آكشن إيد: العدوان الإسرائيلي على غزة خلق آثاراً مدمرة طويلة المدى على البيئة
تاريخ النشر: 7th, June 2024 GMT
القدس المحتلة-سانا
حذرت منظمة آكشن إيد الدولية من الكارثة البيئة الخطيرة التي خلفها العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، لافتة إلى أنه أدى إلى آثار مدمرة طويلة المدى على البيئة والتنوع الحيوي والبيولوجي فيه.
وأوضحت المنظمة في بيان لها اليوم بمناسبة يوم البيئة العالمي أن العدوان الإسرائيلي لم يشكل كارثة لسكان غزة فحسب من حيث ارتفاع أعداد الضحايا وتهجير أكثر من 85 بالمئة منهم، بل شكل كارثة على البيئة أيضاً، ما أدى إلى زيادة كبيرة في تلويث الأرض والتربة والمياه، وألحق أضراراً بما يُقدر بنحو 55 بالمئة من المباني في القطاع من جراء القصف، وترك الأرض مغطاة بما لا يقل عن 37 مليون طن من الركام، معظمها مملوء بالقنابل غير المنفجرة.
وأشارت المنظمة إلى أن العدوان أدى إلى تلويث التربة والمياه الجوفية بفعل تسرب المواد الكيميائية والسموم الناتجة عن الذخائر إليها، إضافة إلى تدمير طيران الاحتلال الإسرائيلي 42.6 بالمئة من الأراضي الزراعية، في حين تظهر صور الأقمار الصناعية تدمير وتجريف ما يقارب نصف أشجار غزة.
ولفتت المنظمة إلى أن التدمير الممنهج للقطاع المنكوب أدى إلى إعاقة القدرة على توفير الطعام للفلسطينيين عبر زراعة الخضراوات والفواكه والقمح، وهو ما أسفر أيضاً عن تصاعد حدة المجاعة في القطاع الذي يتعرض فيه أكثر من 3500 طفل دون سن الخامسة لخطر الوفاة من جراء نقص الغذاء.
وبينت مسؤولة التواصل في المنظمة رهام جعفري أن العدوان الإسرائيلي على غزة منذ السابع من تشرين الأول الماضي لم يتسبب فقط بمقتل عشرات الآلاف من الفلسطينيين معظمهم من النساء والأطفال، بل خلق تأثيراً مدمراً على البيئة الطبيعية، وأدى إلى تعطيل نظمها البيئية وتنوعها البيولوجي بشدة.
ولفتت جعفري إلى أن الإرث السام لهذا العدوان سيظل حياً في الأرض والتربة والمياه لسنوات عديدة قادمة، فتدمير الأراضي الزراعية والدفيئات الزراعية جعل إنتاج الغذاء شبه مستحيل في غزة، بينما يتضور الناس جوعاً ويموت الأطفال بسبب سوء التغذية.
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
كلمات دلالية: العدوان الإسرائیلی على البیئة أدى إلى إلى أن
إقرأ أيضاً:
شركات التكنولوجيا والحرب.. مايكروسوفت وجه آخر للعدوان الإسرائيلي
الثورة /
في تطور يسلط الضوء على علاقة شركات التكنولوجيا الكبرى بالنزاعات المسلحة، كشفت وثائق مسربة عن تعزيز شركة «مايكروسوفت» تعاونها مع جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال عدوانه الوحشي على قطاع غزة في أكتوبر 2023م، الوثائق، التي نشرتها صحيفة ذا غارديان بالتعاون مع مجلة 972+ الإسرائيلية وموقع لوكال كول الإخباري العبري، تكشف تفاصيل غير مسبوقة حول دور تقنيات الحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي التي طورتها «مايكروسوفت» في دعم العمليات العسكرية الإسرائيلية.
