تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

عبرت صحيفة "تليجراف" البريطانية الثلاثاء الماضي، عن رؤيتها بأن الإدارة الأمريكية تحت قيادة جو بايدن تواجه صعوبة فى السيطرة على السياسات التى يتبعها رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو فيما يتعلق بالوضع فى قطاع غزة والحرب المستمرة هناك منذ ما يقرب من عشرة أشهر.

وأوضحت الصحيفة فى تقرير تحليلى نشرته على موقعها الإلكترونى أن إسرائيل تعتمد على المسئولين الإسرائيليين فى تقييم الوضع.

فوفقًا لما يزعمه بعضهم، فإن إسرائيل على وشك تحقيق نصر كامل على حماس فى غزة.
وقد عبر نتنياهو عن هذا التفاؤل فى ٧ أبريل الماضى عندما قال لحكومته: "نحن على بعد خطوة واحدة من النصر" بعد ما يقرب من ثمانية أشهر من القتال.

فى المقابل، كان لدى تساحى هنجبي، مستشار الأمن القومى لنتنياهو، تقييم مختلف تمامًا للوضع هذا الأسبوع، حيث أشار إلى أننا "فى الشهر الخامس من عام ٢٠٢٤، مما يعنى أننا نتوقع سبعة أشهر أخرى من القتال".

ورغم اختلاف التقييمات، تشير الصحيفة إلى أن هناك حقيقة واحدة لا جدال فيها، وهى أن إسرائيل تفتقر إلى خطة واضحة فى غزة، وهو أمر تظهره بوضوح قرارات نتنياهو، الذى يعد رئيس الوزراء الأطول خدمة فى تاريخ إسرائيل.

وأضافت الصحيفة أن هذا الوضع قد يبدو غريبًا للوهلة الأولى، حيث أعلنت إسرائيل أنها تسعى لتحقيق هدفين رئيسيين من خلال هذه الحملة العسكرية، وهما هزيمة حماس وتحرير المحتجزين المتبقين، ومع ذلك، تبين أن تحقيق هذين الهدفين معًا أمر مستحيل.

وأشارت الصحيفة إلى أن نتنياهو يصر على أن الضغط العسكرى هو السبيل الوحيد لإطلاق سراح المحتجزين، لكن الوقائع على الأرض تثبت العكس.

بالنسبة لحماس، المحتجزون يمثلون أوراق مساومة تهدف إلى إجبار إسرائيل على إنهاء الحرب نهائيًا، وهو ما يرفضه نتنياهو بشكل قاطع.

وتابعت الصحيفة بأن حماس، التى تأسست قبل أكثر من ٣٥ عامًا، ليس لديها دافع لتسليم المحتجزين إلا فى مقابل وقف فورى وشامل لإطلاق النار بضمان دولي، وبدون موافقة نتنياهو على هذا الشرط، يبدو من الصعب التوصل إلى أى اتفاق بين الطرفين.

ووفقًا للصحيفة، فإنه على الرغم من تعقيد هذه القضية، فإن خطط إسرائيل لإدارة غزة بعد الحرب تبدو غير واقعية وغير موجودة فى الأساس.

وأوضحت "تيليجراف" أن أول محاولة من جانب بنيامين نتنياهو لتقديم اقتراح لما بعد الحرب، تعكس ما يود رؤيته وليس ما يمكن تحقيقه على أرض الواقع.

ووفقًا لهذا الاقتراح، ستحتفظ إسرائيل بالسيطرة الأمنية على قطاع غزة إلى أجل غير مسمى، بينما تتولى إدارة الشئون المدنية مجموعة من الفلسطينيين الذين توافق عليهم إسرائيل ولا تربطهم أى صلة بحركة حماس أو السلطة الفلسطينية.

ومع ذلك، أشارت الصحيفة إلى أن هذه الخطة قوبلت بالاستهجان، حيث لن يغامر أى فلسطينى بحياته وسمعته بالتعاون مع خطة إسرائيلية. كما أن الدول العربية لن تدعم أى خطة تسهم فى تسهيل استمرار السيطرة الإسرائيلية الفعلية على سكان غزة، الذين يبلغ عددهم ٢.٤ مليون نسمة.

وأوضحت الصحيفة أن الفكرة الأساسية وراء هذه الانتقادات هى أن أى تعاون مع إسرائيل فى هذا السياق سيعتبر خيانة من قبل الفلسطينيين وسيعرضهم لخطر الانتقام. بالإضافة إلى ذلك، ترى الدول العربية أن مثل هذه الخطة ستعزز الاحتلال الإسرائيلى بدلًا من إنهائه، وهو ما يتعارض مع أهدافهم السياسية والإنسانية فى المنطقة.

