيل.

مقالات مشابهة

  • إسبانيا تُعلن الإضراب ضد حرب الإبادة بغزة وتدعو لقطع العلاقات مع “إسرائيل”
  • الأمين العام للأمم المتحدة: إسرائيل لا زالت تمنع وسائل الإعلام الدولية من تقديم التقارير من الأراضي المحتلة
  • ابرز قادة حزب الله وحماس الذين اغتالتهم إسرائيل أخيرا
  • قادة بحزب الله وحماس اغتالتهم إسرائيل أخيرا
  • الحرب الرقمية الأولى.. عمالقة التكنولوجيا وجرائم الإبادة الجماعية في غزة
  • غزة: إهلاك إسرائيل مئات الدونمات الزراعية استمرار ممنهج لأدوات الإبادة الجماعية
  • منظمة حقوقية: إهلاك إسرائيل للزراعة في غزة جزء من أدوات الإبادة الجماعية
  • رئيس حزب التجمع: إسرائيل تستهدف الإبادة الجماعية للفلسطينيين بدعم أمريكي
  • أوقفوا الإبادة الجماعية ضد لبنان ولا تخرجوا من الاسلام
  • أوقفوا الإبادة الجماعية ضد لبنان