الجزيرة:
2025-01-22@16:57:57 GMT

تشارلي.. من حلم مستحيل إلى مسرحية موسيقية

تاريخ النشر: 3rd, August 2023 GMT

تشارلي.. من حلم مستحيل إلى مسرحية موسيقية

بعد النجاح الملحوظ الذي حققته مسرحية "تشارلي" خلال عرضها بالموسم الأول في يوليو/تموز 2022 بالقاهرة وضمن فعاليات موسم الرياض في السعودية خلال يناير/كانون الثاني الماضي على مسرح محمد العلي عاد العمل إلى العرض بموسم جديد في العاصمة المصرية.

مسرحية "تشارلي" تأليف مدحت العدل، وإخراج أحمد البوهي، وبطولة جماعية لكل من محمد فهيم، ونور قدري، وأيمن الشيوي، وداليا الجندي، والمطرب هاني مصطفى، وروان الغاب، بالإضافة إلى أكثر من 50 فنانا استعراضيا.

صمم الاستعراضات عمرو باتريك، والديكور حازم شبل، والأزياء ريم العدل، أما الألحان فألّفها إيهاب عبد الواحد ووزعها نادر حمدي، وسُجلت الموسيقى التصويرية بين فرنسا ومقدونيا.

تنتمي المسرحية إلى فئة الأعمال الموسيقية الاستعراضية الشبيهة بما يقدم على مسارح برودواي، وهو أمر غير معتاد في الوطن العربي لما تتطلبه من إنتاج ضخم.

وعلى عكس ما قد يتوقعه البعض من عمل فني عن حياة تشارلي شابلن (أحد أهم نجوم السينما والمؤثرين في صناعتها بالتاريخ وملك الكوميديا الصامتة) لا يمكن وصف المسرحية بالكوميدية بأي حال من الأحوال.

الصراع الأبدي بين السلطة والمواطن

يستعرض العمل الجانب الإنساني في حياة تشارلي، ويسلط الضوء على الصعوبات التي واجهها خلال مشواره العملي وصراعاته الداخلية، وتأثير مأساته الشخصية وعلاقته المعقدة مع أمه على إبداعاته واختياراته الفنية، وتقاطع كل ذلك مع ما يجري بالشأن السياسي العام وموقف السلطة منه.

واتسم تعاطي الجمهور مع ما شاهده على المسرح بالكثير من الوعي الممزوج بحالة خالصة من الانبهار والاستمتاع، سواء في مصر أو السعودية، وهو ما فاجأ صانعي العمل، فمع كامل إدراكهم أهمية ما يقدمونه لكن التقدير والحفاوة الفورية اللذين وجدوهما أدهشاهم وجعلاهم يعيدون تقييم الوعي الثقافي للمشاهد العربي، بل وشجعاهم على المضي قدما والتحضير لاستكمال العروض بالخارج، سواء في دول عربية أخرى أو أميركا وأوروبا.

حلم مستحيل مشترك

بدأ الأمر كحلم في 2012 حين أعلن الممثل محمد فهيم عبر صفحته على فيسبوك أمنيته بتجسيد شخصية شابلن يوما ما، وهو ما آمن به وأخذه بجدية وظل لسنوات يجتهد ليصبح نجما شاملا كتشارلي، فشرع في تعلم الرقص والغناء وبعض المهارات الحركية الأخرى التي تجعله مستعدا للفرصة ما إن تلوح في الأفق، وينوي تعلم الإخراج والموسيقى والشروع في الإنتاج وامتلاك أستوديو خاص به مستقبلا.

وبحلول 2021 شارك فهيم حلمه مع صديقه المخرج أحمد البوهي الذي تحمس للفكرة، واستمر الاثنان طوال 8 أشهر يبحثان الأمر ويشاهدان كل الأفلام والوثائقيات والسير الذاتية ويقرآن الكتب والأبحاث التي ارتبطت بشابلن، وحين اختمرت الفكرة وصار لديهما سيناريو مبدئي للعرض الذي يرغبان في تقديمه توجها إلى الكاتب مدحت العدل على أمل إقناعه بحلمهما ومشاركتهما إياه.