وأشارت الصحيفة إلى أن السؤال المحورى الآن هو: ما الذى سيحدث بعد ذلك؟ وللأسف، الخيارات المتاحة أمام إسرائيل تبدو محدودة للغاية.

أحد الخيارات المطروحة يمكن وصفه بـ "إعلان النصر والانسحاب"، أى أنه إذا تمكنت إسرائيل من تدمير كتائب حماس فى رفح، يمكن لقوات الاحتلال الانسحاب الكامل من غزة، مع التأكد من تأمين حدودها مع القطاع.

بذلك، يمكن لإسرائيل أن تواصل اتباع استراتيجية "قص العشب" التى انتهجتها على مدار أكثر من ١٥ عامًا، وهى استراتيجية تعتمد على التدخل العسكرى عند ظهور تهديدات جديدة من حماس، لضمان تحييدها بشكل مستمر.

وقالت الصحيفة إن هذا الخيار يمثل استراتيجية لإدارة الصراع بدلًا من حله بشكل دائم. فهو لن يعالج القضايا الأساسية التى جعلت من هذا الصراع واحدًا من أطول النزاعات فى العالم، ولن يسهم فى حله.

أما الخيار الثاني، فيتمثل فى الاحتلال العسكرى الكامل لغزة بهدف إبقاء حماس فى حالة ضعف مستمر. ومع ذلك، فإن هذا الخيار لا يحظى بتأييد إلا من الأعضاء الأكثر تطرفًا فى حكومة نتنياهو.

القيادة العسكرية الإسرائيلية نفسها لن تدعم هذا الخيار، نظرًا لما ينطوى عليه من تحديات، مثل مواجهة تمرد طويل الأمد، وتلبية الاحتياجات الأساسية لأكثر من مليونى شخص يعيشون فى غزة. بالإضافة إلى ذلك، فإن إدارة بايدن لن تدعم هذا النهج.

أما الخيار الثالث فهو إعادة السلطة الفلسطينية إلى غزة لتتولى إدارة المنطقة. ترى الصحيفة أن هذا الخيار هو الأفضل أو الأقل سوءًا بين الخيارات المتاحة، نظرًا لأن السلطة الفلسطينية تمتلك بعض الخبرة فى إدارة شئون الحكم، وتعتبر البديل الفلسطينى الوحيد لحماس فى الوقت الحالي.

واختتمت الصحيفة تقريرها التحليلى بالقول إنه بغض النظر عن القرار الذى سيتخذه نتنياهو، ينبغى على الولايات المتحدة أن تبقى بعيدًا عن التدخل المباشر فى أزمة غزة. أفضل ما يمكن لواشنطن فعله هو تقديم النصيحة لإسرائيل بعدم اتخاذ قرارات سيئة إضافية. كما يتعين على إسرائيل وبقية الأطراف المعنية فى المنطقة أن يتولوا زمام المبادرة لإيجاد حلول مستدامة.
 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: بايدن نتنياهو غزة الصحیفة إلى أن هذا الخیار حماس فى

إقرأ أيضاً:

إعلام العدو: “إسرائيل” فشلت في تحقيق أهداف الحرب وحماس لا تزال تتسيد غزة

تحدّث مراسل ومحلل الشؤون العسكرية، في صحيفة “معاريف” الصهيونية، آفي أشكنازي، عن حفاظ حركة حماس على التحكم والسلطة في قطاع غزة، وفشل “إسرائيل” في استعادة 59 أسيراً في القطاع، بعد نحو سنة ونصف من الحرب، على الرغم من التدمير الهائل والسيطرة على الميدان.

وفي تقرير، قال أشكنازي، إنّ “إسرائيل لم تنجح في تحقيق أهداف الحرب”، مشيراً إلى أنّ “الفشل في إعادة الأسرى يأتي في المقام الأول”.

وأيضاً، “اعترفوا في المؤسسة العسكرية، بشكل كامل وحاد، بأنّ 25% فقط من الأنفاق التي حفرتها وبنتها حماس في غزة، كُشفت ودُمرت من قبل الجيش الإسرائيلي”، فيما “من الممكن أن يكون عدد الأنفاق التي لدى حماس أكبر”.