شراكة تقنية تعزز العدوان
بحسب الوثائق، شهدت المرحلة الأشد عنفًا من الحرب ارتفاعًا كبيرًا في اعتماد جيش الاحتلال على منصة الحوسبة السحابية «أزور» Azure التابعة لـ”مايكروسوفت”، وهذه التقنيات مكّنت وحدات الاستخبارات والقوات البرية والبحرية والجوية من تخزين وتحليل كميات هائلة من البيانات بسرعة فائقة، ما ساهم في دعم العمليات القتالية والاستخباراتية بشكل مباشر.
ومن بين الوحدات التي استفادت من هذه التقنيات ما يأتي:
– الوحدة 8200: ذراع التجسس النخبوي للجيش الإسرائيلي.
– الوحدة 81: مسؤولة عن تطوير تقنيات التجسس المتقدمة.
– وحدة أوفيك: مكلفة بإدارة قواعد بيانات “بنوك الأهداف”.
دعم فني مكثف وخدمات حساسة
كشفت الوثائق أن “مايكروسوفت” زودت جيش الاحتلال بـ19 ألف ساعة من خدمات الدعم الفني، تشمل الاستشارات الهندسية وتطوير الأنظمة، في صفقات بلغت قيمتها نحو 10 ملايين دولار بين أكتوبر 2023م ويونيو 2024م. كما قدم موظفو الشركة المشورة والدعم المباشر من داخل القواعد العسكرية الإسرائيلية.
“أزور” والذكاء الاصطناعي في خدمة العدوان
لم يقتصر دور “مايكروسوفت” على توفير خدمات الحوسبة السحابية، بل شمل أيضًا تمكين الجيش الإسرائيلي من استخدام نموذج الذكاء الاصطناعي “جي بي تي-4”، بالشراكة مع شركة “أوبن إيه آي”، وتشير الوثائق إلى ارتفاع استهلاك الجيش لهذه التقنيات بنسبة كبيرة خلال العدوان، حيث استخدمت للتعرف على الأنماط وتحليل البيانات الحساسة، إضافة إلى دعم الأنظمة “المفصولة عن الهواء” التي تعمل بشكل مستقل عن الشبكات العامة، ما يعزز من سريتها وفعاليتها.
مايكروسوفت ليست وحدها
إلى جانب “مايكروسوفت”، استفاد جيش الاحتلال من خدمات شركات أخرى مثل “أمازون” و”غوغل”، التي زودت الجيش بحلول حوسبة سحابية متقدمة، كما أظهرت الوثائق أن تقنيات “أوبن إيه آي” شكلت ربع إجمالي استهلاك الجيش من أدوات التعلم الآلي التي وفرتها “مايكروسوفت”.
انتقادات وتداعيات
رفضت “مايكروسوفت” التعليق على هذه الاتهامات، في حين أشارت منظمات حقوقية إلى أن التعاون مع جيش الاحتلال في ظل عمليات عسكرية تنتهك حقوق الإنسان قد يثير تساؤلات أخلاقية خطيرة.
وفي المقابل، دافعت شخصيات إسرائيلية عن هذا التعاون، معتبرة أن الحوسبة السحابية توفر “فعالية تشغيلية كبيرة” لدعم العمليات العسكرية.
التساؤل الأخلاقي حول التكنولوجيا والحرب
يثير هذا التحقيق تساؤلات حول دور شركات التكنولوجيا الكبرى في النزاعات المسلحة، خاصة عندما تصبح تقنياتها أداة لتعزيز العدوان والانتهاكات، هل تتحمل هذه الشركات مسؤولية أخلاقية تجاه كيفية استخدام منتجاتها؟ وكيف يمكن للمجتمع الدولي وضع ضوابط تمنع تسخير التكنولوجيا الحديثة في الحروب؟
تظل الإجابات معقدة، لكن المؤكد أن تعاون “مايكروسوفت” وشركات أخرى مع جيش الاحتلال خلال عدوانه على غزة يمثل مثالًا صارخًا على العلاقة المتشابكة بين التكنولوجيا والصراعات المسلحة.