المفاجأة كانت إيمانه الفوري بالعمل وإصراره على كتابته بالكامل من قصة وأغنيات وأشعار وحوارات مُقفّاة حتى أنه شاهد 53 فيلما عن حياة شابلن خلال 4 أيام فقط. وهي جرعة الحماس نفسها التي صدرت عن الملحن إيهاب عبد الواحد حين عُرض عليه العمل، فمن جهة يصف عبد الواحد نفسه بأنه مجنون بحب شابلن كونه الممثل الوحيد الذي كان يؤلف الموسيقى التصويرية لأعماله ويلحن أغانيه بنفسه، ومن جهة أخرى لأنه يعشق المسرح الغنائي.

تلك الحالة المتقدة من الشغف التي تعامل بها صانعو العمل مع المشروع امتدت لتشمل الممثلين والراقصين وجعلتهم لا يتوانون عن قضاء 1800 ساعة بين التحضير والبروفات المسرحية التي شملت عشرات التعديلات والتغييرات، لتكون النتيجة نحو 30 استعراضا و40 أغنية و55 قطعة موسيقية.

عمل فني متكامل

لم يقتصر تميز العمل على الغناء والشعر والرقص والتمثيل، فقد كانت الأزياء من النقاط الإيجابية أيضا في مسرحية "تشارلي"، إذ برعت ريم العدل بتصميم أزياء مناسبة لسرعة العرض وحاجة الممثلين لتبديل الملابس خلال ثوان.

وتمكنت العدل عبر اختيارها الأزياء أن تعكس الفترة الزمنية التي دارت خلالها الأحداث، بداية من عام 1900 وطفولة تشارلي حتى عام 1972 ولحظة حصوله على جائزة الأوسكار الفخرية نظير مساهمته القيمة في صناعة السينما بعد غياب دام 20 سنة عن الولايات المتحدة الأميركية التي منع من دخولها لأسباب سياسية.

كذلك جاء الديكور للمصمم حازم شبل حقيقيا ويعكس موهبة صاحبه، ففي حين تضم المسرحيات الضخمة عادة من 8 إلى 9 تغييرات بالديكور ضمت "تشارلي" 56 تغييرا جرت بسلاسة دون أي إزعاج بصري أو قطع للحالة الشعورية واندماج الجمهور.

أما على مستوى السرد فلجأ المؤلف والمخرج إلى استخدام أسلوب سرد غير منتظم شديد التعقيد وقدماه بحرفية ملحوظة، وظل المشاهد قادرا على معرفة الخطوط الفاصلة بين الأزمان والاستمتاع بالحبكة وتداخلاتها.

ما أشبه البارحة باليوم

تعد مسرحية "تشارلي" تحديا صارخا للذائقة الجماهيرية السائدة حاليا وخطوة جريئة إن لم تكن متهورة في ظل الصعوبات الإنتاجية بعد جائحة كورونا والأزمة الاقتصادية التي تركت أثرها على الجميع.

لهذا يُحسب لصانعي العمل -وعلى رأسهم المؤلف والمنتج- الانتصار لفكرة تقديم حياة شابلن على المسرح وامتلاكهم من الشجاعة ما يكفي للربط بين الأحداث التاريخية التي جرت قديما وما يمر به العالم في الوقت الحالي من صراعات وخلافات سياسية، مسلطين الضوء على التشابه المخيف مع معاناة المواطن اليومية حاليا في ظل كساد وبطالة وخوف من الأنظمة الحاكمة.