وحتى هذا الصباح، “لا تزال حماس صاحبة السيادة في قطاع غزة، بحيث إنّها الجهة التي تحدد جدول الأعمال المدني، ولا تزال لديها أجهزة الشرطة وفرض النظام في القطاع، وهي من توزّع الخبز والماء”، بحسب أشكنازي.

 

“جيش” العدو يسيطر على 30% من مساحة قطاع غزة

وما وراء ذلك، “يسيطر الجيش الإسرائيلي على 30% من مساحة قطاع غزة، وقد عمّق سيطرته في شمال القطاع إلى 2 كلم من الخط الحدودي، والعازل الأمني شرقاً 1.5 كلم”، أمّا في الجنوب، فـ”تستكمل قوات الفرقة 36 في الساعات الأخيرة السيطرة على محور موراغ الذي سيُربط مع محور فيلادلفيا في الجنوب – الغربي، إلى جانب “العودة إلى منطقة كبيرة من محور نتساريم”.

وبحسب أشكنازي، فإنّ السيطرة على هذه المساحات “هي أحد الأصول الاستراتيجية، ورافعة ضغط في أي مفاوضات مستقبلية”، فيما الإجراءات التي تقوم بها كتائب الهندسة القتالية هي أحد الأصول التكتيكية المهمة، إذ سيسمح “الكشف على البنى التحتية بمناورة برية سريعة إلى أي نقطة في قطاع غزة”.

وأضاف: “لاحظوا في الجيش الإسرائيلي، أنّ حماس أنشأت مناطق قتل بواسطة عبوات ناسفة، وأصبحت المناطق ساحات عبوات لا تنتهي تقريباً، وهو ما دفع الجيش إلى إرسال كتائب الهندسة القتالية الثلاث في القوة النظامية إلى غزة، في خطوة دراماتيكية، لتصبح هذه الكتائب أهم قوة بين القوات البرية”.

وأوضح أشكنازي أنّ “الجيش الإسرائيلي لا يتحرك متراً واحداً من دون مقاتلي الهندسة القتالية، الذين ينفذون مجموعة متنوعة من المهام للتقدم في أهداف الحرب، مثل تحديد مناطق القتل المفخخة وتدميرها قبل مناورة القوات، وإيجاد وتفتيش أنفاق وتدميرها، بالتوازي مع أنشطة قوات الهندسة بالجرافات الكبيرة التي تغيّر خط الأفق ووجه قطاع غزة وتنتج مادياً مساحات التأمين”.

 

“جيش” العدو يتوجه نحو توسيع عملياته

يعتقدون في المستوى السياسي، أنّ التوسع في العملية، كما هو الآن، “سيؤدي إلى النتيجة المرجوة في الضغط على حماس، والموافقة على المقترح الأميركي للإفراج عن 11 أسيراً و16 قتيلاً، في مقابل وقف إطلاق النار لمدة 50 يوماً، أو أكثر قليلاً”.

وفي الكيان الصهيوني الغاصب، “يريدون أن يصدقوا أنّ حماس سيرفّ جفنها خلال أيام”، وقد “أتى تدمير مبنى من 4 طبقات أمس في الشجاعية في هذا السياق”، بحيث إنّ “مثل هذه الضربة، فيها تسارع وزيادة الضغط من الأعلى على حماس”.

 

مقالات مشابهة

  • نتنياهو: الخيار العسكري ضد إيران لا مفر منه إذا طالت المحادثات
  • دبلوماسي فلسطيني سابق: إسرائيل تسعى لفرض نفوذ أوسع بغزة
  • دبلوماسي فلسطيني سابق: إسرائيل تفشل في إنهاء حماس وتسعى لفرض نفوذ أوسع بغزة
  • تمرد في الجيش.. رسالة صادمة تهز إسرائيل وتثير غضب نتنياهو
  • إسرائيل تزعم: حماس تمتنع عن القتال في الأنفاق وتُركز على هذا الأمر
  • إعلام العدو: “إسرائيل” فشلت في تحقيق أهداف الحرب وحماس لا تزال تتسيد غزة
  • عودة الحرب على غزة.. نتنياهو يبحث عن نصر مطلق ويبعثر مسار التفاوض
  • نتنياهو: الخيار العسكري ضد طهران لا مفر منه إذا طالت المحادثات
  • انتقادات إسرائيلية قاسية لحكومة نتنياهو وللجيش بسبب التخبط في غزة
  • صاحب خطة الجنرالات: ثلاثة أسباب لفشل “إسرائيل” في الحرب على غزة