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

وزير الصحة يبحث محاور المشروع القومي للتنمية البشرية: هدفنا توفير حياة كريمة للمصريين

ترأس الدكتور خالد عبدالغفار نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية البشرية وزير الصحة والسكان، الاجتماع الأول للجنة الاستشارية العليا للتنمية البشرية، للتباحث وتبادل الرؤى والأفكار في تنفيذ محاور المشروع القومي للتنمية البشرية، بما يضمن توفير حياة كريمة وآمنة للمواطن المصري بجميع مراحله العمرية، وبما بتوافق مع المعايير العالمية في مؤشرات التنمية البشرية.

الاستثمار في رأس المال البشري

يأتي الاجتماع، في إطار مساعٍ الدولة المصرية نحو الاستثمار في رأس المال البشري، وتوفير التنمية الذاتية والصحية والتعليمية والرياضية والثقافية والسلوكية، بهدف الوصول إلى مواطن متعلم وواعٍ وواسع الإدراك، ومُنتج ولديه مهارات تؤهله لأن يكون قادرا على التحدي ومواكبة التطور العالمي في شتى المجالات. 

وقال الدكتور حسام عبدالغفار المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، إنّ نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية البشرية، استعرض جزءًا من التقارير المحلية والدولية في ملف التنمية البشرية، مؤكدًا ضرورة الاستفادة من التقارير والمؤشرات لرسم خارطة طريق واضحة للمشروع القومي للتنمية البشرية، كما أكد أهمية التنسيق وتحقيق التكامل بين الوزارات والهيئات والجهات المعنية بملف التنمية البشرية، لتحقيق المستهدفات والخروج بنتائج مرضية للمشروع القومي، خلال فترات وجيزة.

وسائل الدعم اللوجيستية

واستكمل أنّ نائب رئيس مجلس الوزراء استعرض جانبا من الأفكار المتفق عليها من قِبل المجموعة الوزارية المُكلفة بملف التنمية البشرية، وغيرها من الجهات والهيئات ومؤسسات المجتمع المدني، لتحقيق مستهدفات المشروع القومي، مع التأكيد على استعداد المجموعة الوزارية للتنمية البشرية لتقديم وسائل الدعم اللوجيستية اللازمة لضمان استدامة العمل ضمن المشروع القومي، مع العمل على تحديد مؤشرات العمل، للتقييم والعودة إليها ومتابعة مدى الإنجاز الذي يتم تحقيقه خلال مراحل تنفيذ المشروع. 

وتابع عبدالغفار أنّ الوزير استعرض برامج المشروع القومي والتي تشمل الأم والجنين، وتستهدف خدمات الاستشارات الأسرية وفحوصات ما قبل الزواج، ومن عمر يوم إلى 6 سنوات، بتنمية مهارات الأطفال وتعزيز الإبداع، من خلال رياض الأطفال والبرامج الصحية والتربوية الهادفة، من عمر 6 إلى 18 عاما، والتي تستهدف برامج تعليمية وتدريبية ورياضية وثقافية لتنمية مهارات الشباب، ومرحلة الكبار من عمر (18 إلى 65 سنة) وتشمل برامج التدريب وبناء القدرات وتلبية احتياجات سوق العمل، وأكثر من 65 سنة وهي برامج دعم كبار السن. 

8 ركائز أساسية للمبادرة

وأشار عبدالغفار إلى أنّ الاجتماع استعرض الـ8 ركائز الأساسية للمبادرة والتي تضم «تحسين الرعاية الصحية، ورفع مستوى المعيشة، وتعزيز جودة التعليم، وتشجيع الابتكار والتطوير، وتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وتعزيز ممارسة الرياضة، وغرس القيم والأخلاق»، كما استعرض بعض المؤشرات الصحية، والتي تتوقع زيادة متوسط العمر عند الولادة من 71.6% عام 2024 إلى 75 سنة حتى 2030، بنسبة 69.1% للذكور، و74.1% للإناث، وخفض معدل وفيات الأطفال الرضع لكل 1000 مولود من 18.9% عام 2022 إلى 7.9% عام 2030، وزيادة معدل التغطية بالتطعيمات الأساسية من 96.2% عام 2023 إلى 100% عام 2030، وخفض معدل التقزم بين الأطفال من (0- 5) سنوات من 13% عام 2021 إلى 11.7 عام 2030.

وأضاف أنّ الوزير ألقى الضوء على خطط وزارة العمل لخفض معدل البطالة، وتحدث عن قضايا التمكين الاجتماعي والاقتصادي والسياسي للمرأة، كما تحدث عن قضايا الطفولة والأمومة، مؤكدا أهمية الملف الرياضي ضمن المشروع القومي، الذي يستهدف مضاعفة عدد المستفيدين من برامج وأنشطة ممارسة الرياضة، مع التوسع في ممارسة الرياضة المدرسية والجامعية بنسبة 20%، وتعزيز ممارسة الرياضة بالمصانع والشركات، والتوسع في الممارسات الرياضية لذوي الاحتياجات، كما سلط الضوء على ملف الثقافة، باكتشاف ودعم المواهب وزيادة معدلات القراءة، وزيادة أعداد المدرسين المُدربين.

واستكمل «عبدالغفار» أنّ الوزير جدد تأكيده على أهمية الاستغلال الأمثل للوسائل الإعلامية، بحيث يتم توظيف ملف التنمية البشرية، ضمن البرامج والدراما والسينما، بما يساهم في تشكيل الأفكار البناءة للمواطن المصري، ورفع مهاراته وقدراته، بحيث يصبح الفرد أكثر وعيًا وإنتاجية ومفيدٍ لنفسه وللمجتمع ككل. 

وأشار المتحدث الرسمي إلى أنّ نائب رئيس مجلس الوزراء، استمع إلى جميع أفكار ومقترحات أعضاء اللجنة، فيما يخص وضع آليات تنفيذ المشروع بطرق محددة وعاجلة، حيث جاءت الرؤى العملية، في أهمية متابعة أداء العمل والأثر فور تنفيذ محاور المشروع، وبناء عليه إتخاذ الإجراءات اللازمة وفقًا لذلك، وكذلك قياس مؤشرات الأداء لكافة المبادرات المختلفة بالمجتمع، مع أهمية تشجيع الفكر الإنساني بطرق أكثر إيجابية وفاعلية مع المجتمع، وإشراك الفرد ضمن منظومة التطوير المجتمعي الشامل.

ولفت «عبدالغفار» إلى أن الاجتماع ناقش الأفكار حول أهمية قياس المهارات العملية بسوق العمل، وتحديد الاحتياجات الخاصة بالسوق للقطاعين العام والخاص، مع تغيير بعض المفاهيم السلبية وتعزيز مفهوم بناء الإنسان المنتج والواعي، بما يساهم في توجيه كامل طاقته وأفكاره الإيجابية نحو البناء الشامل للمجتمع.

مقالات مشابهة

  • بأمسية موسيقية.. أربيل تحتفل بذكرى تأسيس جمهورية مهاباد الكوردية (صور)
  • هذه الدول التي لديها أطول وأقصر ساعات عمل في العام 2024 (إنفوغراف)
  • زهرة البجاري: تمرير تعديل الموازنة اليوم مستحيل
  • المسند: اقتراح ترامب لتغيير اسم خليج المكسيك أمر مستحيل.. فيديو
  • يانجو بلاي تكشف عن ميزات موسيقية جديدة
  • اليوم.. آخر موعد لتلقي طلبات شغل وظائف وزارة العدل 2025
  • مسرحية الشرخ لـ أمير نبيه تادرس في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2025
  • رانيا فريد شوقي تكشف كواليس نجاح مسرحية مش روميو وجوليت
  • ضيف شرف معرض الكتاب 2025.. سلطنة عمان تقدم ندوات وأزياء وشعر وفرق موسيقية تراثية وحديثة
  • وزير الصحة يبحث محاور المشروع القومي للتنمية البشرية: هدفنا توفير حياة كريمة للمصريين